رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قبل أيام قلائل نظمت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بدولة قطر وعلى مدار يومين أعمال النسخة الأولى من "المنتدى الوطني لحقوق الإنسان" والذي سيكون ضمن استراتيجية لجنة حقوق الإنسان السنوية، وسيناقش في كل عام واحدة من القضايا التي تؤسس لحماية حقوق الإنسان وصون كرامته، ومن بين التوصيات التي صدرت من هذا المنتدى استمرار جهود التثقيف والتوعية الوقائية التي تبذلها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع المؤسسات الإعلامية، فضلاً عن الاستعانة بالمثقفين وقادة الرأي، بهدف حفظ النظام العام، وضمان استجابة وطنية داعمة لمونديال قطر 2022، قائمة على قاعدة مراعاة التنوع الثقافي للجمهور، واحترام الخصوصية المجتمعية والثقافية القطرية، كما شملت التوصيات أيضا ضرورة تكثيف جهود التعريف بأحكام قانون تدابير استضافة كأس العالم رقم 10 لسنة 2021، بوصفه أداة تشريعية خاصة لحفظ النظام العام خلال فترة انعقاد المونديال، وضرورة دمج الحق في الرياضة ضمن مقررات حقوق الإنسان في الكليات المدنية والعسكرية، والعمل على خطط لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المؤسسات التعليمية، ومقاربة هذا الحق بمقررات الكليات والمعاهد الأمنية والعسكرية، ونعتبر كمواطنين قطريين مثل هذه المنتديات والتوصيات التي تصدر عنه إرثا حقيقيا لوضع البنيات التحتية الأساسية لانتشار ثقافة حفظ حقوق الانسان وهي فرصة لنثبت للعالم أجمع بأن بلادنا رائدة في مجال رعاية حقوق الانسان بل هي أحرص من غيرها في اتباع هذا السوك الإنساني الذي ينبع من تعاليم ديننا الحنيف قبل ان تعرفه القوانين الوضعية.
المونديال ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة
وبتركيز توصيات المنتدى على التذكير بحقوق العمالة الوافدة، وضرورة تمكينها من التمتّع بالمونديال بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها خلال تهيئة البنية التحتية، تكون دولة قطر قد تقدمت خطوات واسعة نحو ترسيخ أهمية حقوق جميع فئات المجتمع وتطبيق سياسة الدمج الاجتماعي، وكان ذلك واضحاً جليا عندما وجهت قيادتنا الحكيمة الجهات المعنية بالدولة إلى مراعاة هذه الحقوق أثناء فترة كأس العالم، فضلاً عن الاهتمام بتمكين الفئات الأولى بالرعاية من التمتّع بالحق في الرياضة، وخاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتيسير وصولهم إلى الخدمات والمنشآت الرياضية، وتمثل ذلك بتخصيص تذاكر وأماكن خاصة لتسهيل مشاهدتهم للمباريات والمشاركة مثلهم تماماً كبقية فئات المجتمع والتمتع بمتابعة البطولات الرياضية المختلفة وليس المونديال القادم فقط، بما في ذلك تمكين الأشخاص المكفوفين وتمكينهم من ذلك، والعمل على الاستثمار الأمثل للمونديال كحدث كبير، وما ينتج عنه من خبرات في مجال إدارة الأحداث الكبرى، سواء أمنياً، أو اجتماعياً، أو قانونياً، أو ثقافياً، أو صحياً، بوصفه يمثل إرثاً وطنياً ثرياً، ومصدر إلهام يمكن أن تستفيد منه المنطقة والعالم في المستقبل.
الرياضة تحترم حقوق الإنسان
كما أكد المنتدى الوطني لحقوق الانسان على ضرورة أن تكون مهمة جميع المشاركين في مونديال 2022، هي (ضمان أن تحترم الرياضة حقوق الإنسان، وتعززها من خلال زيادة الوعي، وبناء القدرات، وإحداث التأثير المأمول)، وتؤكد دولة قطر دائما على العمل الجماعي لمنع انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالفعاليات الرياضية، وضمان أن تكون سبل الإنصاف فعالة ومتاحة لمن يتعرضون لانتهاكات أثناء تنظيم الأحداث والتظاهرات الرياضية الكبرى، وسجلت بلادنا الحبيبة تطورات غير مسبوقة في جهودها لدعم الظروف المعيشية للعمالة الوافدة، والإصلاحات الشاملة في قوانين ونظم العمل لدعمهم وحمايتهم، ويتضح ذلك من خلال وضع رؤية قطر حقوق العمال الوافدين في محور سياساتها الاقتصادية والاجتماعية المحورية، استناداً إلى ما تضمّنته رؤيتها الوطنية المستقبلية الشاملة، وبما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
التطوع من أجل حقوق الإنسان
خلال بطولة كأس العرب التي أقيمت منافساتها في نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، شارك حوالي 12 متطوعاً جرى تدريبهم من قبل فريق حقوق الإنسان التابع لـ FIFA، وبدعم من منظمات المجتمع المدني التي تنشط في مجال الرياضة وحقوق الإنسان، وشهد هذا المشروع تطبيق المفهوم المطور حديثاً للمتطوعين في مجال حقوق الإنسان لأول مرة في حدث رياضي كبير، وهذا يعتبر لبنة أساسية لتوسيع المشروع ليغطي فعاليات بطولة كأس العام القادمة ونشر هذه التجربة لبقية دول العالم التي سوف تستضيف بطولات كأس العالم القادمة وتعتبر تجربة مميزة وسباقة لدولة قطر في هذا المجال، وكانت التجربة ناجحة بكل المقاييس بشهادة الجهات المعنية والمنظمات المهتمة بحقوق الانسان بعد تنفيذها لمجموعة واسعة من الأنشطة التوعوية شملت إجراء أكثر من 565 مقابلة مع مشجعين حضروا 29 مباراة للتعرف على تجاربهم في مجال حقوق الإنسان، وعن أي ملاحظات تتعلق بهذا الجانب، وتمكن المتطوعون من جمع معلومات لصالح فريق حقوق الإنسان في FIFA، الذي تولى بدوره المتابعة بالتعاون مع أقسام العمليات التشغيلية ذات الصلة في FIFA وشركاء البلد المضيف للبطولة، كما أسهم المتطوعون في رفع مستوى الوعي بآلية التظلم الخاصة بكأس العالم FIFA قطر 2022 من خلال تفاعلهم مع المشجعين، واستفادت اللجنة المنظمة للمونديال من هذا المشروع أكبر استفادة بعد أن قام المشروع بتقديم توصيات وملاحظات هامة يتم وضعها في الاعتبار أثناء تنظيم المونديال.
كسرة أخيرة
مجرد فوز بلادنا العزيزة باستضافة بطولة كأس العالم يدل على نجاحٍ دبلوماسي وسياسي للدولة، فالرياضة عمومًا، بما في ذلك كرة القدم، غدت دائرةَ اهتمام تتجاوز نطاقَ التنافس الكروي والاقتصادي والسياحي وأصبح اختيار بلد لاستضافة المونديال وتنظيمه دليلًا على قدرة هذا البلد في التأثير سلمياً وقوته في الإقناع في العلاقات الدولية، وحقوق الانسان يعتبر هو المحور الأساسي للإقناع، وهذا هو السلاح الذي استخدمته الدول التي كانت تحارب من أجل عدم إقامة هذه النسخة من البطولة في قطر بعد أن نجحت في الفوز بالاستضافة، ولكن بعزيمة قدراتنا الوطنية القيادية نجحنا في توصيل رسالة السلم والسلام والحرية الى العالم وإقناعه بالوقوف الى جانبنا في إنجاح هذا الحدث العالمي الفريد، وكان سر النجاح هو الحكمة الواعية لهذه القيادات في اختيارها للسفراء المؤثرين لهذه البطولة في مختلف أنحاء العالم الذين كانوا على الموعد بتوصيل رسالتنا للعالم.
الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية
كيف يُساهم المجتمع في بناء نفسه؟
اهتمت الدول الغربية بنظام الوقف، وقد ساهم ذلك بفعالية في بناء المجتمع واستقلاله في إدارة شؤونه عن الدولة؛... اقرأ المزيد
57
| 08 ديسمبر 2025
اليوم الوطني.. مسيرة بناء ونهضة
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام قطر، يومٌ تتزيّن فيه الدوحة وكل مدن البلاد بالأعلام والولاء... اقرأ المزيد
60
| 08 ديسمبر 2025
أنصاف مثقفين!
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة، ولا يطالبك بأن تصفق له. أما نصف المثقف فيقف بينك... اقرأ المزيد
102
| 08 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4059
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1731
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1575
| 02 ديسمبر 2025