رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

هديل رشاد

صحفية فلسطينية

مساحة إعلانية

مقالات

264

هديل رشاد

الخطاب السامي.. ملامح الطريق لوطن قوي متماسك

22 أكتوبر 2025 , 04:01ص

قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في خطابه أمام دورة الانعقاد الرابعة والخمسين لمجلس الشورى، رؤية وطنية متكاملة تُجسّد ملامح المرحلة المقبلة من مسيرة الدولة، وترسم بوصلة العمل الوطني على أسس من القيم والمسؤولية والإنسان. لم يكن الخطاب مجرد حديث بروتوكولي أو عرض لإنجازات اقتصادية، بل رسالة عميقة تعبّر عن فلسفة قيادة تُدرك أن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان وتنتهي إليه.

جاءت كلمة سموه حافلة بالتوجيهات التي تضع الأسرة في صدارة الاهتمام الوطني، باعتبارها نواة المجتمع وأساس الاستقرار. فسموه شدّد على أن الأسرة هي المدرسة الأولى للوطن، وأن مسؤولية الوالدين في تنشئة الأبناء وغرس القيم لا تقل شأناً عن دور المؤسسات التعليمية. وفي زمن تتسارع فيه التحولات الثقافية والاجتماعية، أعاد هذا التأكيد الاعتبار للأسرة بوصفها الضامن الأول للهوية والانتماء، وركيزة التنمية الأخلاقية قبل الاقتصادية. فالأسرة، بحسب سموه، هي المكان الذي يبدأ فيه تعليم قيم العمل والصدق والانتماء الوطني، وهي التي تبني الإنسان الذي يمكنه الإسهام بفعالية في مسيرة الدولة.

وفي موازاة ذلك، وجّه سمو الأمير حديثا صريحا إلى الشباب، دعاهم فيه إلى التمسك بقيم العمل والانضباط والاجتهاد، والمشاركة الفاعلة في بناء المستقبل. كانت الرسالة واضحة: قطر تراهن على وعي الشباب لا على مواردها وحدها، وأن المستقبل لن يُبنى إلا بسواعدهم وأفكارهم وإصرارهم. إنها دعوة لأن يكون الشباب شركاء حقيقيين في التنمية لا متفرجين على منجزاتها، ولفت سموه إلى أهمية إشراك الشباب في صنع القرار، وخلق بيئة تسمح لهم بالابتكار والمبادرة والمساهمة في اقتصاد معرفي مستدام.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد صاحب السمو من خلال خطابه لأبناء شعبه أن الاقتصاد- يواصل نموه بثبات رغم التقلبات العالمية، بفضل سياسات مالية رشيدة واستثمارات استراتيجية في الطاقة والبنية التحتية والصناعة. 

وعلى صعيد السياسة الخارجية، أثبتت قطر مرة أخرى قدرتها على لعب دور الوسيط الفاعل والموثوق، رغم التحديات والاعتداءات التي تستهدفها، بما في ذلك الأعمال الإرهابية من قبل إسرائيل. 

وكعادة سموه وفي جميع المحافل المحلية والدولية يحمل هم القضية الفلسطينية، مؤكدا على موقف قطر الثابت حيال القضية الفلسطينية، ودعمها الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، ورفضها القاطع للانتهاكات المتكررة بحق المدنيين في غزة والضفة الغربية، ومهما طال الدولة من تهديد بهدف عدولها عن دعم القضية الفلسطينية إلا أن هذا حلم لن يحدث بل إن قطر ستواصل دورها الإنساني والدبلوماسي في التخفيف من معاناة الفلسطينيين، ودعم مسار السلام العادل عبر الحوار والوساطة، مع التأكيد على أن الموقف الأخلاقي والإنساني هو حجر الأساس في سياسة الدولة تجاه فلسطين وسائر القضايا العادلة.

ما ميّز الخطاب أنه لم يكتفِ بتشخيص الواقع، بل قدّم رؤية استراتيجية ترتكز على الأولويات الوطنية المتمثلة بالأسرة على اعتبارها نواة المجتمع، والشباب عماد المستقبل، والإنسان جوهر التنمية، وبين هذه الركائز الثلاث، تمضي قطر بثقة ورسوخ في محيط إقليمي مضطرب، متمسكة بدورها الإنساني ومكانتها كوسيط رئيسي في القضايا العادلة.

ختاما...

بكلمات مختارة بعناية، ورؤية بعيدة المدى، وضع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ملامح الطريق لوطن قوي بقيمه، مزدهر بأصالته، متماسك بأسرته، ومؤمن بدوره العالمي في نشر السلام ودعم الحق، هكذا تمضي قطر بثبات، تعرف من أين بدأت، وإلى أين تتجه، ومن أجل من تعمل، محافظة على توازنها بين التنمية الداخلية ومسؤولياتها الدولية، وبإيمان راسخ بأن الأسرة هي جوهر النهضة الوطنية.

مساحة إعلانية