رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ماجدة الجاسم

مساحة إعلانية

مقالات

204

ماجدة الجاسم

السمينة

18 يوليو 2025 , 03:00ص

 في قلب معاناة الطفولة، كانت ليلى فتاة طيبة تعيش في ظل وزنها الزائد. منذ أن كانت صغيرة، عانت من تأثير السمنة النفسي العميق الذي ألقى بظلاله على حياتها. كان زملاؤها في المدرسة يطلقون عليها أسماء جارحة، ويستهزئون بها بنظرات تحمل اشمئزازاً لا يُنسى، مما جعلها تشعر بالعزلة الكئيبة وحياة مملّة. ومع كل تلك الصعوبات، كانت لليلى إرادة قوية، وإيمان راسخ بأن التغيير ممكن. هذه هي القصة الواقعية التي تغطي سنة دراسية كاملة، حيث نتابع كيف تمكنت ليلى من تحويل آلامها إلى قوة، وكيف ساعدتها إرادتها وتصميمها في مسيرة النجاح.

الفصل الأول: أولى خطوات التغيير

 مع بداية العام الدراسي الجديد، واجهت ليلى تحديات جديدة. كانت تكتشف أن التنمر لا يقتصر على الألقاب البذيئة فحسب، بل يشمل نظرات الشفقة التي كانت تُلقى عليها من زملائها. تفاقمت آثار هذه التنمرات، وفقدت ليلى ثقتها بنفسها وهربت من الأنشطة المدرسية التي كانت تحلم بالانضمام إليها. لكن لم يكن عليها أن تواجه هذا العالم وحدها. كان هناك دعم من عائلتها وأصدقائها المقربين، الذين أشعلوا شعلة الأمل في قلبها. كانت والدتها دائمًا تشجعها على المحاولة مجددًا، تذكّرها أن الجمال لا يُقاس فقط بالمظهر، بل يُحتسب بقوة الروح والمثابرة. مع كل كلمة تشجيعية، كانت ليلى تدرك أنها ليست وحدها، وأن بإمكانها التغلب على كل ما يحول بينها وبين تحقيق أحلامها.

 قررت ليلى أن تبدأ رحلتها نحو التغيير، فكانت تلك اللحظة بالنسبة لها بمثابة انطلاقة جديدة بعيدة عن قيود الماضي. أخذت أول خطوة من خلال البحث عن حلول عملية لمشكلتها، مدفوعة بعزيمة قوية ورغبة في استعادة ثقتها بنفسها. انضمت إلى ناد رياضي صغير في المدرسة، حيث احتضنها جو من الدعم والتشجيع. كانت الدروس التي أخذتها في الطبخ الصحي بمثابة مفتاح لعالم جديد، تعلمت من خلالها كيفية إعداد وجبات متوازنة تعكس حبها لجسدها وصحتها. 

 لم تكن تلك الرحلة سهلة، فقد واجهت ليلى تحديات عديدة؛ لكنها كانت تدرك أن الطريق لن يكون مفروشاً بالورود. مع كل خطوة تخطوها، كانت تشعر بارتياح متزايد عندما ترى نتائج جهودها تتجلى في تحسن صحتها وثقتها بنفسها. قامت بمتابعة نصائح مختصين في التغذية، وبدأت توثق كل مرحلة من مراحل تقدمها كأنها تكتب فصولاً جديدة في قصة نجاحها.

 خلال الشهور الوسطى من الدراسة، لم يختفِ التنمر تماماً، بل اتخذ أشكالاً مختلفة، مما اضطر ليلى لمواجهة واقعها بجرأة وشجاعة. بدأت تروي قصتها لزملائها وأساتذتها، مشددة على أن التغيير يبدأ من الداخل. انضم إليها عدد من زملائها الذين كانوا يشاركونها نفس التجارب، وشكلوا مجموعة دعم صغيرة داخل المدرسة، حيث أصبحوا مصدر إلهام لبعضهم البعض. ساعدت هذه المجموعة ليلى على بناء شبكة من الأصدقاء الذين يساندونها في كل خطوة، مما عزز في نفسها مفهوم الإرادة والتصميم على النجاح.

الخاتمة

 مع مرور العام الدراسي، شهدت ليلى تحولاً مذهلاً. لم تعد الفتاة التي تكبلها المخاوف والحزن، بل أصبحت شابة واثقة من نفسها تلهم من حولها. تخلت عن لقب «السمينة « وارتأت أن تكون رمزاً للتحدي.

مساحة إعلانية