رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مرابع الأجداد أمانة.. رؤية تاريخية

كانت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني موفقة في اختيارها جملة "مرابع الأجداد أمانة" شعاراً لليوم الوطني هذا العام، فهذا الشعار يحمل للمهتمين بالتاريخ مثلي أبعاداً مميزة ودلالات تاريخية معبرة تجمع بين خصوصية الأرض ومكانة الإنسان فيها، وهي خصوصية ميزت تفاصيل أرض قطر، بساحلها الممتد ورمالها المنسابة وصخورها ووديانها، وكما تميزت الأرض القطرية تميز الإنسان الذي يعيش عليها وفق متلازمة ابن خلدون "أثر الهواء في أخلاق البشر"، فالشخصية القطرية بخصائصها ومميزاتها انعكاس لخصائص هذه الأرض التي رسمت ملامح تفرد بها القطريون وباتوا يعرفون بها بشكل متلازم حين يذكرون. شكلت أرض قطر على مر العصور التاريخية التي مرت بها المنطقة، منطقة ذات خصوصية فريدة، فلقد تكاد الوحيدة التي حافظت على اسمها منذ وروده في خريطة بطليموس في القرن الثاني الميلادي سواء عرفت كمدينة أو فضاء جغرافي ممتد، بل إن وجودها على خريطة قديمة قد يحمل دلالات تاريخية أعمق يتجاوز وجودها التاريخي القرن الثاني الميلادي، كما ترد قطر الأرض في كتب الجغرافيا التراثية والرحلات الإسلامية، حيث باتت قطر ذات دلالة مكانية واضحة ضمن منطقة الخليج، وإن اختلف امتدادها الحضاري حيث ترد تارة كقرية وأخرى كمدينة، وعلاوة على الخصوصية المكانية، فإن قطر تميزت عبر التاريخ بخصوصية اقتصادية مثيرة للإعجاب؛ فقطر الخير التي تشتهر الآن بثرواتها الطبيعية كالغاز والبترول، كانت غنية بمواردها الاقتصادية، التي يأتي في مقدمتها اللؤلؤ القطري المشتهر بجودته العالية مقارنة بغيره في منطقة الخليج، حتى بات اللؤلؤ القطري وحدة مقاساً للآلئ في الخليج، ومن المعروف أن خصوصية قطر في احتوائها على معظم مغاصات اللؤلؤ وجودته استمرت لفترة تاريخية قريبة، ولعل اشتهار قطر باللؤلؤ والثراء قديماً يفسر لنا كثافة الهجرات السكانية إلى هذه الأرض كمحطة أولى في فترات زمنية مختلفة. لم يكن تميز قطر قديماً بالثروات فقط وإنما صاغ الإنسان الذي عاش على امتداد الأراضي القطرية خصوصية أخرى ميزت قطر واشتهرت بها وهي جودة العمل وتميز الاحتراف، وأعني بها جودة وشهرة الملابس القطرية بكافة صنوفها والتي استمرت لقرون متتالية، وهي دليل آخر على خصوصية الأرض القطرية باحتوائها على المراعي الخصبة لجني الصوف والوبر من الحيوانات التي تعيش بها، - والتي اشتهرت في الشعر العربي- حتى يتم استخدامه في صناعة المنسوجات التي تميزت بها قطر. كانت قطر على امتداد التاريخ خير منزل ومقصد لساكنيها، ومثلت الأخوار والدوحات والتعرجات خياراً للسكن والإبحار في الخليج وخطوط دفاع لأهلها ضد الغزاة الخارجيين، وهذا ما قد يفسر عدم وجود نفوذ مباشر للقوى الأجنبية في قطر في فترات تاريخية مبكرة ما بين القرن السادس العاشر حتى منتصف القرن الثامن عشر. أما على صعيد الإنسان، فعُرف عن أهل قطر ارتباطهم بأرضهم ارتباطاً وثيقاً على مدى التاريخ لا ينفصلون عنها سوى أشهر الغوص، وتلك علاقة ارتباط دائمة تجاوز فيها أهل قطر الصعوبات الداخلية والتحديات الخارجية، فعلى الرغم من قسوة المناخ وتهديدات القوى الإقليمية والدولية، ظل تمسك القطريين بأرضهم، عابراً للظروف والأحوال والمواسم، وانعكس ذلك التمسك ابتهاجاً وفرحة بقدوم الربيع والاحتفاء الواسع بالمرابع التي تلون الأرض وتمتد فيها، وبقوة هذا الارتباط الاستثنائي اختمرت قيم الولاء في وجدان القطريين وتراكمت على مدى السنين لتجسد عمق العلاقة بين الإنسان والأرض، وهو عمق يتجاوز اللحظة الآنية ويضرب بجذوره في عقود التاريخ. كل ذلك ساهم في تعايش أهل قطر في برهم وبحرهم، وأنتج معرفة عريضة بتفاصيل الأرض، الأمر الذي انعكس على معرفتهم العريضة بتفاصيل الأرض، وجعل كل أرض قطر تحمل اسماً مميزاً بين أهلها، وعزز التعايش الذي وسم نظرة القطري في محيطه الجغرافي بالشعور بالأمان والاستقرار، وهذا ساهم في جعل العلاقة التي تربط القطري بأرضه قطر تمتاز بالحيوية والتداخل والتماثل. ظلت الأرض عند القطري واقعاً جميلاً يعيشه، وحلماً يسعى للتمسك به أبداً ومصيراً يوقن أنه لا محيد عنه، لهذا كان البذل لها بمثابة البذل للروح، والدفاع عنها من أسمى الواجبات وأحق العهود، وفي سير الأجداد التي عطر التاريخ ذكرها، وآثارهم التي تشهد على تضحياتهم؛ وفي حياة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني وأمجاده بيان ساطع على مدى قيمة الأرض لدى أهلها – أهل قطر – وهي كانت وما زالت أمانة في رقاب أبنائها، فالتضحية من أجل دوامها ورخائها عهد متجدد ورحلة أبدية. وقبل الختام لأن "مرابع الأجداد أمانة" أصبح من الواجب صونها ورعايتها؛ فمن الجانب البيئي تستوجب بلا شك منا مدها بروافد النمو، وصار من المُلح أن نبحث عن ابتكارات قائمة على الإبداع قادرة على تغذيتها وتحقيق الاستدامة فيها، ولكي نصل إلى مستوى أداء تلك الأمانة الغالية ونحقق استدامة مرابع الأجداد، تتحتم علينا التضحية من أجلها، والتضحية المقصودة في هذا السياق إعادة ضبط السلوك الشخصي كأفراد وجماعات مع الطبيعة، ووضع حماية البيئة الفطرية في أعلى سلم الأولويات، ولتكون هاجساً يومياً نفكر فيه ونسعى إليه ونرفع مستواه.

2989

| 12 ديسمبر 2021

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4116

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1740

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1590

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1317

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

897

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

612

| 04 ديسمبر 2025

555

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية