رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ابن باديس يُدرك اختلاف مدلول اللفظين (اليسار واليمين) بين الغرب والإسلام، وهو هنا يستخدم هذه الألفاظ المشتركة بمعناها الإسلامي، فاليسار من اليُسر، وأهل اليمين هم من أصناف الفائزين يوم القيامة.
*إن أزمة ترويج المصطلحات الغربية دون النظر في مدلولاتها من الآفات التي تلبس على الجماهير في قضايا الفكر الإسلامي، والكلمة كما يقول الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوجو: "عبارة عن كائن حي".
وكما أن البعض قد روّج للعلمانية باعتبارها تشير إلى العلم والتقدم والتحضر، وروّج للاشتراكية باعتبارها مرادفاً للعدالة الاجتماعية، وروج لـ الليبرالية باعتبارها مرادفاً للحرية، فإن هناك من يقتبس من الغرب مصطلح "الأصولية" ويقوم بتركيبه ودمجه مع محاولة إحياء التراث الإسلامي، تحت اسم "الأصولية الإسلامية".
*مصطلح الأصولية الذي يعني العودة إلى الأصل أو المنبع، هو في أساسه مصطلح غربي (الأصولية المسيحية) انسحب على محاولات التجديد وإحياء التراث الإسلامي وبعث الفكرة الإسلامية بنسختها الأولى (الأصولية الإسلامية)، وهما وإن اشتركا في اللفظ، إلا أن بينهما كما بين السماء والأرض من حيث المضمون.
*الأصولية المسيحية هي مذهب فكري بروتستانتي ظهر في أمريكا بنهاية القرن التاسع عشر، ويعتمد التفسير الحرفي للكتاب المقدس، حيث عارض هذا المذهب أية محاولات للتأويل الأدبي أو التاريخي لنصوص الكتاب المقدس، وناهض أتباعه كل محاولات التوفيق بينه وبين العلم الحديث.
أصحاب هذا المذهب أخذوا موقفا مُعاديا من الاجتهاد والابتكارات العلمية وإعمال العقل، وتجسّد مذهبهم في شكل منظمات مع بداية القرن العشرين، مثل "الاتحاد الوطني للأصوليين" و"جمعية الكتاب المقدس"، و"المؤسسة العالمية للأصوليين المسيحيين".
فالأصولية المسيحية إذن كما نقل الدكتور صالح الحساب في كتابه "الإسلام الذي يريده الغرب" عن روجيه جارودي وغيره: "هي جمود في مواجهة التطوّر، وتراث في مواجهة الحداثة، وتحجّر مذهبي في مواجهة الحياد".
وأبرز عقائد الأصولية المسيحية في أمريكا:
القول بألوهية المسيح...
عقيدة الفداء، وهي أن المسيح افتدى البشر من خلال الصلب المزعوم، تكفيرا عن خطاياهم..
الإيمان بالعصر الألفي السعيد، حيث يؤمنون بأن المسيح سيرجع ويحكم العالم...
وأما في التراث الإسلامي، فلم يكن فيه موضوع لهذا المصلطح في أي فترة من تاريخ الإسلام، إلا في أمرين:
الأول: مصطلح أصول الدين، ويطلق غالبا على علم التوحيد وأصول الاعتقاد.
والثاني: مصطلح أصول الفقه، وهو كما يعرفه أهل العلم بأنه "علم يتعرف منه على كيفية استنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية".
*فالملاحظ أن هناك فرقين جوهريين بين الأصولية المسيحية والأصولية الإسلامية يجعل من الظلم إقحام هذا المصطلح في الخطاب العام للعالم الإسلامي.
الفرق الأول أن الكتاب المقدس لدى المسيحيين لا تصح نسبته للخالق، حيث عبثت فيه أيادي البشر، في مقابل القرآن الكريم قد عصمه الله من التحريف.
والفرق الثاني، أن الأصولية المسيحية حالة جامدة مغلقة أمام أي أفكار تجديدية، في مقابل الفكر الإسلام الذي يبعث الله في كل زمن وعهد من يجدده ويعيده إلى منابعه الأولى، ويستغل قواعده العامة في التعاطي مع الواقع والمُستجّدات، وذلك لأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان.
*ويطلق الغرب مصطلح الأصوليين أو الإسلام الراديكالي على الإسلاميين الذين يقومون بمحاولات تجديدية لإحياء التراث الإسلامي والعودة إلى الأصل الأول.
يقول الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) عن الأصوليين المسلمين: "مُصممون على استرجاع الحضارة الإِسلامية السابقة عن طريق بعث الماضي ... والذين يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإِسلامية، وينادُون بأن الإِسلام دين ودولة، وعلى الرغم من أنهم ينظرون إلى الماضي فإنهم يتخذون منه هدايةً للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوارٌ!".
*فأين ما قال نيكسون عن الأصولية المسيحية التي تتشبث بنصوص اعترتها كلمة البشر، وحبست الناس في فلكها وعادت كل فكرة تجديدية، وقتلت الابتكار والإبداع، من المسلمين الذين يسعون للعودة إلى الأصل والمنبع، ليستمدوا منه ما يشقون به طريق الحضارة والنهضة؟
استيراد هذا المصطلح الغربي وإقحامه في الفكر الإسلامي خطأ فادح، حيث يساوي بين النص الإسلامي المعصوم وبين الكتاب المقدس لدى المسيحيين والذي هو مقطوع بتحريفه.
تقول د. زينب عبد العزيز في كتابها: "هدم الإسلام بالمصطلحات المستوردة:(استخدام عبارة الأصولية في مجال الإسلام لا تستقيم، ومرفوضة، إذ أنها تفترض وجود مثل هذا التحريف الذي رأيناه في الأناجيل، وبالتالي فهي تفترض تصلب رأي رجال الدين، وإصرارهم على الحفاظ والدفاع عن نص عبثت به الأيادي على مر التاريخ، وهو أمر مستبعد وغير وارد، لأن علماء الإسلام يتمسكون ويدافعون عن نص منزل كريم).
كما أن هذا المصطلح يتهم الشريعة الإسلامية (ظلما) بالجمود والركود كحال الأصولية المسيحية، بينما هي في الأصل فتحت باب الاجتهاد فيما يُسوّغ فيه الاجتهاد، وأعطت مساحة واسعة للتجديد وتنزيل النصوص على المستجدات وفق قواعدها وضوابطها.
*يقول د. محمد عمارة: (أما مصطلح الأصولية بمعناه الغربي فهو غريب عن الواقع الإسلامي، مُقحم عليه بقوة القصف الإعلامي، لأنه يعني في الغرب: أهل الجمود، بينما هو في التراث الإسلامي عنوان على: أهل التجديد والاجتهاد والاستدلال والاستنباط).
لذا ينبغي للعقلاء أن يتريثوا في الترويج لأي مصطلح وافد على البيئة الإسلامية، قبل النظر والتعمّق في مدلوله، فالإسلام يواجه حملة شرسة لتغريب وعلمنة المُسلمين، والزجّ بهم لجحر الضبّ الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه).
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
إحسان الفقيه
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1134
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1062
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، ها قد عاد اليوم الذي نفتخر به كمواطنين ليس كتاريخ الذي فيه تأسست قطر على يد مؤسسها في عام 1878 فحسب، بل بإنجازات تواصلت عبر أكثر من 150 عاماً بمختلف ظروفها لبنة لبنة، حتى أصبح البناء صلبا شامخا بوصولنا إلى هذا اليوم الذي سبقه 365 يوما من العمل الدؤوب قيادة وحكومة وشعبا، ليلا ونهارا صبحا ومساء ليس على أرض الوطن فحسب بل اتسعت دائرة العمل والعطاء لتشمل دائرة أكثر اتساعا من جغرافية الوطن، الحركة التي لم تتوقف ولم يتوقف رجالها ونساؤها يوما ويستسلموا وإن كان بعض منهم قد أوقفتهم الحياة ولكن سرعان ما استبدلوا بخلفهم من يؤمن بحب الوطن كما الحاليون، فقد نقل إليهم أجدادهم وغرسوا فيهم حب هذه الأرض المعطاء، فكلهم أسياد في خدمة الوطن العزيز في مجالات الحياة المختلفة. خلال السنة التي بدأنا في طي صفحاتها الأخيرة، يمكنني أن أسجل بكل فخر، جوانب من إنجازات للوطن تستحق الإشادة والاحتفال: ففي الجانب السياسي محليا، أيد غالبية المواطنين عند استفتائهم توجهات سمو الأمير بعودة أداة تعيين أعضاء مجلس الشورى، بعد التجربة التي خاضتها الدولة قبل أربع سنوات بانتخاب ثلثيهم، حيث رأى حكماء البلد وعلى رأسهم سمو الأمير أن التجربة لم تكن إلا لتزيد من التأثير على اللحمة الوطنية العامة والخاصة، والتي بنيت وثبتت بين مواطنين منذ الاستقلال وقبله والأجيال التي تعاقبت واجتهدت في البناء، ولم يتخلف منهم أحد، وكان ملبيا الواجب في البناء والتطور. وقطر بقيادتها وشعبها مؤمنون وهم يدعون في سياساتهم بالحفاظ على الهوية والتي تنطلق من خلالها لرسم حاضرها ومستقبلها على إرث غني تركه من سجلوا تاريخا كدولة عربية إسلامية، لا تتزعزع عنها، وبذلك لا يخاف عليها من رياح عوامل الخارج والتي مرت خلال تاريخنا حاولت النَّيْل منها، إلا أن صمودها كان بترابط المنتمين المخلصين. وخارجيا، تابعت قطر دورها المشهود لها عربيا ودوليا بماء من ذهب، في إنكار واضح دون تردد تلك الممارسات التي قامت بها إسرائيل في غزة، ومتابعتها من على شتى المنابر في لوم الدولة المعتدية في التسبب، فالحقوق إن ضاعت سيكون حتما وراءها مطالبون. وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل، ومطالب قطر كانت مستمدة عليها، والتي عرفها أحرار العالم كذلك، مطالبة كبريات القوى العالمية بالضغط للاعتراف بحل الدولتين. وعلى موقفها الثابت هذا، تعرضت قطر لهجومين شديدين لم تألفهما، ولكنها صمدت وعززت بالحادثتين موقفها دوليا، ولم تتزعزع وتثنِها عن قول الحق، واستطاعت فعلا بخبرتها الدبلوماسية أن تجمع حولها دول العالم بتأييد منقطع النظر. أما اقتصاديا، يؤكد المتابعون للشأن الاقتصادي القطري المحلي، أن قطر تسير سيرا حسنا في تطوير إمكانياتها الاقتصادية سنة بعد سنة، ولم تقف متفرجة، بل يشهد الجميع بتنوع مبادراتها الاقتصادية بشكل ناجح، فقطاع الغاز على سبيل المثال، على وشك أن يسدل الستار خلال أشهر على مرحلة كبيرة للتوسع في إنتاج الغاز المسال بقيادة قطر للطاقة، والذي كما تقول التقارير الدولية المختصة بأنه سيؤدي إلى معدلات نمو في الناتج المحلي بشكل كبير، قد يرتقي إلى أكثر من 5 % خلال السنوات حتى 2030، مما يعزز المكانة المالية. وفي مجال الاقتصاد السياحي ارتقت السياسات والمبادرات والممارسات المنفذة، بناء على الإستراتيجيات التي أقرت منذ أكثر من عقد من الزمان، ولامستها أيدي المطورين أن أصبح القطاع السياحي المحلي بالدرجة الأولى، تتطور خريطته بحرا وبرا، بل أصبح القطاع يحقق نموا كبيرا لم يكن متوقعا في تنميته. وعالميا، توسعت جغرافية الاستثمارات القطرية الخارجية خلال السنة الماضية بأكثر من 10 % حسب مراقبتي للإحصائيات الدولية، بل تشهد تنوعا في القطاعات لتشمل التكنولوجيات المتقدمة ذات التأثير الكبير في المستقبل، وفي نفس الوقت ازدادت دخول الاستثمارات الخارجية في قطاعات كثيرة من صناعية وزراعية وطبية وتعليمية أثرت في إثراء الواقع الاقتصادي والاجتماعي. ومن ناحية أخرى، لقد زخرت مسارح الوطن على اختلافها خلال العام، بالحيوية منقطعة النظير، بما هيأتها الدولة من بنية تحتية متكاملة وأنظمة مساندة وتقنيات، في الساحات سواء كانت علمية أو تعليمية واجتماعية أو ثقافية ورياضية، حقق كلها لقطر مكانة ومحطة متميزة يشهد لها الجميع، وستدعم التوجه العالمي لقطر وتحقيق أهدافها التنموية. وأخيرا وليس آخرا، تشهد التنمية البشرية التي تؤمن بها قطر في كل سياساتها منذ عقود بأنها آتت أكلها، والتي تحقق آمال وتطلعات القيادة عندما تشير في كل مناسبة بأن «الإنسان القطري هو الركيزة الأساسية للتنمية المنشودة»، ولم تخل صفحات المؤلفات العالمية والتقارير الدولية، من ذكر جوانب من إنجازاتها وتأثيرها محليا وعالميا. فأبناء الوطن رجالا ونساء يمتلكون أعلى المؤهلات ومن مختلف جامعات العالم الرائدة، والجامعات المحلية وعلى رأسها جامعة قطر المتفوقة على نفسها، بدأوا يساهمون في النهضة التي ترتضيها قطر، كماً ونوعاً، فليبارك الله مساعيهم. فكم هي حلوة تلك الصور التي تجمع القيادة بأبناء الوطن المتميزين والمنابر العالمية بهم. وختاما، فالاحتفال باليوم الوطني، وقد أنجز الكثير مما يتطلع له المواطنون والمقيمون ومحبو قطر، من العرب والمسلمين في نهضة تحققها واجب وحق، فإلى الأمام أيتها اللؤلؤة، دائما وأبدا، والله يرعاك ويحفظك يا قطر يا من تطلعين كما شعار يومك الوطني «بكم تعلو ومنكم تنتظر».
699
| 18 ديسمبر 2025