رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

564

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

تقلبات ترامب تقسم الداخل الأمريكي وتعمق تراجع ثقة الحلفاء

27 أبريل 2025 , 02:00ص

تُضعف حرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 100 يوم الأولى من بدء رئاسته الثانية والأخيرة، والتصعيد والمواجهة مع الحلفاء والخصوم، وخاصة حربه المفتوحة على الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد والدولة الوحيدة حسب مجمع الاستخبارات الأمريكية التي تقارع ويمكنها رد الصاع صاعين وتحدي هيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 80 عاماً، مكانة وسمعة ودور أمريكا التي تبدو أقرب إلى الانتهازية والابتزاز، ما يغضب الداخل ويعمق تراجع ثقة الحلفاء.

أخطر سياسات ترامب، تقلباته، وأبرزها حرب الرسوم الجمركية، التي أبقاها بنسبة 10% على جميع دول العالم، وجمّد الزيادات لمدة 90 يوماً، باستثناء الصين التي رفعها إلى 145%. وردت الصين برفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية ب125% وأوقفت استيراد صفقة طائرات بوينغ وتصدير المعادن النادرة. واليوم يسرب ترامب وفريقه أنه منفتح على خفض الرسوم إلى النصف حوالي 50% ومع ذلك تبقى نسبة الرسوم مرتفعة.

وفي استدرار للصين علق ترامب قبل أيام سأكون لطيفا مع الصين، وذلك بعد انهيار أسواق المال ومؤشرات الأسهم الرئيسية أميركيا وعالميا وحتى تراجع قيمة الدولار. وخسارة الاقتصاد الأمريكي والعالمي تريليونات الدولارات بسبب سياساته غير المدروسة والمتغيرة.

ورفعت 12 ولاية أمريكية دعاوي مقاضاة إدارة ترامب بتهم تجاوز صلاحياته الدستورية برفع الضرائب التي تلحق الضرر بمصالح الولايات التجارية وفي قطاعات الصناعة والزراعة وأن الكونغرس من يملك الصلاحيات وليس بأوامر ترامب التنفيذية.

كما وجه أكثر من 200 رئيس جامعة أمريكية رسالة إلى إدارة ترامب تنتقد وترفض تدخل إدارة ترامب التدخل السياسي وإملاء شروط غير مقبولة ما يهدد استقلالية التعليم العالي الذي يميز الولايات المتحدة. وذلك بعد تجميد ترامب مساعدات وأموال للأبحاث بقيمة 2.2 مليار دولار لجامعة هارفارد لرفضها الانصياع لأوامر ترامب. ما يعرض الجامعات الأمريكية وعلى رأسها الجامعات العريقة كجامعات هارفارد وييل وبراون وبرنستون وغيرها لتدخل غير مسبوق ويضر بمستوى التعليم العالي المميز الأمريكي، الذي يبقى من أهم أوراق القوة الناعمة الأمريكية ويجذب 1.5 مليون طالب أجنبي و10 ملايين طالب أمريكي.

وتتكشف فضائح حول تصريحات وتعيينات ترامب للوزراء وكبار المسؤولين في إدارته، بتجاوز صلاحياته حول اعتقالات وتسريبات في مجموعات دردشة لنائب ترامب ووزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني وغيرهم من كبار المسؤولين بإضافة صحفي بالخطأ عن خطط توجيه ضربات عسكرية للحوثيين، وتكرار الفضيحة من وزير الدفاع هاغسيث بإنشاء مجموعة دردشة تضم زوجته وشقيقه ومحاميه ونشر معلومات سرية عن عمليات عسكرية ضد اليمن في فضيحة ثانية محرجة خلال شهر واحد. ما يخالف القانون-ويثير صدمة الحلفاء ويجعلهم يترددون بمشاركة المعلومات العسكرية والأسرار الأمنية والاستخباراتية مع المسؤولين الأمريكيين مع هاغسيث ومديرة الاستخبارات الوطنية غيبارد، وبرغم تلك الفضائح الخطيرة يتمسك ترامب بوزير دفاعه غير الكفوء. لكني اعتقد أن أيامه باتت معدودة.

يعكس ذلك الواقع، حالة التخبط وتراجع المهنية وسوء تقدير خيارات ترامب لقادة إدارته. يُضاف لذلك الاعتقالات والرقابة المتشددة والصارمة في المطارات والحدود، وعزوف الملايين عن زيارة أمريكا وحتى طرد طلبة أجانب من الجامعات دون إبداء الأسباب وسط أجواء المشحونة وحملة ترحيل المقيمين بطريقة غير شرعية شملت حتى مواطنين أمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية. ما يتسبب بخسارة مئات مليارات الدولارات للاقتصاد الأمريكي وفقدان مئات الآلاف لوظائفهم ناهيك عن تسريح 300 ألف موظف أمريكي من وظائفهم الحكومية بسبب تقليص وترشيق البيروقراطية ودمج وإلغاء إدارات وهيئات.

لذلك ليس مستغربا تراجع شعبية ترامب حتى بين البيض والشرائح التي صوتت له لأدنى نسبة لرئيس في 100 يوم الأولى من رئاسته إلى 42% حسب آخر استطلاع رأي، وبينهم ناخبون صوتوا لترامب ويشعرون اليوم بالأسى والندم. انتخبوه ليحسن مستوى معيشتهم ويضمن توظيفهم ويخفض الأسعار والغلاء والتضخم، بينما ما يعيشونه نقيض ذلك كله.

حسب آخر استطلاع رأي يعارض 57% سياسة ترامب برفع الرسوم. و60% يعارضون سياسته التي تسبب بارتفاع كلفة المعيشة والتضخم.

والملفت والصادم أكثر لترامب وفريقه وقاعدته الانتخابية (MAGA) 59% من شريحة الشباب يعارضون سياسات ترامب الاقتصادية ورفع نسبة الرسوم، و40% من الشباب يرون أن وضعهم الاقتصادي صار أسوأ منذ بدء رئاسة ترامب.

حتى صار ترامب ينافس نفسه لأدنى شعبية لرئيس في المائة يوم الأولى من رئاسته حيث كانت النسبة 43% في 100 يوم الأولى في رئاسته الأولى عام 2017. وأكثر من نصف الأمريكيين وخاصة شريحة الشباب غير راضين عن أدائه. خاصة بسب تقلباته وفرض ورفع تعريفات ورسوم جمركية ثم خفضها، ثم تأجيلها ما يتسبب بقلق لدى الدول والمؤسسات والشركات وخاصة أصحاب الشركات والأعمال الصغيرة بسبب عدم اليقين (Uncertainty).

هذه احصائيات وانتكاسات محبطة تعكس عدم المهنية لدى ترامب وفريقه الاقتصادي والمالي والسياسي. وتنذر بتداعيات على ترامب وعلى لحزبه والنواب الجمهوريين المترددين بمواجهة ناخبيهم الغاضبين في دوائرهم الانتخابية، بعدما بات الوزراء وحتى الكونغرس الأمريكي إلى صدى لصوته ومواقفه دون تحديه لتصحيح المسار. والأخطر خسارة مقاعدهم في مجزرة انتخابات التجديد النصفي بعد عام ونصف، وخسارة ترامب أغلبية حزبه في مجلسي النواب والشيوخ وتعطيل أجندته ومشروعه وربما حتى خسارة الجمهوريين البيت الأبيض عام 2028.

ما ينفّر المستثمرين ويعمق فقدان ثقة الحلفاء وبالتعويل على الحليف الأمريكي سياسيا واقتصاديا واستثماريا وتجاريا وحتى في مجالات الدفاع والأمن. لتراجع دور أمريكا كنموذج و(Brand) صيت وسمعة وقوتها الناعمة والملهمة التي تقدمها إلى العالم بدفاعها عن الحريات والديمقراطية وانجازاتها المميزة في الاختراعات والاكتشافات والأبحاث والجامعات وثورة المعلومات وتطبيقات وسائط التواصل الاجتماعي التي تقود وتشكل الرأي العام حول العالم.

اقرأ المزيد

alsharq قضايـانا المتسـارعة تباعاً

السودان يستغيث وسوريا تستغيث وفلسطين تستغيث واليمن يستغيث وليبيا تستغيث وماذا بعد؟! وأنا جادة في السؤال لأنني بتُّ... اقرأ المزيد

87

| 29 أكتوبر 2025

alsharq قطر.. حين تتحدث الحكمة في زمن الحرب

في زمنٍ ارتفعت فيه أصوات الصواريخ، اختارت قطر أن يكون صوتها سلاماً يعلو على الضجيج، ليُثبت للعالم أن... اقرأ المزيد

129

| 29 أكتوبر 2025

alsharq المثقف في محكمة التاريخ.. الحقيقة أم الولاء؟

منذ أقدم الأزمنة، كان المثقف يقف على خط النار بين السلطة والجماهير، بين إغراء الولاء وضغط الضمير. وفي... اقرأ المزيد

45

| 29 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية