رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد مصطفى علوش

د. محمد مصطفى علوش

مساحة إعلانية

مقالات

836

د. محمد مصطفى علوش

اليمن والمعادلات القادمة

28 مارس 2015 , 01:28ص

تتسارع الأحداث بوتيرة عالية في اليمن السعيد.. عاصفة الحزم تفتح فصلاً جديداً في تاريخ اليمن السياسي، كما تفتح فصلاً آخر في العلاقات اليمنية الخليجية المعقدة، والتي مرت بمنعطفات عديدة منذ نشأة اليمن الحديث وحتى اليوم.

العمل عسكري الذي تقوده السعودية بمؤازرة عشر دول عربية وغير عربية يطرح أسئلة كبرى، بعيدة عن صخب التأييد والتنديد، تبدأ في التنقيب عميقاً عن الأسباب الجوهرية التي دفعت السعودية للقيام بهذا العمل إلى التساؤل حول ما بعد الطلعات الجوية، وإعلان سماء اليمن منطقة محظورة.. هل نحن على أعتاب تدخل بري، وإن حدث فما هي آفاقه وأين تنتهي حدوده؟ هل إعلان الحرب على الحوثيين خطوة لجرها إلى تفاوض سياسي ترعاه دول مجلس التعاون بقواعد جديدة لا تخرج عن سقف المبادرة الخليجية أم لإقصائها التام عن المشهد السياسي بعد أن تخطت الخطوط الحمر بأميال وربما سنوات ضوئية؟ لا تخفي السعودية أن تحركها يأتي لوضع حدّ للنفوذ الإيراني المتنامي في اليمن، فهل فوجئت طهران بما أقدمت عليه الرياض؟ وهل ستسعى لحماية نفوذها في اليمن، وكيف؟ هل العملية تدشن مرحلة جديدة من الصراع بين السعودية وإيران، نكون قد عبرنا فيه من الحروب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة؟ وهل خطوط المواجهة ستكون واضحة المعالم أم يعتريها التداخل؟

التصريحات الإيرانية المتعددة في الساعات الأولى للعملية الخليجية بدت وكأنها تعكس صدمة يعيشها صانع القرار الذي لم يتوقع أن تقدم دول الخليج على خطوة من هذا النوع نتيجة ترهل الموقف العربي وتشتته وتمزق قدراته بين إرادات متصارعة ومتعاكسة أو أنه أراد تعمد الغموض كي لا يعرف ما يخطط له رداً على الخطوة السعودية، أو على الأقل ينتهج سياسة الحذر كي لا يتم التشويش على خططه في إنجاز الملف النووي الذي سيغير معدلات كثيرة في المنطقة. ثم إن الحديث الأمريكي عن التنسيق مع السعودية وإبداء الدعم اللوجستي والاستخباراتي في الوقت الذي تفصل عن بدء المفاوضات النووية بين إيران والدول الستة أيام بل ساعات ما قبل توقيع اتفاق إطار يعقبه بعد شهرين على الأبعد اتفاق نهائي يفتح بدوره فصلا جديدا في العلاقة الإيرانية مع الغرب وتحديدا مع الولايات المتحدة؟

أسئلة التطورات اليمنية المتسارعة تتمادى في بعدها واتساعها الجغرافي لتطال الأرض السورية على شاكلة السؤال المحوري: هل التدخل في اليمن مقدمة لفصل سيكتب في الأزمة السورية بحيث تشرّع تدخلا عربيا تركيا، تكون فيه أنقرة لاعبا أساسيا بعد أن استقر في روع الرياض وأنقرة أن تهديدا قويا سيكون ماثلاً إذا ما استمر النظام السوري قائماً ونجح في القضاء على المعارضة المسلحة.

تأييد مؤتمر الشيخ لوزراء الخارجية العرب بتشكيل قوة عربية مشتركة للتدخل السريع التي كانت مصر قد اقترحتها من قبل أن تشرع في التدخل العسكري بضربات جوية في سرت الليبية هو خطوة أخرى في تشكل محور جديد تتكون أضلاعه من دول سنية صرفة مثل باكستان وتركيا ومصر ودول الخليج وهو موجه بالدرجة الأولى لإيران وحلفائها في المنطقة.

تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصحفية يوم الخميس في تأكيده على دعم السعودية في حملتها وأنه مستعد لتقديم الدعم اللوجستي إذا ما تطلب الأمر يعني أن تركيا تخلت عن سياسة المحاذير في التعاطي مع القضايا التي تهمّ إيران في المنطقة. وكأن الصدغ بين تركيا وإيران يتزايد يوميا في مقابل تضييق الشقة وزيادة التقارب مع السعودية ومحورها من ناحية أخرى، وإلاّ ما دلالات قول أردوغان إنه "على إيران والجماعات الإرهابية أن تنسحب" من اليمن عقب تشكيكه بدور طهران في المنطقة وأن الهدف من مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق هو الحلول محلهم، قائلاً: "إن هدف إيران هو زيادة نفوذها في العراق، إيران تحاول طرد داعش من المنطقة فقط لتحل محلها".

انطلاقاً من المقاربات السابقة، هل نحن على أعتاب تدشين محور جديد سيقلب الطاولة التي كانت تبنى في مرحلة ما بعد التفاهم النووي بين إيران والغرب؟ في المنطقة بات كل شيء ممكنا!.

مساحة إعلانية