رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. ياسر عبد التواب

د. ياسر عبد التواب

مساحة إعلانية

مقالات

6016

د. ياسر عبد التواب

الدعاء وتهيئة الأسباب

25 ديسمبر 2012 , 12:00ص

لا يعني الدعاء وإنزال حاجتنا وتفريج كرباتنا بربنا أبدا أن نقصر في العمل والجهد..ولا أن نركن إلى الوعد بالفرج.. فإن تهيئة الأسباب من الدين.

ولو فهم الصالحون من المبشرات أنها دعوة للتقاعس لما قام نبي ببيان الحق ولا بالدعوة إليه

ولما اجتهد العلماء في التبيين والتبصير.. ولأمسك الدعاة عن البلاغ.. ولتراخى المجاهدون عن الجهاد ولكن ذلك لا يحدث أبدا فنحن نثق في النصر نعم ؛ لكننا نعلم أن له أسبابا أرادها الله تعالى كذلك

فالله تعالى جعل للرزق أسباباً ومفاتيح، وأمر عباده ان يطلبوا رزقه من خلال هذه الأسباب.

(فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ) الملك/ 15.

وكذلك الأمر في النصر، فإن النصر من عند الله لا ريب في ذلك، ولكن الله تعالى جعل للنصر مفاتيح وأبواباً وأسباباً وأُمرنا أن نطلب النصر من خلالها.

وليس معنى الإيمان والثقة بنصر الله إهمال الأسباب والشروط والإعداد الميداني لعوامل النصر.

وإن من الشطط أن نفهم ما تقدم من الآيات أن الله يرزق النصر لمن يشاء من عباده، من دون نظام وسنن

فمن أسباب النصر إعداد القوة للمعركة، والتخطيط لها، والإعداد لها إعداداً كاملاً.

(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ، وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ، تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ، وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ، لاَ تَعْلَمُونَهُمُ) الانفال/ 60.

إن إعداد القوة على وجه الأرض، وفي الميدان من ضرورات الحياة والتمكين فيها، لابد من هذا الإعداد والتحضير، ولكن لا يجوز الاعتماد عليه، فإن الاعتماد على الله تعالى

فلنجتهد قدر طاقتنا في نصرة قضيتنا ولنهيئ الأسباب جهدنا ولا نألو في ذلك

ونترك العون والتوفيق والسداد لله تعالى ليسد عنا ثغرات التقصير

ثم نتأمل بعد ذلك في أن الله غالب على أمره فلا يعجزه شيء

وهذه حقيقة أخرى في القرآن: إنّ الله غالب على أمره، فلا يُعْجِزُنَّ الله تعالى أحد من خلقه وعباده، فإذا أراد النصر لقوم نصرهم لا محالة، وإن اجتمع الناس لإبطال هذا النصر، وإن أراد الله تعالى بقوم هزيمة، هزمهم لا محالة، وإن اجتمع الناس على نصرهم، ولقد جربنا هذا في بداية ثورتنا فأرانا الله تعالى من نعمه وفضله الكثير

لكنا قصرنا في حفظ النعمة فكان ما كان..ولكن طريق العودة لا يزال مفتوحا

قال تعالى:إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ) آل عمران/ 160

و يقول تعالى"إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا))، غافر/ 51.)

والنصر هنا للرسل وللذين آمنوا، وفي الحياة الدنيا، والوعد من الله تعالى الذي لا يخلف وعده، فيقرأ الإنسان هذه الآية من كتاب الله فيطمئن قلبه بوعد الله، ويستهين بما يلقاه من العذاب والعنت في سبيل تحقيق وعد الله.

(وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ))، الروم/ 47.)

ولقد نصر الله تعالى موسى (عليه السلام) على فرعون وجنده وهو في أوج سلطته وجبروته قال تعالى: "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ)، الصافات/ 114 — 116.

وهذا هو الوعد الحق الذي وعد الله تعالى به عباده المؤمنين حقاً، وبعد هذا الوعد الإلهي الحق لا يدخل اليأس عن النصر قلب عبد مؤمن يثق بالله تعالى ووعده.

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

201

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

681

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

111

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية