رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
للعطاء الذي نُبادر به ويكون منَّا لأسباب تعتنقها قلوبنا الصافية لذة لا يدركها سواه من يُدرك معنى العطاء الحقيقي، ويُبادر به في كل مرة دون أن يُسلم أو يخضع لتوجيهات غيره؛ لتأتي ثمار كل ما قد كان منه خالصة له وخاصة به، وإن لم تكن تابعة لذاك الهدف الذي خرج من أجله (صاحبنا) منذ البداية المُطلقة، والحق أن تلك اللذة التي تلحق بنا جميعاً بعد أي عطاء نُبادر به لا تُنسى، بل تظل حاضرة ولوقت طويل يكاد لا ينتهي حتى يطل ما يحمل بين طياته لذة أكبر، وهو ما يكون عادة حين نجد ما يقابل كل ما قد كان منا من عطاء وهو يُقبل جبينه بشيء من (التقدير)، الذي يُنعش القلوب ويُحملها على متابعة ذات المسار ودون توقف قد يُرغمها على ذلك، غير أنه لن يتمكن من تحقيق غرضه؛ لأن التقدير الذي لحق بها تلك القلوب قد زادها قوة وصلابة، وجعلها أكثر قدرة على تقديم المزيد. حقيقة فإن هذه الكلمات التي تقدمت بها لم تكن؛ لتأتي من فراغ، فهي نتيجة حتمية لتقدير يلحق بكل ما أتقدم به من جهود سخرتها لجمهور هذا العمود وصفحة (الزاوية الثالثة)، الجمهور الذي يتلقى ويلقف كل ما أقدمه له، ولا يستحق مني لفعلته تلك سواه الوعد بمتابعة ما قد بدأت به وعلى خير وجه إن شاء الله.
وماذا بعد؟
(النصائح مجانية) كلمات تتكرر كثيراً، ونسمعها بين الحين والآخر كمبرر لا يستند إليه إلا ذاك الذي يملك خبرة (ما) يرغب ببثها للآخرين غير أنه لا يجد من يلقفها منه؛ لذا يأتي بما يرغب به كنصيحة مجانية يُعلق على ظهرها لافتة كُتب عليها (سيكسب كل من سيأخذ بنصيحتي، وسيخسر كل من سيُلقي بها جانباً)، والحق أن فكرة تلخيص التجارب والخبرات وتحويلها لجملة من النصائح الخفيفة ذات الحجم الصغير؛ للتقدم بها ومن بعد لا يكون إلا من الشخصيات الكريمة التي تملك في أعماقها من الخير ما يكفي؛ لمعاونة من حولها على تحسين أوضاعهم، وهو العمل الذي يستحق (رفع القبعة) من جهة، والفوز بكلمات الشكر والثناء من جهة أخرى، غير أنه ما لن يحصد ذات النتائج متى تجاوزت تلك الشخصيات حدودها وتحولت من كريمة لأخرى لئيمة ولئيمة جداً. أدرك تماماً أن هذه اللحظة لن تمرق بسهولة وذلك؛ لوجود من سيتوقف؛ لمراقصة علامات التعجب التي ستدور من حوله، وستجبره على التفكير بالسبب الذي حَوَل تلك الشخصيات من وإلى؟ ولأني لا أرغب لتلك الرقصة بأن تطول، فلا شك بأني سأبادر بقول التالي ألا وهو: أن تتفضل بمساعدة الآخر بإرشاده إلى المكان الذي يريد الوصول إليه يعني أن تفعل ذلك بالتحديد ثم ترحل بعيداً عنه، (لا) أن تفرض عليه تولي مهمة قيادة السيارة بأخذ مكان السائق، ومن ثم تحريكها مثلما تريد حتى تصل للمكان الذي تريده أنت، أو أن تسعى إلى فرض ما تريده كما تريد؛ لأسباب تدركها أنت ولن تعود بنفعها على أي أحد سواك، ويكفي بأن تتذكر أن المعني هو ذاك الآخر، الذي قد تملك الحق في توجيه النصائح إليه، إلا أنك لا تملك من الحق ما يسمح لك بتقمص دوره، وأخذ مكانه؛ كي تُتابع ما عليه من مهام، أياً كانت نتائجها فهي من حقه وحده فقط.
وأخيراً
حين تمتلك الخبرة الكافية التي ستتحول مع مرور الوقت لعبرة ومن ثم لنصيحة تُحب التقدم بها، فكن على ثقة بأنك تملك حق بثها، ولن تجد من يقف لك بالمرصاد؛ ليمنعك من فعل ما تريد، خاصة إن وُجِدَ فيه من الخير ما يكفي لإدخال البهجة على القلوب، ولكن ومتى بادرت بما هو أكثر، وذلك بتجاوز حدودك واقتحامك لخصوصيات غيرك، فلا شك أنك ستُعرض خبراتك للرفض، إذ لا يُعقل بأن تعرض على الآخرين ما يجدر بهم فعله ثم تُجبرهم عليه رغم أنف ظروفهم التي يدركونها ويعلمون ما إذا كانت المُعطيات التي تكرمت بها وجاءت بصيغة (نصائح) مناسبة وقادرة على أن تصبح مدُخلات ستخرج بكل ما يليق بهم، أم أنها لا ولن تؤدي الغرض منها، ولكن يكفي بأن تُعطي ما عندك وتنتقل للمحطة التالية التي يجدر بك فعل ما عليك وأنت على أرضها ومن ثم تنتقل من جديد، وأنت تدرك وبشكلٍ كاف أن مهمتك تكون ببث ما لديك وليس دسه بالإكراه، فإن فعلت، وهو ما نأمله فعلاً، فلا شك بأنك ستفوز بالسعادة التي ستلحق بك أولاً: لحرصك على مساعدة نفسك بتلخيص تجاربك وتحويلها لجملة من النصائح المفيدة، ثم ستلحق بغيرك ممن ستمتد إليهم نصائحك التي ومن الممكن بأن تُغير حياتهم للأفضل، الذي نسأل الله بأن يكون للجميع اللهم آمين.
ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
12204
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2454
| 16 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به المؤمن أذى الناس، ليس كضعفٍ أو استسلام، بل كقوة روحية ولحمة أخلاقية. من منظور قرآني، الصبر على أذى الخلق هو تجلٍّ من مفهوم الصبر الأوسع (الصبر على الابتلاءات والطاعة)، لكنه هنا يختصّ بالصبر في مواجهة الناس — سواء بالكلام المؤذي أو المعاملة الجارحة. يحثّنا القرآن على هذا النوع من الصبر في آيات سامية؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ (المزمل: 10). هذا الهجر «الجميل» يعني الانسحاب بكرامة، دون جدال أو صراع، بل بهدوء وثقة. كما يذكر القرآن صفات من هم من أهل التقوى: ﴿… وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ … وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134). إن كظم الغيظ والعفو عن الناس ليس تهاونًا، بل خلق كريم يدل على الاتزان النفسي ومستوى رفيع من الإيمان. وقد أبرز العلماء أن هذا الصبر يُعدُّ من أرقى الفضائل. يقول البعض إن كظم الغيظ يعكس عظمة النفس، فالشخص الذي يمسك غضبه رغم القدرة على الردّ، يظهر عزمًا راسخًا وإخلاصًا في عبادته لله. كما أن العفو والكظم معًا يؤدّيان إلى بناء السلم الاجتماعي، ويطفئان نيران الخصام، ويمنحان ساحة العلاقات الإنسانية سلامًا. من السنة النبوية، ورد عن النبي ﷺ أن من كظم غيظه وهو قادر على الانتقام، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فكم هو عظيم جزاء من يضبط نفسه لصالح رضا الله. كما تبيّن المروءة الحقيقية في قوله ﷺ: ليس الشديد في الإسلام من يملك يده، بل من يملك نفسه وقت الغضب. أهمية هذا الصبر لم تذهب سدى في حياة المسلم. في مواجهة الأذى، يكون الصبر وسيلة للارتقاء الروحي، مظهراً لثقته بتقدير الله وعدله، ومعبّراً عن تطلع حقيقي للأجر العظيم عنده. ولكي ينمّي الإنسان هذا الخلق، يُنصح بأن يربّي نفسه على ضبط الغضب، أن يعرف الثواب العظيم للكاظمين الغيظ، وأن يدعو الله ليساعده على ذلك. خلاصة القول، الصبر على أذى الخلق ليس مجرد تحمل، بل هو خلق كرامة: كظم الغيظ، والعفو، والهجر الجميل حين لا فائدة من الجدال. ومن خلال ذلك، يرتقي المؤمن في نظر ربه، ويَحرز لذاته راحة وسموًا، ويحقّق ما وصفه الله من مكارم الأخلاق.
1764
| 21 نوفمبر 2025