رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم الشمري

مساحة إعلانية

مقالات

1080

جاسم الشمري

هل غزة من كوكب آخر؟

14 أكتوبر 2024 , 02:00ص

«المقاومة» كلمة لها نصيب من اسمها، فهي تملأ النفس بالتحدي والثبات والقدرة على مواجهة الصعاب وتغافل الخوف والتردد والتضحيات.

وهنالك الكثير من المفردات المرادفة لكلمة «المقاومة» ومنها النضال، والكفاح، والمعارضة، والممانعة، والمجابهة، والمدافعة، والمنافحة والجهاد، والقتال، والصراع وغيرها.

وجميعها تعني الوقوف بوجه القوى المحتلة والظالمة والغاشمة السارقة للأوطان، والقاتلة للإنسان، والساحقة للحقوق.

وكلمة المقاومة، وأخواتها، مفردة ملاصقة للحياة والموت في ذات الوقت، وهي سبيل للتحرير من المحتل والقوى الشريرة وبهذا فهي خطوة، أو ضرورة لترتيب الحياة، وربما تكون بداية للغدر والقتل والموت على يد القوى المحتلة الخبيثة.

ومن يقرأ تاريخ المقاومة العربية الحديث سيقف طويلا أمام بطولات ومواقف ناصعة، سطر فيها الرجال والنساء عشرات المواقف الصلبة القاهرة للمحتل.

ولا يمكن تغافل المقاومة الجزائرية التي ضحت بمليون شهيد في نضالها ضد المحتل الفرنسي، والمقاومة الليبية التي وقفت ببسالة ضد الهمجية السقيمة للمحتل الإيطالي.

وذات الموقف سطره الشعب المصري بوجه الاحتلال البريطاني، والشعب العراقي في مقارعة المحتل البريطاني أيضا.

ولاحقا صرنا أمام مقاومة يصعب وصفها لأنها صدقا مقاومة نادرة وهي التي تقارع المحتل منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى الساعة، وهي المقاومة الفلسطينية النادرة.

وتلتها المقاومة العراقية التي وقفت بوجه الاحتلال الأمريكي في عام 2003 وأرغمته على توقيع اتفاقية الانسحاب نهاية عام 2011.

والانتصار ثمرة لعملية تنظيمية دقيقة ومخطط لها بعناية، قائمة على اكتساب العلوم العسكرية والتكنولوجية والمدعومة بتحركات سياسية داخلية وخارجية، والأهم من كل ذلك توعية شعبية بضرورة وأهمية المقاومة وصولا للأهداف المرجوة والنصر على القوى المريضة المحتلة والظالمة.

وهذه جميعها لا تكون إلا بإعلام رصين ودقيق قادر على توعية الشعوب، وإضاءة الطريق في داخل مدن المقاومة وخارجها.

ولا يمكن تجاهل دور المثقفين والبنى الثقافية والأدوات الإعلامية في دعم المقاومة وانتصارها، وكذلك ربما مساهمتهم المسمومة في كسر المقاومة وخذلانها.

وينبغي التحذير هنا من عوامل الخلل الذاتية الكامنة في بعض الكيانات المقاومة وضرورة معالجتها، وبالذات أمراض النفوس، ونشر الوسواس السياسي والميداني في الأرجاء وغيرها من الأمراض التي قد تهزم المقاومة من داخلها.

إن المقاومين اختاروا لأنفسهم طريق الأرواح المليئة بالأمل، والخالية من القنوط، وطريق العاملين الأقوياء والخالي من القاعدين الضعفاء، وطريق الصارخين بالحق والرجولة، والخالي من الصامتين الخانعين وهذه جميعها قيم ومبادئ رصينة لتصميم النصر وتحقيقه وتعمير الأوطان والعيش في أرض حرة كريمة.

ونحن هنا لا نتكلم بالعاطفة حينما نصف المعارك الرجولية في غزة، بل نكتب بمداد دمائنا وقلوبنا وأنفسنا الخجلة من تضحيات الفلسطينيين والغزيين على وجه الخصوص.

فهل هنالك شعب على وجه المعمورة، وخصوصا في زمن الميوعة والتراخي والتنعم بالخيرات، يمكن أن يصبر مثلما صبر أهالي غزة؟

وهل أهل غزة يعيشون معنا على هذا الكوكب المليء بالخنوع والرعب والخوف، أم أنهم من كوكب آخر، وبالذات ونحن نتابع الأخبار عبر المحطات التلفزيونية الناقلة لتضحياتهم الخيالية، وصبرهم المذهل، رغم حجم الخسائر وقسوة العدو، وكأننا نتابع أخبار مدينة من كوكب آخر، وكأن بيننا وبينها مئات الأميال؟.

غزة شبه المدمرة حاليا، وقد شرد أكثر من مليون ونصف المليون من سكانها، واستشهد أكثر من 42 ألفا، وقدمت عشرات آلاف الجرحى، ولكنها ترفض الاستسلام.

هي المقاومة الفلسطينية التي يحق لنا أن نفتخر بها، وبصمود أهلها، وأرى أن أهل غزة وحدهم مَن يملكون الحق في تقييم قيادة مقاومتهم لأنهم ارتضوا لأنفسهم السير معها إما في طريق الحياة والتحرير أو الشهادة والتحرير.

اقرأ المزيد

alsharq عينُ المحتل الثالثة

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).. هذه الآية الكريمة كانت أول ما قفز... اقرأ المزيد

165

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى واقع ملموس 1 - 2

العنوان كان شعار “منتدى الدوحة“ الأخير في دورته 23، وأحيي نباهة الاخوة المسؤولين في دولة قطر وحكمتهم في... اقرأ المزيد

198

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ومرت سنة على سـوريا

سنة منذ أن خُلع بشار الأسد، وسنة منذ أن تنفس السوريون الحياة، وسنة منذ أن ظهر للعالم بأن... اقرأ المزيد

96

| 10 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية