رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سعدية مفرح

كاتبة كويتية

مساحة إعلانية

مقالات

1953

سعدية مفرح

وداعية الصوت الجريح: ترانا ما نسيناك!

15 مايو 2023 , 02:30ص

الآن، وقد رحل في ليلة وداعية تذكر بذلك الحزن الذي بقي دائما يسيج صوته الجريح، على أن أعود لذكرياتي الشحيحة معه والثرية مع وجوده الغنائي الحافل.

عبد الكريم عبد القادر، الصوت الذي تشارك جيلي أغنياته فيما يشبه الذاكرة الجمعية وعلى سبيل الرصانة الفنية التي كنا نباهي بها الآخرين في زمن فني استهلاكي عام. كنت قد كتبت قليلا من ذلك الشجن ليلة عودته من رحلة علاجه الأولى قبل ما يقرب من سبع سنوات، وما أن أعلن عن رحيله رحمه الله قبل أيام حتى ذهبت لأبحث عما كتبت ونشرت حينها، فلم أجد سوى القليل! ها هي التقنية التي صرت أحاول أن أحمي بها هشاشة ذاكرتي وقد خذلتني! فتشتت في كل ملفاتي المحفوظة على جهازي وفي كل مكان تذكرت أنني كنت أنشر فيها مقالاتي فلم أحظ إلا بما تيسر نشره في إحدى منصات التواصل الاجتماعي. لكن خيبتي لم تكن كبيرة، فرهبة الموت أكبر من كل كل كتابة، وعلى الأقل ها هو بعض ما وجدته في طريقه لخريطة النسيان، أحاول أن أسترجعه الآن على سبيل العزاء؛ «نعم.. ما نسيناه، ومن يجرؤ على نسيان هذا الفنان الغارق صوته في شجن الأغنية؟ من يجرؤ على نسيان الصوت الجريح ببحته الأخاذة وهدوئه الذي لا يليق إلا بمن آمن بالفن مهذبا للنفس من أوشالها ومشذبا للذات من نتوءاتها؟ من يجرؤ على نسيان من بقي متنسكا في محراب الأغنية الشفيف بعفة أخلاقية أبعدته عن كثير من المهاترات التي لحقت بالفن وأهله بسبب تصرفات فئة غير قليلة منهم اتخذوا من الفن سلما للصعود إلى الهاوية والمد المزيف؟

لقد بقي عبد الكريم عبد القادر محافظا على مكانه ومكانته الخاصين في قلوب محبيه وعشاق صوته البهي، بل وحتى في قلوب كثيرين من أولئك الذين لهم نظرة خاصة ضد الغناء والفن لأسباب كثيرة.

وعندما عاد إلى الكويت مشيعا بدعوات محبيه وتمنياتهم له بتمام الشفاء كان هؤلاء المحبون يستحضرون مشاهد أغنيته المغمسة بالحنين؛ (أنا رديت لعيونك). كتب الشاعر عبد اللطيف البناي كلمات تلك الأغنية كأغنية عاطفية يخاطب فيها فتاة يزدهي خدها بزهر النوير وتسهو نظرة عينيها عن الدنيا بأسرها كطفل لاهٍ. وقد أدى عبد الكريم تلك الأغنية لأول مرة بشكلها العاطفي اللافت وبألحان الفنان عبد الرب إدريس الشجية. إلا أن تصويرها لاحقاً في طائرة تطل من علو شاهق على أرض الكويت، حولت الأغنية العاطفية إلى أغنية وطنية مختلفة عن كل الأغاني الوطنية التقليدية. ومنذ عرض تلك الأغنية مصورة لأول مرة في واحد من برامج تلفزيون الكويت ببداية الثمانينات، تحولت فوراً إلى رفيقة عودة كل الكويتيين من السفر، فلا يكاد كويتي واحد يعود إلى وطنه بعد غيبة ويطل من نافذة الطائرة على «الديرة»، إلا ويستذكر كلمات الأغنية الخالدة في الوجدان الكويتي الجمعي: أنا رديت لعيونك أنا رديت/ ولك حنيت مثل ما يحن حمام البيت/ أحبك حب يا روحي ما حبه أبد إنسان/ ما أغبّي وأقول أهواك ما أغبّي/ ما أغبّي شكثر ولهان ما أغبي/ ولعيونك أنا رديت أنا رديت/ قزر عمري أسولف فيك ولا اتعب/ وكل منك وكل ما فيك غصب ينحب/ على خدك يا نوير الربيع زاهي/ نظر عينك طفل عن دميته ساهي/ يا علّك ما نسيتيني/ يا علّلك كثر حبي تحبيني/ أنا وإن طالت الغربة/ أرد لك وأسبق سنيني/ منساك منساك لو مهما جرى/ منساك منساك يا أنس روحي وغربتي/ وعيونك الحلوة ترى/ آخر محطة بدنيتي..»!

وها هو يصل إلى تلك المحطة المروجة بقلب الكويت أخيرا، ليبدأ اختبارا جديدا في مادة النسيان، وسيكون من المناسب إذن طمأنة الروح الجميلة بما لها علينا: روحوا قولوا له ترانا ما نسيناك!

اقرأ المزيد

alsharq الدجاجة التي أسعدت أطفال غزة

دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم... اقرأ المزيد

216

| 28 أكتوبر 2025

alsharq كم تبلغ ثروتك؟

أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية... اقرأ المزيد

204

| 28 أكتوبر 2025

alsharq التواصل الذي يفرقنا

جلست بالسيارةِ وحتى البحر عبرتُ وخلال مجلسي في الاستراحةِ نظرتُ لكل من يجلس حولي حتى ذلك الطفل الصغير... اقرأ المزيد

156

| 28 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية