رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في زمن الثورة الرقمية، تحوّلت الألعاب الإلكترونية من وسيلة للتسلية إلى ظاهرة حياتية يومية تسيطرعلى أوقات أبنائنا، حتى باتت جزءًا من روتينهم اليومي، لكن المعضلة تكمن في نوعية هذه الألعاب، حيث غزت بيوتنا ألعاب العنف، وألعاب التحدي الخطيرة، التي تُغري الأطفال والمراهقين بخوض تجارب محفوفة بالمخاطر، مثل لعبة “روبلكس” وبعض الألعاب التي تقود للأسف في حالات عديدة إلى إيذاء النفس أو الانتحار.
انزلاق في السلوك والأخلاق
تؤكد الدراسات التربوية أن التعرض المستمر لمشاهد العنف والقتل في الألعاب الإلكترونية يعيد تشكيل منظومة القيم لدى الطفل، إذ يصبح أكثر تقبّلاً للسلوك العدواني، وأقل تعاطفاً مع معاناة الآخرين، هذه الألعاب تبني داخل ذهن الطفل لاعتياده على العنف، فيراه أمراً طبيعياً أو حتى مسلياً، كما أن بعض ألعاب التحدي تدفع المراهق إلى المغامرة المتهورة لإثبات شجاعته أمام أقرانه، دون إدراك لعواقب أفعاله، وهناك أمثلة في دول عربية عديدة اعدت دراسات أظهرت نتائج مخيفة في تأثير هذه الألعاب على السلوك الأخلاقي، مثلا السعودية أظهرت دراسات محكمة في السعودية نسباً ملحوظة من اضطرابات اللعب بين طلبة المدارس، حيث وصلت نسبة انتشار اضطراب الألعاب إلى نحو 20% بين طلاب لعبوا ألعاب الفيديو في عينة دراسية حديثة، هذا رقم يوضّح أن المشكلة ليست هامشية بل شائعة بين فئات المراهقين. مثال آخر دولة الإمارات أحدث تقييمات للأنماط الحركية والوقت الترفيهي تشير إلى أن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الثانوية يقضون وقت شاشة ترفيهيًا يتجاوز التوصيات (مثلاً تقرير سجلّ أن نحو 26% من طلاب الثانوية تجاوزوا حدود الزمن الموصى به في أحد الاستبيانات الوطنية). هذا يؤثر على النشاط البدني والتركيز، مثال أخير الأردن ومصر ومناطق عربية أخرى أظهرت دراسات محلية (مسوح ومقالات أكاديمية) انتشاراً واضحاً للاستخدام المفرط للإنترنت والألعاب، مع ارتباط قوي بالقلق والاكتئاب لدى بعض الشباب، وهناك دراسة أردنية أكدت أن الإدمان على الإنترنت مشكلة شائعة بين الشباب المقصودين بالدراسة).
كما أن منظمة الصحة العالمية صنفت (اضطراب الألعاب) في تصنيف الأمراض ICD-11 كحالة يمكن تشخيصها سريرياً عندما يؤدي اللعب إلى تعطيل حاد للحياة اليومية والعلاقة والعمل أو الدراسة، لكنها تؤكد أن نسبة المتأثرين بالدرجة المرضية ضئيلة نسبيًا مقارنة بمجموع اللاعبين، هذا يوجب التمييز بين الاستخدام المفرط المؤذي والحب الطبيعي للألعاب الترفيهية
تأثير مباشر على التحصيل الدراسي
الإدمان على هذه الألعاب يسرق ساعات طويلة من وقت المذاكرة والنوم، فيدخل الطالب الصف مرهقاً ذهنياً وجسدياً، ومع مرور الوقت، يتراجع التركيز، ويضعف التحصيل الأكاديمي، ويزداد الغياب الذهني في الحصة، وتشير تقارير تربوية إلى أن بعض الطلاب يقضون أكثر من 6 ساعات يوميًا على هذه الألعاب، مما يجعلهم غير قادرين على الالتزام بخطط المذاكرة أو حتى بالمشاركة الصفية الفعّالة.
البدائل التربوية والحلول الواقعية
لمواجهة هذا الخطر من قبل الجهات المعنية بالدولة والمؤسسات التعليمية، لا تكفي التحذيرات النظرية، بل يجب إيجاد بدائل جذابة تستهوي الأبناء وتنافس هذه الألعاب مثل: تفعيل الأنشطة الرياضية والفنية في المدارس والمراكز المجتمعية، تشجيع الألعاب التعليمية التي تجمع بين المتعة وتنمية المهارات، تنظيم أوقات اللعب بوضع جداول استخدام الأجهزة، تعزيز الحوار الأسري وفهم اهتمامات الأبناء بدلًا من الاكتفاء بالمنع.
تجارب دولية ناجحة
الصين فرضت قيوداً صارمة على أوقات اللعب الإلكتروني للأطفال، وحددتها بـ 3 ساعات أسبوعيًا فقط، مع مراقبة المحتوى، وأصدرت تعليمات للأسر في حال تجاوز هذه المدة لابد من الاتصال بالجهة المعنية بالدولة، والكثير من الأسر أبلغت تلك الجهات بادمان ابنائها لهذه الألعاب وتم أخذهم بالقوة من منازلهم وادخالهم الى معسكرات تهذيب للأبناء ورعاية يومية لمدة ثلاثة اشهر وتخرج منها كل من ادخل في هذه المعسكرات شخص مختلف في حياته ومفيد للمجتمع.
مثال آخر كوريا الجنوبية أطلقت “قانون سندريلا” الذي يمنع الأطفال دون 16 عامًا من اللعب بعد منتصف الليل، أما اليابان وضعت برامج مدرسية توعوية حول مخاطرالألعاب العنيفة، مع دمج حصص البرمجة لتوجيه اهتمام الطلاب نحو صناعة ألعاب هادفة.
دور الأسرة والمدرسة في الإرشاد
لا يمكن لأي قانون أو حملة أن تنجح دون وعي الوالدين، فالتوجيه المستمر، والمتابعة الهادفة، وإشراك الأبناء في أنشطة بديلة، هي خط الدفاع الأول ضد هذه الظاهرة، كما أن هناك اقتراحات علمية عملية يمكن ان تقوم بها الأسر لإقلاع الأبناء عن هذه العادة التي أصبحت سيئة، وذلك بوضع (قانون أسري) بسيط يوضح أوقات اللعب (مثلاً: بعد أداء الواجبات + ساعتان كحد أقصى في أيام الأسبوع، وزيادة معتدلة في إجازات نهاية الأسبوع)، والالتزام بالعقاب والمكافأة بوضوح، ومنع اللعب قبل النوم بساعة على الأقل لأن النوم المنتظم يحسن الذاكرة والتركيز، ويقضي على الاستثارة الناتجة عن اللعب.
كسرة أخيرة
ألعاب العنف الإلكترونية ليست مجرد وسيلة للترفيه، بل قد تتحول إلى أداة لتشكيل العقول والسلوكيات بطرق مدمرة، حمايتنا لأبنائنا تبدأ من الوعي، والمتابعة، وتوفير البدائل، وصولاً إلى بناء جيل رقمي واعٍ يستخدم التقنية لبناء مستقبله، لا لهدم نفسه.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي يجمع المنتخبين الأردني والمغربي على استاد لوسيل، في مواجهة تحمل كل مقومات المباراة الكبيرة، فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. المنتخب الأردني تأهل إلى النهائي بعد مشوار اتسم بالانضباط والروح الجماعية العالية. كما بدا تأثره بفكر مدربه جمال السلامي، الذي نجح في بناء منظومة متماسكة تعرف متى تضغط ومتى تُغلق المساحات. الأردن لم يعتمد على الحلول الفردية بقدر ما راهن على الالتزام، واللعب كوحدة واحدة، إلى جانب الشراسة في الالتحامات والقتالية في كل كرة. في المقابل، يدخل المنتخب المغربي النهائي بثقة كبيرة، بعد أداء تصاعدي خلال البطولة. المغرب يمتلك تنوعًا في الخيارات الهجومية، وسرعة في التحولات، وقدرة واضحة على فرض الإيقاع المناسب للمباراة. الفريق يجمع بين الانضباط التكتيكي والقوة البدنية، مع حضور هجومي فعّال يجعله من أخطر منتخبات البطولة أمام المرمى. النهائي يُنتظر أن يكون مواجهة توازنات دقيقة. الأردن سيحاول كسر الإيقاع العام للمباراة والاعتماد على التنظيم والضغط المدروس، بينما يسعى المغرب إلى فرض أسلوبه والاستفادة من الاستحواذ والسرعة في الأطراف. الصراع في وسط الملعب سيكون مفتاح المباراة، حيث تُحسم السيطرة وتُصنع الفوارق. بعيدًا عن الأسماء، ما يجمع الفريقين هو الروح القتالية والرغبة الواضحة في التتويج. المباراة لن تكون سهلة على الطرفين، والأخطاء ستكون مكلفة في لقاء لا يقبل التعويض. كلمة أخيرة: على استاد لوسيل، وفي أجواء جماهيرية منتظرة، يقف الأردن والمغرب أمام فرصة تاريخية لرفع كأس العرب. نهائي لا يُحسم بالتوقعات، بل بالتفاصيل، والتركيز، والقدرة على الصمود حتى اللحظة الأخيرة.
1134
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1077
| 22 ديسمبر 2025
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
753
| 24 ديسمبر 2025