رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

ebalsaad@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

1673

ابتسام آل سعد

حيـن يُعرب العـرب عـن قلقهم !

25 أبريل 2021 , 04:00ص

"القدس ينتفض" هو اليوم "ترند" على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، بعد أن سطر المقدسيون الشرفاء في القدس الشريف مقاومتهم الباسلة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، بدأت من محيط باب العامود (أحد أبواب البلدة القديمة)، ثم امتدت إلى أحياء عدة أبرزها المصرارة والشيخ جراح والطور والصوانة ووادي الجوز، وتوّج المقدسيون ليلة المواجهات بإجبار الشرطة الإسرائيلية على فتح باب حطّة، وهو أحد أبواب المسجد الأقصى والتي حاولت إغلاقه قبيل صلاة فجر يوم الجمعة الماضي، ودخلوا المسجد بالهتافات والتكبيرات والإنشاد التي تضمنت أحد أهم الشعارات بأن القدس فلسطينية الأرض، عربية الهوية، إسلامية المنشأ، ولا يمكن لظلال إسرائيل أن تغطي هذه الحقيقة التي ترفضها هي نفسها ولا تقبلها أمريكا وبعض الدول الأوروبية التي تنحاز عادة لإسرائيل في سياستها التعسفية ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، والذين يدافعون عن وطنهم ومقدساتهم بصدور عارية أجبروا المستوطنين بالأمس على الهرب، بعد أن حاولوا بطرقهم الاستفزازية الاعتداء على المواطنين واقتحام باحة المسجد الأقصى والذي يمثل اليوم ساحة لأداء الصلوات الخمس، بالإضافة لصلاة التراويح للفلسطينيين في شهر رمضان المبارك.

وفي المقابل وأمام هذه المقاومة الشرسة التي تصدى بها الفلسطينيون لغارات المستوطنين وقوات الاحتلال، نرى في المقابل الصمت العربي الذي لا يكاد ينبس ببنت شفة، أمام هذه التطورات الخطيرة والتي تقترب من جدران المسجد الأقصى، والذي يمثل لدى المسلمين مكانا مقدسا، ومن المفترض أنه كذلك أيضا لدى العرب الذين يمتلكون جامعة عربية يجب أن تجتمع اجتماعا طارئا بممثليها من الدول العربية؛ ليصدروا بيان تنديد واستنكار وشجب ورفض لكل هذه الممارسات الإسرائيلية، التي تستهدف الوجود الفلسطيني والأماكن المقدسة، ولكن وكعادة باتت تمتهنها الجامعة العربية فإن الصمت سيد المواقف، وما كنا نستهجنه من بيانات ركيكة هشة بات مستحيلا صدورها، بعد أن تباينت تلك المواقف العربية بسبب التطبيع الذي يمنعها اليوم من أن تنطق بحرف يدين تلك الممارسات الإسرائيلية المستهدفة لحياة الشعب الفلسطيني، كحال من يركب قارب التطبيع مع إسرائيل ويجد نفسه مضطرا لإصدار مواقف عامة وضعيفة تتمثل في إدانة ما يجري من أحداث على وجه العموم لا التنديد بالطرف المعتدي، والتعاطف مع الطرف المعتدى عليه، والدعوة إلى الهدوء وهي العبارة التي باتت مستهلكة سياسيا، وهي أيضا التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية في موقفها اليوم من أحداث القدس بعد أن عبرت عن قلقها مما يجري اليوم على مقربة من سفارتها الكائنة في قلب القدس بعد قرار ترامب الجريء في ضرب قرارات مجلس الأمن عرض الحائط والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل قبل ما يقارب العامين، ومغادرته البيت الأبيض بعد خسارة مهينة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفوز بايدن بعهد رئاسي جديد خسرت إسرائيل بعدها الحليف ترامب، لا سيما بعد أن أعاد بايدن المنحة المالية للفلسطينيين والتي حجبها ترامب عنهم كعقاب على تعنتهم بما فُرض عليهم أمريكيا، ضمن سلسلة عملية السلام المتوقفة منذ سنين مضت، ورفضهم استنقاص حقوقهم على حساب التوسع الإسرائيلي الذي يحاول اليوم مد فروض استحكامه على مدينة القدس بالطابع الإسرائيلي، الذي يتصدى له المقدسيون في كل مرة رغم الخسائر في الأرواح والممتلكات، والتي يتكبدها الفلسطينيون بصدور عارية، وتبقى غايتهم في أن يتطهر المسجد الأقصى من دنس العدو الصهيوني غاية قد لا تتوافق مع المد العربي نحو التطبيع، الذي يبدو قدرا مستحكما سيصل إلى ردهات الحكومات شيئا فشيئا لتطبّع وتتشابه مواقفها مع مواقف المطبعين اليوم في استنكار الأحداث بصفة عامة، والإعراب عن القلق الهش والدعوة الهزلية للهدوء وكأن كل ما يجري سوف يتوقف بهذه الردود التي يعلم أصحابها بأنها وإن عبرت عن مواقف رسمية، لكنها بالتأكيد لا تمثل جناح بعوضة لدى المواقف الشعبية سواء داخل فلسطين أو على المستوى العربي الشعبي، وأستطيع أن أقسم لكم صائمة بهذا!.

‏@ebalsaad@gmail.com

‏@ebtesam777

اقرأ المزيد

alsharq 29 عاماً من الصدارة

احتفلت شبكة قنوات الجزيرة والتي تُبث من قطر في الأول من نوفمبر الجاري بمرور ذكرى 29 سنة على... اقرأ المزيد

129

| 03 نوفمبر 2025

alsharq التبصير الطبي.. ميثاق ثقة لا ورقة موقعة

عندما يُجري المريض جراحة طبية، يُثار التساؤل حول من يقع عليه الالتزام بتبصير المريض: هل يلتزم بذلك الطبيب... اقرأ المزيد

141

| 03 نوفمبر 2025

alsharq معنى أن تكون شاعراً!

كل شاعر، مهما بدا هادئًا أو مطمئنًا في موقعه، يحمل في داخله جناحين قلقين، لا يطيقان البقاء طويلًا... اقرأ المزيد

168

| 03 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية