رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ذات صباح اتصل بي دبلوماسي عربي صديق لي بالدوحة في نهاية القرن الفائت أو في مطلع القرن الجديد -إن لم تخني الذاكرة - قبيل جولة كان مقررا أن يقوم لها لمنطقة الخليج الصيف "وليم كوهين" وزير الدفاع الأمريكي في ذلك الوقت لمنطقة الخليج.. وطلبني أن أزوره في اليوم نفسه بمكتبه دون تباطؤ، بمقر سفارته التي تطل على شاطئ الخليج في موقع شديد البهاء رغم قساوة الطقس التي تفرض سطوتها على كل شيء في ذلك الأوان. أدركت أن ثمة ما يرغب في قوله لي فسارعت إليه في الموعد المحدد.
بعد جلوسي بدقائق. واستجابتي لدعوته بارتشاف فنجان الشاي الذي كان مشروبي المعشوق. بينما تراجع هذا العشق في الأعوام الأخيرة. فتح درج مكتبه وأخذ يقرأ لي بعضا من سطور تقرير لديه بشأن الجولة الصيفية المرتقبة بعد أيام لوزير الدفاع الأمريكي وكان من بين أهم أهدافها التسويق لخيار تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم أحدها سني في الغرب والشمال الغربي والثاني شيعي في الجنوب والثالث كردي في الشمال وهو قائم بالفعل وذلك ضمن إستراتيجية تكثيف الضغط على نظام الرئيس السابق صدام حسين الذي كان يتعرض لحصار شديد الوطء بعد طرد قواته من الكويت التي احتلها لبضعة أشهر في أغسطس 1991.
وفي اليوم التالي نشرت ما حصلت عليه من معلومات خطيرة موضوعا رئيسيا في الزميلة الراية التي كنت أعمل بها وفي الأهرام المصرية وفي الخليج الإماراتية التي كان رشحني للعمل مراسلا لها بالدوحة عميد الصحافة القطرية وأحد أهم رموزها الخليجية بناء على طلب من إدارتها في منتصف العام 1998.
والمفارقة أن المرحوم الشيخ زايد بن نهيان رئيس دولة الإمارات. استقبل وزير الدفاع الأمريكي في اليوم نفسه الذي نشرت فيه المعلومات بجريدة الخليج التي تصدر بالشارقة. وسأله عن مدى صحتها لكن كوهين نفى الأمر برمته وفق ما نشرت الصحيفة في اليوم التالي للزيارة. لكنني كنت واثقا في الدرجة العالية لمصداقية الدبلوماسي العربي الصديق. ثم نشرت الزميلة الوطن خلال فترة انطلاقتها الصحفية الأولى في زمن الصديق أحمد علي وفي تقرير لمراسلها في واشنطن من داخل الإدارة الأمريكية يتحدث عن المعلومات ذاتها التي نشرتها قبل أيام فحمدت الله تعالى.
ما الذي أود أن أخلص إليه من استعراض تلك الواقعة؟
لقد كان الحصار الأمريكي للعراق في مطلع التسعينيات. بداية التنفيذ الفعلي لمخطط للتقسيم ثم جاء قرار فرض منطقتي الحظر الجوي على شماله –إقليم كردستان ذي النزعة الانفصالية القوية منذ ستينيات القرن الفائت وجنوبه الذي تسكنه أغلبية شيعية في أواخر نوفمبر من العام 2002. بعد تنظيم (44892) طلعة جوية مسلحة. وذلك لإضعافه وتهديد استقلاله وسلامته الإقليمية رغم استمرار احتجاج الحكومة العراقية السابقة على ذلك واعتبار منطقتي الحظر غير شرعيتين. بيد أن الخطوة الأهم في هذه المخطط تجلت في الغزو الأمريكي في عام 2003 وبادر الحاكم العسكري الذي عينته واشنطن فور سقوط بغداد إلى حل الجيش وهي واحدة من أهم أخطاء الغزو. ثم تطبيق نظام المحاصصة على أسس مذهبية وعرقية ومناطقية فبدا المشهد العراقي شبيها بتقسيم تركة صدام. ولكن من دون عدالة فقد أعطيت الأولوية للنخبة السياسية المنتمية للمذهب الشيعي والتي لعبت رموزها دورا محوريا في تقديم معلومات مضللة للإدارة الأمريكية. عما كان يسمى بامتلاك نظام صدام لأسلحة دمار شامل ثبت أنها غير موجودة من الأصل وفق ما أثبتته تقارير أمريكية بعد الغزو مباشرة.
وللأسف مارست هذه النخبة سياسة إقصاء ممنهجة ضد الرموز السياسية للسنة خاصة التي تتبنى خطا مناهضا للاحتلال. وللتوجهات الجديدة في العراق القائمة على أسس غير وطنية وقومية. وبدت في بعض المراحل أقرب للشوفينية لاسيَّما مع تطبيق ما يسمى بقانون اجتثاث البعث. الذي لم يكن يهدف إلى استبعاد قيادات الحزب الذي كان مهيمنا على المشهد السياسي في زمن صدام فحسب. وإنما على كل من لا يثبت ولاؤه للنظام الجديد. وهو ما استمر على نحو أو آخر مما كرس نوعا من الغضب المكتوم الذي انفجر قبل أكثر من عام. متخذا شكل احتجاجات سياسية عاصفة في المناطق الغربية ثم اتخذ شكلا عسكريا في الآونة الأخيرة. وإن حاول تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش - ركوب موجته. أو أن ثمة دوائر تحاول أن تدفع به إلى صدارة المشهد لغرض في نفس يعقوب. يتمثل في أن وصم كل ما يجري من حراك سياسي بالإرهاب من الممكن أن يدفع بالقوى الدولية خاصة الولايات المتحدة للتعامل معه بشدة. وإن كنت لا أقلل من قيمة البعد الإرهابي الذي وفرته الحكومات المتعاقبة بعد الغزو الأمريكي. فضلا عن الممارسات التعسفية لقوات الاحتلال ضد أبناء الشعب العراقي من كل الانتماءات المناخات القوية لولادته وصعوده القوي في بلاد الرافدين. فبرز محاولا أن يكون رقما مهما في المعادلة.
على أي حال بات خطر تقسيم العراق يتحرك بقوة على الأرض لاسيَّما بعد أن طالب رئيس وزراء ما يسمى بإقليم كردستان العراق. بتكوين إقليم سني في المناطق الغربية والشمال الغربي على غرار إقليمه الذي يمارس بالفعل صلاحيات الدولة المستقلة. من حيث العلم والعملة والاستقبالات الرسمية لقيادات الدولة المركزية في بغداد. ولم يتبق إلا المطالبة بالحصول على تأشيرة دخول مسبقة . ولعل خطوة مسارعة سيطرة قوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان على كامل مدينة كركوك بما في ذلك المناطق العربية بعد انسحاب قوات الجيش منها للأسف ينطوي على دلالات خطيرة في هذا الاتجاه.
وفي الوقت نفسه فإن ملامح التقسيم تتبدى في المناطق الجنوبية - التي يتردد وليس لدي تأكيدات موثقة بشان صحتها -أنه تم استجلاب مئات الألوف من الإيرانيين للإقامة فيها ومنحهم الجنسية العراقية. فضلا عن استخدام العملة الإيرانية التومان في بعض مناطق الجنوب وهو أمر حدثني عنه قيادي بالتيار الصدري في العام 2006 وأشياء أخرى مريبة.
وفي يقيني. أنه لو لم تسارع النخب السياسية وعلى رأسها المالكي إلى إعادة هيكلة المشهد السياسي. وتجاوز حالة السيولة التي تواجهها بلاد الرافدين حاليا. باتجاه الجلوس فورا على طاولة حوار وطني يتسم بالجدية والصدق. لتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية وليست صورية - كما كان الأمر على مدى السنوات الثماني الماضية - محتوية كل ألوان الطيف السياسي. ضمن سياق يتعهد بالمحافظة على وحدة الوطن ترابا وشعبا. فإن خيار التقسيم سيظل هو الورقة الرابحة. لاسيَّما أن قوى إقليمية ودولية تسعى لتكريسه في الواقع العراقي.
واللافت أن هذا المطلب بات مطروحا بإلحاح من قبل دوائر بالداخل. بما في ذلك المرجع الأعلى الشيعي علي السيستاني والجامعة العربية. ومنظمة التعاون الإسلامي . والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وروسيا. فضلا عن أن إدارة أوباما دخلت على هذا الخط مطالبة المالكي بأن يحل مشكلاته السياسية فلا يجدر به أن يخلق هذه المشكلات ثم يطلب من الآخرين القيام بحلها بعد أن طالب الرئيس الأمريكي بسرعة التدخل العسكري لوأد تحركات داعش.
القيادة الرقمية ركيزة التحول نحو حكومة المستقبل في قطر
في ظل التسارع التكنولوجي الحالي، والذي يفتح آفاقًا جديدة من بيئات العمل المختلفة، لم تعد القيادة الفاعلة تُقاس... اقرأ المزيد
381
| 19 نوفمبر 2025
أي بوصلة نحتاجها اليوم؟
قرأت مقولة تقول: «إن من يملك بوصلة، يملك سلامًا». فالبوصلة ليست مجرد أداة للاتجاه نحو الشرق أو الغرب،... اقرأ المزيد
141
| 19 نوفمبر 2025
كنت أظن بكل سذاجات البدايات أن الضحك دليل على أننا بخير، فالناس لا يضحكون الا اذا فرحت قلوبهم،... اقرأ المزيد
162
| 19 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية



مساحة إعلانية
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9969
| 13 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2421
| 16 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم القرآنية، حتى جعله الله مقرونًا بعبادته في قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، فجمع بين التوحيد والإحسان إليهما في آية واحدة، ليؤكد أن البرّ بهما ليس مجرّد خُلقٍ اجتماعي، بل عبادة روحية عظيمة لا تقلّ شأنًا عن أركان الإيمان. القرآن الكريم يقدّم برّ الوالدين باعتباره جهادًا لا شوكة فيه، لأن مجاهد النفس في الصبر عليهما، ورعاية شيخوختهما، واحتمال تقلب مزاجهما في الكبر، هو صورة من صور الجهاد الحقيقي الذي يتطلّب ثباتًا ومجاهدة للنفس. قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فحتى في حال اختلاف العقيدة، يبقى البرّ حقًا لا يسقط. وفي الآية الأخرى ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24]، يربط القرآن مشاعر الإنسان بذاكرته العاطفية، ليعيده إلى لحظات الضعف الأولى حين كان هو المحتاج، وهما السند. فالبرّ ليس ردّ جميلٍ فحسب، بل هو اعتراف دائم بفضلٍ لا يُقاس، ورحمة متجددة تستلهم روحها من الرحمة الإلهية نفسها. ومن المنظور القرآني، لا يتوقف البرّ عند الحياة، بل يمتدّ بعد الموت في الدعاء والعمل الصالح، كما قال النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... « وذكر منها «ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم). فالبرّ استمرارية للقيم التي غرساها، وجسر يصل الدنيا بالآخرة. في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتبهت فيه العواطف، يعيدنا القرآن إلى الأصل: أن الوالدين بابان من أبواب الجنة، لا يُفتحان مرتين. فبرّهما ليس ترفًا عاطفيًا ولا مجاملة اجتماعية، بل هو امتحان للإيمان وميزان للوفاء، به تُقاس إنسانية الإنسان وصدق علاقته بربه. البرّ بالوالدين هو الجهاد الهادئ الذي يُزهر رضا، ويورث نورًا لا يخبو.
1356
| 14 نوفمبر 2025