رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ريما محمد زنادة

مساحة إعلانية

مقالات

270

ريما محمد زنادة

رغيف خبز غزة مغمس بالدماء

25 يونيو 2025 , 02:00ص

كنت أجهز نفسي للخروج من أجل إعداد حكايات غزية التي لازالت تكتب حروفها بالجوع والدم والقصف، وقبل ذلك كنت قد أعددت من سنوات طويلة على اكتساء فنجان من القهوة إلا أن الأمر لم يكن متاحا فسعرها للكيلو الواحد زاد على المائة والخمسين دولارا، الأمر الذي جعلني أصرف النفس عنها، حاولت إيجاد البديل بفنجان اخر من الشاي لكنه أيضا بدون سكر فسعر الكيلو منه قارب السبعين دولارا.

وما هي إلا دقائق حتى طرقت قريبتي الباب حتى نخرج سويا، لنتنفس حكايات غزة بكل ما فيها.

حقيقة كنت أشتهي في ذلك الوقت أن أكل رغيفا من الخبز ولو قطعة صغيرة كانت ستفي بالغرض لكنها لم تكن حاضرة.

كانت ملامح الجوع ذاتها واضحة على قريبتي فهي كذلك لم تفطر ولم تجد رغيفا من الخبز لدى عائلتها.

شعرت بشيء من الوجع في داخلي بأن يكون الحديث عن رغيف خبز!

لم أفكر بالأمر طويلا حتى لا أتأخر عن الخروج فالأوضاع لازالت تشهد القصف، وكنت أخفف على نفسي بأن ذلك كله بأجره ولن يضيع الله غزة وأهلها.

حينما وصلت لمكان لعدد من العائلات تسكن في أشبه الخيام بدون أدنى مقومات الحياة أول كلمة قالها لي احد أطفالها بأنه جائع ويشتهي رغيفا من الخبز شعرت في غصة داخل قلبي لكن لم أستطع أن أخبره بأنني أيضا جائعة.

نعم يا صغيري، أنا أيضا مثلك، وليس كلانا فقط؛ بل هناك مليونا مواطن غزي جائعون!

أعلم أنني مهما تكلمت مع هذا الطفل فلن يجدي نفعا فكيف سأخبره بالكثير من الأشياء والمؤامرات، التي تحاك ضد غزة وتهجير أهلها؟!

كيف لي أن أحدثه بأنه من أبطال غزة الصامدين، والصابرين الذين أفشلوا الكثير من مخططات الاحتلال؟!

كيف لي أن أخبره بأن هنالك الكثير من شاحنات المساعدات خلف معبر رفح من الجانب الاخر، لكن غير مسموح دخولها؟!

حقيقة لم أستطع الحديث مع طفل جائع يشتهي رغيف الخبز بكل هذا!

لكن أخبرته بأن رسولنا وقدوتنا النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جاع وتم حصاره سنوات، ورغم كل شيء ثبته الله- تعالى- وأيده بنصره.

هذا النصر الذي نعيش على يقين بالله القادر على كل شيء بأن نشهده في غزة بإذنه- تعالى-.

كثيرا ما يتم الحديث إعلاميا عن دخول مساعدات غذائية وأكياس من الطحين، لكن حقيقة الواقع غير ذلك.

هذا الأمر يجعل من أسعار المواد الغذائية وخاصة الطحين أقرب من سعر شراء غرامات الذهب، وقد يفوقها!!!

من الصعب؛ بل من المحال أن يقدم إنسان عاش عدوانا ظالما لأكثر من عشرين شهرا فقد فيها عائلته وبيته وماله أن يقدم على شراء كيس طحين بسعره الغالي الذي يصل إلى خمسمائة دولار أو ما يقاربها.

هذا السعر الجنوني لأدنى مقومات الحياة جعل الكثير منهم يكونون أهداف «مصائد الموت» التي تأتي تحت مسمى كاذب « مساعدات غذائية».

فلازال صراخ طفلة يرن في أذني وهي تتمسك بقوة بجثمان والدها بعد أن أصابته رصاصة العدو في محاولة منه أن يجلب لها كيسا من الطحين، لصنع رغيف من الخبز الذي تشتهيه منذ شهور...فكيف يمكن أخبارها بأن رغيف الخبز في غزة مغمس بالدم... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

231

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

828

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

159

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية