رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تُضعف حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 100 يوم الأولى من بدء رئاسته الثانية والأخيرة، والتصعيد والمواجهة مع الحلفاء والخصوم، وخاصة حربه المفتوحة على الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد والدولة الوحيدة حسب مجمع الاستخبارات الأمريكية التي تقارع ويمكنها رد الصاع صاعين وتحدي هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاماً، مكانة وسمعة ودور أمريكا التي تبدو أقرب إلى الانتهازية والابتزاز، ما يغضب الداخل ويعمق تراجع ثقة الحلفاء.
أخطر سياسات ترامب، تقلباته، وأبرزها حرب الرسوم الجمركية، التي أبقاها بنسبة 10% على جميع دول العالم، وجمّد الزيادات لمدة 90 يوماً، باستثناء الصين التي رفعها إلى 145%. وردت الصين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية ب125% وأوقفت استيراد صفقة طائرات بوينغ وتصدير المعادن النادرة. واليوم يسرب ترامب وفريقه أنه منفتح على خفض الرسوم إلى النصف حوالي 50% ومع ذلك تبقى نسبة الرسوم مرتفعة.
وفي استدرار للصين علق ترامب قبل أيام سأكون لطيفا مع الصين، وذلك بعد انهيار أسواق المال ومؤشرات الأسهم الرئيسية أميركيا وعالميا وحتى تراجع قيمة الدولار. وخسارة الاقتصاد الأمريكي والعالمي تريليونات الدولارات بسبب سياساته غير المدروسة والمتغيرة.
ورفعت 12 ولاية أمريكية دعاوي مقاضاة إدارة ترامب بتهم تجاوز صلاحياته الدستورية برفع الضرائب التي تلحق الضرر بمصالح الولايات التجارية وفي قطاعات الصناعة والزراعة وأن الكونغرس من يملك الصلاحيات وليس بأوامر ترامب التنفيذية.
كما وجه أكثر من 200 رئيس جامعة أمريكية رسالة إلى إدارة ترامب تنتقد وترفض تدخل إدارة ترامب التدخل السياسي وإملاء شروط غير مقبولة ما يهدد استقلالية التعليم العالي الذي يميز الولايات المتحدة. وذلك بعد تجميد ترامب مساعدات وأموال للأبحاث بقيمة 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد لرفضها الانصياع لأوامر ترامب. ما يعرض الجامعات الأمريكية وعلى رأسها الجامعات العريقة كجامعات هارفارد وييل وبراون وبرنستون وغيرها لتدخل غير مسبوق ويضر بمستوى التعليم العالي المميز الأمريكي، الذي يبقى من أهم أوراق القوة الناعمة الأمريكية ويجذب 1.5 مليون طالب أجنبي و10 ملايين طالب أمريكي.
وتتكشف فضائح حول تصريحات وتعيينات ترامب للوزراء وكبار المسؤولين في إدارته، بتجاوز صلاحياته حول اعتقالات وتسريبات في مجموعات دردشة لنائب ترامب ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وغيرهم من كبار المسؤولين بإضافة صحفي بالخطأ عن خطط توجيه ضربات عسكرية للحوثيين، وتكرار الفضيحة من وزير الدفاع هاغسيث بإنشاء مجموعة دردشة تضم زوجته وشقيقه ومحاميه ونشر معلومات سرية عن عمليات عسكرية ضد اليمن في فضيحة ثانية محرجة خلال شهر واحد. ما يخالف القانون-ويثير صدمة الحلفاء ويجعلهم يترددون بمشاركة المعلومات العسكرية والأسرار الأمنية والاستخباراتية مع المسؤولين الأمريكيين مع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية غيبارد، وبرغم تلك الفضائح الخطيرة يتمسك ترامب بوزير دفاعه غير الكفوء. لكني اعتقد أن أيامه باتت معدودة.
يعكس ذلك الواقع، حالة التخبط وتراجع المهنية وسوء تقدير خيارات ترامب لقادة إدارته. يُضاف لذلك الاعتقالات والرقابة المتشددة والصارمة في المطارات والحدود، وعزوف الملايين عن زيارة أمريكا وحتى طرد طلبة أجانب من الجامعات دون إبداء الأسباب وسط أجواء المشحونة وحملة ترحيل المقيمين بطريقة غير شرعية شملت حتى مواطنين أمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية. ما يتسبب بخسارة مئات مليارات الدولارات للاقتصاد الأمريكي وفقدان مئات الآلاف لوظائفهم ناهيك عن تسريح 300 ألف موظف أمريكي من وظائفهم الحكومية بسبب تقليص وترشيق البيروقراطية ودمج وإلغاء إدارات وهيئات.
لذلك ليس مستغربا تراجع شعبية ترامب حتى بين البيض والشرائح التي صوتت له لأدنى نسبة لرئيس في 100 يوم الأولى من رئاسته إلى 42% حسب آخر استطلاع رأي، وبينهم ناخبون صوتوا لترامب ويشعرون اليوم بالأسى والندم. انتخبوه ليحسن مستوى معيشتهم ويضمن توظيفهم ويخفض الأسعار والغلاء والتضخم، بينما ما يعيشونه نقيض ذلك كله.
حسب آخر استطلاع رأي يعارض 57% سياسة ترامب برفع الرسوم. و60% يعارضون سياسته التي تسبب بارتفاع كلفة المعيشة والتضخم.
والملفت والصادم أكثر لترامب وفريقه وقاعدته الانتخابية (MAGA) 59% من شريحة الشباب يعارضون سياسات ترامب الاقتصادية ورفع نسبة الرسوم، و40% من الشباب يرون أن وضعهم الاقتصادي صار أسوأ منذ بدء رئاسة ترامب.
حتى صار ترامب ينافس نفسه لأدنى شعبية لرئيس في المائة يوم الأولى من رئاسته حيث كانت النسبة 43% في 100 يوم الأولى في رئاسته الأولى عام 2017. وأكثر من نصف الأمريكيين وخاصة شريحة الشباب غير راضين عن أدائه. خاصة بسب تقلباته وفرض ورفع تعريفات ورسوم جمركية ثم خفضها، ثم تأجيلها ما يتسبب بقلق لدى الدول والمؤسسات والشركات وخاصة أصحاب الشركات والأعمال الصغيرة بسبب عدم اليقين (Uncertainty).
هذه احصائيات وانتكاسات محبطة تعكس عدم المهنية لدى ترامب وفريقه الاقتصادي والمالي والسياسي. وتنذر بتداعيات على ترامب وعلى لحزبه والنواب الجمهوريين المترددين بمواجهة ناخبيهم الغاضبين في دوائرهم الانتخابية، بعدما بات الوزراء وحتى الكونغرس الأمريكي إلى صدى لصوته ومواقفه دون تحديه لتصحيح المسار. والأخطر خسارة مقاعدهم في مجزرة انتخابات التجديد النصفي بعد عام ونصف، وخسارة ترامب أغلبية حزبه في مجلسي النواب والشيوخ وتعطيل أجندته ومشروعه وربما حتى خسارة الجمهوريين البيت الأبيض عام 2028.
ما ينفّر المستثمرين ويعمق فقدان ثقة الحلفاء وبالتعويل على الحليف الأمريكي سياسيا واقتصاديا واستثماريا وتجاريا وحتى في مجالات الدفاع والأمن. لتراجع دور أمريكا كنموذج و(Brand) صيت وسمعة وقوتها الناعمة والملهمة التي تقدمها إلى العالم بدفاعها عن الحريات والديمقراطية وانجازاتها المميزة في الاختراعات والاكتشافات والأبحاث والجامعات وثورة المعلومات وتطبيقات وسائط التواصل الاجتماعي التي تقود وتشكل الرأي العام حول العالم.
قضايـانا المتسـارعة تباعاً
السودان يستغيث وسوريا تستغيث وفلسطين تستغيث واليمن يستغيث وليبيا تستغيث وماذا بعد؟! وأنا جادة في السؤال لأنني بتُّ... اقرأ المزيد
87
| 29 أكتوبر 2025
قطر.. حين تتحدث الحكمة في زمن الحرب
في زمنٍ ارتفعت فيه أصوات الصواريخ، اختارت قطر أن يكون صوتها سلاماً يعلو على الضجيج، ليُثبت للعالم أن... اقرأ المزيد
129
| 29 أكتوبر 2025
المثقف في محكمة التاريخ.. الحقيقة أم الولاء؟
منذ أقدم الأزمنة، كان المثقف يقف على خط النار بين السلطة والجماهير، بين إغراء الولاء وضغط الضمير. وفي... اقرأ المزيد
45
| 29 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6423
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3138
| 23 أكتوبر 2025