انتهت مهلة الشهرين التي حددتها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية. وكانت الإدارة العامة للمرور قد أمهلت، في...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الحادية عشرة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة الحادية عشرة: الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.. وبعد. فإن وحدة الأمة الإسلامية هي الغاية القصوى لكل المخلصين ـ حكاماً ومحكومين ـ والهدف الأسمى لكل المفكرين، لأنه بدونها لن تتحقق لها القوة والعزة والكرامة، ولن تتكون لها الحضارة المنشودة، ولا تكون لها القدرة على المساهمة الفعالة، بل ولن يتحقق لها التكامل والتكافل على الوجه المطلوب.. لذلك أولى الإسلام عنايته القصوى بالوحدة، وجعلها فريضة شرعية، وحذر أشد التحذير من الفرقة والخلاف والنزاع، فحرمها وجعلها من الكبائر، بل سماها كفراً ـ وإن لم يكن كفر الإيمان، وإنما كفر دونه ـ فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ"، حيث فسرّ الطبري وغيره الكفر هنا: بالتفرقة، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". من الدستور القرآني: قال تعالى: "وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) سورة آل عمران / الآية 103.. وقال تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ" سورة الأنفال/ الآية 46.. وقال تعالى: "وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ" سورة المؤمنون / الآية 52 — 53. ومن السنة النبوية المشرفة: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: "مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمىّ" رواه مسلم. ولذلك كان من فقه نبي الله هارون عليه السلام أنه صبر على عبادة قومه العجل، مع الوعظ والارشاد، خوفاً من شق الصف والتفرقة، حتى يرجع إليهم موسى عليه السلام، فقال: "قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي".. ونحن المسلمين اليوم نعيش حالة تشرذم كبير، وتفرقة كبيرة على أسس فكرية وأيدلوجية وقومية، أدّت إلى جعل المسلمين فرقاً وشيعاً؛ قاتل بعضهم بعضاً على أساس القومية في بداية القرن العشرين، حيث أدى ذلك إلى إسقاط الخلافة العثمانية، التي كانت ـ على الرغم من بعض الملاحظات حولها ـ رمزاً لوحدة الأمة الإسلامية، وكان لإسقاطها آثارُها السلبية إلى يومنا هذا، منها احتلال الدول المستعمرة لمعظم عالمنا الإسلامي، وإنشاء الكيان الصهيوني في قلب العالم الإسلامي، وتوزيعه إلى دويلات على أساس اتفاقية سايكس ـ بيكو (إنجلترا وفرنسا، وروسيا القيصرية). ثم في ظل الاحتلال والاستعمار تفرقت الأمة فكرياً وسياسياً، إلى أحزاب شيوعية وبعثية واشتراكية، ووقعت انقلابات عسكرية دموية، راح ضحيتها الكثيرون، وانتشرت الدكتاتورية والاستبداد، واحتُل قلب العالم الإسلامي المتمثل في فلسطين بما فيها القدس الشريف والأقصى، كما أنه وقعت حروب بالعشرات داخل العالم الإسلامي، منها الحرب الإيرانية ـ العراقية، واحتلال الكويت، والحرب بين النظام العراقي وشعبه الكردي، الذي تعرض لإبادة جماعية وحرب كيماوية، ومنها الحروب اليمنية بين الملكية والجمهورية، ثم بين الشمال والجنوب، ومنها الحروب بين مصر وليبيا، وبين المغرب والصحراء، وبين السودان والجنوب، وبين السودان وتشاد، وبين ليبيا وتشاد، وهكذا. حالة من عدم الاستقرار كل ذلك جعل العالم الإسلامي يعيش في حالة من عدم الاستقرار، والاضطرابات، والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية، والفقر والتخلف والجهل والأمية، والبطالة، مع أن عالمنا الإسلامي لديه إمكانات وثروات طبيعية داخل الأرض والبحار، ومعادن وبترول وغاز، وغيرها، وأنه يحتل مكانة جغرافية وسطاً؛ تجعله يتحكم في التجارة والمواصلات والنقل بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، ولكن مشاكله السياسية والاجتماعية والاقتصادية، تحول دون أي تقدم يُذكر. إطفاء الفتنة واجب شرعي ومن هنا أضحى إطفاء هذه الفتنة واجباً شرعياً، وأصبح السعي للمِّ الشمل، والوحدة ـ بأي شكل من الأشكال ـ ضرورة، وضرورية لتحقيق التكامل، وإزالة العقبات أمام التنمية، والتقدم والتحضر، ولتحقيق القوة الاقتصادية والعسكرية، والقضاء على الفقر والبطالة والتخلف والجهل والأمية، ونقول: حتى لو لم تتحقق الوحدة فلا أقل من منع الحروب، وتحقيق التعاون بين دول العالم الإسلامي.. ومن المعلوم أن ما صرف من أموال المسلمين خلال القرن العشرين، وبداية هذا القرن في الحروب والنزاعات الاقليمية الداخلية، في العالم الإسلامي، لو صرف على التنمية والتقدم والقضاء على الفقر والبطالة، لكان العالم الإسلامي ـ اليوم ـ في قمم الرفاهية والحضارة والتقدم والعزة والكرامة، فكم من مئات المليارات صرفت على الحروب العراقية والايرانية، ثم احتلال الكويت ثم تحريرها، ثم احتلال العراق!! وكم صرف من مئات المليارات في الحروب الاقليمية والداخلية بين الدول الإسلامية والإفريقية!! وأستطيع القول بأن ما صرف في الحرب الإيرانية العراقية، واحتلال العراق للكويت، وتحريرها، ثم الاحتلال الأمريكي للعراق، ثم الحرب السورية، واليمنية، ثم ما صرف على إفشال ثورات الربيع العربي، لتجاوز تريليونين من الدولارات، لو صرفا على التنمية في العالم العربي، أو الإسلامي لحولَّه إلى جنة الله في الأرض.. واليوم يراد لعالمنا الإسلامي أن يدخل في أتون حروب طائفية، من خلال الإثارة الداخلية من قبل السفهاء، وتشجيع الأعداء ودعمهم المتواصل، وتخطيطهم، ومكرهم، الذي وصفه الله تعالى بقوله: "وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ"، ويساعدهم على ذلك السفهاء، وتلك الحروب إن بدأت شرارتها فلن تتوقف حتى تأكل الأخضر واليابس، ولا يسلم منها الجميع كافة، لذلك على العقلاء من الطرفين بذل كل ما في الوسع لمنعها، والقضاء، أو التخفيف من أسبابها، للوصول إلى التعايش ـ على الأقل ـ إن لم تصل إلى التعاون والتكامل، فالوحدة. ومن هنا فواجبنا جميعاً علماء وأمراء ومفكرين ومصلحين وأصحاب القرار، أن نجتمع على كلمة سواء لمصلحة الأمة الإسلامية، وأن نضع النقاط على الحروف ونحدد المشكلة، ونعترف بوجودها بين أهل السنة، والشيعة، وأنها تزداد خطورتها يوماً بعد يوم، إذا لم نتدراكها، ونضع خطة استراتيجية، مع توفير الإمكانات المالية والبشرية لها، وتذليل العقبات، للوصول إلى التقارب الحقيقي والتعاون، فالتكامل، والوحدة بإذن الله تعالى.
565
| 15 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : التاسعة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة العاشرة: العقد الذي يتم بين الحاكم والمحكوم سواء كان عقداً شفهياً، أم مكتوباً: إن الرسول صلى الله عليه وسلم (وهو رسول) حينما أخذ البيعة من الأنصار في بيعة العقبة الثانية كان فيها شرط ينص على أن: (تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت إليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم.... )، وكان الأنصار اشترطوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بقولهم: (إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا، نمنعك ما نمنع منه أبناءنا ونساءنا). واحتراماً لهذا الشرط الذي يدل على أن الأنصار يحمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلدهم، ولم يبايعوه على القتال معه خارجه، لذلك اقتصرت السرايا التي سبقت بدر على المهاجرين، فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم موافقتهم الصريحة على ذلك، حيث شاور الصحابة عامة، ثم خص الأنصار بالمشورة للحصول على الموافقة على هذا الموقف الجديد الذي لم يكن موجوداً ضمن شروط العقد السابق، فقد روى ابن اسحاق خبر المشورة بسند صحيح وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم استشار الناس الموجودين معه، فقام ثلاثة من المهاجرين هم أبوبكر وعمر، والمقداد بن عمرو فأحسنوا في الرد والقبول، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (أشيروا عليّ أيها الناس؟ فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: (أجل) ثم قال قولته المشهورة. وبهذا ظهر أن جملة من العلاقات والشؤون ينظمها عقد البيعة، وأن جميع الشروط المتضمنة له يجب الالتزام بها ما دامت لا تتعارض مع النظام العام، والأدلة الشرعية الثابتة الصريحة. فهذا العقد كأي عقد له ستة أركان مفصلة، أو ثلاثة مجملة، وهي: 1 — العاقدان، وهما: الأمة أو ممثلوها الشرعيون، والشخص المختار. 2 — المعقود عليه، وهي الحقوق الخاصة بالأمة، والحقوق الخاصة بالقائد. 3 — والصيغة الدالة المعبرة عن رضا الطرفين أي الايجاب والقبول سواء كانت باللفظ فقط، أو بالكتابة، أو نحوهما. عقد خاص وأما طبيعة العقد، فهي عقد خاص في نظري أشبه ما يكون بعقد الوكالة بالأجر، ولذلك سمى بعض التابعين الخليفة معاوية بـ "الأجير" فقالوا: (السلام عليكم أيها الأجير) ومن هنا فإن عقد الوكالة بالأجر يكاد ينطبق تماماً على ما يسمى بالبيعة. ومن الجدير التنبيه عليه هنا أن المراد بالبيعة هنا: الصفقة، وقد استعملت هذه الكلمة في هذه الدائرة لشبه العقد السياسي بصفقة البيع من حيث إن المبايع يعاهد أميره بوضع اليد في يده كما يفعله المتبايعان، يقول ابن خلدون: (اعلم أن البيعة هي العهد على الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره على كذا....، وكانوا إذا بايعوا الأمير، وعقدوا عهده جعلوا أيديهم في يده تأكيداً للعهد، فأشبه ذلك فعل البائع والمشتري، فسمي بيعة مصدر "باع"، وصارت البيعة مصافحة بالأيدي، هذا مدلولها في عرف اللغة ومعهود الشرع). ومن المتفق عليه أن هذا العقد يتم بالأركان الستة، بل إن أهم أركانها هو الايجاب والقبول، أنه لا يشترط فيه وضع اليد، وإنما كانت هذه عادة غير ملزمة، بل هي للتأكيد فقط. وقد سمى القرآن الكريم ذلك بالمبايعة فقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) وهذه الكلمة تدل على المشاركة لأنها من صيغة المفاعلة مما يظهر منها بوضوح الدلالة على عقد يجمع الطرفين على حقوق والتزامات. وفي ضوء ذلك، فإن عقد المبايعة عقد له طبيعته الخاصة، ويشبهه من عقود الأفراد: عقد الوكالة بأجر، وبالتالي فهو من زمرة العقود والدائرة بين المعاوضات والتبرعات، وأن محل العقد هو مجموعة من الحقوق الخاصة بكل واحد من العاقدين، وهما الأمة أو ممثلوها، والقائد أو الحزب الذي يمثله، وأن هذا العقد يخضع في شروطه، ومدته وآثارها وحقوقه إلى النظام العام الذي سنتحدث عنه، وإلى القيم العامة (الدينية، والإنسانية الثابتة) وإلى بنود العقد أو الدستور الذي ينظم هذه العلاقة. وقد حدد الخليفة الأول أبوبكر الصديق (رضي الله عنه) عندما بويع بالخلافة جملة من هذه الحقوق كما سبق. الأمر الثالث: القيم السامية (الدينية والإنسانية): وبالإضافة إلى أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم، أو بين الراعي والرعية تخضع للنظام العام، والعقد حسبما ذكرنا، فإنها تخضع في الإسلام أيضاً للقيم السامية التي تكوّن القيم الإنسانية الفطرية التي فطر الله الناس عليها جزءاً أساسياً منها، والتي أكدها الإسلام، وفتح الباب لدخول كل قديم صالح وجديد نافع فيها. فالراعي سواء كان رئيساً أم غيره فهو مسلم وبالتالي لابد أن يخضع لكل أحكام الشرع وقيمه السامية في العلاقة بين الإنسان وربه، وبينه وبين أخيه الإنسان، وبينه وبين أمه الأرض والبيئة، وبالتالي فتجب عليه حقوق الاخوة الإيمانية، وكذلك تجب على الشعب أو الأمة مثل هذه الحقوق. ومن جانب آخر، فإن الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذا ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح رواه مسلم بسنده عن عوف بن مالك، قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم). وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات كما سيتضح فيما بعد، وأما أساس العلاقة من العملية فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة كما كان في السابق أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب، ومن المؤكد شرعاً وعقلاً وتجربة أن الذي يحقق المحبة بين الطرفين هو العدل والاحسان، والشورى، واحترام الآخر، وحماية حقوقه وكرامته، فقال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)، فهذه الآية الكريمة بينت أسباب تحقيق المحبة بين الراعي والرعية، وهي الرفق واللين والرحمة، والابتعاد عن فظاظة القلب، وبذاءة اللسان، ثم إن الدعاء من الراعي بالعفو والمغفرة للرعية، وهذا لا يتحقق إلا من خلال المحبة المفضية للدعاء في ظهر الغيب، ثم احترام الرعية من خلال الرجوع إليهم بالتشاور في أي شأن مهم يهمهم. ويقول ابن خلدون: (وإذا حصل الالتحام بذلك جاءت النّعرة، والنصرة التناصر، وهذا مشاهد بين الناس).
662
| 14 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : التاسعة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة التاسعة: الحفاظ على حياة الإنسان وخصوصيته : فقد جعل الاسلام الحفاظ على حياة الانسان أحد المقاصد الكلية للاسلام ، وإحدى الضروريات الأساسية ، ولذلك جعل من يعتدي على فرد فكأنما اعتدى على الناس جميعاً ، فقال تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ). وبالنسبة لخصوصية الانسان وحرمة الاعتداء عليها وردت آيات ، وأحاديث كثيرة تدل على أن للمسكن حرمة واحتراماً ، وأنه لا يجوز دخول غير صاحبه إلاّ بعد الاستئذان والاستئناس ، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ). ولقد أولى الاسلام عناية قصوى بحرمة المسكن حتى أعطى لصاحبه حق الدفاع عن حرماته دفاعاً شرعياً قد يصل إلى فقأ عين المتلصص ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لو أن امرءاً اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح ). ولا فرق في وجوب احترام المسكن بين الفرد العادي ، والحاكم ، إلاّ لحالات الضرورة القصوى ، فقد ورد في المصنف : (أن الخليفة عمر رضي الله عنه حدّث أن أبا محجن الثقفي يشرب الخمر في بيته هو وأصحاب له ، فانطلق عمر حتى دخل عليه ، فإذا ليس عنده إلاّ رجل فقط ، فقال أبو محجن : يا أمير المؤمنين ، إن هذا لا يحل لك ، فقد نهى الله عن التجسس ، فقال عمر : ما يقول هذا ؟ فقال له زيد بن ثابت : صدق يا أمير المؤمنين ، هذا من التجسس ، قال : فخرج عمر وتركه) ، وروى عبدالرزاق أيضاً : ( أن عمر دخل على فتية يتعاقرون شراباً ، ويوقدون في أخصاص - بيوت من شجر أو قصب - فقال : نهيتكم عن المعاقرة ، فعاقرتم ، ونهيتكم عن ايقاد في الأخصاص فأوقدتم ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين قد نهى الله عن التجسس فتجسست ، وعن الدخول بغير إذن فدخلت ؟ فقال : هاتين بهاتين ، فانصرف ولم يعرض لهم ). وهذا دليل على أن أي تحقيق أو دليل على حادثة بني على أساس غير مشروع فهو غير مشروع لا يحتج به ، ولا يبنى عليه ، وبالتالي ترك عمر رضي الله عنه الحدّ على هؤلاء ، لأنه لم يجد إلاّ الضبط الذي تم بطريق غير مشروع وبالتالي فلا يحتج به ، وبهذا المنهج سبق الفقه الاسلامي القانون الوضعي ، وبخاصة القانون الأمريكي الذي امتاز باستبعاد الدليل المتحصل عليه بطريق غير مشروع . ويلحق بحرمة المسكن حماية حرمة الاتصالات والمراسلات الخاصة بالانسان حيث لا يجوز الاعتداء عليها ، أو الاطلاع عليها إلاّ لحالات الضرورة القصوى. وقد نصت المادة (37) من الدستور القطري على ذلك فقالت : ( لخصوصية الإنسان حرمتها، فلا يجوز تعرض أي شخص، لأي تدخل في خصوصياته أو شؤون أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو أية تدخلات تمس شرفه أو سمعته، إلا وفقاً لأحكام القانون وبالكيفية المنصوص عليها فيه). رابعاً ـ حماية حقوقه السياسية : حيث حمى الاسلام هذه الحرية أيضاً ما دامت في إطار غير مسلح مثل إبداء الرأي ، ومعارضة الحاكم بالحكمة والموعظة الحسنة ، أو حسب المصطلح الاسلامي " النصيحة " حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، قلنا : لمن ؟ قال : ( لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم). ولا مانع شرعاً في نظرنا تشكيل أحزاب سياسية ، لكل حزب برنامجه الخاص في إطار الشرعية والدستور الاسلامي ، بل إن في ذلك ثراء وإثراء وتحويلاً للنصيحة الفردية إلى المؤسسة المنظمة القادرة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صورة أفضل وأقوى من الفرد ، والمساهمة الفعالة في منع الفساد الاداري ، وفي تحقيق التنمية الشاملة . ومن الحقوق السياسية : حق تولي الوظائف العامة ، وحق المشاركة في تدبير شؤون الدولة على أساس الاختصاص دون التفرقة بين شخص أو آخر. خامساً ـ حماية الحقوق الاقتصادية من حرية التملك ، وحرية العمل ، وهذان الحقان مفصلان في شريعتنا الاسلامية الغراء لا يسع المجال هنا للخوض في تفاصيلهما. سادساً ـ حماية الحقوق الثقافية والعلمية : لم نجد إلى اليوم كتاباً قديماً ، أو دستوراً ، أو نظاماً يبدأ بالأمر الجازم بالقراءة والعلم إلاّ ذلك الدستور الإلهي الخالد : القرآن العظيم الذي تنزل منه أول آية تقول : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). ثم تنزل مئات الآيات في بيان فضل العلم وأهميته ، وأنه مفتاح الحضارة ، والاستخلاف والتعمير ، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أهمية هذا الحق فجعله مشاعاً وحرم كتمانه ومنعه ، بل جعل التعليم فداءً لفك الأسرى في غزوة بدر الكبرى ، فقد روى سعد عن عامر الشعبي قال : ( أسر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر سبعين أسيراً ......... وكان أهل أمكة يكتبون ، وأهل المدينة لا يكتبون فمن لم يكن له فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة فعلمهم ، فإذا حذقوا فهو فداؤه ) وهذا دليل على أهمية العلم ، وأنه يمكن أخذه من غير المسلمين. إذا نظرنا إلى الحضارة الاسلامية لوجدناها أنها قامت على العلم ، وأن أصحابها صرفوا الغالي والنفيس في سبيل تحقيقها ، وأن العلم في الاسلام للجميع. هذا وقد نص الدستور القطري على هذا الحق في مادته (49) فقال : (التعليم حق لكل مواطن وتسعى الدولة لتحقيق إلزامية ومجانية التعليم العام، وفقاً للنظم والقوانين المعمول بها في الدولة).
428
| 13 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الثامنة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة الثامنة: إن الحرية الدينية هي أهم أنواع الحريات في الحقيقة، وهي يقصد بها أمران، هما: حرية العقيدة التي تتيح للفرد اعتناق أي دين حرية العبادة، وممارسة الشعائر التعبدية. وقد دلت الآيات القرآنية المكية والمدنية على هذه الحرية بنوعيها من حيث المبدأ والاجمال، وفصلتها السنة النبوية الشريفة، فقال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وقال تعالى للكفار: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) مع أن دين الكفار كان الشرك وعبادة الأصنام، وقال تعالى: (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) وقال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ). الجانب العملي والتطبيقي للحرية الدينية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم: لا أتحدث عن الفترة المكية حتى لا يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن له سلطة ولا قدرة ولا دولة، وإنما أتحدث عن العصر المدني الذي كان صلى الله عليه وسلم هو القائد والحاكم الفعلي للمدينة، ثم للجزيرة كلها، ومع ذلك حينما دخل المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار قام بوضع أول دستور عادل شهدته الانسانية على مرّ التأريخ، وهو ما يسمى بالوثيقة التي تتضمن سبعاً وأربعين مادة، تتحدث أربعة وعشرون مادة منها عن العلاقة بين المسلمين واليهود، يستنتج منها بكل وضوح احترام الحرية الدينية، وإعطاء ما يسمى في عصرنا الحاضر (حقوق المواطنة) إلى اليهود في المدينة، وأن عليهم الواجبات من الالتزام بنفقات الحرب الدفاعية، بل والمساهمة القتالية للدفاع عن المدينة. بل إن الاسلام جعل أحد أسباب الجهاد هو الدفاع عن أماكن العبادة لكل الأديان السماوية فقال تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وأكثر من ذلك أن الشريعة الاسلامية تحمي ممتلكات غير المسلمين حتى ولو كانت محرمة في نظرها، مثل الخنازير والخمور، وتحظر على المسلمين الاعتداء عليهما ما دامتا في إطار المجتمع المسيحي، أو اليهودي. علاقة البرّ والإحسان لكل من يعيش في ظل الإسلام وتجسيداً لكرامة الانسان، وتطبيقاً لاحترام حرية الأديان نظم الاسلام العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين الذين يعيشون في ظل دولة الاسلام على أساس البرّ والاحسان، وعلى أساس حب الخير لهم، ما داموا ملتزمين بقواعد المواطنة، أما إذا خرجوا عنها فإن الاسلام مع ذلك يتعامل معهم بالعدل. فقد نظمت الآيات الثلاث من سورة الممتحنة هذه العلاقات فقال تعالى: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وفي حالة الجدال والحوار فإن المسلمين مأمورون بالجدال بالتي هي أحسن، ولا يكتفي في ذلك بالجدال الحسن، فقال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ). ولم يسجل التأريخ في ظل الخلافة الراشدة (حتى في ظل الدول الاسلامية الأخرى) أنه أجبر أحدا على الاسلام، أو أكره على ترك دينه ما دام ملتزماً بقواعد المواطنة، وذلك لأن القرآن الكريم منع ذلك فقال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) وحدد موقف الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ). وقد شهد بذلك غير المسلمين فقال جوستاف لوبون: (إن القوة في الاسلام لم تكن عاملاً لنشر القرآن) ويقول الشيخ محمد الغزالي: (إن الحرية الدينية التي كفلها الاسلام لأهل الأرض لم يعرف لها نظير في القارات الخمس، ولم يحدث أن انفرد دين بالسلطة، ومنح مخالفيه في الاعتقاد كل أسباب البقاء والازدهار مثل ما صنع الاسلام.... والقارئ اللبيب يرى أن الكتاب العزيز قد تناول المعارضين له والكافرين به بأساليب شتى، ليس من بينها قط إرغام أحد على قبول الاسلام، وهو عنه صاد، فكلمة " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" وكلمة " وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ.... "هذه الكلمات وأمثالها مما تردد في صدر الاسلام هي التي ظلت تتردد في أواخر العهد المدني.... ).
268
| 12 يونيو 2016
لم يوجد نظام آخر أو دين يعطي كل هذه الأهمية للحرية الفكرية علماء المسلمين عرفوا حق المعرفة مجالات العقل في الابداع الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : السابعة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة السابعة: كما أن الله تعالى بيّن أن أصحاب العقول الكاملة هم الذين يستفيدون من الماضي وغيره فقال تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ" كما أن الله تعالى بيّن أن أولي الألباب السليمة هم وحدهم الذين يستمعون سماعاً جيداً، ويميزون بين القول السيئ والأسوأ، والقول الحسن، ثم بين القول الحسن، والقول الأحسن، ولديهم فقه الأولويات، والموازنات فقال تعالى: "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ". 3 ـ الأمر باستعمال دقيق وصحيح وشامل لمصادر معلومات العقل بصورة صحيحة: من التجارب الممثلة في التاريخ وقصص الماضيين بحيث يحللها العقل ويستفيد منها فقال تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الالباب" أي لذوي العقول الذين يستفيدون من ايجابيات الماضي ويتعظون من سلبياته، لكنهم لا يقفون عند الماضي، ولا يجمدون عنده، بل (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) بل إن الله تعالى أمر العقلاء بالاعتبار في سبع آيات، والاستفادة من الماضي، والمشاهد، فقال تعالى : "........ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ". وكذلك الاستفادة من الحواس الخمس من النظر والبصر والسمع فقال تعالى في وصف أهل النار : "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ". وهذا المنهج الدقيق القائم على استعمال العقل وصفاء مصادر معرفية، يوصل صاحبه إلى الحق، والى الابداع، والاستفادة من الماضي، والتخطيط للمستقبل، وهو الذي تبنى به الحضارة. بل إن الله تعالى أمر بالنظر في الكون كله، وفي خلقه، وفي طعامه وشرابه، وغير ذلك حتى يكون جمه دقيقاً، فقال تعالى : "أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ" وقال تعالى : "فَلْيَنْظُرِ الْأِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ" والمقصود بذلك أن تنظر العين نظرة دقيقة وأن يجعلها العقل تحليلاً شاملاً عميقاً، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم بالابصار الذي هو الرؤية المعنوية العقلية الناتجة عن الرؤية البصرية، حيث يقول تعالى : "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ" أي أن هؤلاء يرون ما يحدث، ولكن ليست لديهم البصيرة العقلية، وبذلك لم يستفيدوا من حواسهم على سبيل الحقيقة والنتائج. وقد ورد النظر ومشتقاته في القرآن الكريم مائة وتسع وعشرين مرة، والبصر ومشتقاته مائة وثمان وأربعين مرة. 4 ـ الأمر بالتدبر في أربع آيات كريمة حول التدبر في القرآن الكريم فقال تعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" وقال تعالى : "أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً" . 5 ـ الأمر بالتفكر والدعوة إليه، ورد في القرآن الكريم ست عشرة مرة، منها قوله تعالى: "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا" وقوله تعالى : "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ". بل إن الأستاذ عباس العقاد رحمه الله جعل عنوان كتابه "التفكير فريضة إسلامية" . 6 ـ الأمر بالتفقه والدعوة إليه في آيات كثيرة، حيث ورد الفقه ومشتقاته عشرين مرة، منها قوله تعالى : "انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ" . 7 ـ الأمر بالتذكر والدعوة إليه في آيات كثيرة، حيث ورد التذكر ومشتقاته في القرآن الكريم مائتين وتسع وستين مرة منها قوله تعالى : "إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" . 8ـ ذم الذين عطلوا عقولهم بالتقليد والتعصب الأعمى فقال تعالى : "إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ" بل بيّن الله تعالى أن الفرق بين الانسان والحيوان هو استعمال العقل فقال تعالى : "أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً" ، وهناك عشرات الآيات يفهم منها الذم القبيح لمن لم يستعمل عقله، أولا يتدبر، أو لا يتذكر، أو لا يتفكر، أو لا يبصر. والخلاصة أن الاسلام أعطى قيمة عليا لعقل الانسان وفكره، حتى نستطيع القول بكل ثقة: إنه لم يوجد نظام آخر أو دين يعطي كل هذه الأهمية للحرية الفكرية الجانب التطبيقي للحرية الفكرية: ولقد سارت الأمة الاسلامية في عصر الرسالة، وبعد وفاة النبيّ صلى الله عليه وسلم، على احترام العقل، وتفعيله وتشغيله من خلال الاجتهاد الذي يشمل النصوص الظنية، والنوازل والمستجدات، فلم يتوقف الاجتهاد، بل أوجد الحلول لكل القضايا المعاصرة، بدءاً من الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى اليوم. ومن جانب آخر فإن علماء المسلمين عرفوا حق المعرفة مجالات العقل في الابداع، حيث هي تشمل كل العالم المحسوس بما فيه من كنوز وخيرات، ولم يستعملوا عقولهم في عالم ما وراء الطبيعة "الميتافيزيقيا"، ولذلك تحققت خلال فترة وجيزة حضارة إسلامية استفادت من كل التراث الانساني، وأضافت إليه الكثير والكثير في مختلف مجالات العلوم والفنون والصناعات.
415
| 11 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : السادسة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم، وفيما يلي الحلقة السادسة: أولاً ـ الحرية الفكرية إن الحرية الفكرية في الإسلام ليست مجرد حق للإنسان، وإنما هي حق الله تعالى على الإنسان أيضاً ، وهذه الحرية تقتضي عدة أمور من أهمها : احترام العقل والعناية به ، وتشغيله ، وتحريكه ، وعدم تجميده من خلال التقليد ، والتعصب ، وهذه الأمور وغيرها بارزة جداً في الإسلام فقد أعلى من شأن العقل ، ورفع شأنه ، فجعله مناط التكليف ، فلا تكليف إلاّ بالعقل ، وجعله دليلاً على وجوده ، وحجة على وحدانيته ، بل أمر الله تعالى بالرجوع إليه عند الاختلاف العقلي فقال تعالى : "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" . وقد استعمل القرآن الكريم مشتقات "عقل" في تسع وأربعين آية ، بصيغة الفعل الماضي "عقلوه" مرة واحدة ، والبقية بفعل المضارع، سواء بلفظ الغائب (يعقلها) مرة واحدة ، أم بلفظ المتكلم مع الغير (نعقل) مرة واحدة ، أم بلفظ الجمع الغائب (يعقلون) اثنتين وعشرين مرة أم بصيغة الجمع المخاطب (تعقلون) أربع وعشرين مرة. ولم يرد لفظ (العقل) بالاسم معرفاً أو نكرة في القرآن الكريم ولكن ورد مرادفه مثل (الألباب) وهو جمع اللب وهو العقل ست عشرة مرة ، و(الحُلُم) بضم الحاء واللام بمعنى العقل مرتين ، و (حِجْر) بكسر الحاء وسكون الجيم بمعنى العقل مرة واحدة ، و (النُهَى) بضم النون وفتح الهاء بمعنى العقل مرتين و (القلب) وجمعه ، في عدة آيات ، و (الفؤاد) وجمعه في عدة آيات أخرى، إضافة إلى آيات كثيرة في النظر والتدبر ، والتبصر ، ونحوها. فهذه الآيات الكريمة الكثيرة حول العقل ومصطلحاته الأخرى يفهم منها بوضوح ما يلي : 1 ـ احترام العقل ، والثناء عليه وأنه له مكانة عظيمة في الإسلام ، وأنه الشاهد الثاني بعد شاهد الوحي لصدق الرسالات السماوية التي خاتمها الإسلام ، وبالتالي فلا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح الخالي عن العواض مع العقل السليم ، وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتاباً في أحد عشر مجلداً حول (درء تعارض العقل والنقل) حيث أثبت أن هذا التعارض غير وارد فضلاً عن البحث عن الجمع بينهما ، وهو بذلك رد على عدد من العلماء الذين حاولوا التوفيق بينهما عند التعارض . وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه ، وذلك لأن العقل مخلوق لله تعالى والوحي منزل من عنده ، فكيف يتعارض كتابه المنزل المسطور مع كتابه المفتوح؟ 2ـ الأمر بإعمال العقل وتشغيله ، حيث قال الله تعالى : "قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ" وقال تعالى : "قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" . ومع الأمر الرباني أرشدنا القرآن الكريم إلى النظر الشمولي في خلق السماوات والأرض ، والنظر الجزئي التفصيلي في كل شيء من هذا الكون ، وفي الأنفس والآفاق . وفي الحث على النظر الشمولي العام يقول الله تعالى : "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" . وفي الحث على النظر الجزئي يقول الله تعالى : "وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" . وهاتان الآيتان ختمتا بقوله تعالى "لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" مما يدل على أهمية العقل ، والحث على تشغيله وتفعليه ، ووردت كذلل آيات كثيرة في هذا المعنى ، وتختم كذلك إما بنفس الخاتمة ، أو بما هو قريب منه . وفي النظر إلى الأنفس يقول الله تعالى : "وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ" بل يقول القرآن الكريم بكل ثقة وثبات : إن الآيات الكثيرة في الأنفس والآفاق التي يكتشفها العلم على مرّ الزمن ستؤدي لا محالة إلى هداية العقل هداية كاملة إلى الإيمان بأن هذا القرآن هو الحق حيث يقول تعالى : "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ". وقد أثنى الله تعالى على العقل وصاحبه في عدة آيات ، فأسند إليهما فضل القدرة على التذكر والتفقه والاتعاظ والاعتبار ، فقال تعالى : "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ" وقال تعالى بعد ذكر عدة آيات كونية : "....... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ" بل إن الله تعالى حصر التذكر النافع في أصحاب العقول فقال تعالى : "وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ".
894
| 10 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الخامسة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم. ويدخل في هذا الباب أيضاً الآيات القرآنية الدالة على أنه ليس بيد الرسول شيء من أمور الكون ، والتوبة ، والعفو ، والعذاب ، والنصر ، والهداية وغير ذلك ، منها قوله تعالى ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) ومنها قوله تعالى : ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) ثم قال تعالى : ( قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) وقال : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وقال تعالى : ( قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ) . وهذا الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه يقدم برنامجه القيادي والعملي في كلمات مؤثرة يقول فيها : ( أيها الناس إني قد وُليّت عليكم ولست بخيركم ، إنْ أحسنتُ فأعينوني ، وإنْ أسأتُ فقوموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف فيكم قويّ عندي حتى آخذ الحق له ، والقويّ فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه - إن شاء الله - لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلاّ ضربهم بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلاّ عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعتُ الله وروسوله ، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم) . ومن هذا المنطلق كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أصحابه كأنه واحد منهم ، ففي غزوة بدر كان مع جيش الرسول صلى الله عليه وسلم سبعون بعيراً يتعاقبون على ركوبها ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم وأو لبابة ، وعلى ابن أبي طالب يتعاقبون على بعير واحد ، فأراد أو لبابة وعلي أن يؤثراه بالركوب فامتنع صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ما أنتما بأقوى مني ، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما). المبدأ الخامس : مبدأ الشورى والمشاورة : حيث يجب على الحاكم مشاورته الدائمة مع الأمة من خلال ممثليها ، أو حسب أهمية الموضوع ، فإن كان يحتاج إلى رأي الأمة كلهم فعليه أن يستشيرهم من خلال استفتاء عام نزيه حرّ ، وإلاّ فقد تكون المشورة لأهل العسكر ، وقد تكون لأهل تخصص آخر ، وهذا ما أمر الله تعالى به رسوله الموحى إليه صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى : ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). المبدأ السادس : مبدأ المناصحة ، وقبول النصح ، والمراقبة والمحاسبة : ومن المعلوم أن الإسلام أولى عناية قصوى بالنصيحة ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن هذه النصيحة ليست للمستضعفين فقط ، بل لأئمتهم أيضاً ، حتى حصر الرسول صلى الله عليه وسلم الدين في النصيحة ، فقال : ( الدين النصيحة ، قالوا لمن يارسول الله ؟ قال : ( لله ولرسوله وللمؤمنين ) ، والآيات والأحاديث كثيرة في هذا المجال. ومن الجانب العملي والتطبيقي أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم كانوا حريصين أشد الحرص على الضرورة أن تقوم الأمة بواجبها في النصح والارشاد والمراقبة والمحاسبة ، فهذا الحليفة عمر رضي الله عنه قال : ( يا معشر المسلمين ، ماذا تقولون لو ملت برأس إلى الدنيا هكذا ؟ فقام إليه رجل ، فقال : أجل : كنا نقول بالسيف هكذا (وأشار إلى قطع الرأس) فقال عمر : ( أإياي تعني بقولك ؟ ) قال الرجل : نعم إياك أعني بقولي ، فقال عمر : ( الحمد لله الذي جعل في رعيتي من يقومني إذا اعوججتُ ) ، وقال حذيفة رضي الله عنه : ( دخلت على عمر يوماً فرأيته مهموماً حزيناً ، فقلت له : ما يهُمّك يا أمير المؤمنين ؟ قال : ( إني أخاف أقع في منكر ، فلا ينهاني أحد منكم تعظيماً ) قال حذيفة : والله لو رأيناك خرجت عن الحق لنهيناك ، فسرّ عمر وقال : ( الحمد لله الذي جعل لي أصحاباً يقومونني إذا اعوججتُ ) ، وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : ( كان بين يدي عمر وبين رجل كلام في شيء ، فقال الرجل : اتق الله ، فقال أحد الجالسين ، أتقول لأمير المؤمنين : اتق الله ؟ فردّ عمر : ( دعه فليقلها لي ، فلا خير فيكم إذا لم تقولوها ، ولا خير فينا إذا لم نقبلها) ، فهذه قمة المساءلة. ومما يدخل في باب النصح والمحاسبة والمراقبة : الثورات الشعبية ، والمظاهرات والاحتجاجات ، ونحوها. المبدأ السابع : توفير الحرية الكافية في كل مجالات الحياة : يمكن تقسيم الحريات العامة إلى : الحرية الفكرية ، والدينية الحرية الاقتصادية ( حرية الملكية ، وحرية العمل ) الحرية السياسية الحرية العلمية والثقافية حماية الحريات من أعظم الكرامة للإنسان: إن كرامة الانسان لا يمكن أن تتحقق في ظل الكبت والظلم والتعسف ، وإنما كرامة الإنسان متلازمة مع حقه في الحرية الفكرية والدينية ، والسياسية ، والمدنية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ( حرية الملكية ، حرية العمل) والعلمية والثقافية ونحوها . ولا يسع المجال لافراد كل نوع بالحديث الشامل المتضمن موقف الاسلام من كل حرية من هذه الحريات ، وإنما نتحدث بشكل عام عنها بحيث لا يتجاوز ذكر المبادئ العامة مع بعض أدلتها بإيجاز.
364
| 09 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الرابعة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم. الطغاة المستبدون يسيرون دائماً على إضعاف الشعب، والأمة، وإحداث التفرقة بينها، وجعلهم شيعاً وفرقاً متنافرة. وقد سجل الله تعالى هذه الأقوال في القرآن الكريم من خلال فرعون قدوة حكام السوء، فقال تعالى : (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) فأوضح هنا أن رأيه هو الرأي الأوحد، وأنه ليس هناك رأي آخر، وأن رأيه معصوم حيث لابد لكم إلاّ سبيل المجد والرشاد والقوة، ولذلك كان الشعب عنده حقيراً لا قيمة له، فقال تعالى مبيناً هذه الحقيقة (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ). ولننظر في الآيات الآتية التي توضح نفسية فرعون وطغيانه وجبروته وانه يرى نفسه أفضل من غيره فقال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) ثم لم يكتف بأنه أفضل من موسى عليه السلام، وإنما استخف قومه: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) بل وصل به الطغيان إلى أن يقول: انه الههم فقال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، بل وصل به الأمر والطغيان والدكتاتورية والاستبداد، وكبت الحريات إلى أن قتل السحرة لأنهم لم يستأذنوه في الإيمان بالله تعالى (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ). وقد حوّل فرعون ما عرضه عليه موسى عليه السلام من نقاش فكري وحوار عقلي وجدال نظري إلى معركة القتل والابادة فقال تعالى حكاية عنه: (قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) كما بيّن الله تعالى صفات هؤلاء الطغاة من العلو والاستكبار والاسراف والتبذير فقال تعالى : (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) كما وصفه الله تعالى بالطغيان فقال تعالى (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) وفي آية ثانية ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى). كما بيّن الله تعالى أن الطغاة المستبدين يسيرون دائماً على إضعاف الشعب، والأمة، وإحداث التفرقة بينها، وجعلهم شيعاً وفرقاً متنافرة، ليتحكم فيهم، ويكون قادراً على القتل والذبح والعذاب لكل من يتصدى لهم فقال تعالى : (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ). وقد قص الله تعالى في القرآن الكريم قصصاً أخرى تؤكد هذا المعنى فقال تعالى في طغيان الطاغية (نمرود) مع سيدنا إبراهيم حينما ادعى الألوهية حتى ادعى الاحياء والإماتة فقال : (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ). إذن المشكلة الأساسية في الحكم هي الطغيان وأن الحاكم يصل إلى مرحلة إلى أنه ليس مثل بقية البشر، وإن كان هذا التمايز يبدأ بأمر خفيف ليصل إلى ادعاء مرتبة الألوهية وأنه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ). ومن هنا فالحل الأساس هو وضع جميع الوسائل والأدوات والآليات لمنع الحاكم ادعاء هذا التمايز، وهذا ما فعله الإسلام من خلال ما يأتي: 1- الجانب العقدي الذي ركز الإسلام عليه تركيزاً شديداً، وأولى له عناية قصوى، وذلك من خلال أن العقيدة الإسلامية تقوم على أن جميع البشر بكل طوائفهم وشعوبهم وأقوامهم وأجناسهم من آدم، وآدم من تراب خلقه بيده ثم نفخ فيه من روحه، وهذا ما عليه مئات الآيات، والأحاديث الصحيحة، ولذلك لا يجوز لأحد ـ مهما بلغ ـ أن يُميّز نفسه أو يدعي أنه يمتاز من حيث الخلق على أي أحد آخر، ومن هنا ردّ الله تعالى على بني اسرائيل لمّا ادّعَوا أنهم أحباء لله وأنهم الشعب المختار فقال تعالى : (بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ) ولم يكتف بذلك القرآن الكريم، بل أصّل ذلك حتى للأنبياء والرسل بأنهم ليسواً إلاّ بشراً، ولكن الله تعالى أوحى إليهم، حيث أكد ذلك في أكثر من آية فقال تعالى: (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) وقال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)، فالمثلية في الخلق وعدم امتياز أحد في الأصل والخلق هي الأساس في التعامل الإنساني . 2- الجانب التربوي الذي يربي فيه الإسلام الإنسان على هذا المعنى الإنساني من خلال عدد من الآيات والأحاديث التي تؤصل ذلك، بل يربطه بالإيمان حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره لأخيه ما يكره لنفسه). 3- القدوة من خلال تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو النبي القائد في مأكله ومشربه وملبسه، وجميع تصرفاته مع أمته، حيث لم يكن يميّز نفسه لا بملبس خاص ولا مكان ولا غيره، يقول صلى الله عليه وسلم : (أيها الناس إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد وتمشي في الأسواق) ، وكانت الآيات القرآنية تذكره دائماً بهذا الجانب (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) مؤكداً عليه أن يقول: (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ) وأن يقول : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ) . ويدخل في هذا الباب بعض الآيات التي يفهم منها العتاب، أو التوجيه، منها قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى) وقوله تعالى (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) وغير ذلك.
437
| 08 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الثالثة شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها "دوحة الصائم". تكفلت الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة، وكذلك القواعد العامة والمبادئ والمقاصد العامة التي ذكرناها ـ أو سنذكرها ـ ببيان معظم هذه الحقوق المتقابلة، ونذكر هنا بعض الأحاديث الواردة بهذا الصدد، منها: 1- مسؤولية الراعي عن الرعية في كل ما استرعاه الله تعالى، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول فالإمام راع وهو مسؤول والرجل راع على أهله وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول)، وهذه المسؤولية تشمل كا ما أمكنه الراعي من تحقيقه في مجال الأمن السياسي، والأمن الاجتماعي، والأمن الاقتصادي، وتوفير كافة حاجيات هؤلاء الذين هم تحت رعايته. 2- وجوب العدل والقسط، وعدم الظلم والبغي ـ كما سيأتي ـ. 3- الصدق والصفاء والبعد عن الخيانة والغش والتدليس، حيث روى البخاري ومسلم بسندهما عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلاّ حرّم الله عليه الجنة) وفي رواية: (فلم يَحُطْها بنصحه لم يجد رائحة الجنة). 4- النصح للأمة، ونصح الأمة لهم ـ كما سيأتي ـ. 5- وجوب استفراغ الجهد لخدمة الأمة وتقويتها وحمايتها ونهضتها، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم إلاّ لم يدخل معهم الجنة). 6 — وجوب الرفق بالأمة وعدم العنف، والتضييق عليهم، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: (اللهم مَنْ ولي من أمر أمتي شيئاً فشَقّ عليهم فاشقق عليه، ومَنْ ولي من أمر أمتي شيئاً فَرَفَقَ بهم فارفق به). ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن شرّ الرِّعاء الحطمة) والحطمة: هو العنيف برعاية الإبل، والمقصود به: الوالي القاسي. 7 — عدم الاحتجاب عن الشعب، وتحقيق حوائجهم، والاستماع لأصحابها، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من ولاه الله من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم، وخلّتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخَلّته وفقره يوم القيامة). 8 — الحب والدعاء المتبادل، ومراعاة الحقوق الاجتماعية من الطرفين، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تُبغضونهم ويُبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم)، فهذا الحديث يدل على ضرورة أن يعمل الحكام من الأعمال التي تحببهم إلى شعوبهم فيدعون لهم، وعليهم كذلك أن يبادلوا هذا الحب بالحب والدعاء، بالإضافة إلى وجود تواصل اجتماعي بين الطرفين؛ بحيث يقوم الحاكم بالصلاة على موتاهم، وهكذا.. المبدأ الثالث: مبدأ المساواة: فمن أهم القواعد التي أرساها الإسلام هي قاعدة المساواة بين المسلمين، مساواة في الحقوق والواجبات، ومساواة في الأحكام والمكانة والاعتبار، فالمسلمون متساوون كأسنان المشط؛ فلا فضل لواحد منهم على الآخر على أساس العرق، أو اللون، أو الشكل، أو القومية أو القبيلة، أو الاقليم، بل البشرية في هذا كلهم سواء فكلهم من آدمَ وآدمُ من تراب، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض، ولا... ولا... إلاّ بالتقوى، علماً بأن التقوى هي في الصدر لا يعلم بها إلاّ الله تعالى. فقد قضى الإسلام من خلال آيات وأحاديث كثيرة على كل مظاهر التفرقة، على أي أساس كان، فهي مرفوضة في الإسلام. وكذلك المساواة أمام القضاء والمحاكم وفي تحقيق العدالة ووصول الحق إلى صاحبه مهما كان قوياً أو ضعيفاً، كما قال الخليفة أبو بكر رضي الله عنه: (القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه حق الضعيف، والضعيف قوي عندي حتى آخذ له حقه من القوي). المبدأ الرابع: مبدأ عدم اكتساب الحاكم أي ميزة على الآخرين، وبعبارة أخرى: مثلية الحاكم في البشرية، وأنه لم تزد إلاّ بالمسؤولية، ولذلك قال الخليفة أبو بكر في أول خطبة له بعد الخلافة؛ يحدد فيها برنامج عمله: (أيها الناس إني قد وُليّت عليكم ولست بخيركم..)، ولذلك رفض أيضاً أن يُسمى: خليفة الله، حينما دُعي به، فقال: (لستُ خليفة الله، ولكني خليفة رسول الله) صلى الله عليه وسلم، مع أن فيه وجهاً، ولكن الجمهور على منع هذا الاسم، لأن الاستخلاف للغائب، والله حاضر، ولأن فيه نوعاً من التقديس والتمايز، فالخليفة هو واحد من الناس، ولكنه كلّف بحمل أمانة أكبر، ومسؤولية أعظم، فهو ليس فوق البشر، ولا ظل الله في الأرض، كما تصورَه الناس، أو صور لهم في عصر الوثنيات والصنميات، وظلال الله المدّعاة في الأرض، ومثل ذلك أكد عليه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: في إحدى خطبه: (أيها الناس لقد رأيتني أرعى لحالات لي من بني مخزوم، فكنتُ أستعذب لهن الماء فيقبضني القبضة من التمر أو الزبيب)، ثم لما نزل قال له عبدالرحمن بن عوف: (ما أردت بهذا يا أمير المؤمنين؟ أجاب: ويحك يا بن عوف، لقد خلوت إلى نفسي، فقالت لي: أنت أمير المؤمنين وليس بينك وبين الله أحد، فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها قدرها). هذا المبدأ الجديد الذي أضفته، قد يثور حول ذكره التساؤل: فهل يمكن أن يدعي الحاكم غير ذلك في الأمة الإسلامية؟ الجواب: إن جميع الطغاة والظلمة يبررون ظلمهم بأنهم يمتازون بميزات شخصية، أو مكتسبة بسبب الحكم، فقد ادعى بعضهم الألوهية، وادعى الآخرون أن روح الإله قد حلت فيهم، وادعى بعض ثالث: أنهم مقدسون معصومون، وادعى بعض رابع: أنهم الأمة، والشعب، وأن الشعب هو، فكأنما يقولون: "أنا الشعب والشعب أنا، نحن روحان حللنا بدنا؟!!!، بل أنا الروح حللت بالشعب"، وادعى خامس: أنه الإنسان والمجد، والشعب هم الحشرات، أو الجرذان، كما قال شاوسيسكو عندما تظاهر شعبه، فقال هو وزوجته: "أبيدوا هؤلاء الحشرات بالمبيدات"، وقال القذافي: "أنا المجد وأنا العزة.. وهؤلاء المتظاهرون هم الجرذان والخونة"!! وهكذا.
1856
| 07 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الثانية شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم. الالتزام بالعدل والقسط، وعدم الظلم والجور والتعدي والطغيان والبغي من أعظم المبادئ التي تقوم عليها الشريعة ونحن هنا نذكر أهم المقاصد العامة، والقواعد الكلية، والمبادئ الأساسية التي تُعدُّ من النظام العام للسياسة الشرعية، وهي: المبدأ الأول: الالتزام بالعدل والقسط، وعدم الظلم والجور والتعدي والطغيان والبغي: يعتبر هذا المبدأ في الإسلام من أعظم المبادئ التي تقوم عليها الشريعة، وهو الأساس الأول فعلاً حسب الأدلة الشرعية القاطعة، وحسب واقع الرعيل الأول، فقد أكد عليه الخليفة الأول أبوبكر الصديق رضي الله عنه وربط مشروعية حكمه به، ثم لما نزل به مرض الموت الذي أيقن بأنه يموت قال لكبار الصحابة بالمدينة: (إنه قد نزل بي ما ترون، ولا أظنني إلاّ ميت، لما بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي، وحلّ عنكم عقدتي، وردّ عليكم أمركم) ثم رشحّ لهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليكون الخليفة الثاني، فوافقوا، وحينئذ كتب عهده لعمر في رسالة نذكر منها ما يتعلق بالموضوع، فقال فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد به أبوبكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند آخر عهده بالدنيا وأو عهده بالآخرة، الحال التي يؤمن فيها الكافر ويتقي الفاجر، إني استعملت عليكم عمر بن الخطاب، فإن برّ وعدل فذلك علمي به، ورأيي فيه، وإنْ جارَ وبدّل فلا علم لي بالغيب، والخيرَ أردتُ، ولكل أمرئ ما اكتسب، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). وقدّم بعد مبايعة الصحابة له بعد موت أبي بكر برنامج عمله الخاص بتطبيق العدل فقال: (ولستُ أدعُ أحداً يظلم أحداً حتى أضع خدّه على الأرض وأضع قدمي على الخدّ الآخر حتى يذعن للحق، ثم إني بعد شدتي تلك أضع خدّي على الأرض لأهل العفاف وأهل الكفاف). المبدأ الثاني: مبدأ الحقوق المتقابلة: تقوم العلاقات بين المسلمين على الحقوق المتقابلة، فليس في الإسلام شخص له حق دون أن يكون عليه واجب، ولا آخر يكون عليه واجبات، وليس له حقوق، فهذا هو المجتمع الإسلامي المتوازن الذي يتحمل كل واحد ما عليه مهما كان صغيراً أو كبيراً، فقيراً أو غنياً، حاكماً أو محكوماً ، راعياً، أو رعية، فلا يكون بمنأى عن هذا المنهج المتوازن، وهذا التوازن لا يوجد في المجتمعات الأخرى، فالمجتمع الرأسمالي قائم على الحقوق، والمجتمع الاشتراكي يقوم على الواجبات، أما المجتمع الإسلامي فهو مجتمع الحقوق والواجبات، وإن كل مسلم يجب أن يؤدي واجبه قبل أن يطالب بحقه، فكل مؤمن مطالب ـ بفتح اللام ـ في حين أن الإنسان في المجتمعات الأخرى يطالب بحقه أولاً، ثم يؤدي واجبه ثانياً، ولذلك تكثر فيها النزاعات في حين أن النزاع قليل في المجتمعات الإسلامية الملتزمة بشرع الله تعالى. وبناءً على ذلك فلا يقوم المجتمع الإسلامي على الإيثار المجرد والتطوع، وإنما الإيثار زيادة خاصة بالمجتمعات الإسلامية لتقوية المجتمع وتماسكه حيث يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فأساس المجتمع الإسلامي هو الحقوق المتقابلة وإما الإيثار فزيادة فضل وتمايز. ويترتب على ذلك وجود التنافس في الخير، والتسارع نحو الأفضل، والتسابق نحو مزيد من الكسب والبناء والحضارة والتقدم، حيث يتميز من خلال ذلك الصالح منت الطالح، والقوي من الضعيف، والحسن من الشين، وهكذا. إضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى عدم استغلال أحد لآخر فيجب أن يأخذ كل واحد حقه ما دام قد أدى ما عليه من واجب. وقد تكفلت الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة، وكذلك القواعد العامة والمبادئ والمقاصد العامة التي ذكرناها ـ أو سنذكرها ـ ببيان معظم هذه الحقوق المتقابلة، ونذكر هنا بعض الأحاديث الواردة بهذا الصدد، منها: 1- مسؤولية الراعي عن الرعية في كل ما استرعاه الله تعالى، حيث يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول فالإمام راع وهو مسؤول والرجل راع على أهله وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول)، وهذه المسؤولية تشمل كا ما أمكنه الراعي من تحقيقه في مجال الأمن السياسي، والأمن الاجتماعي، والأمن الاقتصادي، وتوفير كافة حاجيات هؤلاء الذين هم تحت رعايته. 2- وجوب العدل والقسط، وعدم الظلم والبغي ـ كما سيأتي ـ. 3- الصدق والصفاء والبعد عن الخيانة والغش والتدليس، حيث روى البخاري ومسلم بسندهما عن معقل بن يسار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلاّ حرّم الله عليه الجنة) وفي رواية: (فلم يَحُطْها بنصحه لم يجد رائحة الجنة). 4- النصح للأمة، ونصح الأمة لهم ـ كما سيأتي ـ. 5- وجوب استفراغ الجهد لخدمة الأمة وتقويتها وحمايتها ونهضتها، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما من أمير يلي أمور المسلمين، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم إلاّ لم يدخل معهم الجنة).
495
| 06 يونيو 2016
الكتاب : العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد المؤلف : أ . د . علي محيى الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحلقة : الأولى شغلت قضية العلاقة بين الراعي والرعية في ظل الحكم الرشيد ، الفكر الإسلامي طويلا، ماذا يريد الإسلام أن تكون عليه هذه العلاقة؟ وما هي كيفيتها، وما الذي يحدد أطرها؟ الإسلام يريد أن تكون هذه العلاقة قائمة على أساس المحبة المتبادلة، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وهذه المحبة تنبثق من الإيمان والاخوة الإيمانية، وتترتب عليها حقوق وواجبات، وأما أساس العلاقة فهو العقد الذي بموجبه يعطي الشعب أو ممثلوه البيعة للحاكم، حيث قد يكون هذا العقد مشافهة ـ كما كان في السابق ـ أو مكتوباً من خلال الدستور الذي اختاره الشعب أو ممثلوه الحقيقيون، والذي يُحدد الحقوق والواجبات، أو من خلال عقد مكتوب .. حول هذه القضايا ومشكلات تلك العلاقة بين الراعي والرعية وما يجب أن تكون عليه وعن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواحب والواقع، والمتوقع، يدور أحدث أبحاث فضيلة الشيخ في رمضان المبارك التي خص بها دوحة الصائم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيّبين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد فإن أهم إشكالية نالت من الفكر والمنهج على مرّ التاريخ هي إشكالية التوازن بين حقوق الراعي (الدولة) والرعية (الشعب) حيث كانت الفلسفات السائدة تدور حول ترجيح متطلبات الدولة وحقوقها وهيبتها وسيادتها على حقوق الرعية والشعب، وبذلك يُرتكب الظلم والظلمات ومختلف الجرائم بحق الحرية والإنسانية تحت ذلك الغطاء. وبالمقابل فإن بعض الفلسفات الأخرى لا تولي العناية المطلوبة لهيبة الدولة وسيادتها، وبالتالي تصبح ضعيفة هزيلة، وتسود الفوضى الهدامة، وحينئذٍ فلا الشعب ساد وقوي وتقدم وتحضر، ولا الدولة قامت بواجبها. ولكن الإسلام استطاع بمنهجه الوسطي أن يقيم هذه العلاقة على ميزان دقيق، ويحقق الايجابية لكلا الطرفين ليصبحا جسداً واحداً يكون لكل عضو دوره، ويُحسّ بآلام وآمال الآخر، ويسعى لتحقيق الخير ودرء الشرور ويتحقق الخير للجميع. ونحن في هذا البحث نتحدث عن الأسس والمبادئ التي تنظم هذه العلاقة في ظل الحكم الرشيد في ضوء الكتاب والسنة ومقاصد الشريعة وفقه الميزان، والمآلات، وتحقيق المناط ورعاية الواجب والواقع ، والمتوقع . والله أسأل أن يكتب لنا التوفيق والسداد وأن يكسو أعمالنا كلها ثوب الإخلاص ولباس التقوى وأن يعصمنا من الخطأ والزلل في القول والعمل ويتقبّلها منّى قبولاً حسناً إنه مولاي فنعم المولى ونعم النصير والمجيب. العلاقة بين الراعي والرعية (الحاكم والمحكومين) إذا نظرنا في النصوص الشرعية من الكتاب الكريم والسنة النبوية المشرفة لتوصلنا بسهولة إلى أن هذه العلاقة تنظمها ثلاثة أمور أساسية، هي النظام العام، والعقد، والقيم الأخلاقية. الأمر الأول: النظام العام المأخوذ من الأدلة القطعية والاستقراء الكلي ، الذي يتمثل في مجموعة من المبادئ الأساسية والقواعد الكلية العامة في هذا المجال، مثل مبدأ العدل وغيره مما سنذكره. فهذا النظام العام الإسلامي يمثل خلاصة الأدلة الشرعية الكثيرة المتضافرة في هذا المجال، بل بقايا الشرائع السماوية، والفطر السليمة التي استقرت في نفوس الشعوب والتي تتطلع إليها وإن لم تصل إليها، وقد عبر الإمام الشاطبي عنها بقوله: (إنها كلية أبدية، وضعت عليها الدنيا، وبها قامت مصالحها في الخلق، حسبما بيّن ذلك الاستقراء، وعلى وفاق ذلك جاءت الشريعة أيضاً، فذلك الحكم الكليّ باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها). هذا النظام العام يقوم على مجموعة من القواعد الكلية، والمبادئ الأساسية، والمقاصد العامة لهذه الشريعة، وقد أشار إلى الالتزام بهذا النظام العام الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه، بل ربط بين الالتزام وبين وجوب الطاعة، فقال رضي الله عنه في أول خطبة له بعد انعقاد الخلافة له: "أيها الناس إني قد وُليّت عليكم ولست بخيركم، إنْ أحسنتُ فأعينوني، وإنْ أسأتُ فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قويّ عندي حتى آخذ الحق له، والقويّ فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه ـ إن شاء الله ـ لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلاّ ضربهم بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلاّ عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعتُ الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم". حيث أوضح الخليفة برنامج عمله الذي يقوم على مجموعة من المبادئ والحقوق المتبادلة من أهمها: 1 ـ إن صحة خلافته، أو حكمه مرتطبة بالالتزام بالنظام الإسلامي، وهو (أطيعوني ما أطعتُ الله ورسوله، فإذا عصيتُ الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم). 2 ـ أن الأمة هي مصدر المراقبة والمحاسبة، والتقييم والتقويم، وهي القادرة على الخلع كما كانت قادرة على العقد. 3 ـ إن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وإن حق السلطة لأحد ليس حقاً خالداً، وإنما هو حق مقيد بمدى التزامه بـ: أ ـ الإحسان والاتقان وتحقيق الغايات المنشودة والأهداف المقصودة من الخلافة، أو الحكم، وهي: السعي الدائب، واستفراغ الجهد، وبذل المستطاع لتحقيق سعادة الدارين، وتعمير الأرض في ضوء منهج الله تعالى، وتحقيق التنمية الشاملة للإنسان، ولذلك طلب من الأمة مساعدته على تحقيق ذلك، مع نُصحه، وإرشاده، ومحاسبته بل تقويمه، وإعادته إلى جادة الصواب، وأنه إذا لم ينفع النصح والإرشاد، فيكون السبيل هو الخلع والإبعاد. ب ـ قدرته على تحقيق العدل بين الناس والابتعاد عن الظلم والاعتساف. حماية الأمة وأمنها السياسي والاجتماعي من المتربصين بها في الداخل والخارج. 4- إن العلاقة تكون قائمة على الصدق والشفافية والبيان والابتعاد عن الكذب، والغش والتغرير والتدليس والخيانة.
611
| 06 يونيو 2016
التقى فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – بالسيدة ممتاز بنت ناوي وزيرة المرأة بولاية كلنتان الماليزية، والوفد المصاحب لها، وذلك بالمقر الرئيس للاتحاد بالعاصمة القطرية الدوحة. ناقش الشيخ القره داغي مع السيدة ممتاز آفاق التعاون المشترك بين الاتحاد وبين ماليزيا بشكل عام وبخاصة الأنشطة المتعلقة بالأسرة وحمايتها بشكل خاص.. وقدّم القره داغي للوزيرة نسخة من الميثاق العالمي للأسرة والذي صدر عن المؤتمر العالمي لميثاق الأسرة الذي عقد هذا العام بالمدينة التركية إسطنبول بتنظيم من الاتحاد وبالتعاون مع اتحاد المنظمات الإسلامية في العالم الإسلامي، حيث نتج عن المؤتمر ميثاقاً عالمياً سيتم طرحه على المجتمع الدولي ليكون هو الميثاق العالمي المعتمد لتنظيم شؤون الأسرة وليست اتفاقية "سيداو" التي تلقى اعتراضات دولية واسعة. كما أكد الشيخ القره داغي على أن الميثاق اعتمد على فلسفة التوازن الذي يؤدي إلى المساواة العادلة، وليست المساواة غير القائمة على العدل والعدالة، معتبراً أن مبدأ التوازن أعلى وأهم ويمكنه تقديم الخير للأسرة حول العالم. ووعدت الوزيرة بتبني الميثاق داخل ماليزيا سواء بعرضه على الحكومة لدراسة دعمه في الأروقة الدولية، وكذلك بفتح نقاش مجتمعي عام حوله في المؤتمرات والمنتديات وبخاصة تلك التي تتعلق بالأسرة والمرأة.
759
| 27 مايو 2016
تفضل سماحة الشيخ د. علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بزيارة شركة دلالة القابضة، حيث التقى إدارة الشركة وبحث معهم عددا من الموضوعات خاصة التغييرات الجديدة في إدارة الشركة. وأثنى سماحة الشيخ القرة داغي على شركة دلالة الإسلامية ودورها في تنمية الاستثمارات الإسلامية في بورصة قطر، مشيرًا إلى أن الشركة استطاعت إثبات وجودها خلال السنوات الماضية كشركة وساطة إسلامية من خلال عملها في بورصة قطر وتقديم خدمة يحتاجها المجتمع القطري في هذا القطاع. وأشاد القرة داغي بالإدارة الجديدة لشركة دلالة القابضة، وقال إنه يأمل أن تساهم هذه الإدارة في تطوير عمل الشركة والارتقاء بخدماتها نظرا للخبرة السابقة لهم في هذا المجال والتاريخ الجيد من الإدارة في القطاع الحكومي والقطاع الخاص. وطالب سماحة الشيخ القرة الداغي إدارة الشركة بالمزيد من الاهتمام بالنواحي الرقابية والالتزام لما في ذلك من أثر بالغ في تدعيم خدمات الشركة والحفاظ على استثمارات العملاء وزيادة الثقة في الشركات التي تقدم خدمات تتوافق مع الشريعة الإسلامية وهو ما سيدعم ثقة المستثمر في هذا المجال من الخدمات. ومن جانبه رحب الدكتور عبد العزيز الحمادي الرئيس التنفيذي لشركة دلالة القابضة بزيارة سماحة الشيخ القرة داغي، لافتا إلى أن ذلك يعد دعما كبيرا لشركة دلالة والشركات التابعة لها ويضع المزيد من المسؤولية على إدارة الشركة لتأكيد هذه الثقة والحفاظ عليها. وأضاف الحمادي أن شركة دلالة القابضة بدأت الآن عهدا جديدا لتقديم خدمات متميزة تتلاءم مع ما يطلبه السوق حاليا، والمنافسة الكبيرة في مجال الاستثمار، وفي ظل التحديات التي تشهدها أسواق المال سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الداخلي. وأشار الحمادي إلى أن دلالة تعد عملاءها ومساهميها بتطوير المزيد من الخدمات التي تناسب شرائح مختلفة من العملاء وذلك لتحقيق رؤية الشركة الإستراتيجية التي وضعها مجلس الإدارة وحمّل الإدارة التنفيذية مسؤولية تنفيذها وذلك لتحقيق أفضل عائد لمساهمي ومستثمري الشركة.
356
| 14 مايو 2016
علق، د. علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على المجازر والحرائق بسوريا، بتغريدة نشرها عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" قال فيها: "ألا تحرك آلاف الصور مشاعر صناع القرار في بلاد العرب والمسلمين ليهبوا هبة واحدة للدفاع عن المستضعفين في سوريا"؟!. جدير بالذكر أن المجلس الشرعي في محافظة حلب، أعلن تعليق صلاة اليوم الجمعة لأول مرة في أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، إثر القصف العنيف الذي استهدف هذه الأحياء في المدينة الواقعة في شمال سوريا التي تشهد تصعيدا عسكريا متزايدا منذ أكثر من أسبوع، وتبادل قصف شبه يومي أوقع نحو 200 قتيل مدني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ألا تحرك آلاف الصور مشاعر صنّاع القرار في بلاد العرب والمسلمين ليهبوا هبّة واحدة للدفاع عن المستضعفين في سوريا ؟! pic.twitter.com/fyRkgphUIq — د. علي القره داغي (@aliqaradaghi) April 29, 2016
324
| 29 أبريل 2016
دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قادة دول العالم الإسلامي {57} دولة، في مؤتمر القمة الإسلامي في إسطنبول والذين يمثلون ملياراً ثلاثمائة مسلم إلى مراعاة حقوق الأمة في الحياة، وخدمة مجتمعاتهم، وأن يعملوا على إعادة الحقوق فيما بينهم على منهج الله -تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم. وذكر فضيلته في خطبة الجمعة، اليوم، بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب أن بعض هذه الدول تعمل على قرض الأموال للدول الغربية بنسبة ضئيلة جداً، ثم تعيد هذه الدول تلك الأموال إلى البلاد الإسلامية الفقيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى 18 %. وحثّ قادة الدول الإسلامية على الشعور بمسؤوليتهم تجاه البلاد الإسلامية التي تشهد العنف، وأن يعملوا على تحقيق الأمن في تلك البلاد، ولا يزداد أمرهم فرقة وشتاتاً . وأكد أن الإحساس بالمسؤولية عملية إنسانية، ومن فقدها ضاعت إنسانيته، فاعملوا جاهدين على زرع هذه القيمة في نفوسكم ونفوس من تعولون، فإنكم مسؤولون عنهم أمام الله -تعالى-، وليس في الإسلام معفي من المسؤولية، فكلنا مسؤول بلا استثناء "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". العمل كخلايا نحل وقال في الخطبة إن المجتمعات المتقدمة والمتطورة في الماضي والحاضر لم يعتمد تقدمها ولا تطورها ولا حضارتها ولا علومها على الدولة وأموالها وجهودها فحسب، وإنما كان الاعتماد الكلي -بعد الاعتماد على الله تعالى- على الأفراد كبيرهم وصغيرهم، شبابهم وشيوخهم، رجالهم ونسائهم، أغنيائهم وفقرائهم، علمائهم ومسؤوليهم، بل على الناس أجمعين. هكذا كانت الحضارات تبنى، وعلى هذا النحو بنيت حضارتنا الإسلامية، ومن هنا كانت المجتمعات التي تريد التقدم وبناء الدولة وقيام الإمبراطوريات، كانوا يعملون كخلايا النحل والنمل، كل يعمل على شاكلته، وحسب ما يسر الله -تعالى- له من الأعمال المتنوعة والأفعال المختلفة.
677
| 15 أبريل 2016
أعلن فضيلة الشيخ أ.د.علي محيي الدين القرة داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن نسب التنقية الواجبة على الأسهم أو الأموال المختلطة واجبة، وعليها الأدلة المعتبرة، وقرارات المجامع الفقهية وذكر فضيلته أن التخلص من نسبة الحرام والشبهات في كل ربح حصل له، ضرورة واجبة عند جماهير الفقهاء من السلف والخلف وقال في بيانه الذي أصدره اليوم:كما هو عهدنا في كل عام: أولًا - أرجع لأذكر كل من أخذ بفتوى الجواز في الإستثمار في أسهم الشركات المختلطة أن يلتزم بشروط وضوابط الفتوى، ومن أهمها التخلص من نسبة الحرام والشبهات في كل ربح حصل له، فهي واجبة عند جماهير الفقهاء من السلف والخلف، وإن كان الواجب على المسلمين هو الابتعاد عن كل الشبهات، وعن الأموال المختلطة، ولكن إذا وقعت، وحصل المسلم عليها فيجب عليه التخلص من النسب المحرمة. ثانيًا - نبيّن النسب التي يجب دفعها في وجوه الخير من الأرباح المحققة من أسهم الشركات المختلطة، حيث قمنا ـ والحمد لله ـ بمراجعة القوائم المالية للشركات المدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية كما في 31 ديسمبر2015، وثبتنا نسبة التنقية والتطهير - كما هو مبين في الجدول المرفق- من خلال طريقتين: تنقية الربحالأولى: بتنقية الربح كله بعد تحديده، سواء كان الربح الموزع: نقدًا، أو شيكًا، أو تم إيداعه في الحساب، أو كان الربح حاصلًا من خلال عمليات البيع والشراء، وقد تم تثبيت هذه النسبة في الجدول المرفق تحت عنوان (نسبة التنقية من الربح)، ويتم إجراء حسبتها على النحو الآتي: قيمة الربح المحقق × النسبة المئوية لتنقية الربح.وكذلك لو كان الربح على شكل أسهم مجانية فحينئذ يتم حساب قيمة كل سهم مجاني على أساس القيمة الاسمية وهي عشرة ريالات ونصف، فتكون المعادلة عدد الأسهم المجانية × 10.5 =، ثم الناتج × النسبة المئوية لتنقية الربح. والطريقة الثانية: تنقية السهم نفسه سنويًا، حيث ذكرنا لهذه الطريقة في الجدول المرفق (قيمة تنقية السهم)، ويتم احتسابها في ضوء المعادلة الآتية: عدد الأسهم × نسبة التنقية من السهم. وفي الختام: أ- أوجه ندائي الخالص إلى مجالس الإدارة للشركات المختلطة أن لا يتحملوا مسؤولية الربا أمام الله تعالى الذي سماه بالحرب فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ الله وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ). سورة البقرة/ الآية 278-279.ب- كما أوجه ندائي إلى أصحاب الأسهم المختلطة التي فيها شبهة أن يتقوا الله ويتقوا الشبهات (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه) وأن يتجهوا نحو المال الطيب الحلال والأسهم الحلال المحض.
6630
| 12 أبريل 2016
* د.السليطي: نحن على ثقة أنّ المهرجان فرصةً للتعرف على عظمةِ نبيِنا الكريمِ محمد صلى الله عليه وسلم * د. العريفي: هذا المهرجان الذي لم يسبق أن سمعت به في السنين الأخيرة * العشماوي يتغنى بأجمل القصائد في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم * 30 شاعرا يتبارون على 5 جوائز في مدح خير البرية انطلق مساء اليوم، مهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم تحت شعار "تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر"، ويستمر لمدة أربعة أيام، في الفترة من 10/4/2016 إلى 14/4/2016، من الساعة الثالثة بعد الظهر وحتى التاسعة مساء. وقد افتتح المهرجان سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، بحضور الشعراء الثلاثين المتأهلين للنهائيات، وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من السفراء والدبلوماسيين والإعلاميين. مشاركة مكثفة للمراكز والمؤسسات وقام سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، والدكتور الداعية محمد العريفي، بجولة على المعارض المتنوعة المصاحبة لمهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأروقة المراكز والمؤسسات المشاركة في ساحة الحكمة في المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، مثل: الفنون البصرية والمركز الشبابي للفنون والشركة القطرية للخدمات البريدية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية.. بالإضافة للمركز الثقافي للطفولة، ومركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، فضلا عن قطر الخيرية ومركز الإبداع الثقافي، علاوة على الأنشطة الأدبية، والفنية، ورش العمل والمسابقات للجمهور. وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي: "يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب في افتتاح مهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي تُعد جائزة (كتارا) لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم الحدثَ الأهمَ فيه. حيث تتجسّدُ أهميتُها في كونها تستثمرُ الشعرَ في زرعِ القيمِ الإسلاميةِ الأصيلةِ وتُبرزُ رسالةَ دينِنا الحنيف وعقيدتِه السمحاء". وأضاف: "نحن على ثقة بأنّ هذا المهرجان، من خلال أنشطته المتنوعة، سيكون فرصةً يتعرف فيها الجميع سواء كانوا من المسلمين أو غير المسلمين،على عظمةِ نبيِنا الكريمِ محمد صلى الله عليه وسلم، وأخلاقِه الرفيعة التي كانت وستظل أسوةً حسنة ومثالاً يُحتذى به ومنارةَ خير يُهتَدَى بها إلى نور الإسلام" وتوجه الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشكر الجزيل إلى جميع رُعاة جائزةِ كتارا لشاعرِ الرسول صلى الله عليه وسلم وهم :(الراعي الاستراتيجي: قناة الرسول ، بالإضافة إلى الرعاة الرسميين: الخطوط الجوية القطرية، فندق موفنبيك ويست باي الدوحة، شركة عبدالله عبد الغني وإخوانه ـ تويوتا)، بالإضافة إلى الرعايةِ المميزةِ من مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف". كما توجه بالشكر إلى المؤسسات والمراكز التي شاركت في هذا المهرجان، وهي: (الفنون البصرية والمركز الشبابي للفنون والشركة القطرية للخدمات البريدية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الانسانية (راف)، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية، والمركز الثقافي للطفولة، ومركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، وقطر الخيرية، ومركز الإبداع الثقافي). 50 لوحة بمعرض الخط العربي وضمّ معرض الخط العربي المصاحب للمهرجان 50 لوحة موضوعها إحدى الآيات القرآنية التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتم اختيارها بعد تحكيم المشاركات في مسابقة الخط العربي التي أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، حيث تم الإعلان عن أسماء الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى من المسابقة وهم:- "هاني فوزي الطويل أولا، وفاز بثلاثة آلاف دولار، وثانيا محمد أبو المجد أحمد سليم وفاز بألفي دولار وثالثا محمد أديب بألف دولار حيث تنافس في هذه المشاركة 180 خطاطا عبر العالم." شعراء عبر العصور وتابع جمهور غفير أيضا افتتاح معرض شعراء عبر العصور في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يجد الزائر صوراً شعرية تصب في غايات معانيها المقصودة تقدير عظمة سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث الكتابة الشعرية في حقه كانت، وما زالت، من أخصب أنماط الكتابة في اللسان العربي منذ بزوغ الإسلام، خاصة أن شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلت مصدرا متجددا لإلهام الكتاب والشعراء والأدباء. ومن الشعراء الذين تغنوا بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصحابي الجليل عبدالله بن رواحة والذي اشتهر بقصيدته: " "فثبت الله ما آتاك من حسن .. تثبيت موسى ونصرا كالذي نصر .. إني تفرست فيك الخير نافلة .. الله يعلم أني ثابت البصر.. أنت الرسول فمن يحرم نوافله.. والوجه منه فقد أزرى به القدر". مساجد حول العالم ومن المعارض المصاحبة التي لقيت إعجابا كبيرا: "معرض مساجد حول العالم"، وهو عبارة عن جولة فنية على مجموعة من صور أجمل المساجد من مختلف دول العالم، التي تمثل بصمة فارقة في فن العمارة الإسلامي. ويأتي هذا المعرض متسقا مع المكانة العظيمة للمساجد في نفوس المسلمين، فهي ملتقى تجمعهم، وموضع تطلعهم لتنزل الرحمات، واستجابة الدعوات، كما أنها المركز الأول للإشعاع الروحي والعلمي، فهي مكان العبادة والتعلم وموطن التذكير والتفقيه والتوجيه، وهي خير بقاع الأرض وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحب البقاع إلى الله مساجدها". ومن الفعاليات الهامة التي يشهدها المهرجان، دروس يومية بعنوان "الرسول الإنسان" في مسجد كتارا بعد صلاة المغرب مباشرة. جائزة شاعر الرسول وبعد صلاة المغرب مباشرة، تم افتتاح جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، في دار الأوبرا، حيث تم تقديم المشاركين الثلاثين الذين وصلوا للمرحلة النهائية، بالإضافة إلى التعريف بأعضاء لجنة تحكيم الفحص والتدقيق ولجنة التحكيم النهائية. وعبر سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي في كلمة له في الحفل عن سعادته الكبيرة لمشاركة الحضور هذا الحفلَ الكريمَ الذي يأتي بمناسبةِ افتتاحِ جائزةِ (كتارا) لشاعرِ الرسول صلى الله عليه وسلم، للاحتفاء معاً بنخبةٍ من الشعراءِ المبدعين الذين شكّلت قصائدُهم الرائعةُ وأشعارُهم العذبةُ إضافةً هامةً في كنزِ الأدبِ العربي والثقافةِ الإسلامية، والتي من شأنها أن ترتقيَ بالحسِّ الشعريِ والوصول إلى أبهى جمالياتِ الشعرِ المتخصصِ بمديحِ الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرتهِ النبوية العطرة.. فضلاً عن استثمار الشعرِ في إبرازِ رسالة الإسلام والذودِ عنها ضدَّ الذين يسعون إلى تشويه صورة ديننا الحنيف، وتعميقِ حب المصطفى صلى الله عليه وسلم في قلوب الأجيال المعاصرة، وتشجيعِ المواهب الشعرية الشابة ليترجموا نبوغهم إلى أشعارٍ تَخدم الإسلام. وأضاف: "يسعدنا في (كتارا) أن نساهمَ في ازدهارِ هذا النوع من الشعرِ الذي بدأ مع قصائد شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم ونذكر منهم حسان بن ثابت وكعب بن زهير وعبدالله بن رواحة، وأن نعيدَ لهذا الأسلوب الأصيل مكانتهُ البارزةَ وأهميتَهُ البالغةَ بين موضوعاتِ الشعرِ العربي الذي ينقُل رسالةَ الإسلام بكل ما تحمله من قيم ومبادىء وهذا ما تسعى إليه (كتارا). وأردف السليطي: "إننا نأملُ من هذا المهرجانِ الكبيرِ والجائزةِ غير المسبوقة على مستوى قطر والوطن العربي والعالم الإسلامي، والتي لاقتْ تفاعلاً كبيراً في دورتها الأولى من قِبَلِ الشعراءِ في مختلف البلدان، أن يشهدَ شعرُ المديحِ النبوي تطوراً وازدهاراً، وأن نرى ملاحمَ شعريةً في أخلاقِ ومناقبِ نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نبيِّ الرحمة ورسولِ العدل والسلام والإنسانية والذي أُرْسِلَ للناسِ كافة، وسيرتهُ النبوية، تلك السيرةُ العطرة التي يتحققُ فيها الفهمُ الصحيحُ للفقه والصورةُ النقيةُ للعقيدة".. وتوجه المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، في الختام بشكره لأعضاءِ لجانِ التحكيم في الفحص والتدقيق ولجنة التحكيم النهائية ولجميع الرعاة، لما بذلوهُ من جهودٍ مُخلصةٍ في الحفاظِ على هذا المستوى الرفيع الذي وصلتهُ الجائزة وإلى كلِ الشعراءِ المشاركين في مهرجانِ كتارا لشاعرِ الرسول. وجدد مدير عام كتارا شكره للشعراء ولإبداعاتِهم المضيئةِ التي جادت بتلك القصائدِ الرائعة، والتي نرى فيها سيرةَ نبينا الكريم، متمنياً التوفيق للمُرشحين الثلاثين الذين يتنافسون للفوزِ بأفضلِ خمسةِ مراكزَ. ومن ضيوف افتتاح الجائزة الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي، والمنشد السيد أحمد عبد الحكيم السعدي، بالإضافة إلى ضيف الشرف الشيخ الدكتور محمد العريفي، وعريف الحفل السيد أسامة العشماوي. وقال الدكتور محمد العريفي في كلمة له بالمناسبة: "كنا نسمع في السابق عن مهرجانات في مديح القبائل والأشخاص. والآن جاء هذا المهرجان الذي لم يسبق أن سمعت به في السنين الأخيرة". وأبرز الدكتور العريفي أن الشعر ديوان العرب، كانت تقيم له المهرجانات وتعقد له الأسواق، مثنيا على مبادرة كتارا على هذه المبادرة. وقال بهذا الخصوص: "ما نراه من الإخوة الكرام في كتارا هو نوع مما كان يقام في الماضي"، مبديا إعجاباه بالنشاطات المصاحبة للمهرجان. بعد ذلك، أسمع الشاعر عبدالرحمن العشماوي الحضور قصيدة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما استمتعوا في نهاية الحفل بوصلات إنشادية للمنشد السيد أحمد عبد الحكيم السعدي. يذكر أن عدد المشاركات المتقدمة لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ 828 قصيدة، علماً أنه تم إغلاق باب المشاركات في 31 ديسمبر 2015 الماضي، وقد تنوعت المشاركات بين كافة الدول العربية، من الخليج الى المحيط، حيث كانت بلاد الشام والعراق في الصدارة من حيث عدد المشاركات، الذي وصل إلى 250 مشاركة، يليها مشاركة مصر والسودان بعدد 236 مشاركة، ومن ثم دول المغرب العربي والذي وصل عدد المشاركات منه إلى 184 مشاركة، و145 مشاركة من دول الخليج العربي واليمن، فضلاً عن ثلاثة عشر مشاركة من عدة دول غير عربية، كما وصلت المشاركة النسائية إلى 60 قصيدة. جوائز قيمة وخصصت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا جوائز مميزة وضخمة، تأتي على قدر أهمية الحدث حيث تصل قيمة الجوائز الإجمالية إلى 675 ألف دولار، وهي على النحو التالي: - الجائزة الأولى: 300 ألف دولار أمريكي. - الجائزة الثانية: 200 ألف دولار أمريكي. - الجائزة الثالثة: 100 ألف دولار أمريكي. - الجائزة الرابعة: 50 ألف دولار أمريكي. - الجائزة الخامسة: 25 ألف دولار أمريكي. وأعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" أنها ستقوم بنشر القصائد الفائزة في ديوان، لتحفظ للأجيال القادمة. أهداف الجائزة وتعد جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، أكبر نشاط ثقافي ـ ديني ينظم على مستوى الوطن العربي، حيث تسعى إلى تشجيع أبناء الوطن العربي الإسلامي لحفظ الشعر والاهتمام به، لما له من الأثر الطيب في زرع القيم الإسلامية الأصيلة فيي نفوسهم، وكذلك المحافظة على تراثنا وتناقله عبر الأجيال، إلى جانب استثمار الشعر في إبراز رسالة الإسلام السمحة والذود عنها ضد المغرضين من أصحاب النفوس المريضة الذي يسعون إلى تشويه صورة ديننا الحنيف. وتهدف الجائزة كذلك إلى تعميق حب المصطفى في قلوب الأجيال المعاصرة المحاطة بالكثير من الأفكار والتيارات التي تسعى للانحراف بهم عن طريق الهداية، لاسيما وأن الشعر يهز المشاعر ويحرك العواطف، كما تهدف إلى تشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها، والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام. ومن بين أهداف جائزة كتارا لشاعر الرسول التأكيد على أهمية الشعر واللغة العربية في وحدة الأمة الإسلامية، وربط شباب الأمة بحضارتها وتدعيم الهوية العربية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر، ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه من خلال التجارب الشعرية والقصائد الملقاة على لسان المتسابقين، إضافة إلى تعزيز الجهود التي تهدف الى المحافظة على التراث الأدبي واللغة العربية، وإحياء التراث من الأشعار الإسلامية القديمة والألوان الشعرية الحديثة في مناخ يغلب عليه روح المنافسة والتفاعل، وإبراز المواهب الشعرية الملهمة والتحليق بها في سماء العالمية بدلاً من الانغلاق في نطاق المحلية، حيث نشأت فكرة إطلاق الجائزة في إطار تعزيز المكانة المهمة التي توليها كتارا للنشاطات الثقافية المتعددة ضمن الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة، والتي تهدف إلى إثراء المشهد الثقافي. جدير بالذكر أن شروط وآليات جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم تمثلت في أن يكون موضوع القصيدة في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته النبوية، وتكون المشاركة مقصورة على القصائد المكتوبة باللغة العربية الفصحى، وشعر الفصحى العمودي أو التفعيلة، ولا تقبل قصيدة النثر، كما أن المشاركة مفتوحة للشعراء من كافة أنحاء العالم من سن 18 سنة وما فوق، ويجب أن لا تقل القصيدة عن 30 بيتاً ولا تزيد عن 60 بيتاً، كما يشترط ألا تكون القصيدة المقدمة مكررة أو حائزة على جوائز أخرى، وأن تكون من تأليفه الشخصي، ويتحمل كامل المسؤولية الأدبية والقانونية عنها، ولا يحق للمشارك دخول المسابقة بأكثر من قصيدة واحدة.
1365
| 10 أبريل 2016
دعا فضيلة الشيخ د. علي محي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المسلمين الى الاحساس بإخوانهم الفقراء المضطهدين المساكين الذين يعيشون في ظروف صعبة في غزة والضفة والقدس الشريف وقال ان هؤلاء يقتلون ويجوعون ويحاصرون فلنكون معهم ولا ننسى قضية القدس وقضية القبلة الأولى .. واضاف لا يجوز أن ننسى أخوتنا وإخواننا المستضعفين المضطهدين والمظلومين والمعذبين في سوريا الجريحة.. وقال فضيلته في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب : ان العالم كله إلا من رحم ربي ضد هذه القضية وذلك لأجل الصهاينة ، تدمر هذه الدولة السورية ودولنا الإسلامية من خلال رعاية عيون الصهاينة ،ومع الأسف الشديد يساعد في ذلك المشروعات الإقليمية الخطيرة التي تظن أنها تتمدد في ظل ضعف الأمة الإسلامية فعلينا أن نتحد ونتعاون.. ودعا الامة الإسلامية ايضا ألا تنسى أخوانها في العراق في الفلوجة والرمادي وفي الموصل وحذّر من انه اذا صارت الأزمة كبيرة في هذه المنطقة فمليونان ونصف مليون يكونون في خطر، فلنعينهم في محنتهم ، فهؤلاء على مر التاريخ كانوا سدا منيعا لأمتنا الإسلامية.. مذكرا بالاخوة في اليمن وقال انهم هم اصل العرب لذلك يجب علينا أن نحافظ على هذا الأصل . رقي المجتمعات والعلاقات وقال إن رقي المجتمعات الإنسانية يكون دائماً بمقدار رقي العلاقات الإجتماعية ، فكلما كانت العلاقات الإجتماعية بين أفراد المجتمع كبارا وصغاراً راقية كانت هذا المجتمع راقياً وقادراً على الاستقرار والسكينة والنهوض..وفلسفة المجتمعات تختلف من مجتمع إلى آخر، أو من فلسفة إلى أخرى، فهناك فلسفات إجتماعية التي يكون فيها الإنسان دائما مطالبا بحقوقه ومحافظا عليها دون النظر إلى حقوق الآخرين. وهذه الفلسفة هي فلسفة الرأسمالية، التي على كل إنسان أن يحمي حقه، فحينما يكون الإنسان يحمي حقه حينئذ يكون المجتمع محافظاً وحامياً لحقوق الآخرين، ولكن المشكلة في هذه الفلسفة هي الفرق بين القوي والضعيف، فالقوي يستطيع أن يحافظ على حقوقه، بل يكسب المزيد والمزيد، بينما الضعيف لا يجد من يساعده . اختلاف المجتمع الاسلامي وأما فلسفة المجتمعات الشيوعية والإشتراكية، فإن الإنسان فيها مطالب، فالدولة دائما تطالب الأفراد بأن يؤدوا حقوقهم بالكامل، أو بأن يؤدوا حقوق المجتمع والدولة بالكامل، دون أن يكون لهؤلاء الأفراد حقوقهم المتساوية مع الحقوق التي تؤخذ منها..وهناك فسلفات أخرى تقوم على فلسفة الإعتزال والرهبنة. .أما المجتمع الإسلامي فإنه يقوم على مبدأ الحقوق المتقابلة من البداية إلى النهاية، وأراد الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الحقوق المتقابلة مؤصلة حتى بين الله وبين عباده، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يستطيع أحد أن يفرض حقاً عليه، وإنما الله فرض على نفسه من باب التفضل والإكرام، حتى يكون المجتمع سوياً، ففرض على نفسه حقوقا أو واجب الكرم والإنعام. . قدوة في الايثار وتابع :لكن الرسول بتواضعه يؤثر وهو قدوة في الإيثار فكان عنده حمار يركبه ومعاذ وراءه يركب، فيقول معاذ: كُنْتُ رَدِيفَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لِي يَا مُعَاذُ؟ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اَللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اَللَّهِ؟ قُلْتُ اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ حَقُّ اَللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اَللَّهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، قُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ أَفَلا أُبَشِّرُ اَلنَّاسَ؟ قَالَ لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا) وهناك أكثر من رواية في الحديث مما تدل على الحقوق المتقابلة بين الله الخالق المكرم المنعم، صاحب كل شيء، وبين هذا العبد الضعيف المخلوق ، فوضع لنا هذا المبدأ حتى يكون هذا المبدأ قاضياً في جميع العلاقات بين جميع المسلمين. بين الوالدين والأولاد وقال ان تلك الحقوق بين الوالدين والأولاد، وكذلك بين الزوج والزوجة، وبين العمال وأرباب العمل، بل بين جميع فئات المجتمع، وقد ذكر الله ذلك في آيات كثيرة هذه الحقوق المتقابلة مع رعاية ما يسمى بحقوق الأولوية أو أولوية الحقوق بين الناس، فتكون للوالدين، ثم للمستضعفين، مثل اليتامى والعمال والخدم وغير ذلك، هؤلاء المستضعفون حقوقهم تقع في القمة، لأن هؤلاء ليس لهم من يدافع عنهم لاسيما إذا اجتمع العمل مع الضعف والغربة ومع عدم القدرة واللغة كما يحدث كثيراً بين العمال الذين لا يعرفون اللغة ولا يهتدون سبيلا فتكون الحقوق هنا أٌولى وتكون الظلم في هذه الأمور أشد وأقوى. الفضل والكرم وذكر فضيلته ان الله سبحانه وتعالى بين بعدما دلّت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على تأصيل هذه الحقوق المتقابلة بين كل إنسان وآخر، و يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنه في حق الزوجية حينما فسّر قول الله تعالى (وللرجال عليهن درجة) يروي الامام الطبري بسند صحيح عن ابن عباس يقول هذه الدرجة هي درجة الفضل والكرم لأن المرأة مستضعفة وبالتالي له درجة عظيمة عند الله حينما الزوج يعطي الحقوق أكثر من الزوج، وهذه الدرجة ليست درجة القوامة، القوامة ثابتة في آيات أخرى، وإنما هذه الدرجة درجة العلاقة بين الناس، فالمرأة مستضعفة مهما كانت، وبالتالي فإن الفرق بين الرجل والمرأة في هذه المسألة، أن الرجل يكون أكرم من المرأة، وأفضل من المرأة، وأحسن الخلق من المرأة، وأكثر مبادرة من المرأة، وهذه هي الدرجة التي فضل الله سبحانه به.
324
| 08 أبريل 2016
ندّد الشيخ الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بسلسة تفجيرات بروكسل التي وقعت أمس، الثلاثاء، بأيادي آثمة مخربة لا هدف لها سوى الإفساد في الأرض. كما اتهم الشيخ القره داغي ما يسمى بتنظيم داعش بأنه تنظيم يوجه إرهابه ضد الجميع حيث إنه كما يفجر في بروكسل وباريس فإنه يدمر في إسطنبول والعراق وغيرهم فهو يحارب المسلمين وغير المسلمين غير مكترث بدين ولا شريعة ولا عرف ولا بالقيم الإسلامية ولا الإنسانية. ودعا القره داغي العالم للتفريق الكامل بين هذا التنظيم الإرهابي المتطرف المتشدد وبين الإسلام والمسلمين، مؤكداً أن رسالة الإسلام تدعو إلى تعمير الأرض ونشر الخير بين الناس كافة دون تفرقة بين مسلم وغير مسلم، مطالباً جميع الدول بالوقوف بجدية متحدين لمواجهة الإرهاب سواء أكان صادراً عن تنظيمات إرهابية أو أنظمة مستبدة سواء بسواء.
452
| 23 مارس 2016
دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تربية الأمة تربية إيمانية، على التعامل مع المال. وقال إن المال مال الله ولا يعد المسلم مالكاً له إلا في حدود ما أذن الله له فيه من التصرف، لافتاً إلى أهمية إنفاقه في الوجه الصحيح خاصة الإعلام فهو الجهاد الكبير الذي سماه الله "وجاهدهم به" أي بنشر القرآن والدعوة للإسلام "جهاداً كبيراً" الإعلام الخادم للإيمان والإسلام، مُضيفاً أن الوجه الثاني هو إنفاق الأموال لإنقاذ المظلومين والمضطهدين من الظلم والطغيان في كل البلاد. هكذا التربية الصحيحة وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة -رضي الله عنها- بفريق كليب: يجب أن نربي أنفسنا وأهلنا وولادنا على هذه العقيدة، وربط الأموال والخيرات والبركات والعلوم بالله -سبحانه وتعالى- وحده، وكذلك كما يجب علينا أن نعدّ أنفسنا لهذين السؤالين، يجب علينا أن نحس بمسؤولية المال، فالمال عليه مسؤولية خطيرة، والفساد والطغيان والدكتاتورية تعتمد على الأموال الفاسدة، وتعيش عليها، وتدعم بها، وتحارب أهل العدل والإيمان والحق بهذه الأموال. وأوضح أنه: يجب على المسلمين أمران أساسيان الأول: الإحساس بالمسؤولية بأن ننفق نحن المسلمين أيضا أموالنا في بيان الحق، وأوجه الحق، وفيما يسمى بالإعلام الصحيح الموجه، والإنفاق على المحتاجين، لافتاً إلى حقيقة هامة تتمثل في حاجة أسر الشهداء للمال وقال إنه كم من اليتامى والأرامل وأناس يموتون جوعا في كثير من البلاد الإسلامية. وقال إنه يجب أن نقوم بالواجب وخاصة في سوريا، وفلسطين، وأكثر البلاد بطالة غزة المحاصرة، والعراق، وبقية الأماكن الأخرى، من خلال الجمعيات الموثوقة، لأننا سنسأل عنها أمام الله. الأموال بعد الإيمان وكان فضيلته بدأ خطبته بالإشارة إلى القيمة الكبرى للأموال بعد الإيمان والأخلاق، حتى جعله قواما للمجتمع، وسبباً لنهوض الأمة، وحركتها، وتنميتها، فقال سبحانه "وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَّعْرُوفًا" . وقرّر فضيلته أن المال هو مقصد من المقاصد الشرعية، التي نزلت الشريعة أساساً للحفاظ عليها، ولتنميتها وتطويرها، ولذلك نجد في القرآن الكريم مجموعة من هذه الضوابط الأساسية، والقواعد العامة، ومن أهمها تربية الإنسان على أن المال مرتبط بالعقيدة، وأن المال هو مال الله، وأن المال في حقيقته وجوهره ليس ملكا كاملا لك، وإنما ملكيتك فيما أذن الله لك فيه من حيث التصرف والاكتساب والإنفاق، والحيثيات الأخرى . وقال إن التربية الإيمانية هي التي تحمي المجتمع، وهي التي تدفع المجتمع إلى الإنفاق، فحينما تؤمن بأن المال مال الله وأنك مستخلف ووكيل لذا أنت تنفذ أوامر الله، والوكيل حينما يؤمر يجب أن يطيع وإلا يعزل، فكذلك المال مال الله فهو الذي استخلفنا فيه، وهذا يدفع إلى أن الإنسان يسهل عليه الإنفاق، لأن الوكيل يريد إرضاء الموكل في الدنيا فالمؤمن يريد إرضاء الله -تعالى- الذي يعطيه الأجر بفضله ومنه.
373
| 04 مارس 2016
مساحة إعلانية
انتهت مهلة الشهرين التي حددتها وزارة الداخلية، لتعديل أوضاع المركبات التي انتهت تراخيصها وتجاوزت المدة القانونية. وكانت الإدارة العامة للمرور قد أمهلت، في...
25270
| 27 أكتوبر 2025
أغلقت وزارة البلدية منشأة غذائية إغلاقاً كلياً لمدة 14 يوماً لمخالفتها قانون تنظيم الأغذية الآدمية رقم 8 لسنة 1990 بشأن تنظيم مراقبة الأغذية...
15438
| 28 أكتوبر 2025
أعلنت وزارة الداخلية أن إدارة الأمن الوقائي تمكنت من تحديد هوية جميع المتورطين في واقعة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من...
14272
| 29 أكتوبر 2025
نعى سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية،نجل ونجلةسفير دولة قطر لدى أثيوبيا بعد أن وافتهما المنية إثرحادث...
6328
| 27 أكتوبر 2025
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
انخفض حجم إنفاق المواطنين القطريين على السياحة في الخارج خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 16.60% سنوياً، مقارنة بالفترة نفسها من العام...
6152
| 28 أكتوبر 2025
أوضحت الهيئة العامة للجماركخطوات تسجيل المركبات المستوردة للشركات والأفراد عبر نظام النديب. وقالت عبر منشور بمنصة إكس، اليوم الإثنين، إنه يمكن للشركات والأفراد...
3902
| 27 أكتوبر 2025
أعلنت مجموعة سويس أوتيل، الأيقونة العالمية للضيافة السويسرية الأصيلة وأسلوب الحياة الراقي، عن افتتاح فندق سويس أوتيل كورنيش بارك تاورز الدوحة وسويس أوتيل...
1870
| 28 أكتوبر 2025