رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

يحبّهم ويحبّونه

يتميز المسلم في عبادته أنه يقوم عليها حباً لامتثال أمر الله وشوقا الى لقائه، حبّ مقترن بالهيبة والإجلال والتعظيم، نابع من سويداء القلب، ملأ عليه كيانه بحيث أصبح سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به.وفي الحديث: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظليّ)، فقال أين المتحابون بجلالي، فهو حب بجلاله وتعظيمه ومهابته..... وقد يلتبس على البعض بأن أي حبّ لغير الله شرك، وهذا غير صحيح، لان الحبّ على أنواع، فمنها حبّ الجائع للطعام والظمآن للماء، لانها محبّة طبيعية مشتركة، ولاتستلزم التعظيم، ومنها الرحمة والاشفاق كمحبة الوالد لولده، وهذه أيضا لا تستلزم التعظيم ومنها محبّة أُنسٍ وأُلف كمحبة المشتركين في مهنة التدريس أو الطب او الزراعة... بعضهم لبعض، فوجود مثل هذه الأنواع من المحبّة لايكون شركا في محبة الله سبحانه.ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبّ الحلوى والعسل، ويحب الذراع من اللحم، ويحبّ نساءه، وحبّه لعائشة أكثر، وكان يحبّ أصحابه وأحبهم إليه الصديق.وأما المحبّة التي تعدّ شركا فهي محبة العبودية المستلزمة للذلّ والتعظيم، وكمال الطاعة كمحبة المشركين لآلهتهم، حيث ساووا بينها وبين الله في الحبّ، كما قال تعالى: (ومن النّاس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحبّ الله....)أما المؤمنون فقد أخلصوا حبّهم لله ولم يشركوا معه غيره (والذين آمنوا أشدّ حبا لله) لأنهم يحبون الله حبا خالصا من الشوائب والعلل، يحبونه لذاته وصفاته حبّاً دفع الصحابة إلى بذل أرواحهم وأموالهم رخيصة في سبيل الله، ومن آثر الله على غيره آثره الله على غيره،وهذا الحبّ هو الذي دفعهم أن يبايعوا رسول الله (على السمع والطاعة في العسر واليسر، المنشط والمكره، وأثرة علينا).كيف لا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم يحبون الله وحبّ الرسول صلى الله عليه وسلم من حب الله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله....)، وهيمن هذا الحبّ على كيانهم حتى لم يجدوا أنسهم الا في عبادته ليلا ونهارا، كما قال تعالى في حق المحبين (تتجافى جنوبهم عن المضاجع...) السجدة 16، فلا ينام أحدهم إلا على طاعة الله تعالى ولايستيقظ إلا على مثلها، وشكره على نعمه التي لا تعد ولاتحصى، ولذلك كان أحب لحظة عند المحبّ هي لحظة الخلوة بمحبوبه ومناجاته له والمثول بين يديه باللجوء الى الصلاة، حيث تطمئن نفسه وينشرح صدره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال: أرحنا بالصلاة، إذ الصلاة قرة عين المحبين، وسرور أرواحهم، فصارت قلوبهم وأرواحهم مع المحبوب، معية لاتفارقه.وهو يذكر محبّه في السراء فيشكره على نعمه، ويذكره في الضراء، إذ لا ملجأ ولا منجى منه إلا اليه، فيهرب الى محبوبه الأعظم، وفي بعض الآثار يقول الله تعالى (إنّ عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) أيّ أنه تعالى يحبّ عبده الذي يلجأ اليه في الشدائد، إذ أن حقيقة المحبة صدق المجاهدة في أوامر الله، وتجريد المتابعة لسنة رسول الله، لان المحبة التامة تستدعي شغل القلب بالمحبوب وعدم تفرغه لغيره، لذا كانوا في شوق دائم إلى ربهم.نسأل الله ان يوفقنا لحبه وحب من يحب وحب ما يقربنا الى حبه انه ولي ذلك والقادر عليه.

1341

| 16 يوليو 2014

ليدبّروا آياته

أنزل الله تعالى كتابه لتدبّر آياته وتفهم معانيه والنظر في مآلات الامور والعمل به، لا لمجرد القراءة بتحريك اللسان والقلب ساهٍ والذهن شارد.قال الحسن البصري: والله ماتدبّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده.. حتى ان أحدهم ليقول قرأت القرآن كله ما يرى له القرآن في خلق ولاعمل، ولذا كان يقول بعضهم: كل آية لا أفهمها ولا يكون قلبي فيها لا أعدّ لها ثوابا.. وهذا الكلام صحيح لأن القرآن أكد على التدبر فقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا اياته وليتذكر أولو الالباب) سورة ص 29، وقال تعالى (افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها) سورة محمد24، إذ لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، لذا كان ابن عباس يقول: لأن أقرأ (إذا زلزلت الارض، والقارعة) أتدبرهما أحب إليّ من أن أقرأ البقرة وآل عمران تهذيرا. لأن التدبر هو الغاية المنشودة من القراءة، إذ لا يمكن فهم معانيه واكتشاف أسراره والاتعاظ به إلاّ بالتدبر والتأمل لا بالقراءة المستعجلة والقلب ساهٍ.وقد يكون التدبر بترديد الآية، كما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن بعدهم من صالحي الأمة ومن اقتدى بهم، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهم ليلة بآية يرددها وهي قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) سورة المائدة 118.وللوصول الى التدبر لابد من استحضار عظمة الخالق سبحانه الذي بيده الملك وهو على كل شىء قدير، وإن الكلّ في قبضة قدرته إن شاء رحمهم بفضله وإن شاء عذّبهم بعدله، فاستحضار هذه المعاني يدنيك من ساحة التعظيم والاهتمام بكلامه، وهذا التعظيم يؤدي بك الى حضور القلب وصفاء الذهن الذي ينقلك الى عالم تتذوق فيه حلاوة التلاوة ولذّة المناجاة والأنس بالقرب.وكان بعض السلف إذا قرأ آية لم يكن قلبه فيها، أعادها ثانية، ليعيش في جو تفاعليّ مع القرآن العظيم، فإن قرأ أوسمع أمراً أونهياً في القرآن قدّرَ أنه المأمور والمنهيّ أولاً. وإن قرأ وعدا بالثواب أو وعيدا بعقاب قدر أنّه المبشر بالوعد او المنذر بالوعيد، وكانو يرون أن القرآن رسائل أتتهم من الله عزّ وجل فكانوا يتدبرونها في صلواتهم ويقفون عليها في خلواتهم، وإن من لم يكن بهذه الصفات كان حظه من التلاوة حركة اللسان ومن لم يتأثر بالآيات، كان مُعرِضا عنها (وكأين من آية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون) سورة يوسف 105.والله أسال أن يجعلنا ممن قرأ القرآن وتلاه حق تلاوته وتجاوب معه بعقل متدبر وقلب متأثر وأن يجعلنا ممن قال فيهم (انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا) سورة الانفال 2، وأن يجعلنا ممن يتلونه حق تلاوته..اللهم آمين.

2144

| 03 يوليو 2014

دفع القيمة في زكاة الفطر

اهتم الإسلام بالزكاة وجعل إطعام المسكين من لوازم الإيمان، وحذر من منع الزكاة، وتوعد المانع بالعقوبة الأخروية (فبشرهم بعذاب أليم) وبالعقوبة الدنيوية من قحط وإفلاس، بالإضافة إلى العقوبة الشرعية من قتاله، وأخذ جزء من ماله، كما اعتبر جاحدها كافراً، وذلك لأهمية الزكاة على الفرد والمجتمع، فضلاً عن التزكية والتطهير التي يحصل عليها المزكي.. والتخلص من البخل وفي الحديث "خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق". وقد توسع العلماء في مسائل الزكاة وأفردوا لها مجلدات، ومن المسائل التي حظيت باهتمامهم مسألة إخراج القيمة في زكاة الفطر.. وسبب الخلاف يعود إلى اختلافهم في حقيقة الزكاة، هل هي عبادة "غير معللة" أم حق واجب في مال الأغنياء قصد به سد حاجة الفقير، ليكون عضواً إيجابياً في المجتمع.. فمن غلّب جانب العبادة والقربة أوجب إخراج الأصناف التي جاء ذكرها في السنة الشريفة، ومنع إخراج القيمة، ومن غلّب جانب المالية وأن القصد سد حاجة الفقراء جوّز إخراج القيمة. وحاصل أدلة المانعين أنه خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم لحديث "كنا نخرج زكاة الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من شعير، وصاعاً من أقط، وصاعاً من تمر، وصاعاً من زبيب" رواه مسلم، ومخرج القيمة مخالف للنص فلم يجزئه. وذهب القائلون بجواز إخراج القيمة إلى أن الواجب في زكاة الفطر ما ذكر في الحديث، وأما صفته فهو وجوب المنصوص من حيث إنه مال متقوّم على الإطلاق، لا من حيث إنه عين، فيجوز أن يعطي عن جميع ذلك القيمة دراهم او عروضاً أو ما شاء.. لأن المعتبر حصول الغنى وذلك يحصل بالقيمة كما يحصل بالحنطة، والمال أقرب إلى منفعة الفقير، فإنه يشتري به للحال ما يحتاج إليه، والتنصيص على الحنطة والشعير كان لأن البياعات في ذلك الوقت بالمدينة يكون بها، وأما اليوم فإنها تجري بالنقود، وهي أعز الأموال، فالأداء منها أفضل.. فهم راعوا تغير الحال. وأطالوا النَفَس في استدلالهم بما يزيد على ثلاثين دليلاً يصعب على المسلم تجاوزها، ورأيهم أوفق لمقاصد الشرع، وأرفق بمصالح الخلق، وإلى هذا ذهب علامة العصر الشيخ القرضاوي، وأيّد رأيه بما لا مزيد لمستزيد.. والله أعلم.

765

| 25 يوليو 2013

الخشوع روح الصلاة

إن غالبية المصلين تخلو صلاتهم من الخشوع مع أنه لب العبودية وجوهرها، وفي التنزيل (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، سورة المؤمنون، وكأنهم غير مخاطبين بها، وسبب هذا الشرود هو قسوة القلوب والافتتان بالدنيا، والانشغال بها، حيث وجد الشيطان مرتعاً خصباً لإلهاء المصلين، وإن وجد الخشوع على بعضهم، فهو في الغالب خشوع النفاق وهو أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع.. والأصل خشوع القلب وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك في قوله (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا يرى فيها خاشع). ولا نستبعد هذا فقد قال بعض الحكماء قديماً: إن من يعبد الله كثير ولكن من يحسن العبادة منهم قليل. لذا كان من الأهمية بمكان تذكير المسلمين بأهمية الخشوع خصوصاً وأنه روح الصلاة وأن الصلاة هي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة فإن قبلت قبل سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله. وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بك من قلب لا يخشع" (رواه مسلم) وفي التنزيل (وقوموا لله قانتين) ومنه ذهب الفقهاء بالقول بفرضية الخشوع في الصلاة ووجوبه إذ هو لب الصلاة. يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم (ليس للرجل إلا ما عقل من صلاته) رواه أحمد. والصلاة بالخشوع هي التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم أرحنا بها يا بلال، لأن الخشوع هو الذي يخرج الصلاة عن العادة إلى العبادة، وهي التي تشرح القلب وتزيل الهم وتريح النفس وتجد فيها لذة القرب من الله تعالى، والتي عبر عنها بعض الصالحين بقوله: "إنا نجد في الصلاة لذا لو وجدها الملوك لجالدونا عليها بسيوفهم". وتورث الصلاة صاحبها حسن الخلق وتهذيب النفس وتدفعه إلى الإخلاص في العمل (واعبدوه مخلصين له الدين) ومن يقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جعل قرة عينه الصلاة يعرف انه كان يقوم الليل ويصلي حتى تبتل لحيته بالدموع ويسجد حتى تبتل الأرض، وكذلك كان الصديق رضي الله عنه يصلي ويقرأ القرآن ولا يملك نفسه من البكاء، وكان عثمان رضي الله عنه يقول: لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام ربنا، وكان ابن الزبير إذا صلى كأنه غصن شجرة، وللوصول للخشوع يستلزم استحضار عظمة الله تعالى وهيبة الوقوف بين يديه ونسيان الدنيا ومجاهدة النفس بالتفكير والتدبر والتأني للوصول إلى الخشوع. (والله أسال أن يرزقني وإياكم نعمة الخشوع وأن يوفقنا لما يرضيه عنا برحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه).

4158

| 15 يوليو 2013

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4116

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1740

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1590

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1314

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

897

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

612

| 04 ديسمبر 2025

555

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية