رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حسن توفيق

حسن توفيق

مساحة إعلانية

مقالات

471

حسن توفيق

أطلال.. بلا أوصال!

18 أكتوبر 2012 , 12:00ص

ذات مرة سألوا الكاتب الساخر جورج برنارد شو عن الفارق بينه وبين شكسبير.. فأجاب سائليه قائلا: إن شكسبير عملاق، ولكنني أقف على كتفيه!! وكان شو يعني بهذا أنه أرفع قامة من شكسبير، بينما واقع الحال أنه ليس كذلك، لأن شكسبير عملاق بإمكاناته وبعبقريته الخلاقة، أما الكاتب الساخر فإنه قد اعترف بأنه ارتفع عندما وقف على كتفي عملاق، أي أنه لم يعتمد على إمكاناته الذاتية، وإنما تسلق، وكان صنيعه هذا أشبه بما تفعله النباتات المتسلقة التي تظل على الأرض إذا لم تلتف على قامات الأشجار الشامخة!

تذكرت هذا.. وأنا أستمع إلى "الأطلال".. أطلال أخرى غير الأطلال التي تغنيها سيدة الغناء العربي أم كلثوم.. إنها أطلال بلا أوصال.. أطلال تؤديها مطربات، ليس لهن ما لأم كلثوم من قدرات ومن إمكانات.

الأصالة وحدها هي التي تبقى وتترك أثرها في العقول وفي النفوس، أما التقليد فإنه قد يعجبنا وقد يضحكنا.. لكن الإعجاب لا يبقى طويلا.. وسرعان ما ننسى الذين يقلدون وننسى ما حاولوا تقليده، تاركين إياه يهوى إلى بئر لا قرار لها.

منذ سنوات عديدة كانت "لبلبة" (هل تذكرونها!؟) تقلد في بعض الحفلات أداء محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وشادية ونجاة الصغيرة.. ولكن من منا يحاول الآن أن يتذكر هذا التقليد؟. لا أحد فيما أتصور.. لأن الإنسان يبحث دوما عن الأصيل الذي يتميز بشخصية أسرة مستقلة، نستطيع من خلالها أن نميزه عن سواه وعما عداه.

ولكن هل هذا يعني عدم تقليد العمالقة والعظماء؟! إن الإنسان يتعلم من غيره طالما أنه يبدأ مسيرته ويطمح إلى أن يكون له شأن في عالم الكبار ذات يوم.. فالشاعر الشاب يبدأ أولى خطواته بالتأثر بمن سبقوه ممن أعجبوه، لكنه إذا كبر في العمر ولم يستطع أن يكون شاعرا مستقل الشخصية وبالتالي فإنه لم يستطع أن يكبر في عالم الشعر، فإنه يحكم على نفسه بألا يقرأ نتاجه أحد، ويصبح من الخير له وللقراء أن يتوقف عن مواصلة الرحلة.. لأنها رحلة لا غاية وراءها إلا التقليد، ومن يقلدون لا يخلفون للحياة أثرا يستحق الذكر كما قلت.

أترك القلم الآن.. متناسيا أطلال المطربات المقلدات، لأنها – كما قلت- أطلال بلا أوصال.. وأعود لأستمع إلى أم كلثوم.. أعود إلى أصالة الصوت.

يا فؤادي لا تسل أين الهوى

              كان صرحا من خيال فهوى

اسقني واشرب على أطلاله

              واروِ عني طالما الدمع روى

كيف ذاك الحب أمسى خبرا

              وحديثا من أحاديث الجوى

اقرأ المزيد

alsharq عولمة قطر اللغوية

حين تتكلم اللغة، فإنها لا تفعل ذلك طلبًا للاحتفاء، بل إعلانًا للسيادة. لا تتحدث من باب العاطفة، بل... اقرأ المزيد

213

| 24 ديسمبر 2025

alsharq حفل جمع الأُمة والأئمة

تابعت بكل شغف حفل اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية والذي عُرض فيه فيلم عن البوابة الإلكترونية الجديدة... اقرأ المزيد

90

| 24 ديسمبر 2025

alsharq حين تصبح الرؤية واقعاً

في مراهقتي كنت أراها في المجلات ، أقص صورها وألصقها في دفتر خاص، وأكاد أجزم أنه يستحيل أن... اقرأ المزيد

117

| 24 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية