رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. علي المحمدي

د. علي المحمدي

مساحة إعلانية

مقالات

1341

د. علي المحمدي

يحبّهم ويحبّونه

16 يوليو 2014 , 03:47ص

يتميز المسلم في عبادته أنه يقوم عليها حباً لامتثال أمر الله وشوقا الى لقائه، حبّ مقترن بالهيبة والإجلال والتعظيم، نابع من سويداء القلب، ملأ عليه كيانه بحيث أصبح سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به.

وفي الحديث: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظليّ)، فقال أين المتحابون بجلالي، فهو حب بجلاله وتعظيمه ومهابته..... وقد يلتبس على البعض بأن أي حبّ لغير الله شرك، وهذا غير صحيح، لان الحبّ على أنواع، فمنها حبّ الجائع للطعام والظمآن للماء، لانها محبّة طبيعية مشتركة، ولاتستلزم التعظيم، ومنها الرحمة والاشفاق كمحبة الوالد لولده، وهذه أيضا لا تستلزم التعظيم ومنها محبّة أُنسٍ وأُلف كمحبة المشتركين في مهنة التدريس أو الطب او الزراعة... بعضهم لبعض، فوجود مثل هذه الأنواع من المحبّة لايكون شركا في محبة الله سبحانه.

ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبّ الحلوى والعسل، ويحب الذراع من اللحم، ويحبّ نساءه، وحبّه لعائشة أكثر، وكان يحبّ أصحابه وأحبهم إليه الصديق.

وأما المحبّة التي تعدّ شركا فهي محبة العبودية المستلزمة للذلّ والتعظيم، وكمال الطاعة كمحبة المشركين لآلهتهم، حيث ساووا بينها وبين الله في الحبّ، كما قال تعالى: (ومن النّاس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحبّ الله....)

أما المؤمنون فقد أخلصوا حبّهم لله ولم يشركوا معه غيره (والذين آمنوا أشدّ حبا لله) لأنهم يحبون الله حبا خالصا من الشوائب والعلل، يحبونه لذاته وصفاته حبّاً دفع الصحابة إلى بذل أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله، ومن آثر الله على غيره آثره الله على غيره،

وهذا الحبّ هو الذي دفعهم أن يبايعوا رسول الله (على السمع والطاعة في العسر واليسر، المنشط والمكره، وأثرة علينا).

كيف لا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يحبون الله وحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم من حب الله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله....)، وهيمن هذا الحبّ على كيانهم حتى لم يجدوا أنسهم الا في عبادته ليلا ونهارا، كما قال تعالى في حق المحبين (تتجافى جنوبهم عن المضاجع...) السجدة 16، فلا ينام أحدهم إلا على طاعة الله تعالى ولايستيقظ إلا على مثلها، وشكره على نعمه التي لا تعد ولاتحصى، ولذلك كان أحب لحظة عند المحبّ هي لحظة الخلوة بمحبوبه ومناجاته له والمثول بين يديه باللجوء الى الصلاة، حيث تطمئن نفسه وينشرح صدره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: أرحنا بالصلاة، إذ الصلاة قرة عين المحبين، وسرور أرواحهم، فصارت قلوبهم وأرواحهم مع المحبوب، معية لاتفارقه.

وهو يذكر محبّه في السراء فيشكره على نعمه، ويذكره في الضراء، إذ لا ملجأ ولا منجى منه إلا اليه، فيهرب الى محبوبه الأعظم، وفي بعض الآثار يقول الله تعالى (إنّ عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) أيّ أنه تعالى يحبّ عبده الذي يلجأ اليه في الشدائد، إذ أن حقيقة المحبة صدق المجاهدة في أوامر الله، وتجريد المتابعة لسنة رسول الله، لان المحبة التامة تستدعي شغل القلب بالمحبوب وعدم تفرغه لغيره، لذا كانوا في شوق دائم إلى ربهم.

نسأل الله ان يوفقنا لحبه وحب من يحب وحب ما يقربنا الى حبه انه ولي ذلك والقادر عليه.

اقرأ المزيد

alsharq كيف يُساهم المجتمع في بناء نفسه؟

اهتمت الدول الغربية بنظام الوقف، وقد ساهم ذلك بفعالية في بناء المجتمع واستقلاله في إدارة شؤونه عن الدولة؛... اقرأ المزيد

108

| 08 ديسمبر 2025

alsharq اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة

أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام قطر، يومٌ تتزيّن فيه الدوحة وكل مدن البلاد بالأعلام والولاء... اقرأ المزيد

198

| 08 ديسمبر 2025

alsharq أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة، ولا يطالبك بأن تصفق له. أما نصف المثقف فيقف بينك... اقرأ المزيد

279

| 08 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية