رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في البداية أود أن أعبر عن بالغ شكري وتقديري لإدارة صحيفة الشرق الغراء التي منحتني الفرصة للعودة إلى البيت الذي بدأت منه الكتابة في الصحف القطرية قبل عقد ونصف من الزمن والعودة للإطلالة على القراء الأعزاء في قطر والدول الخليجية وحيث يوجد القراء العرب في وطننا العربي الكبير وخارجه...
من يرصد المتغيرات والتحولات التي تموج في النظامين الإقليمي-الخليجي-الشرق أوسطي والدولي خلال العقد والنصف الماضي منذ توقفي عن الكتابة في "الشرق"، لا يمكنه إلا أن يلاحظ حجم صراع القوى والتجاذب والتحولات والمتغيرات الكبيرة وهامشية موقعنا فيها!
شهدنا حروبا استباقية تحت يافطة الحرب على الإرهاب شنها بوش وتبعه أوباما وترامب وبايدن-
واقتراب إيران من امتلاك القنبلة النووية لتعزيز مشروعها الإقليمي التوسعي الطائفي، برغم شيطنة إيران وفرض أقسى العقوبات وضم بوش لإيران قبل عقدين من الزمن في "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية التي صارت دولة نووية تتخذها إيران نموذجاً ودرعاً لحماية النظام وتميزه-إلا أن الحقيقة أن إيران اليوم أقرب من أي وقت مضى لامتلاك قنبلة نووية! وتغيير طبيعة العلاقات الإقليمية.
وصعود تركيا كلاعب مؤثر ووازن وحضور عسكري بقوتها العسكرية بقواعد واتفاقيات أمنية وعسكرية من قطر إلى الصومال والسودان ودورها في شمال العراق وسوريا وليبيا وأذربيجان، ودورها المهم الوساطة بين روسيا وأوكرانيا واتفاق نقل الحبوب والقمح من موانئ أوكرانيا وزيارة الرئيس التركي أردوغان أوكرانيا وقبلها لروسيا ولقائه بالرئيسين الروسي بوتين والأوكراني زلينكسي-وحتى تلميح الرئيس أردوغان بفتح قنوات حوار مع النظام السوري وعودة العلاقات على مستوى السفراء مع إسرائيل بعد سنوات من القطيعة والحرب الباردة.
وتبقى المعضلة الحقيقية في جمود اللاعب المهم والمؤثر في أمن الطاقة-مجلس التعاون لدول الخليج العربية. حيث بقي الجمود بل حتى التراجع والتعثر في تحول دول مجلس التعاون الخليجي الستة التي تملك مجتمعة مقومات الارتقاء بالمجلس ليصبح أنجح تجمع إقليمي أمني عربي لو أحسنا استغلال وتوظيف مقدراتنا للردع والتوازن والتكامل لننتقل من التعاون إلى التكامل كما حلم الملك عبدالله الراحل عام 2011- لنشكل نواة مشروع أمني خليجي وعربي، بعد تحول مراكز القوى العربية من الدول العربية المركزية-مصر-العراق-سورية-إلى دول الخليج العربية-لكننا أطلقنا الرصاص على أقدامنا في أزمة استنزاف خليجي-خليجي بحصار ومقاطعة قطر على مدى ثلاثة أعوام ونصف من التيه والضياع وللأسف-خرجنا كما حذرت في بداية الأزمة في نكسة 5 يونيو 2017 جميعنا منها خاسرين-وحتى اليوم تبقى المصالحة الخليجية ناقصة ولم تكتمل-وفي هذا إضاعة فرص واستنزاف لنا جميعا! بدلاً من تضافر جهودنا لتعويض وملء فراغ ما بات واضحاً منذ عقد من الزمن في الاستراتيجية الأمريكية بتخفيض مكانة ودور منطقة الخليج العربي كمصدر رئيسي للطاقة من نفط وغاز، ويبرز ذلك بالانكفاء والتراجع الأمريكي الأمني والعسكري دون الانسحاب الكلي لأهمية أمن الطاقة وتوسع هوة تراجع الثقة بالحليف الأمريكي بعد اخفاقاته من الاستدارة نحو آسيا لاحتواء الصين وروسيا منذ عام 2011-إلى الانسحاب العسكري المرتبك قبل عام من أفغانستان ولولا تقديم دعم ومساعدة خليجية لوجستية وخاصة دور قطر التي أقامت جسرا جويا لإجلاء أكثر من 75000 أمريكي وأفغاني ومن جنسيات دول مختلفة لتركت كارثة الانسحاب من أفغانستان أثرها البالغ كأكبر فشل استراتيجي أمريكي على الرئيس بايدن شخصيا وإدارته! لذلك سارع الرئيس بايدن لترقية علاقة أمريكا مع قطر إلى أرفع مكانة لحليف أمريكي-"حليف رئيسي من خارج حلف الناتو".
وتوسعت الحرب على الإرهاب من حرب على طالبان والقاعدة بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001- وعلى مدى 20 عاماً لتشمل داعش وأفرع القاعدة من وسط آسيا إلى اليمن والصومال والقرن الأفريقي. لا تزال الحرب مستمرة برغم اغتيال أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي وآخرهم أيمن الظواهري. وانتهت مع تلك الحقبة حروب أمريكا الطويلة والمكلفة بنزف الأرواح والأموال..
لم تحقق موجات الربيع العربي التي عصفت بجمهوريات عربية من تونس وليبيا ومصر إلى سورية واليمن إنجازات آمال وطموح الشعوب ولم تحسن مستوى معيشتهم وحرياتهم وحقوقهم. وفي المحصلة ساهمت تلك الموجات والثورات المضادة بتثبيت، بل تقوية الأنظمة كما في مصر وسورية أو بفوضى عارمة كما في ليبيا واليمن أو بانقلاب دستوري كما في تونس. وعلى المستوى الإقليمي تسببت بإضعاف النظام الأمني العربي.. كما فعل غزو واحتلال صدام حسين لدولة الكويت قبل ثلاثة عقود!
عمّقت بدعة "الاتفاق الإبراهيمي" بمصالحات وتنازلات مجانية على أمل دمج إسرائيل كجزء من الأمن الإقليمي لمواجهة إيران وتطبيع دولتين خليجيتين: الإمارات والبحرين هو رهان على سراب بدمج إسرائيل بنظام أمني إقليمي-وثبت ما توقعته، فشله باصطفاف دول خليجية وعربية في قمة الأمن والتنمية في جدة بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لا مجال لدمج إسرائيل، قبل حل الدولتين بالأفعال وليس بالشعارات، ومحورية القضية الفلسطينية التي لن تسقط بالتقادم ولن تتحول لقضية فرعية. خاصة مع عدوان إسرائيل المتكرر على الفلسطينيين في القدس وحروبها الموسمية على غزة في كل موسم انتخابات للتكسب السياسي الرخيص في نظام إسرائيلي مشلول سياسياً شهد 4 انتخابات في عامين ويتحضر للانتخابات الخامسة في نوفمبر القادم!
على المستوى الدولي نشهد العودة لمناخات الحرب الباردة كما نراها اليوم بين أمريكا والغرب من طرف والصين وروسيا في أوكرانيا وتايوان وبحر الصين الجنوبي وصراع على الثروات والتجارة والمضائق والنفوذ-فيما نبقى نحن وبقية العالم متفرجين محايدين. في عودة إرهاصات أجواء النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية بين القطبين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وحلف الناتو من طرف والاتحاد السوفيتي وحلفائه في الكتلة الشرقية الشيوعية في الطرف المقابل. بسقوط الاتحاد السوفيتي والشيوعية عام 1991-برزت الولايات المتحدة والغرب كقائد وأتباع لنظام عالمي جديد بأحادية قطبية مطلقة استبدلت الثنائية القطبية ولكن إلى حين.
ضج الغرب حينها بقوته وتفوقه وكتب فوكاياما كتابه الشهير "نهاية التاريخ والرجل الأخير" عن انتصار الغرب المدوي.. وفاخر قادة الناتو الذين اجتمعنا معهم قبل عقد ونصف "انتصرنا على الاتحاد السوفيتي والشيوعية دون أن نطلق رصاصة واحدة." وأبلغونا أن الناتو سيعيد اكتشاف وتحويل دوره من ذراع الغرب العسكري لاحتواء الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو إلى تكريس السلام والأمن في العالم بدور في حفظ السلام في أوروبا وصربيا وجمهوريات الاتحاد اليوغوسلافي السابق إلى أفغانستان والعراق. واليوم مع الغزو الروسي لأوكرانيا في شهره السادس-تحول الناتو إلى قوة ضاربة في مواجهة التمرد الروسي وتغيير خارطة أوروبا بالقوة العسكرية وتوسع ليضم السويد وفنلندا وزاد عدد أعضاء حلف الناتو إلى 32 دولة..
سأفصل في مقالاتي القادمة في الشرق كل ذلك وحاجتنا لمشروع خليجي-عربي جامع يوازن ويردع ويمنع.. وأكثر.... حياكم الله!!
أكاديمي ومحلل سياسي
جوهر الكلام: صرخات ثقيلة تحت سماء ملبّدة!
تتنوع مُسمّيات (المطر) في لغة العرب تبعا لشدته وغزارته، ومنها الرشّ: وهو أول المطر، والطّلّ: المطر الضعيف، والرذاذ:... اقرأ المزيد
267
| 21 نوفمبر 2025
«ثورة الياسمين حرّرت العصفور من القفص»
عَبِقٌ هُو الياسمين. لطالما داعب شذاه العذب روحها، تلك التّي كانت تهوى اقتطافه من غصنه اليافع في حديقة... اقرأ المزيد
309
| 21 نوفمبر 2025
ظلّي يسبقني
في الآونة الأخيرة، بدأت ألاحظ أن ظلّي صار يسبقني. لا أعلم متى بدأ ذلك، ولا متى توقفت أنا... اقرأ المزيد
132
| 21 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور الكرام… لحظات تُعلن فيها مؤسسات الدولة أنها انتقلت من مرحلة “تسيير الأمور” إلى مرحلة صناعة التغيير ونقل الجيل من مرحلة كان إلى مرحلة يكون. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في السنوات الأخيرة. الأسرة أولاً… بُعدٌ لا يفهمه إلا من يعي أهمية المجتمع ومكوناته، مجتمعٌ يدرس فيه أكثر من 300 ألف طالب وطالبة ويسند هذه المنظومة أكثر من 28 ألف معلم ومعلمة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب آلاف الإداريين والمتخصصين العاملين في الوزارة ومؤسساتها المختلفة. لذلك حين قررت الوزارة أن تضع الأسرة في قلب العملية التعليمية هي فعلاً وضعت قلب الوطن ونبضه بين يديها ونصب عينيها. فقد كان إعلانًا واضحًا أن المدرسة ليست مبنى، بل هي امتداد للبيت وبيت المستقبل القريب، وهذا ليس فقط في المدارس الحكومية، فالمدارس الخاصة أيضًا تسجل قفزات واضحة وتنافس وتقدم يداً بيد مع المدارس الحكومية. فمثلاً دور الحضانة داخل رياض الأطفال للمعلمات، خطوة جريئة وقفزة للأمام لم تقدّمها كثير من الأنظمة التعليمية في العالم والمنطقة. خطوة تقول للأم المعلمة: طفلك في حضن مدرستك… ومدرستك أمانة لديك فأنتِ المدرسة الحقيقية. إنها سياسة تُعيد تعريف “بيئة العمل” بمعناها الإنساني والحقيقي. المعلم… لم يعد جنديًا مُرهقًا بل عقلاً مُنطلقًا وفكرًا وقادًا وهكذا يجب أن يكون. لأول مرة منذ سنوات يشعر المُعلم أن هناك من يرفع عنه الحِمل بدل أن يضيف عليه. فالوزارة لم تُخفف الأعباء لمجرد التخفيف… بل لأنها تريد للمعلم أن يقوم بأهم وظيفة. المدرس المُرهق لا يصنع جيلاً، والوزارة أدركت ذلك، وأعادت تنظيم يومه المدرسي وساعاته ومهامه ليعود لجوهر رسالته. هو لا يُعلّم (أمة اقرأ) كيف تقرأ فقط، بل يعلمها كيف تحترم الكبير وتقدر المعلم وتعطي المكانة للمربي لأن التربية قبل العلم، فما حاجتنا لمتعلم بلا أدب؟ ومثقف بلا اخلاق؟ فنحن نحتاج القدوة ونحتاج الضمير ونحتاج الإخلاص، وكل هذه تأتي من القيم والتربية الدينية والأخلاق الحميدة. فحين يصدر في الدولة مرسوم أميري يؤكد على تعزيز حضور اللغة العربية، فهذا ليس قرارًا تعليميًا فحسب ولا قرارًا إلزاميًا وانتهى، وليس قانونًا تشريعيًا وكفى. لا، هذا قرار هوية. قرار دولة تعرف من أين وكيف تبدأ وإلى أين تتجه. فالبوصلة لديها واضحة معروفة لا غبار عليها ولا غشاوة. وبينما كانت المدارس تتهيأ للتنفيذ وترتب الصفوف لأننا في معركة فعلية مع الهوية والحفاظ عليها حتى لا تُسلب من لصوص الهوية والمستعمرين الجدد، ظهرت لنا ثمار هذا التوجه الوطني في مشاهد عظيمة مثل مسابقة “فصاحة” في نسختها الأولى التي تكشف لنا حرص إدارة المدارس الخاصة على التميز خمس وثلاثون مدرسة… جيش من المعلمين والمربين… أطفال في المرحلة المتوسطة يتحدثون بالعربية الفصحى أفضل منّا نحن الكبار. ومني أنا شخصيًا والله. وهذا نتيجة عمل بعد العمل لأن من يحمل هذا المشعل له غاية وعنده هدف، وهذا هو أصل التربية والتعليم، حين لا يعُدّ المربي والمعلم الدقيقة متى تبدأ ومتى ينصرف، هنا يُصنع الفرق. ولم تكتفِ المدارس الخاصة بهذا، فهي منذ سنوات تنظم مسابقة اقرأ وارتقِ ورتّل، ولحقت بها المدارس الحكومية مؤخراً وهذا دليل التسابق على الخير. من الروضات إلى المدارس الخاصة إلى التعليم الحكومي، كل خطوة تُدار من مختصين يعرفون ماذا يريدون، وإلى أين الوجهة وما هو الهدف. في النهاية… شكرًا لأنكم رأيتم المعلم إنسانًا، والطفل أمانة، والأسرة شريكًا، واللغة والقرآن هوية. وشكرًا لأنكم جعلتمونا: نفخر بكم… ونثق بكم… ونمضي معكم نحو تعليم يبني المستقبل.
5388
| 20 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2454
| 16 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم القرآنية، حتى جعله الله مقرونًا بعبادته في قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، فجمع بين التوحيد والإحسان إليهما في آية واحدة، ليؤكد أن البرّ بهما ليس مجرّد خُلقٍ اجتماعي، بل عبادة روحية عظيمة لا تقلّ شأنًا عن أركان الإيمان. القرآن الكريم يقدّم برّ الوالدين باعتباره جهادًا لا شوكة فيه، لأن مجاهد النفس في الصبر عليهما، ورعاية شيخوختهما، واحتمال تقلب مزاجهما في الكبر، هو صورة من صور الجهاد الحقيقي الذي يتطلّب ثباتًا ومجاهدة للنفس. قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فحتى في حال اختلاف العقيدة، يبقى البرّ حقًا لا يسقط. وفي الآية الأخرى ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24]، يربط القرآن مشاعر الإنسان بذاكرته العاطفية، ليعيده إلى لحظات الضعف الأولى حين كان هو المحتاج، وهما السند. فالبرّ ليس ردّ جميلٍ فحسب، بل هو اعتراف دائم بفضلٍ لا يُقاس، ورحمة متجددة تستلهم روحها من الرحمة الإلهية نفسها. ومن المنظور القرآني، لا يتوقف البرّ عند الحياة، بل يمتدّ بعد الموت في الدعاء والعمل الصالح، كما قال النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... « وذكر منها «ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم). فالبرّ استمرارية للقيم التي غرساها، وجسر يصل الدنيا بالآخرة. في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتبهت فيه العواطف، يعيدنا القرآن إلى الأصل: أن الوالدين بابان من أبواب الجنة، لا يُفتحان مرتين. فبرّهما ليس ترفًا عاطفيًا ولا مجاملة اجتماعية، بل هو امتحان للإيمان وميزان للوفاء، به تُقاس إنسانية الإنسان وصدق علاقته بربه. البرّ بالوالدين هو الجهاد الهادئ الذي يُزهر رضا، ويورث نورًا لا يخبو.
1398
| 14 نوفمبر 2025