رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

384

صالحة أحمد

بين الحق والواجب

25 فبراير 2025 , 02:00ص

بين الحق والواجب مساحة تتسع بقدر ما نرغب ونريد، وبين ما يجدر أن يكون وما يكون (عادة) نجد أن الحق هو الأكثر طلبا، ولعل ما يُبرر ويُفسر ذاك التوجه هو ما يُعرف بـ (كثافة مُدة الانتظار) عند محطة (الحق)، وما يقابل ذلك من خفة في المحطة التي تعقبها، ولا خلاف على من يسبق ماذا؟ فالمهم هو أن نُحدث التوازن المطلوب بين الحق والواجب دون أن نظلم أي طرف على حساب الآخر.

 لقد بدأت مقالي لهذا اليوم بالحديث عن الحق والواجب؛ لاعتمادي الدائم على أهميتهما في حياتي، فالأول هو ما نسعى إليه كل الوقت وإن اختلف لونه أو شكله من فرد لآخر، والثاني هو كل ما يضمن تحقيق الأول متى أدركنا أهمية التزامنا به، ولعل التباين الذي تفرضه علينا ظروف الحياة هو ما يجعل بعضنا يتمسك بطرف أكثر من الآخر، لنجد أن هناك من يُطالب بحقه كل الوقت دون أن يلتفت إلى ذاك الواجب الذي يتشبث بطرف ثوبه؛ طلبا للاهتمام، وعلى أمل أن يُدرك وجوده، وبما أن الحديث عن هذا الموضوع الأزلي، فلا شك أن لي وقفة تبدأ بواجب سيكون مني؛ ليكون لسواي حقه، فإليكم:

حين تتجاوز الصداقة أعلى مراتبها وتصل بنا لمرحلة تفقد فيها الكلمات قدرتها على التعبير لخير يُقابلنا ويلامس حياتنا من خلال تفاصيل دقيقة، فلا شك أن تلك العلاقة تتمتع بكل ما يتطلبه الأمر؛ كي تتميز وتترك بصمة عظيمة الشأن في النفوس. منذ أسبوع مضى وصلتني هدية رائعة من صديقة عزيزة جدا، كانت عبارة عن مجلدات جمعت فيها مجموعة من مقالاتي، في الظاهر كانت مجرد مقالات، ولكن في باطن الأمر كانت تلك الهدية ملخصا لمرحلة من مراحل حياتي، رأيتها وقد تجسدت وسط تلك الصفحات، التي قلبتها وأنا أُقلب ذكرياتي وكل ما سبق لي وأن مررت به في تلك الفترة، وبصراحة فلقد شعرت بطاقة كبيرة انبعثت في المكان وبعثت جملة من الرسائل الإيجابية، اتفقت جميعها على أن (عجلة العطاء) لابد وأن تدور دون توقف، وأن كل ما قدمته وسأظل ملتزمة به وُجِدَ؛ كي يبث الأمل في النفوس، ولكم هي عظيمة هذه المهمة، التي تتطلب وجود ما يشحنها ويشحذها من حين لآخر. والآن سنصل للنقطة التي ستكشف النقاب عن واجبي، وهذا الأخير هو ما يتجلى بتقديم خالص الشكر والتقدير لصديقتي، (الصديقة) التي حفزتني وبشكل (ما) على التمسك بعجلة العطاء؛ لمُتابعة الرحلة، (نعم) قد تبدو تلك اللفتة بسيطة، ولكن (لا) هي ليست كذلك؛ لأنها وصلتني مغلفة بكثير من الحب، الذي نحتاج إليه في حياتنا؛ لنتمسك أكثر بما نقوم به، فهذه الطاقة التي انبعثت من تلك الهدية ساعدتني وستظل تساعدني على بث ما هو أكثر للآخرين من حولي، وهنا يسرني أن أقولها لكم: واجبي أن أتقدم بهذا الشكر لصديقتي، وحقها هو أن أخصها بكلماتي هي وكل من حولي ممن يقومون بذات العمل. والآن ومن خلال هذا المنبر أتوجه بباقات الشكر لكل من يدرك مكانته في قلبي، ويعرف تمام المعرفة أنه قد ساهم بدعمي؛ لكتابة هذه الكلمات.

بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها لكم

 في داخل كل واحد منا، وبين طيات نفسه (هدف) أساسي يحلم بتحقيقه، وتقع مهمة تنفيذه على عاتقه وحده، وهو هذا ما ندركه جميعا، ولكن ما يغفل عنه البعض هو أن ما يقف خلفنا؛ كي نُتم تلك المهمة ونُنجزها بسلام هو الدعم الذي يبثه من حولنا؛ كي نستمر. وبصراحة فإن مقابلة ذاك الدعم بما يليق به من شكر وتقدير هو الواجب الذي نقوم به؛ كي نضمن للآخرين حقهم. إلى هنا ينتهي كل شيء وحتى نلتقي من جديد كونوا بخير، وليوفق الله الجميع.

مساحة إعلانية