رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

Amalabdulmalik333@gmail.com
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

231

أمل عبدالملك

لنتَنافس بشرف

15 ديسمبر 2024 , 02:00ص

المنافسة في الأعمال، المشاريع والإنتاج بشكل عام بين الأشخاص والشركات والدول حق مشروع، وهي أساس للنجاح لأنها تحفّز المتنافس على التفكير في الجديد، وتساعده على الابتكار وخلق آليات مختلفة بل وتدفعه للتفكير خارج الصندوق ليحقق التميز والنجاح، والنجاح الفعلي يكون قائما على العمل بجد والإخلاص فيه وأن تكون الأفكار المقدمة والمعمول بها صادرة عن الشخص نفسه والأهم أن يستخدم طرقاً قانونية وأخلاقية في توصيل أعماله، وللأسف هذه الصفات أصبحت نادرة في أيامنا، فعلى العكس تماماً نرى أن المنافسة تشوبها الشبهات بل وتُعد من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والشركات على حد سواء، تتجلى هذه المنافسة في إساءة سمعة الآخرين، وسرقة الأفكار، وابتكار طرق غير أخلاقية لتحقيق النجاح، فمثلاً لا يتردد البعض في استدراج بعض الموظفين لمعرفة الخطط المستقبلية لأحد الاقسام أو المشاريع وعندما يعرف احدهم الفكرة يُسارع في تطبيقها أو تقديمها، الحال نفسه ينطبق على الأفكار فالبعض تخصصهم ابتكار الأفكار فنجد بعض المستغلين يقتبسون أفكارهم المبتكرة ويطبقونها دون أن يحفظوا الحقوق الفكرية لغيرهم مما يؤثر سلباً على العلاقات الإنسانية والإنتاجية.

أمّا صور إساءة السمعة للمبدعين فهي أبشع ما يمكن أن يحدث، وتتمثل تلك الصور في نشر الشائعات المضللة حول زملاء العمل، والتحريض ضدهم لتقويض جهودهم، نقل أخبار كاذبة على لسان الزملاء وإلصاق تُهم عارية من الصحة وغيرها من الأساليب غير الأخلاقية التي يتبعها البعض، وتمثل هذه الأفعال انتهاكاً لأسس النزاهة التي يجب أن تسود في أي بيئة العمل. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن التغلب على هذه الظواهر السلبية في المنافسة وجعلها شريفة، وإيجاد حلول من شأنها أن تساهم في بناء بيئة عمل أكثر صحية وأخلاقية، وربما أحد الحلول الناجحة توعية الطلاب في المدارس والجامعات على موضوع التنافس الشريف وتغذيتهم بالمبادئ والقيم التي من شأنها أن تجعلهم ينشأون على مبدأ التنافس الشريف ونبذ السرقات الفكرية والأدبية، فعندما يدخلون مجال العمل يكونون على وعي بما يدور حولهم، وفي مجال العمل من الضروري تعزيز ثقافة النزاهة والشفافية داخل المؤسسات وحث الإدارة العليا الموظفين على انتهاج الإخلاص في العمل وتجنب الممارسات اللاأخلاقية وغير الشريفة، وقد تكون الدورات وورش العمل مفيدة لتعزيز الأخلاقيات المهنية وتعليم كيفية التعامل مع المنافسة بشكل إيجابي، كما أن تشجيع الابتكار الجماعي، حيث يمكن للعاملين مشاركة أفكارهم بحرية ودون خوف من السرقة، مما يخلق بيئة تعاون مثمرة. يمكن أيضاً إنشاء نظام يتيح تبادل الأفكار والمشاريع، مع ضمان حقوق الملكية الفكرية للعاملين، وكلما كانت الإدارة منفتحة على الموظفين وتتعامل معهم بمبدأ الباب المفتوح والتعاون بين الفرق وتبادل الأفكار باحترام كلما حَفّز الموظفين في التنافس والتميز.

وربما فرض عقوبات رادعة على الممارسات غير الأخلاقية وسيلة فعّالة للحفاظ على نزاهة العمل، من خلال تعزيز القيم الأخلاقية وبناء بيئة عمل داعمة، يمكن بذلك تجاوز تحديات المنافسة غير الشريفة، مما يفضي إلى نجاح مستدام للمؤسسات والعاملين فيها. التقليد أمر مذموم وفي عالم برامج التواصل الاجتماعي أصبح التقليد عادة لكسب متابعين أكثر أو للوصول للترند، فنجد أن كثيرا من المستخدمين للبرامج يقلدون بعض الشخصيات في محتواهم أو في طريقة ظهورهم والمشكلة أن البعض يُقلد في الظهور السيئ والذي لا يتماشى مع الأخلاق العامة وذلك فقط من أجل الشهرة، فهنا تُصبح المنافسة مُقززة! التنافس يجب أن يكون بشرف وبعيدا عن الطرق الملتوية وسرقة الافكار والمشاريع والإساءة لسمعة الآخرين أو التقليل منهم، كما أن نكران الجميل لمن قَدّم لنا يد العون في يوم من الأيام من أبشع الأمور التي تندرج تحت الخيانة وقلة الوفاء والتي يجب أن نتجنبها لأنها تجعل ناكر الجميل شخصا غير أمين ويصعب الوثوق فيه!

مساحة إعلانية