رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد محمود عثمان

مساحة إعلانية

مقالات

846

محمد محمود عثمان

التأثيرات الاقتصادية لحوادث الطرق في مصر

12 نوفمبر 2014 , 12:59ص

التكلفة الاقتصادية والاجتماعية لحوادث الطرق ونزيف الأرواح في مصر تمثل عبئا ثقيلا على المجتمع وعلى ميزانية الدولة وعلى دخل الأسرة والأفراد، في غفلة من المسؤولين وأجهزة التخطيط والرقابة، بعد أن أصبحت من أكبر المشكلات المجتمعية الملحة الأَولى بالاهتمام، نظرا للأعداد الكبيرة من الضحايا، التي تؤثر سلباً على التنمية، وعلى الاقتصاد والسياحة،لأن مصر تحتل المرتبة الأولى عالميًا في حوادث الطرق، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، حيث يشير أيضا تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن التكلفة الاقتصادية لحوادث الطرق تمثل 1- 3% من الناتج القومي للدول النامية، ووفق إحصاءات دولية فقد بلغت التكلفة الاقتصادية على مستوى العالم 518 مليار دولار تخص البلدان النامية منها 65 مليار دولار وتتحمل مصر حوالي 5 مليارات جنيه سنويا كتكلفة اقتصادية لهذه الحوادث وهذا المعدل في مصر يزيد على 30 ضعف المعدل العالمي، وتمثل حوالي 2% من الناتج القومي بالإضافة إلى فقدان حوالي 6000 مواطن من الشباب، ولم يتضمن ذلك تكلفة القتلى والإصابات، والمعوقين وتلفيات المركبات، هذا بخلاف تكلفة تعطيل المرور، وتكاليف الخدمات الشرطية والتقاضي وخسائر التأمين، بخلاف الخسائر غير المنظورة التي تتمثل فيما تنفقه الدولة على المتوفين من خلال ما أنفق على الشخص قبل الحادث في التعليم والرعاية الصحية والخدمات، إلى جانب فقد القيمة الإنتاجية للشخص بعد وفاته مما يؤثر على الدخل القومي، كما أن الإصابات البدنية نتيجة الحادث تحتاج إلى إجازات مدفوعة الأجر وعلاج ومتابعة، مما يؤدي لزيادة التكاليف والأعباء الاقتصادية على المصاب والأسرة والقطاع الطبي بالدولة، وكذلك ما قد تسببه الإصابات من عجز جسماني سواء كان مؤقتا أم مستديما مما يقلل أو يعوق المصابين عن العمل والإنتاج لفترات مؤقتة أو دائمة، بما يمثل فاقدا اقتصاديا يؤثر على الناتج القومي للدولة، حيث تشير الإحصاءات العالمية إلى أن تكلفة الإصابات البشرية الناجمة عن حوادث الطرق في الدول النامية تقدر بحوالي 65 مليار دولار سنويا، وأن ضحايا حوادث الطرق يشغلون حوالي 10% من مجموع أسرة المستشفيات في العالم، ومن الخسائر الاقتصادية غير المنظورة أيضا، تكاليف التحقيق في الحوادث، وتكاليف تعامل رجال المرور ومعداتهم والدفاع المدني ورجال الإسعاف، وتوقف العمل والإنتاج، وزيادة استهلاك الوقود نتيجة لتوقف حركة المرور وغلق الطرق أو تغيير المسارات، وجميعها لها تأثيرات سلبية كبيرة على التدفقات الاستثمارية الأجنبية، بسبب التخوفات والذعر الذي يصيب المستثمرين من جراء تكرار هذه الحوادث، كما تشمل الخسائر أيضا تكاليف عمليات إصلاح جميع الأضرار الناتجة عن الحوادث، في الطرق والجسور والمركبات، وتكلفة عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الحادث، وكذلك هناك التأثيرات الاجتماعية والنفسية التي تصيب أسر المصابين والمتوفين، ولاشك أن كل ذلك ناتج عن مجموعة عوامل تمثل منظومة من الأخطاء المتشابكة أولها سوء التخطيط للطرق والمرافق الحيوية، وإهمال عمليات الصيانة الدورية لفترة امتدت إلى أكثر من 50 عاما أو يزيد، وتخلل الطرق للتجمعات السكانية والمباني، وانعدام السيطرة على الطرق، وهذا يتطلب تحسين مواصفات الطرق، وإلغاء الفتحات الجانبية على الطرق السريعة لتقليل عدد الحوادث، وتوفير الإرشادات المرورية، وإيجاد تحكم مركزي في سرعة السيارات على الطرق، وتشديد إجراءات الأمن والسلامة على الطرقات، واستبعاد السيارات القديمة والمتهالكة من الموديلات التي مر عليها سنوات طويلة أو انتهى عمرها الافتراضي، وتخصيص طائرة عامودية للنجدة السريعة، والإسعاف الطائر، وتغطية الطرق بالرادارات والكاميرات، مع تخصيص عدد من رجال الشرطة المتخصصة المؤهلة للتعامل مع حوادث الطرق، وتأهيل السائقين للعمل على الطرق السريعة، وتحديد عدد ساعات عمل تتناسب مع قدرتهم ومدى تحملهم للعمل بنشاط ويقظة، وتخصيص الميزانية اللازمة لذلك، باعتبار أن أي إنفاقات لتحسين هذه المنظومة، أفضل بكثير من إنفاق أضعاف وأضعاف هذه المبالغ، لمعالجة الآثار السلبية الناتجة عن ارتكاب الحوادث، باعتبار أن الوقاية دائما أفضل من العلاج، ولابد أن نكون في وضع يسبق الحوادث للتقليل منها، وحتى لا نظل نعمل من وضع الدفاع، أو نعيش حالة رد الفعل وهي مكلفة للغاية، وتحمل ميزانية الدولة أضعاف ما يمكن إنفاقه على الحوادث وتبعاتها، وكذلك للحد من عدد القتلى والمصابين وحماية الأرواح التي تزهق دون ذنب، والحفاظ على المركبات والممتلكات، لأن ما ينفق على هذه المقترحات وتطبيقها، يعد نوعا من ترشيد الإنفاق إذا تمت مقارنة ذلك، بالأموال التي تتحملها ميزانية الدولة لمعالجة آثار وتبعات حوادث الطرق.

اقرأ المزيد

alsharq مكافحة الفساد مسؤولية عالمية

تعكس جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد والتي دخلت عامها العاشر، الأهمية... اقرأ المزيد

90

| 15 ديسمبر 2025

alsharq كأس العرب من منظور علم الاجتماع

يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة الاجتماعية، مجالًا تتفرّع عنه اختصاصات حديثة، من أبرزها سوسيولوجيا الرياضة،... اقرأ المزيد

93

| 15 ديسمبر 2025

alsharq في زحمة الصحراء!

يُخطئ كثيرون في الظنّ بأن الصحراء مجرد رمال وحصى وحرارة تُنهك الجلد وتخدع الروح، كأنها مكان مُفرغ من... اقرأ المزيد

132

| 15 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية