رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سعد الحلبوسي

مساحة إعلانية

مقالات

264

د. سعد الحلبوسي

توم باراك وإعادة ترتيب النفوذ - 2

14 ديسمبر 2025 , 03:00ص

جاءت زيارة باراك لبغداد بعد انتخابات 11/‏‏‏11/‏‏‏2025 كخطوة مدروسة زمنياً وسياسياً، فالعراق يقف على أعتاب تشكيل حكومة جديدة، والقوى السياسية تتوزع بين ولاءات مختلفة، ودخول باراك في هذا التوقيت يشير إلى أنه جاء ليضع «خطوطاً حمراء» واضحة أمام أي حكومة مقبلة، أهمها:

1. منع العراق من أن يكون منصة دعم لوجستي أو مالي للفصائل.

2. فكّ ارتباط الفصائل العراقية بحزب الله والحوثيين ضمن مشروع نزع الأذرع العسكرية الممتدة.

3. ربط الاستقرار الاقتصادي في العراق بملف السلاح خارج الدولة.

4. تحذير القوى السياسية من تبعات التحالف غير المحسوب في لحظة دولية مضطربة.

والأهم هو أن زيارته ترافقت — أو سبقت بقليل — قرارات حكومية عراقية بتجميد بعض الأموال ومنع التحويلات للفصائل، وقرار اعتباري يضع الحوثيين وحزب الله ضمن قوائم الإرهاب، فهذا التطابق الزمني ليس مصادفة، إذ إنه يعكس ضغوطاً سياسية أمريكية مباشرة، وقد يكون باراك هو حامل «النسخة الهادئة» من هذه الضغوط.

وقد تكون له رسالة للفصائل العراقية كذلك مفادها: «انتهى زمن العمل المسلح المتجاوز لحدود الدولة، ومن يصرّ على هذا النهج سيُستنزف سياسياً ومالياً وربما أمنياً».

إن زيارة بهذا الوضوح، قبيل تشكيل الحكومة العراقية، لا تُقرأ إلا بصفتها ترتيباً للمشهد قبل أن تتبلور السلطة التنفيذية، ورسالة لمن يعنيه الأمر بأن مستقبل علاقاته مع العالم سيتحدد بما يفعله تجاه ملف السلاح غير الشرعي في العراق.

 باراك - عبر ما تسرّب من لقاءاته - أوضح أن دعم لبنان اقتصادياً من الخليج أو الغرب لن يحصل ما لم يتم نزع سلاح حزب الله وإعادة تشكيل الحياة السياسية بعيداً عند هيمنته. بمعنى آخر: لن تُبنى بيروت قبل أن يُعاد ضبط ميزان القوة فيها.

 وتأتي مهمة باراك في سوريا أكثر حساسية: الدفع لفتح باب إعادة الإعمار لكن بشروط عربية – أمريكية، وقطع خطوط الإمداد بين طهران ودمشق وبيروت. ودعم توجهات عربية لإعادة استيعاب سوريا مقابل تقليص النفوذ في الجيش والأجهزة، ورسم دور جديد للعراق كجسر يساعد عودة سوريا إلى محيطها العربي.

ومن هنا يظهر الربط العميق بين مهمته في لبنان وسوريا: لأن كلاهما جزء من عملية حصار ناعم للنفوذ، عبر الاقتصاد والسياسة، لا عبر الحرب المباشرة.

- الخلاصة وتحليل استشرافي

1. مهمة توم باراك ليست «وساطة» أو «إدارة أزمة» فحسب، بل هي جزء من إستراتيجية أمريكية شاملة لإعادة هندسة ترتيب النفوذ، عبر تفكيك شبكة الميليشيات، وإعادة ترتيب تحالفات سياسية واقتصادية جديدة.

2. رسالته إلى العالم العربي واضحة: «إما أن تختار دولة المؤسسات، الاستقرار، الاقتصاد، التنمية أو تتجه نحو صراعات مستدامة، فوضى، وتفتّت».

3. زيارته الأخيرة إلى العراق تُعدُّ إنذاراً للاستقرار الإقليمي، وضغوطاً على الفصائل والطبقة السياسية العراقية قبل تشكيل الحكومة، وقد تكون بداية مرحلة ضغط اقتصادي/‏‏‏ مالي لتقويض دور تلك الفصائل.

4. إذا نجحت هذه الإستراتيجية - بمرحلة «نزع سلاح» وتحول نحو الدولة - فقد نكون أمام شرق أوسط جديد: دول قائمة على ميزان قوة مختلف، وتحالفات أقل طائفية وأكثر استقرارا لكن عبر دمج الكيان الصهيوني بالمنطقة.

5. لكن في حال الفشل قد يقود إلى فوضى خطيرة: انقسامات، صراعات داخلية، ربما صدامات مسلحة؛ خصوصاً في لبنان والعراق وسوريا. بمعنى أن الشرق الأوسط أمام مفترق: إمّا «بداية نظام جديد» أو «فوضى خلاقة».

وفي كلتا الحالتين، توم باراك ليس حلقة عابرة، بل قناة أمريكية متعمدة، تستهدف إعادة النسيج السياسي، العسكري، والاقتصادي لمنطقة كانت لسنوات تموج بالنفوذ والولاء للخارج.

اقرأ المزيد

alsharq اليوم الوطني.. تجديد الولاء وتعزيز الهوية الوطنية

يحل اليوم الوطني لدولة قطر في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، بوصفه مناسبة تتجاوز حدود الاحتفال... اقرأ المزيد

96

| 14 ديسمبر 2025

alsharq التوازن السكاني.. ودوره في ارتفاع نسبة المواطنة

لم نضع أقدامنا في أي موقع خدماتي أو في المجمعات التجارية أو الأماكن السياحية الا ونجد أفواجًا بشرية... اقرأ المزيد

192

| 14 ديسمبر 2025

alsharq جائزة سمو الشيخ تميم .. نحو عالم أكثر نزاهة وعدلاً

تمثل جائزة «سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد» نموذجاً رائداً على المستوى... اقرأ المزيد

123

| 14 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية