رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بدأت تشرح لي بتفصيل دقيق وتنهيدة غامقة: "عندما لا تستطيع المرأة الأصيلة أن تهبط إلى مستوى زوج وضيع يبدأ الصراع الداخليّ من حيث لا تدري فتبدأ بمعاقبة نفسها على "إثم" ارتكبته لتُحمّل ذاتها في اللاشعور مسؤولية تدني مستواها النفسي والجسدي. هنا يتحفز العامل النفسي لديها ويبدأ بمعاقبة الجسدي وأدّعي أن هذا ما يؤدي الى أمراض جسدية شديدة الخصوصية أي من النوع المهلك الحتمي وهذا بالضبط ما أخشاه". صدّقتها .. مع أنها ليست بطبيبة نفسية ولا أرى لهذا الأمر أساسا علميا. ولكنني بحدس الكاتب أفترض وجود بعض الأمراض المستعصية التي لا تملك مقدمات طبيعية لحدوثها. خاصة عندما لم يكن هذا الزوج يملك أي إمكانية للصعود إليها وهي لا تملك أية قابلية للهبوط إليه فيحدث صراع الأضداد في الارتقاء والهبوط. ترتقي الروح إلى خالقها ويهبط الجسد إلى ترابه، جراء مرض خبيث سلّ إلى جسدها الغض الجميل بغزو شديد.ماتت صديقتي ومازلت أذكر نخلة عربية سامقة متجذرة جداً بوقوفها الأبدي في ذاكرتي المكتظة الصاخبة.أخبرتني مرةً كيف رصدتْ زوجها بعد عودته من العمل بكاميرا منزلها الصيفي دون أن يدري. أذهلتني المفاجأة، لكنها بررت ذلك بأنها أرادت أن تقطع الشك باليقين، فقطعت حبل عمرها القصير. ربما من الأفضل أن لا نتيقن أبداً حتى نعيش.كنت أحياناً أنتقد غيرتها المفرطة، لكنها كانت تنظر بعينين نصف مغمضتين مبررةً بقولها: "لأغارُ لكن../ ليس منها بل على نفسي بها/ من حيث لمّا بالرؤى نجم يصلني/ هذا اعتزاز لا تبوح به سوى/ من كان ميزان الحرير بكفّها/ وحريرها من غير وزنِ".
533
| 12 أكتوبر 2014
في الصيف كانت ترتدي فستقها الحلبي بطقوس لا تليق إلا بها ولا تدل إلا عليها، يصطفّ الباعة على مسافة متساوية ومتوازية من بعضهم بعضًا في الشارع المؤدي الى جناحي "دُمّر والهامة"، يضيئون ليلهم وانتظارهم فوق الأطباق المستديرة، وأنت لا تقاوم هذا الطعم الطازج المُنكه بنسمات أيلول وليله. لماذا أنتِ يا دمشق في نعناع ألوانك تضجين بالحنين والتوت الشآمي الذي يسوقه الباعة مع ألواح من الثلج، يبرشونه للشارب ويصبّون فوقه ما سال من كومة التوت المُجمّع فوق عرباتهم؟! تشرب من توتها وتعود إليها أنىّ رحلتْ.. هي دمشق من لا يعرفها يتخيلها في أي زند عصيّ وجبين مرفوع. من لا يعرفها يراها في أي عين حوراء وخطوة تيّاهة. من لا يعرفها يراها في حلال الأبيض على أصابع المدرسين وألوان المخامل من الدراق والمشمش. دمشقنا هذه لا تنام حتى تطمئن على بزوغ الشمس، فلربما أخذتها غفوة ولم تستيقظ باكرًا فما عسى دمشق أن تفعل حينذاك؟! إنها تستعد فوراً للصعود، متأهبةً على الدوام لتُرمم الأشياء وتصحح الخلل وتحمي كفّتي الميزان لأحبابها، وتحافظ على شعرة معاوية مع خصومها. في شارع "الميدان" ليلًا، أو عند جهجهة الفجر كنت ترى جمهرة من الفنانين والموسيقيين، أتوا ليفطروا فولاً مدمسًا وخبزاً مرقوقًا. تنام كل العيون وعيون دمشق لا تنام. حين أتيتها صبيةً من طفولة غربتي لم يقف أمامي غيرها، تلحق بي في كل مكان، إذا حصل وتركتني يوماً أراها عن بُعدٍ تترصد خُطاي، وتحرس تعثري، وتركض بكل ياسمينها، وفُلّها، لو زلّتْ بي القدم وتعفّر الجينزُ قليلا .. تلُمّني وتُرتب ما شعث من شعري وتُحمّلُني كتبي وتقول: انتبهي، وتضع على جبيني قبلة السلامة. دمشق هذه أيقونتي الغالية، دعوها لي جميعكم، أرجوكم، لأنني ربيتُ قلبي من صغره أن يكبُر على قدرها، ويعلو بطول قامتها، ويُضيء بمساحة نجومها.
590
| 03 نوفمبر 2013
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4116
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1740
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1590
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1317
| 07 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
897
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
651
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
612
| 04 ديسمبر 2025
في مايو 2025، قام البابا ليو الرابع عشر،...
555
| 01 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية