رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

1122

صالحة أحمد

المعادلة الصحيحة

22 أكتوبر 2024 , 02:00ص

لا أعرف إن كانت (مخالفة الوعود) عادة يجدر بي الالتزام بها في الآونة الأخيرة أم لا؟! ولكني على يقين من أنها تستحق المجازفة بكل وعد سبق وأن أعلنت الالتزام به، خاصة وأن ما يحدث في الساحة يتغلب على كل رغبة تنادي وتطالب بتوجيه القلم نحو مسارات أخرى في الحياة لتناولها والتحدث عنها؛ لذا كثيرا ما يشغلني كل ما يشغل الرأي العام، وكان منه ما وقع الأسبوع الماضي ولا زال يتربع على قمة الأحداث، بعد أن نال حصته من المتابعات، التي ترهقنا من جهة؛ بسبب الألم الذي تتسبب به حين ندرك أن هناك من لا يزال يعاني في بقعة من بقاع الأرض، وسَنرهقها من جهة أخرى بسماحنا لـ (رقعة الأمل) بالامتداد ودون توقف، خاصة وأن (الأمل) ولا شيء سواه ما يستطيع الوقوف وبكل ثقة أمام كل (لحظات الألم)، التي لن تتمكن من الإقدام على أي شيء ما لم نسمح لها بذلك. بالأمس كنت على موعد مع الطبيب؛ لمراجعة دورية هدفها التأكد من استقرار وضعي الصحي، ولكن ما حصل أن الأدوار قد تبدلت، فوجدت الطبيب وهو بحاجة حقيقية لطبيب يداويه ويخفف من وجعه، خاصة حين سألته عن سبب ذاك الألم الذي تمكن من تعابير وجهه وشارك ملامحه طبق الحزن، وجاءت إجابته مجروحة ومتأثرة؛ بسبب ما يحدث في عالمنا، والحق أننا لن نختلف على ذاك الواقع المرير، وسنتفق على أنه يأخذ منا حيزا لا يستهان به، ولكن تظل مهمة التركيز على كل ما لدينا من مهام تقوم عليها الحياة ضرورة لابد منها، وعلى كل فرد منا مواجهة كل التحديات والصعوبات التي تواجهه فلا تظل كعقبة تُعيق تقدمه إلى الأمام، بل كمصدر لقوة لابد وأن نعتمدها؛ كي نُتابع، ولنا في كل من ناضل وضحى بحياته قدوة لابد وأن نقتدي بها؛ لنقدم الأفضل ونسلم ما سيتبقى لمن سيظل منا؛ ليُتابع ومن بعد، وتحديدا من تلك النقطة التي توقفنا عندها، ويكفينا أن نعلم أن كل من يحارب بكل ما يمتلكه من قوة هو بطل حقيقي يُشار إليه بالبنان.    

ثم ماذا؟

   إن أي مسار يسلكه الأبطال يستحق من يتولى مهمة إتمامه دون توقف تماما كما ذكرت آنفا، وذلك كي؛ تستمر رحلة العطاء حتى النهاية التي رُسمت ملامحها منذ البداية المُطلقة على يد من قد تُثنيه الحياة عن مهامه؛ ليرحل عنا، وتغيب صورته من أمامنا، بعد أن يكون قد ترك من خلفه (أمانة) متابعة ما قد بدأ به، ويتوجب على أحدنا تولي تلك المهمة، ولكن بعد التحلي بشيء من القوة والصبر، وكل ما من شأنه أن يرفع من سقف معنوياته، ومن يدري لربما تكون تلك المهام من نصيبك يا عزيزي، وكل ما عليك فعله؛ لتحقيق كل ما سبق وبتميز هو القيام بالتالي: لا تفتح لليأس بابا مهما تلاعبت بك الظروف وجعلتك لعبتها المفضلة، وكن متماسكا ومُمسكا بزمام الأمور حتى لو بعثرتك الحياة، وتذكر على الدوام صورة من قاوم حتى النهاية المُطلقة دون أن يطلق صرخاته معلنا استسلامه.

هذه هي المعادلة الصحيحة

   من يموت؛ كي يعيش من حوله، يستحق منا أن نموت في سبيل إتمام رحلته التي سبق وأن بدأها؛ لتعيش ذكراه وذكرى كل ما سعى إلى تحقيقه من أجل سواه. وأخيرا: أنا على يقين من أن القصة ستبدأ الآن، وليرحمك الله يا يحيى يا من ستظل ذكراك حية في قلب من سيتابع هذه الرحلة حتى يكون النصر بإذن الله.

مساحة إعلانية