رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة العتوم

كاتبة قطرية - مستشار الصحة البيئية
falotoum@hotmail.com
@faalotoum

مساحة إعلانية

مقالات

567

فاطمة العتوم

كيف يفتح الأدب أبوابه لذوي الإعاقة؟

17 نوفمبر 2024 , 02:00ص

يعد الأدب وسيلة مؤثرة لنقل الأفكار وإلهام الآخرين، وله تأثير كبير في بناء فهم أعمق للقضايا الاجتماعية، ومنها قضايا ذوي الإعاقة. وقد شاركت في حلقة نقاشية تمت الدعوة لها عبر مركز الشفلح، ناقشت عدة محاور، كان من ضمنها: دور الكاتب في دعم الإنتاج الأدبي الموجه لذوي الإعاقة. وأحببت مشاركة الأعزاء القراء في هذا المحور عبر هذا المقال.

مما لا شك فيه أن الكاتب يلعب دورًا حيويًا في دعم هذه الفئة من خلال تقديم محتوى أدبي يعبر عنهم، ويبرز احتياجاتهم وتحدياتهم، ويعزز من شمولية المجتمع وتقبله للتنوع. فالأدب ليس مجرد سرد للقصص، بل يمكن أن يكون أداة للتمكين ونقل الرسائل الإنسانية بطريقة جذابة وفعالة تتجاوز الكلمات لتصل إلى القلوب والعقول.

ولعل من أول الأدوار التي يجب على الكاتب التركيز عليها تقديم محتوى أدبي يسهل فهمه ويصل لذوي الإعاقة بمختلف فئاتهم، حيث يُفضَّل أن تكون اللغة المستخدمة واضحة وبسيطة، مع تجنب التعقيد اللغوي؛ لأن ذلك يساعد القراء من ذوي الإعاقة الذهنية أو الذين يواجهون صعوبات في القراءة على التفاعل مع النصوص بسهولة.

ولتحقيق أكبر قدر من الشمولية، يمكن للكاتب استخدام عناصر بصرية مساعدة، مثل الأشكال التوضيحية والرموز، خاصة إذا كان النص موجهًا للأطفال أو لذوي الإعاقات الذهنية. إلى جانب ذلك، من الضروري توفير بدائل متنوعة للوصول إلى النصوص الأدبية، كنسخ الكتب الصوتية التي تناسب المكفوفين، أو النسخ المكتوبة بلغة برايل، أو حتى النسخ الإلكترونية التي تتضمن خاصية تحويل النصوص إلى صوت. وهكذا، يتمكن الكاتب من جعل الأدب متاحًا للجميع، بغض النظر عن التحديات التي يواجهونها في القراءة.

بالإضافة إلى ما سبق، يلعب الكاتب دورًا محوريًا في تعزيز القيم الإيجابية والمساواة من خلال تقديم شخصيات من ذوي الإعاقة بصورة حقيقية وإيجابية. فبدلًا من تصويرهم كضحايا يحتاجون إلى الشفقة أو كأبطال خارقين بصورة مثالية مبالغ فيها، يمكن أن يعرضهم الكاتب كشخصيات طبيعية لديها قدرات وتحديات، مما يسهم في بناء صور غير نمطية ويكسر الحواجز بين أفراد المجتمع. ومن هنا، فإن إدراج شخصيات من ذوي الإعاقة ضمن أحداث القصص يسهم في تعزيز قيم التنوع والاندماج، ويمنح القراء من ذوي الإعاقة الفرصة لرؤية أنفسهم ممثلين في الأدب، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويسهم في تحسين صحتهم النفسية، خاصة عند الأطفال الذين يحتاجون إلى شخصيات إيجابية تماثل تجاربهم.

علاوة على ذلك، يفتح الأدب التفاعلي آفاقًا جديدة لدعم ذوي الإعاقة بشكل مبتكر، حيث يمكن للكاتب، من خلال تطبيقات الأدب التفاعلي، تقديم محتوى يجمع بين النصوص والصور والأصوات ليخلق تجربة شاملة تلائم مختلف احتياجات ذوي الإعاقة. فمثل هذه التطبيقات يمكن أن تتضمن تقنية اللمس للمساعدة على التفاعل مع النصوص، وخاصية التحكم الصوتي التي تسهّل على الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية التفاعل مع المحتوى بسهولة. كما أن الأدب التفاعلي يقدم تجربة ممتعة، مما يعزز من دمج ذوي الإعاقة في العالم الأدبي ويجعل من القراءة نشاطًا مشوقًا ومناسبًا لهم.

وهكذا، لا تتوقف مسؤولية الكاتب عند حدود السرد الأدبي، بل تتسع لتشمل دوره في بناء مجتمع يرحب بالتنوع ويشجع على تقبل الآخرين. إذ إن دعم ذوي الإعاقة من خلال الأدب يتطلب من الكاتب أن يقدم نصوصا تراعي الشمولية والتنوع، وتتناول قصص شخصيات تعكس تجاربهم وحياتهم اليومية بواقعية واحترام. وبهذا، يسهم الأدب في تمكين ذوي الإعاقة وتعزيز حضورهم الفاعل في المجتمع، حيث تصبح النصوص الأدبية وسيلة لفتح آفاق جديدة، تدمج ذوي الإعاقة في النسيج الثقافي والاجتماعي، وتتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم واكتساب مكانة مهمة في العالم الأدبي.

ختامًا، لا شك أن الأدب يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتحقيق التفاهم والتكامل الاجتماعي، وهذا ما يجعل دور الكاتب في دعم ذوي الإعاقة أمرًا بالغ الأهمية. إن الكتابة لهذه الفئة تتطلب وعياً وتفانياً لتقديم محتوى أدبي يعزز من قدرتهم على التواصل ويسهم في نشر الوعي المجتمعي بأهمية احتضان الجميع. وحين يتمكن الكاتب من بناء نصوص تراعي احتياجات ذوي الإعاقة وتنقل قصصهم بأسلوب واقعي وإيجابي، فإنه يضع حجر الأساس لبناء مجتمع أكثر شمولية، يقدر الاختلاف ويرى في التنوع عنصرًا أساسيًا للتعايش والنمو المشترك.

اقرأ المزيد

alsharq كأس العرب... حدث يوحد العرب وقطر تمنحه بريقاً عالمياً

تُعد بطولة كأس العرب لكرة القدم إحدى أبرز البطولات الإقليمية التي تجمع المنتخبات العربية تحت راية واحدة، في... اقرأ المزيد

114

| 09 ديسمبر 2025

alsharq الأبعاد العميقة.. بواقعية!

من أصعب ما نواجه هذه الأيام الاعتراف بالإشكاليات، حيث ندرك الصعوبات ونتجاهل الحلول لها. ونستيقن الأوضاع غير المرغوبة... اقرأ المزيد

207

| 09 ديسمبر 2025

alsharq نقلة جديدة في مسيرة الشراكة القطرية السعودية

شكلت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى المملكة العربية السعودية،... اقرأ المزيد

90

| 09 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية