رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

612

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

رفض ترامب ونتنياهو مخرجات قمة فلسطين العربية حول غزة!!

09 مارس 2025 , 01:00ص

يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما ترفضه الدول العربية ومنظمات إقليمية ودولية.

اجتمع العرب في قمتين تشاورية في السعودية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن. وقمة طارئة مؤجلة في القاهرة في 4 مارس الجاري للتوصل لموقف عربي جماعي حول القضية الفلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة.

شكّلت القمم الأربعة بشأن غزة التي عُقدت منذ نوفمبر 2023- ونوفمبر 2024 في الرياض منذ حرب الإبادة الإسرائيلية، بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين- دون أن تحقق القمم العربية الطارئة الاختراق وكسر الحصار وإدخال "قوافل المساعدات إلى غزة" ووقف حرب الإبادة التي عُلقت فيها "العمليات العدائية"، في 19 يناير الماضي قبل يوم من بدء رئاسة الرئيس ترامب الثانية وبضغط منه على نتنياهو وعلى حكومته الائتلافية المتشددة. وليس وقف الحرب. الذي رُحّل للمرحلة الثانية التي كان مفترضا بدء تنفيذه حسب اتفاق وقف إطلاق النار مطلع شهر مارس وبدء شهر رمضان المبارك الجاري.

لم يكن مفاجئا إعلان الطرف الإسرائيلي عن رفض مخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة بتبني القمة العربية بالإجماع المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون ترحيل سكانها- كما يقترح ترامب في مخططه الذي رفضته الأطراف العربية تطهيرا عرقيا لمليوني فلسطيني عانوا حرب إبادة، يرّوج لها ترامب ويباركه نتنياهو وعتاة اليمين المتطرف في ائتلافه..

سعت القمة العربية الطارئة في القاهرة يوم 4 مارس الجاري، لبلورة موقف عربي جامع بتبني المبادرة المصرية كبديل عن مخطط الرئيس ترامب الذي يكرره بمباركة ودعم من نتنياهو واليمين المتطرف في حكومته الرافضين الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بوقف كلي للحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة والمعابر وإطلاق سراح جميع الأسرى.

واضح هدفت القمة التوصل إلى الحد الأدنى من التوافق للرد على مخطط نتنياهو ووضع الكثير من العصي وقليل من الجزر. برغم تأكيد الخطة على رفع الأنقاض وبناء 200 ألف وحدة سكنية، لكنها اتبعت الغموض البناء حول اليوم التالي والجهة التي ستدير القطاع بعد وقف إطلاق النار؟ وقوات حفظ السلام؟ ومن سيشارك في تمويل والإشراف على إعادة الإعمار؟ ودور حماس والسلطة الفلسطينية المستقبلي في إدارة القطاع؟ وماذا عن قيادات وعناصر حماس وسلاحها؟! وماذا عن ضمانات شن حروب إسرائيلية جديدة على غزة وتدمير ما تم إعادة إعماره: بنى تحتية ومنازل وطرق ومحطات كهرباء وميناء ومطار. وحسب رؤية الرئيس ترامب الذي نشر فيديو بالذكاء الاصطناعي (تعرض لانتقادات لاذعة)، يتخيل غزة منتجعات سياحية مطلة على البحر الأبيض المتوسط ومباني فخمة وحتى برج ترامب وسط غزة. كل تلك الأسئلة تركت بلا إجابات واضحة.

نجحت القمة ببلورة موقف عربي جماعي موحد يرفض التهجير، واتخاذ الإجراءات القانونية والدولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وخطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم "وأولوية استكمال وقف إطلاق النار في غزة والضفة الغربية، ونشر قوات حفظ سلام لحماية الشعب الفلسطيني".

كان متوقعاً رفض نتنياهو وترامب مخرجات القمة العربية، وأكد البيت الأبيض تمسك الرئيس ترامب بخطته بالاستحواذ على غزة بلا مقابل وإعادة إعمارها من غير سكانها وحركة حماس. وانتقد نتنياهو الخطة العربية- ووصف "خطةَ إعادة الإعمار لم تتناول حقائقَ الوضع بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023. ولذلك يتعنت نتنياهو ويعطل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي قادته الوساطة الأمريكية-ممثل ترامب إلى الشرق الأوسط المبعوث ستيف ويتكوف - وقطر ومصر- بوقف الأعمال العدائية وتبادل 33 أسيرا لدى حماس مقابل الإفراج عن حوالي 2000 فلسطيني معتقلين في السجون الإسرائيلية وأطلق سراحهم إلى الضفة الغربية والقدس وغزة وبعض الأسرى تم ترحيلهم إلى مصر بإصرار إسرائيلي.

بل يطالب نتنياهو واليمين المتطرف بتمديد المرحلة الأولى لـ 50 يوماً إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الفصح اليهودي- في شراء للوقت- وتخريب الاتفاق حتى لا يسقط تحالف نتنياهو الهش بعد تهديد سموترتش بالانسحاب من التحالف إذا توقفت الحرب والانتقال للمرحلة الثانية. وذلك بالتنسيق وتفهم ترامب وويتكوف مبعوثه للشرق الأوسط.

والملفت أن إدارة ترامب كافأت نتنياهو وحكومته منذ اجتماع الرئيس ترامب مع نتنياهو مطلع فبراير الماضي-كأول مسؤول أجنبي يجتمع معه ترامب في البيت الأبيض قبل اجتماعاته مع رئيس وزراء اليابان والعاهل الأردني الملك عبدالله ورئيس وزراء الهند. بالإضافة إلى المصادقة على صفقات أسلحة بقيمة 12 مليار دولار، بما فيها أسلحة كانت إدارة بايدن قد جمدت ورفضت إرسالها مثل القنابل زنة 2000 رطل لقدراتها التدميرية الهائلة في المناطق السكنية، ورفع العقوبات عن قادة المستوطنين لأنشطتهم التخريبية واعتداءاتهم في الضفة الغربية، وحتى استقبال وزير المالية المتطرف سموترتش في واشنطن بعدما كانت إدارة بايدن قد قطعت التواصل معه ومنعت زياراته مع الوزير المتطرف بن غفير. ما يعني تجاوز إدارة ترامب في اصطفافها وتبني سرديات ومواقف حكومة نتنياهو أكثر من إدارة بايدن التي كانت منحازة كليا للموقف العدواني الإسرائيلي بتقديم الدعم والإسناد والتسليح وتوفير الغطاء باستخدام الفيتو خمس مرات لحماية إسرائيل.

وفي استمرار لتناقضات مواقف ترامب، وبعد تسريب (إسرائيل) اجتماعات بين مسؤول شؤون الأسرى الأمريكيين وممثلين عن حماس بوساطة قطرية في الدوحة في التفاف على نتنياهو وإصراره على تعطيل اتفاق وقف النار وصفقة تبادل الأسرى، هدد ترامب ووجه إنذاراً أخيراً لحماس بإطلاق جميع الأسرى وإلا سيفتح على حماس وقادتها وحتى على سكان غزة أبواب جهنم!!

وهكذا يبقى المشهد ملتبسا وضبابيا ولا يدعو للتفاؤل بوضع حد للصراع والحرب والفوضى ما يبقي المنطقة بأسرها على صفيح ساخن!!

مساحة إعلانية