رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

858

د. أحمد القديدي

تأثيرات قطر الجيوسياسية تقلق إسرائيل

31 يناير 2025 , 02:00ص

قبل أن أستعرض ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية أجد نفسي ولعلكم معي تحت وقع الصدمة غير المتوقعة وأقصد دعوة (ترامب) العجيبة الى تطهير عرقي بتهجير شعب غزة كله نحو مصر والأردن وطبعا شددت دول ومؤسسات عربية وإسلامية وأمريكية على رفضها دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تهجير فلسطينيين من قطاع غزة باتجاه مصر والأردن ودعت إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومن جهتها رفضت الأمم المتحدة الفكرة التي طرحها ترامب بخصوص نقل أهالي غزة وقال المتحدث باسمها إن الأمم المتحدة ستكون ضد أي خطة من هذا النوع وجاءت مشاهد نصف مليون غزاوي عائدين الى ديارهم لتؤكد إرادة شعب بطل.

* ونعود لما صدر في صحيفة (جيريزاليم بوست) العبرية من تحليل لما سماه كاتباه: «تنامي نفوذ قطر في فلسطين بعد توقيع اتفاق الهدنة» فتعزز موقف قطر كلاعب مركزي معترف به إقليميا ودوليا ويوضح المقال أن إسرائيل رغم استفادتها من الوساطة القطرية تواجه تحديات في تقليل اعتمادها عليها خاصة في ظل غياب خطط بديلة لإعادة بناء غزة. كما أن النفوذ القطري يمتد إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة مما يثير قلق إسرائيل

ويرى الكاتبان (يوئيل غوزانيسكي) و(إيلان زالايات) أن على إسرائيل تبني استراتيجية متوازنة بين التعاون البراغماتي مع قطر واتخاذ خطوات لحماية مصالحها الأمنية في مواجهة تأثيرات قطر الجيوسياسية المتزايدة.

* ويقول الكاتبان «إنه في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار لم تضيّع قطر وقتا في سبيل استئناف عمليات تسليم المساعدات إلى غزة بموافقة إسرائيل ودشنت الدوحة ممرا بريّا لتزويد غزة بـ 12.5 مليون لتر من الوقود خلال الأيام الأولى من وقف إطلاق النار ويلفت الكاتبان إلى أن قطر جعلت نفسها بمنزلة لاعب لا غنى عنه في المشهد ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في حسابات السياسة الخارجية الأمريكية بدليل أن قدرة الدوحة على تلبية رغبة ترامب في التوسط من أجل إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل تنصيبه مثّلت بداية جيدة بشكل خاص لعلاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

ويقول المقال: إن هذه التحالفات عززت علاقات الدوحة مع واشنطن لا سيما في ضوء تقارير تفيد بأن (ستيف ويتكوف) مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط لديه مصالح اقتصادية في قطر وهو ما قد يدعم التعاون السياسي الأعمق بين البلدين ويجعل نفوذ قطر في غزة مصدر قلق لإسرائيل خاصة أن قطر تستخدم مساعداتها المالية لغزة بنشاط كأداة دبلوماسية لكسب النفوذ الدولي ويختتم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى أنه مع تشكيل مستقبل غزة بعد الحرب يبدو أن مشاركة قطر سوف تتنامى، الأمر الذي يثير تساؤلات بالغة الأهمية بشأن تأثيرها على ديناميكيات القوى في المنطقة، لذا يتطلب الأمر بالنسبة لإسرائيل، أن تتعامل مع هذا الواقع برؤية تتسم بالموازنة بين التعاون البراغماتي في إيجاد حلول لمستقبل غزة وبين حماية مصالحها في ظل مصالح الرئيس (ترامب) لأن المعاد انتخابه للبيت الأبيض عبر عن ثقته في الشريك والوسيط القطري ولن يقبل من إسرائيل أي مروق عن الإرادة الأمريكية!!!.

* هذا أهم ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية الأكثر توزيعا وكما يستنتج القراء الأعزاء فالمقال ليس رأيا حرا لإعلاميين إسرائيليين بل هو قرع أجراس الخطر المحدق بالمحتلين جراء دخول لاعب أساسي لملعب القضية الفلسطينية وأزمات الشرق الأوسط عموما ألا وهو دولة قطر بفضل دبلوماسيتها الذكية المرنة الهادفة بجرأة الى إيقاف حرب الإبادة العنصرية ثم تحرير أرض فلسطين من المحتلين.

هذا الموقف القطري الذي أشاد به يوم الأحد الماضي كل المشاركين في حفل مؤسسة (سيدة الأرض) المسؤولة على الحفاظ على تراث فلسطين الثقافي والتاريخي وبخاصة بيت المقدس. المؤسسة المناضلة التي يرأسها الزميل الدكتور كمال الحسيني حفيد الشيخ أمين الحسيني ونجل الشيخ عادل الحسيني مع العلم أن أسرة الحسيني ومنذ ثورة القسام هي التي صمدت في مدينة القدس الشريف خلال قرن من المؤامرات الاستعمارية والصليبية منذ ذلك العهد الى أيامنا هذه وبالضبط يوم بداية عودة أهالي غزة العزة الى بيوتهم المقصوفة بعد تهجيرهم منها منذ 8 أكتوبر 2023 الى اليوم.

عادوا بعشرات الآلاف كأنهم لم يقع تهجيرهم بقوة القنابل منها وبعزم قوي عنيد على ألا يتكرر سيناريو النكبة لعام 1948 حين غادر جدودهم نفس الأرض موعودين بالعودة بعد أسابيع من أبواق الأنظمة العربية المخدوعة ساعتها!

تلك الأسابيع التي تمددت حوالي ثمانين عاما!! 80 عاما من الخديعة وتركيع العرب لإرادة المحتل المغتصب وحماته ورعاته من الدول «العظمى» التي سخرته لخدمة مصالحها المادية وعقائدها منزوعة الأخلاق حتى أفاقت مجموعة من أبناء الجيل الفلسطيني الجديد امنت بربها وخططت للطوفان الذي غير موازين العلاقات الدولية وبعثر قطع الشطرنج الاستخرابي المنظمة على رقعة الشرق الأوسط ولاعبيها الإثنين المتقابلين وهما (دونالد ترامب) و(إيلون ماسك) اللذين يهندسان عالما جديدا يتناقض مع عالم يعتمد الهويات والثقافات والأديان والحضارات!

ألم يعلن العائد للبيت الأبيض قبل انتخابه أنه يعتبر منظمة الأمم المتحدة مجرد أداة في أيدي الأقوياء معلنا أنه سيستعملها لأغراضه الخاصة ثم إنه غادر منظمة الصحة العالمية وخرج من وكالة الغوث (الأونروا) بدعوى أنهما ليستا منظمتين أمميتين إنسانيتين بل هما وكران إرهابيان لحماية من سماهم هو وناتنياهو وبن غفير «المخربين»!

مساحة إعلانية