رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اليوم الجمعة يعرف العالم أن رئيس الولايات المتحدة هو دونالد ترامب ولن تحدث مفاجآت الطعن من جانب الخاسر، كما سبق أن شهدنا سنة 2020 بين ترامب وبايدن، بعد أن اعترفت منافسته هاريس بفوزه وهنأته ولكن ليعلم العرب والمسلمون بأن القضايا التي شغلت الرأي العام الأمريكي وتداولها المتنافسان طيلة عام من الحملات لا تحتل فيها جريمة الإبادة في غزة ثم في لبنان سوى الدرجة الخامسة في باب السياسة الخارجية لكلا المترشحين الاثنين والقضايا حسب الترتيب هي:
-الاقتصاد ومعيشة الأمريكي.
- التغطية الصحية للأسرة الأمريكية والتعامل مع الإجهاض والمخدرات.
-غلق الحدود بين المكسيك وبلادهم والهجرة عموما.
-حماية البيئة من التلوث.
-برامج غزو الفضاء وتطوير السلاح النووي.
-وأخيرا موقف واشنطن من سلوك إسرائيل الخارج عن القانون الدولي!
نعم أي أن ما نعتبره نحن العرب أم القضايا والقضية المقدسة للمسلمين لا يعدو لدى الناخب الأمريكي بسبب جيناته التاريخية أن يكون أمرا هامشيا ودرجة خامسة!
وفي هذا الصدد أعلن ترامب فوزه مبكرا وقال: حصلنا على الأغلبية بمجلس الشيوخ وفزنا في الولايات المتأرجحة وأصبحت الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة وتعهد ترامب بالقول: «سأجعل أمريكا عظيمة مجددا وسنصحح وضع حدودنا ووصف فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه انتصار تاريخي وسياسي لم تر الولايات المتحدة مثيلا له من قبل» ولنعرف أسرار النظام الانتخابي الأمريكي يجب نعرف أن الولايات الأربع والعشرين تستقل كل منها باختيار سياساتها وأولوياتها كما نرى في منع أو تحرير الإجهاض ومنع أو عدم منع بيع المخدرات أو الأسلحة النارية الى آخر القائمة ولدى كل ولاية حكومة وسياسة خارجية مستقلة وبرلمان جهوي يشرع ويراقب قبل الوصول الى الميثاق الفيدرالي الذي يلزم الجميع ويرفع للجميع راية واحدة ذات النجوم المعروفة، وكذلك عملة وطنية واحدة هي الدولار طبعا وهو المهيمن بإرادة الجميع على اقتصاد العالم كله شرقه مثل غربه قبل أن تتحرك روسيا والصين وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن وتتمتعان بحق الفيتو نفسه الذي عطل القرارات الأممية وانحرف بالشرعية الدولية الى تقزيم منظمة الأمم المتحدة فبعدما أرادتها الأمم جهاز تنفيذ قرارات الأغلبية أصبحت محل ازدراء الشعوب المستضعفة التي لا تجدها نصيرة للحق بل تعتبرها يدا مسخرة لطعن الحق وإشاعة الباطل وتبرير جرائم الابادة والتهجير وقتل الأطفال.
تجدر الاشارة الى أن النظام الانتخابي الأمريكي منصوص عليه في المادة الثانية من الدستور، حيث تقوم كل ولاية باختيار الناخبين الذين يصوتون للرئيس وبشكل عام تقوم كل ولاية بتعيين الناخبين بالطريقة التي ترغب فيها وعادة ما تعطي أصواتها لتعكس التصويت الشعبي لولايتها وبعبارة أخرى إذا فاز الجمهوري بالتصويت الشعبي في ولاية ما فإن كل تلك الأصوات الانتخابية ستذهب إليه في حين أن فوز الديمقراطيين سيؤدي إلى ذهاب الأصوات الانتخابية إلى الديمقراطي المترشح ولم يتم اختيار هذا النظام إلا بعد استبعاد جميع الخيارات الأخرى أثناء صياغة دستور الولايات المتحدة، حيث اقترح الآباء المؤسسون أن ينتخب الكونغرس الرئيس لكن هذا تم استبعاده لأن من شأنه أن ينتهك الفصل بين السلطات من خلال منح السلطة التشريعية قدرًا كبيرًا من السلطة وكان هناك اقتراح آخر يقضي بانتخاب الرئيس بشكل مباشر، حيث يتمتع كل شخص بصوته الخاص وبالتالي فإن كل صوت له أهمية ولكن لم يكن من الممكن أن تقبل الولايات الجنوبية التي كانت تمتلك العبيد ولا تمنع العبودية هذا الأمر على الإطلاق لأن تعداد السكان هناك كان منحرفاً إلى حد كبير بسبب انتشار العبيد الذين لم يتمكنوا من التصويت، ولكن هذا يعكس أيضًا قضية أخرى قائمة على السكان كانت جزءًا رئيسيًا من كيفية هيكلة نظام الحكومة الأمريكية لأنه لن تتمكن الولايات الأصغر مثل ماريلاند وكونيكتيكت ذات السكان الأصغر عددا والأراضي الأصغر مساحة من الحصول على نفس مستوى السكان مثل الولايات الأكبر مثل نيويورك وجورجيا، وكان الحل الوسط في هذه القضية هو إنشاء كونغرس ثنائي المجلس، حيث يعتمد مجلس النواب على عدد السكان بينما يمنح مجلس الشيوخ تمثيلًا متساويًا لكل ولاية كما تمت تهدئة الولايات التي تعتمد على العبيد من خلال تسوية الثلاثة أخماس، والتي تنص على احتساب ثلاثة أخماس سكان العبيد في كل ولاية من إجمالي عدد ممثليها في الكونجرس وقوتهم في المجمع الانتخابي على الرغم من تصحيح هذا الخلل في التعديل الرابع عشر في عام 1868 كان هذا هو جوهر اختيار الهيئة الانتخابية؛ لأنه بما أن العبيد لم يُسمح لهم بالتصويت فإن الولايات التي يقطنها العبيد كانت تتمتع بقوة تصويتية أقل بطبيعتها إذا تم تحديد الرئاسة من خلال التصويت الشعبي فقط وباستخدام تسوية الثلاثة أخماس. كان لكل ولاية من ولايات العبيد قوة تصويتية أكبر. كان السبب الآخر لاختيار الناخبين هو ظاهريًا بمثابة حصن ضد الفساد والتصويت الجماعي. كانت الفكرة هي أن الناخبين باعتبارهم مسؤولين أذكياء ومتعلمين سيكونون على دراية بالسياسة وسيكونون قادرين على اختيار المرشح الأفضل إذا ضُللت عامة الناس بحملات ذكية تغشهم. وبما أن الدستور ينص صراحة على أن الناخبين لا يمكنهم تولي مناصب اتحادية فقد كان يُعتقد أنهم لن يكونوا تحت تأثير أي من المرشحين ويمكن بدلاً من ذلك اختيارهم من قبل الشعب.
* ولنعرف نحن العرب ماذا ينتظرنا من انتخاب (دونالد ترامب) في طبعته الثانية علينا ألا نتشاءم ونخاف بل بالعكس سنضطر الى التحالف فيما بيننا والاستعداد للتعامل مع (ترامب) على أنه رجل أعمال وباحث عن الصفقات، وهذا أهم ما يميزه عن (بايدن) الزعيم السياسي الأيديولوجي الذي كان شريكا في حرب الإبادة، كيف وبماذا سنقايض رجل الأعمال؟ الغاز والنفط لا يهمانه فأمريكا لديها ما يكفيها بل تصدرهما، بالثروة المالية؟ حتما لا. فقد جربت هذه الصفقة وفشلت وكدنا نخسر كل فلسطين بمخطط «صفقة القرن» سنة 2017 التي روج لها صهره (جاريد كوشنير) وأفشلتها مواقف معروفة لزعماء عارضوها ورفضوها.
بقيت لنا ثروة لا تقدر بثمن وهي مواقعنا الاستراتيجية في قلب الكرة الأرضية وهي مناطق النفوذ التي يبحث عنها العمالقة، ولهذا السبب ندرك أن (بوتين) صديق لترامب بل ساعد على انتصاره وأن الصين هي عدوه الأول؛ لأن ترامب أثقل منتجاتها بالضرائب في عهدته الأولى، وهي اليوم تتجرأ على منافسته في عقر أمريكا فتفاجئه مثلا بالسيارة الكهربائية ذات التكنولوجيا العالية التي ابتكرتها شركة (هواوي) هذا العام والتي يستحيل على الصناعة الأمريكية أن تنتج مزاحمة لها قبل عام 2029.
علينا أن نتجه نحن العرب والمسلمين الى الصين فننخرط في منظمة البريكس دون أية قطيعة مع شريكنا الأمريكي التقليدي أو نعقد اتفاقيات تجارية لتوريد منتجات صينية نتعلم نحن تصنيعها وهو ما تضبطه معاهدات بينها وبيننا ونحن متحالفون، لهذه الأسباب نعتبر إعادة انتخاب ترامب فرصة لتحقيق وحدتنا.
من الرياض.. أطيب التهاني للدوحة بيومها الوطني
من فضل الله تعيش دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مرحلة غير مسبوقة من التقارب والتنسيق، تعمّقها رؤى قادتها... اقرأ المزيد
27
| 13 ديسمبر 2025
العدالة المعلقة بين النية المبطنة والإبادة المعلنة 1-2
على شريط ساحلي قبالة بحر أبيض، وبتوقيت يكاد يتفق واللحظة، تُعاد كتابة التاريخ بدمٍ لا يزال يجري طوفانه!... اقرأ المزيد
33
| 13 ديسمبر 2025
ذوو الهمم في حياتنا
يحتفل العالم في الثالث من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. ذلك اليوم الذي يدعو... اقرأ المزيد
63
| 12 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو الطيب» يتألق في نَظْم الشعر.. وفي تنظيم البطولات تتفوق قطر - «بطولة العرب» تجدد شراكة الجذور.. ووحدة الشعور - قطر بسواعد أبنائها وحنكة قادتها تحقق الإنجاز تلو الآخر باستضافتها الناجحة للبطولات - قطر تراهن على الرياضة كقطاع تنموي مجزٍ ومجال حيوي محفز - الحدث العربي ليس مجرد بطولة رياضية بل يشكل حدثاً قومياً جامعاً -دمج الأناشيد الوطنية العربية في نشيد واحد يعبر عن شراكة الجذور ووحدة الشعور لم يكن «جحا»، صاحب النوادر، هو الوحيد الحاضر، حفل افتتاح بطولة «كأس العرب»، قادماً من كتب التراث العربي، وأزقة الحضارات، وأروقة التاريخ، بصفته تعويذة البطولة، وأيقونتها النادرة. كان هناك حاضر آخر، أكثر حضوراً في مجال الإبداع، وأبرز تأثيراً في مسارات الحكمة، وأشد أثرا في مجالات الفلسفة، وأوضح تأثيرا في ملفات الثقافة العربية، ودواوين الشعر والقصائد. هناك في «استاد البيت»، كان من بين الحضور، نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، مهندس الأبيات الشعرية، والقصائد الإبداعية، المبدع المتحضر، الشاعر المتفاخر، بأن «الأعمى نظر إلى أدبه، وأسمعت كلماته من به صمم»! وكيف لا يأتي، ذلك العربي الفخور بنفسه، إلى قطر العروبة، ويحضر افتتاح «كأس العرب» وهو المتباهي بعروبته، المتمكن في لغة الضاد، العارف بقواعدها، الخبير بأحكامها، المتدفق بحكمها، الضليع بأوزان الشعر، وهندسة القوافي؟ كيف لا يأتي إلى قطر، ويشارك جماهير العرب، أفراحهم ويحضر احتفالاتهم، وهو منذ أكثر من ألف عام ولا يزال، يلهم الأجيال بقصائده ويحفزهم بأشعاره؟ كيف لا يأتي وهو الذي يثير الإعجاب، باعتباره صاحب الآلة اللغوية الإبداعية، التي تفتّقت عنها ومنها، عبقريته الشعرية الفريدة؟ كيف لا يحضر فعاليات «بطولة العرب»، ذلك العربي الفصيح، الشاعر الصريح، الذي يعد أكثر العرب موهبة شعرية، وأكثرهم حنكة عربية، وأبرزهم حكمة إنسانية؟ كيف لا يحضر افتتاح «كأس العرب»، وهو الشخصية الأسطورية العربية، التي سجلت اسمها في قائمة أساطير الشعر العربي، باعتباره أكثر شعراء العرب شهرة، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق في مجال التباهي بنفسه، والتفاخر بذاته، وهو الفخر الممتد إلى جميع الأجيال، والمتواصل في نفوس الرجال؟ هناك في الاستاد «المونديالي»، جاء «المتنبي» من الماضي البعيد، قادماً من «الكوفة»، من مسافة أكثر من ألف سنة، وتحديداً من العصر العباسي لحضور افتتاح كأس العرب! ولا عجب، أن يأتي «أبو الطيب»، على ظهر حصانه، قادماً من القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، لمشاركة العرب، في تجمعهم الرياضي، الذي تحتضنه قطر. وما من شك، في أن حرصي على استحضار شخصية «المتنبي» في مقالي، وسط أجواء «كأس العرب»، يستهدف التأكيد المؤكد، بأن هذا الحدث العربي، ليس مجرد بطولة رياضية.. بل هو يشكل، في أهدافه ويختصر في مضامينه، حدثاً قومياً جامعاً، يحتفل بالهوية العربية المشتركة، ويحتفي بالجذور القومية الجامعة لكل العرب. وكان ذلك واضحاً، وظاهراً، في حرص قطر، على دمج الأناشيد الوطنية للدول العربية، خلال حفل الافتتاح، ومزجها في قالب واحد، وصهرها في نشيد واحد، يعبر عن شراكة الجذور، ووحدة الشعور، مما أضاف بعداً قومياً قوياً، على أجواء البطولة. ووسط هذه الأجواء الحماسية، والمشاعر القومية، أعاد «المتنبي» خلال حضوره الافتراضي، حفل افتتاح كأس العرب، إنشاد مطلع قصيدته الشهيرة التي يقول فيها: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم» «وتأتي على قدر الكرام المكارم» والمعنى المقصود، أن الإنجازات العظيمة، لا تتحقق إلا بسواعد أصحاب العزيمة الصلبة، والإرادة القوية، والإدارة الناجحة. معبراً عن إعجابه بروعة حفل الافتتاح، وانبهاره، بما شاهده في عاصمة الرياضة. مشيداً بروعة ودقة التنظيم القطري، مشيراً إلى أن هذا النجاح الإداري، يجعل كل بطولة تستضيفها قطر، تشكل إنجازاً حضارياً، وتبرز نجاحاً تنظيمياً، يصعب تكراره في دولة أخرى. وهكذا هي قطر، بسواعد أبنائها، وعزيمة رجالها، وحنكة قادتها تحقق الإنجاز تلو الآخر، خلال استضافتها الناجحة للبطولات الرياضية، وتنظيمها المبهر للفعاليات التنافسية، والأحداث العالمية. وخلال السنوات الماضية، تبلورت في قطر، مرتكزات استراتيجية ثابتة، وتشكلت قناعات راسخة، وهي الرهان على الرياضة، كقطاع تنموي منتج ومجزٍ، ومجال حيوي محفز، قادر على تفعيل وجرّ القطاعات الأخرى، للحاق بركبه، والسير على منواله. وتشغيل المجالات الأخرى، وتحريك التخصصات الأخرى، مثل السياحة، والاقتصاد، والإعلام والدعاية، والترويج للبلاد، على المستوى العالمي، بأرقى حسابات المعيار العالمي. ويكفي تدشينها «استاد البيت»، ليحتضن افتتاح «كأس العرب»، الذي سبق له احتضان «كأس العالم»، وهو ليس مجرد ملعب، بل رمز تراثي، يجسد في تفاصيله الهندسية، معنى أعمق، ورمزا أعرق، حيث يحمل في مدرجاته عبق التراث القطري، وعمل الإرث العربي. وفي سياق كل هذا، تنساب في داخلك، عندما تكون حاضراً في ملاعب «كأس العرب»، نفحات من الروح العربية، التي نعيشها هذه الأيام، ونشهدها في هذه الساعات، ونشاهدها خلال هذه اللحظات وهي تغطي المشهد القطري، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه. وما من شك، في أن تكرار نجاحات قطر، في احتضان البطولات الرياضية الكبرى، ومن بينها بطولة «كأس العرب»، بهذا التميز التنظيمي، وهذا الامتياز الإداري، يشكل علامة فارقة في التنظيم الرياضي. .. ويؤكد نجاح قطر، في ترسيخ مكانتها على الساحة الرياضية، بصفتها عاصمة الرياضة العربية، والقارية، والعالمية. ويعكس قدرتها على تحقيق التقارب، بين الجماهير العربية، وتوثيق الروابط الأخوية بين المشجعين، وتوطيد العلاقات الإنسانية، في أوساط المتابعين! ولعل ما يميز قطر، في مجال التنظيم الرياضي، حرصها على إضافة البعد الثقافي والحضاري، والتاريخي والتراثي والإنساني، في البطولات التي تستضيفها، لتؤكد بذلك أن الرياضة، في المنظور القطري، لا تقتصر على الفوز والخسارة، وإنما تحمل بطولاتها، مجموعة من القيم الجميلة، وحزمة من الأهداف الجليلة. ولهذا، فإن البطولات التي تستضيفها قطر، لها تأثير جماهيري، يشبه السحر، وهذا هو السر، الذي يجعلها الأفضل والأرقى والأبدع، والأروع، وليس في روعتها أحد. ومثلما في الشعر، يتصدر «المتنبي» ولا يضاهيه في الفخر شاعر، فإن في تنظيم البطولات تأتي قطر، ولا تضاهيها دولة أخرى، في حسن التنظيم، وروعة الاستضافة. ولا أكتب هذا مديحاً، ولكن أدوّنه صريحاً، وأقوله فصيحاً. وليس من قبيل المبالغة، ولكن في صميم البلاغة، القول إنه مثلما يشكل الإبداع الشعري في قصائد «المتنبي» لوحات إبداعية، تشكل قطر، في البطولات الرياضية التي تستضيفها، إبداعات حضارية. ولكل هذا الإبداع في التنظيم، والروعة في الاستضافة، والحفاوة في استقبال ضيوف «كأس العرب».. يحق لدولتنا قطر، أن تنشد، على طريقة «المتنبي»: «أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي» «وأسعدت بطولاتي من يشجع كرة القدمِ» وقبل أن أرسم نقطة الختام، أستطيع القول ـ بثقة ـ إن هناك ثلاثة، لا ينتهي الحديث عنهم في مختلف الأوساط، في كل الأزمنة وجميع الأمكنة. أولهم قصائد «أبو الطيب»، والثاني كرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية العالمية الأولى، أمــــا ثالثهم فهي التجمعات الحاشدة، والبطولات الناجحة، التي تستضيفها - بكل فخر- «بلدي» قطر.
2325
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2256
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل كراية مرفوعة تتقدم بثبات لا يعرف الانحناء. خطا اللاعبون إلى العشب بخطوات واثقة، كأنهم يحملون على صدورهم تاريخًا يرفض أن يُمحى، وكأن كل نظرة منهم تعلن أن حضورهم موقف لا مجرد مشاركة. لعبوا بروح عالية، روح تدرك أنها تمثل وطنًا يقف رغم العواصف، وطنًا يُعلن في كل لمسة كرة أنه باق، صامد، وشامخ مهما ضاقت به الأيام. المنتخب الفلسطيني قدم أداءً أذهل النقاد وأوقف الجماهير احترامًا. لم يكن الفوز ولا التعادل وليدي صدفة، بل ثمرة بناء ذهني وشراكة وجدانية بين لاعب يعرف لماذا يلعب، ومدرب يحول الحلم إلى خطة، والخطة إلى واقع. منذ اللحظة الأولى ظهر الفريق كجسد واحد، تتشابك أرواح لاعبيه بخيط خفي. لم تلعب فلسطين بأقدام كثيرة، بل بقلب واحد. كانت احتفالاتهم بالأهداف تُشبه عودة غائب طال اشتياقه، وتحركاتهم الجماعية تؤكد أن القوة الحقيقية تولد من روح موحدة قبل أن تولد من مهارة فردية. ولم يعرف اللاعبون طريقًا إلى التراجع؛ ضغط مستمر، والتزام دفاعي صلب، واندفاع هجومي يُشبه الاندفاع نحو الحياة. في مباراتهم الأولى أمام قطر لعب "الفدائي" بثقة المنتصر، فانتزع فوزًا مستحقًا يليق بروح تقاتل من أجل الشعار قبل النقاط. وفي مواجهة تونس، ورغم صعوبة الخصم، حافظ اللاعبون على حضورهم الذهني؛ لم يهتزوا أمام ضغط الجمهور ولا لحظات الحماس، بل لعبوا بميزان دقيق يعرف متى يتقدم ومتى يتراجع. فجاء التعادل إعلانًا أن فلسطين جاءت لتنافس، لا لتكمّل المشاركة. وراء هذا الأداء كان يقف مدرب يعرف لاعبيه كما يعرف صفحات كتابه المفضل. وظف قدراتهم بذكاء، وزع الأدوار بانسجام، وأخرج من كل لاعب أفضل ما لديه. وبدا الفريق كآلة متقنة، يعرف كل جزء فيها دوره، وتتحرك جميعها بتناغم ينبض بالحياة والتكيف. كلمة أخيرة: لقد كتب الفدائي اسمه في كأس العرب بمداد الفخر، ورفع رايته عاليًا ليذكرنا أن الرياضة ليست مجرد لعبة بل حكاية وطن.
1458
| 06 ديسمبر 2025