رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

‏alsalwa2007@gmail.com

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

207

د. سلوى حامد الملا

يدبر الأمر لحياة أجمل

21 أغسطس 2025 , 12:00ص

• الحياة في دورتها بين ليل ونهار، وفصولها ومناخاتها وتقلباتها، لا تُسلم الإنسان دائمًا ما يتمناه لمجرد أنه أراده وتعلّق به، أو لأن ذلك الشيء احتل روحه وسكن تفكيره وطرق أحلامه كل ليلة. فالحياة قد تكون كريمة في لحظات، حدّ الإغداق، وقد تصبح بخيلة شحيحة العطاء في أوقات أخرى، فقط لتعلمنا درس معنى الصبر، ومذاق الانتظار، وطعم الحرمان، وكيف أن الأشياء لا تأتي دومًا كاملة كما نرجو.

• من السهل أن نسطر قائمة طويلة من الأهداف والرغبات والأحلام التي نريد تحقيقها حالا ومستقبلا، ما بين ما يبدو قريب المنال وكأنه صار لنا، وما بين ما هو بعيد تحجبه اشتراطات وصعوبات وعقبات، وقد لا يعود الأمر لا باستحقاق ولا بوضوح تعبير بقدر ما هو برتوكول حياة.

• يمر العام بأيامه وشهوره وساعاته سريعًا، وكأنه بالأمس بدأ، يحمل معه وجوهًا حضرت ووجوهًا غابت، ومشاهد تسكن الذاكرة وأخرى نُصرّ على نفيها من سجل الذكريات. 

• لم نعد نتأمل الوجوه لأجل ملامحها، بل لأجل ما ينعكس عليها من روح صافية أو جميلة؛ فالروح وحدها تمنح الملامح جمالاً لا تبلغه مشرط الجراحات ولا تُصاغه أدوات التجميل. لا نصغي لما يُقال بقدر ما نصغي لما وراء الكلمات من صدق وإحساس ومعنى.

• قد يختل معيار الصداقة حين نربطه بالفائدة والمنفعة؛ فسرعان ما تنقضي العلاقة بزوال المصلحة، وتتحول الصلات إلى محطات وصول مؤقتة. أما الصداقة الحقيقية، فهي تلك التي تُريح الروح وتُبهج العقل وتطمئن القلب، حتى إن ابتعد أصحابها أو طال الغياب عنهم؛ يكفي أن نُردد أسماءهم أو نقرأ رسالة منهم لنستشعر حضورهم العميق.

• القلوب البيضاء هي التي تفتقدنا لأجلنا، تسأل وتشتاق بلا سبب سوى الحب. هؤلاء هم من يبقون حقًا، وإن امتلأ المكان بأشباه الأصدقاء وأصحاب الأقنعة، إلا أن أصيل الروح لا يدير ظهره ولا ينسى معروفا.

• آخر جرة قلم: كثيرًا ما نشعر بالألم حين تميل الظروف بعكس ما أردنا، حين تنكسر صورة حلم رسمناها بتفاصيل بهية وألوان مشرقة، فترحل عنها شخوص لم يُكتب لهم البقاء فيها. نضع الريشة جانبًا، وتجف الألوان انتظارًا لعودة من يعيد للحلم نبضه. قد تبدو الحياة قاسية، لكنها بقدر ما تؤلم تُهذّب، وبقدر ما تأخذ تُعطي. تحمل لنا بين طيات الغيب خيرًا نجهله، وتدبيرًا ربانيًا أجمل مما ظننا. فلنحسن الظن، ولنتفاءل.. فالقادم بتدبير رب الكون دائماً يأتي بالأجمل لأرواحنا وأفكارنا ومن معنا، القادم بإذن الله، أجمل.

مساحة إعلانية