رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

‏alsalwa2007@gmail.com

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

399

د. سلوى حامد الملا

معنى أن تكون مواطنا..

11 ديسمبر 2025 , 04:00ص

• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في روحه وقلبه ومساحة خاصة لأرض تضمها سماء ويحدها بحر.. مساحة لا ينافسها شيء، اسمها «الوطن» مكان لا نختاره، وانتماء يلتحم برحم أمّ ورحم وطن ويكون معنا ليمنحنا اسمًا وهوية وانتماء..

• ويمنحنا ذاكرة صورية وروحية وفكرية ممتدة من أول خطواتنا وتعثرنا إلى لهونا ولعبنا.. إلى أول نشيد سمعناه في الطابور المدرسي، وإلى سماعه وتردده بفخر في محافل واحتفالات وفي مناسبات وطنية وفي كل لحظة فخر نعيشها ونحن نرى علم بلادنا يرتفع ويرفرف ويزين أرجاء الوطن ويعلو فوق مبانيه احتفالا باليوم الوطني.

• الوطن ليس حدودًا جغرافية فقط، وليس تاريخاً وتراثا وإرثا وذاكرة إنسان..بل هو حكاية الإنسان مع الأرض والقيادة والقيم، ومع كل من آمن أن البناء مسؤولية مشتركة لا تكتمل إلا بتكاتف الجميع؛ مواطنين ومقيمين، إعلاما ومؤسسات، وميادين عمل وميادين رياضة.

• الملاعب اليوم ليست مساحات للترفيه فقط؛ إنها منصات تعلّم الشعوب معنى الانضباط والروح الجماعية واحترام القوانين. في كل مباراة يصدح فيها النشيد الوطني، يقف الناس على اختلاف أعمارهم وخلفياتهم، لكن قلوبهم تنبض بفخر واعتزاز على نشيد وطنهم..

• حين تتميز قطر باحتضان واستضافة الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى، فهي لا تستعرض قدراتها التنظيمية فقط، بل تقدّم نفسها للعالم من خلال أخلاق جمهورها، وتميز ودقة تنظيمها، واحترامها للضيوف، وقدرتها على جعل الرياضة مساحة وأرضا و جسرا للتقارب لا مكان وملعب للخلاف.

• تنقل الشاشة صورا من المدرجات، تظهر أسمى صور الانتماء أمّ تُعلّم أبناءها كيف يحترمون النشيد والعلم، أب يشرح لابنه معنى اللعب النظيف، وشباب يتطوعون ويسخرون وقتهم في التطوع وخدمة الجماهير، ليكونوا سفراء لوطنهم دون أن يغادروا حدود الملعب.

• تكمن روعة اللحظة الوطنية مع صور عفوية لصغير يرفع علم وطنه بعفوية، أو حوار مع لاعب يربط فوزه بدعاء وتواصل والدته وتوجيه مدربه ودعم بلده… هذه التفاصيل الصغيرة تتحول إلى رسائل عميقة عن جوهر هذا الوطن.

• لكل وطن مواقف تحفظها الذاكرة؛ ويبقى اجملها وأصدقها..موقف تقارب واحتواء القيادة العليا بأن تضع الإنسان في قلب وصميم وأساس خططها ورؤيتها للمستقبل.

• آخر جرة قلم: حين يتعلم الجيل الجديد أن الحب الحقيقي للوطن يعني أن يكون صادقا في كل مواقعه طالبا وموظفا ورب أسرة، وأن يكون نزيها وأمينا في عمله وتعامله، وراقيا في اختلافه، ومعنى أن يكون مواطنا.. معها يتحول شعار الانتماء إلى واقع، وتتجسد عبارة «بكم تعلو الأوطان» في كل حي وفصل مكتب ومدرج وشارع ومكان.. الأوطان التي منحت أبناءها الأمن والتعليم والفرص، لا تنتظر منهم التصفيق فقط، بل تنتظر أن يحموا صورتها، وأن يكونوا امتدادا جميلا وسفراء لقيمها في كل مكان. الوطن ورفعته لا يعلو بالأنا الفردية، بل بقلوب وأرواح مؤمنة برسالتها، وعقول وضمائر وأرواح تعمل وتختار دائمًا أن تكون للوطن ورفعته.. وتميزه..

مقالات ذات صلة

مساحة إعلانية