رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حياتنا عبارة عن سلسلة من التجارب الاجتماعية والعملية والعاطفية، وتتنوع التجارب حسب المرحلة العمرية التي نمر بها، وكل تجربة تضع بصمتها في شخصيتنا، وتتغير بنا صفات وأفكار وسلوكيات بناء على ذلك ودون قصد منّا، ولأننا بشر ولسنا معصومين من الخطأ فسنرتكب الأخطاء بالتأكيد وسنتعلم منها وسنتجنب ارتكابها مُجدداً، ومن أخطر الأخطاء التي قد نقع فيها هي التعرف على أشخاص مرضى وغير أسوياء ويمكن أن نتعامل معهم بصفاء نية ولغرض إيجابي ونبيل وللأسف لا نعلم نواياهم السيئة والشريرة وفي وقت نعيش فيه أياماً هادئة وجميلة في حاضرنا يظهر ذلك الماضي البعيد ليزلزل حياتنا بالابتزاز ولضعفنا وقلة حيلتنا قد نضعف ونُلبي تلك الطلبات التعجيزية القذرة ظناً منا أننا نحمي حاضرنا ولكن للأسف يأتي الماضي وينسف الحاضر فنقع في دوامة الألم والقهر والندم ونلعن اللحظة التي صدقّنا فيها ذلك الشخص وأدخلناه حياتنا، باختصار هذه قصة العمل الدرامي الخليجي السهل الممتنع ( فعل ماضي) والذي تم عرضه مؤخرا .
العمل قَدم مجموعة من الرسائل المُبطنة ووضعت الكاتبة يدها على الجرح وترجمه المخرج بإبداع، وقدم الفنانون أدواراً مُقنعة لدرجة تغضبك خاصة شخصية براك المُستفز بابتسامته الخبيثة، وشخصية هند التي أعماها خوفها من الماضي من المصارحة أو الشكوى على الابتزاز الذي تعرضت له، وللأمانة العمل جميل ومفيد وخفيف لأنه يقع في ثماني حلقات، دارت الأحداث بسلاسة دون مط وملل وعشنا تفاصيل كل مشهد، ناهيك عن أغنية العمل المُعبّرة ، فما الفائدة المستخلصة من العمل بخلاف أنه عمل درامي وفني وإبداعي، لخصت بعض النقاط التي قد تفيد الفتيات والنساء بشكل عام وتُحذر الرجال أيضاً:
• دائرة الأيام أو الحوبة كما نقولها بالعامي أو الكارما، فما تفعله في الناس سيعود عليك بالتأكيد بل ربما بطريقة أبشع، فالله عادل ولا يقبل بالظلم ولا بقهر الآخرين ومن ظَلم ولستغل وتسبب بأذى سيعاقبه الله في الدنيا والآخرة لا مفر.
• نحنُ في زمن يجب أن تحتاط الفتيات من العلاقات المُحرمة وإن كانت في إطار الخطبة فلابد من توخي الحذر ومراعاة السلوكيات والتصرفات وعدم السماح بتبادل الصور أو التصوير وغيره، وبمعنى آخر عدم الوثوق بشكل أعمى في الطرف الثاني.
• في حالة تعّرض فتاة لابتزاز بسبب صورها أو فيديو أو غيره فعليها عدم الخوف أولاً، ومصارحة شخص موثوق به من عائلتها لمساعدتها والتوجه لقسم الجرائم الإلكترونية للتبليغ عن هذه السلوكيات ووضع لها حد قبل أن تتفاقم ويتم تسليم مبالغ هي ليست من حق المُبتز.
• قنوات الحوار والمصارحة لابد وأن تكون مفتوحة دائماً بين الأزواج، وفي حالة وجود خلل أو فجوة في المشاعر أو غيره لابد من المصارحة حتى لا يضعف أحد الطرفين ويبدأ بالفضفضة لطرف ثالث ويجد نفسه عالقاً في علاقة جديدة ويزيد الطين بلة كما نقولها بالعامية.
• في حالة وقوع الانفصال أو الطلاق بين الأزواج وكان بينهما أبناء لابد من حُسن المعاملة والمحافظة على الاحترام والتواصل لمناقشة أمر الأبناء حتى لا يؤثر الانفصال سلبياً في نفسية وشخصية الأبناء.
• الرجل رغم قوته وجبروته إلاّ أنه كائن ضعيف أمام الاهتمام والاحتواء وإذا ما تعاملت معه أنثى بذكاء عاطفي وعرفت نقاط ضعفه فبسهولة يمكنها السيطرة عليه، لذلك على الزوجة أن تتمتع بالذكاء العاطفي ولا تستهين بضعفه، ولا تأمن لحبه الأبدي لها، فقد يطير الرجل في لحظة ويصعب اصطياده من جديد.
• ماضي الرجل أو المرأة من حقهم، ولا يجوز لأي أحد مهما كان أن يحاسب الطرف الثاني على ماضيه، فالله سبحانه يغفر الذنوب والأخطاء فكيف بالبشر، وإذا كان لابد من الحساب فيبدأ منذ لحظة الارتباط، وعفا الله عما سلف.
• المرأة تحت المجهر دائماً، والتشكيك فيها سهل ومُباح أمّا الرجل ( الرجل شايل عيبه) مبدأ العامية في مجتمعاتنا الذي يبرر للرجل كل أخطائه ويحاسب المرأة على كل فعل، رغم أنهم أسوياء في الدين والشرع والقانون، لكن للأسف المرأة قد تُقتل لمجرد الشك في حين يُغفر للرجل فعل الفاحشة، وهذا هو ظلم المجتمع الذي يجعل المرأة تُخفي حتى خبر خطبتها السابقة خوفاً من أن يلاحقها ماضيها لعدم تَفهم كثير من الرجال لذلك، وكأن المرأة لا يحق لها الخطوبة والزواج لأكثر من مرة.
• البعض يعاني من أمراض نفسية نتيجة للتربية والتنشئة الاجتماعية غير السوية، لذلك لابد من توخي الحذر عند التعامل مع الآخرين فالبشر ليسوا ملائكة وقد يستغلونا أو يضرونا لأي سبب وإن كان تافهاً وربما دون سبب فالعُقد النفسية تُسير البعض ولا تتحمل رؤية الآخرين مستقرين في حياتهم.
• تحية لفريق عمل ( فعل ماضي) والذي قد أصّنفه بأنه عمل توعوي بطريقة غير مباشرة، ويستفيد منه الجيل الجديد المُقبل على التجارب الجديدة في الحياة، ليحسب خطواته ويتأنى في منح ثقته في الآخرين.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
Amalabdulmalik333@gmail.com
@amalabdulmalik
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4161
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1746
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1602
| 02 ديسمبر 2025