رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في خضم الزلزال الجيوسياسي بالمنطقة ، تُطرح الأسئلة: - هل تملك دول المنطقة خططاً حقيقية لمواجهة الأزمات؟ - هل هي مستعدة؟ أم أن الجميع ينتظر موجات الصدمة بلا درع؟ سنكتشف أن التخطيط الاستراتيجي بات السلاح الأذكى في زمن لا يرحم المترددين.. ولا يغفر للمرتبكين. ماذا يعني التخطيط الاستراتيجي في سياق الأزمات؟ يشير التخطيط الاستراتيجي إلى عملية منهجية يتم من خلالها التالي: • تحديد التهديدات والفرص في بيئة متغيرة ومتسارعة. • وضع أهداف واضحة وقابلة للتنفيذ، مع تحديد آليات عملها. • بناء سيناريوهات متعددة للتعامل مع المستجدات، وليس الاعتماد فقط على «ردود الفعل». قد يعتقد البعض أن الحروب تُحسم على الأرض أو في الجو. لكن الحقيقة أن المعركة الحقيقية تُخاض في غرف مغلقة، على الطاولات التي تُرسم فوقها خطوط الطوارئ، وتُكتب فيها سيناريوهات المستقبل للتعامل مع الأزمات المتغيرة والمتسارعة. ويتطلب الأمر من كافة الدول الاقليمية تخطيطاً استراتيجياً مرناً يأخذ في الحسبان التالي: • الاحتمالات العسكرية وتوسع العمليات خارج النطاق الجغرافي المباشر. • العوامل الداخلية كضغوط الشارع، والاقتصاد، والأمن الغذائي، والدوائي. • الاستجابات الإعلامية والدبلوماسية، بما في ذلك إدارة الصورة الذهنية عالمياً. التخطيط الاستراتيجي هو فن الإجابة على سؤال: ماذا لو؟ • ماذا لو توسعت الحرب ؟ • ماذا لو طال الصراع لمدة 6 أشهر؟ أو 6 سنوات؟ إيران وإسرائيل: صدام ما كان ينبغي أن يُستهان به فإنه لم يكن مجرد تطور ميداني، بل نقطة تحوّل تاريخية تُنذر بخلط أوراق المنطقة. أهمية التخطيط الاستراتيجي للدول المجاورة: بالنسبة للدول الإقليمية مثل دول الخليج، العراق، مصر، الأردن، لبنان، سوريا، تركيا، يمثل الصراع تهديداً مباشراً لاستقرارها ولمصالحها. فالتخطيط الاستراتيجي لديها ينبغي أن يشمل التالي: • إعداد خطط طوارئ للطاقة وسلاسل التوريد وحماية الأجواء والأراضي وتأمين المواد الغذائية والطبية تحسباً لأي تعطل في المضائق أو الموانئ أو الأجواء. • تعزيز الأمن السيبراني، حيث يُتوقع تصاعد الهجمات الإلكترونية المرتبطة بهذا الصراع، والاستعداد الجيد لردود الأفعال على هذه الهجمات فور حدوثها وبخطة مدروسة ومحكمة. • استشراف تداعيات النزوح الإقليمي، وتطوير وإعداد خطط إنسانية عاجلة. • إعادة رسم التموضع الدبلوماسي بشكل يوازن بين المصالح والتحالفات. فشل التخطيط الاستراتيجي يفاقم الأزمات: التاريخ القريب يؤكد أن غياب التخطيط المُسبق في الأزمات يفتح الباب لسيناريوهات كارثية، كما حدث في الماضي القريب: • أدى غياب التخطيط لما بعد الحرب إلى فوضى أمنية وولادة حركات مسلحة ومتطرفة التي أدت إلى عدم الاستقرار لعدة سنوات. • وهناك دول سقط النظام فيها وسقطت الدولة معه، لأن أحداً لم يفكر بما بعد سقوط النظام كيف ستكون الدولة. والنتيجة كانت واحدة فهناك دول فقدت سيادتها، وشعوب هجّرت، وأجيال تاهت بين المخيمات والحدود. أسئلة موجهه لدول المنطقة هل نحن مستعدون، فإن على كل دولة أن تسأل نفسها: - أين تقع نقاط ضعفنا؟ - كيف نحمي مواردنا الحيوية والبشرية؟ - ما مدى جاهزية منظوماتنا الأمنية والاقتصادية؟ - هل لدينا اكتفاء ذاتي من الغذاء والدواء؟ - هل لدينا مركز وطني موحد ينسّق الإجابة على هذه الاستفسارات ضمن خطة استراتيجية متكاملة ومعده مسبقاً؟ الاستجابة الذكية: هي بناء منظومة إقليمية لتخطيط الأزمات، فالتاريخ يثبت أن الأزمات الكبرى لا تُدار بقرارات فردية، فنحن بحاجة إلى التالي: 1) مراكز تنبؤ استراتيجي مشتركة بين الدول العربية ودول المنطقة. 2) بنوك معلومات إقليمية لرصد التهديدات المحتملة وتحليلها وبناء قواعد بيانات للأزمات تستند إلى تحليل المخاطر والمصالح. 3) قواعد تنسيق دبلوماسي تسمح بالتحرك الجماعي لا العشوائي. 4) فرق تدخل استراتيجي متعددة التخصصات وتشمل السياسيين، والعسكريين، والأمنيين، والاقتصاديين، والإعلاميين. 5) إطلاق مبادرات سياسية استباقية، تتفوق على مجرد انتظار ردود الفعل الدولية. فالأزمة المقبلة لن تكون مجرد أزمة حدود، بل أزمة نظم، ومن لا يملك نظاماً استراتيجياً متكاملاً، للتعامل معها بحكمة، مع الأسف «سينهار». بين النار والعقل.. التخطيط المسبق هو خط الدفاع الأول: - قد لا نستطيع وقف الحرب، لكننا نستطيع إدارة تداعياتها. - قد لا نتحكم في قرارات طهران أو تل أبيب، لكننا نملك التحكم بمصير أوطاننا. - فمن لم يُعد خطته اليوم، سيكون ضحية خطة غيره غداً. وهنا أُشير إلى ما قامت به دولة قطر خلال العقود وتركيزها على التخطيط الاستراتيجي لتجاوز الأزمات فور حدوثها: - عززت قدراتها الدفاعية والعسكرية لحماية أراضيها وشعبها ومقدراتها من أي عدوان. - وضعت لها مكانة دبلوماسية عالمية، وأصبحت منذ ثلاثة عقود موثوقة دولياً في حل الأزمات، ودائماً ما تُبادر في احتواء الأزمات للحفاظ على الأرواح والمقدرات. - عززت اكتفاءها الذاتي من الغذاء والدواء، ووضعت حلولا استراتيجية للتعامل مع أي أزمة عالمية أو إقليمية. - أنشأت مركزاً لمتابعة ورصد الأزمات وإدارتها بقدرات عالية، يضم، وعلى سبيل المثال لا الحصر ساهم المركز في إدارة عدة أزمات منها: أزمة كوفيد - 19 وغيرها من الأزمات، مما ساهم في احتوائها والتعامل معها. أدعو جميع الدول أن تحذو حذو دولة قطر في التركيز على التخطيط الاستراتيجي وتشكيل تحالفات دولية للتعاون في إدارة الأزمات ووضع سيناريوهات للتعامل معها.
936
| 24 يونيو 2025
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4176
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1746
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1605
| 02 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1596
| 07 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
900
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
654
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
612
| 04 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
558
| 01 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل