رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

586

السفير الفلسطيني : نتائج جديدة لجهود المصالحة بين فتح وحماس برعاية الدوحة

02 أبريل 2016 , 09:35م
alsharq
حوار - محمد زهران

كشف السفير الفلسطيني بدولة قطر، منير غنام، أن المصالحة الفلسطينية التي تستضيفها الدوحة منذ مطلع فبراير الماضي تذهب نحو اتجاه جديد، بخلاف الجهود السابقة التي انتهت جميعها بالفشل.

وقال غنام، في تصريحات حصرية لـ"الشرق" إن جميع الأطراف الفلسطينية هذه المرة متفقون على ضرورة عودة التراب الفلسطيني كاملًا دون التفريط في "دونم" واحد، وإقامة دولة فلسطينية كاملة الأركان عاصمتها القدس العربية. وأوضح أنه "فيما مضى كان الاختلاف، على هذه النقطة بالتحديد، وآليات تحقيق الاستقلال الكامل، واسترجاع الأرض المنهوبة منذ التقسيم الحدودي الأول لعام 1947". وأضاف أن الاختلاف أمر طبيعي بنواميس حركات التحرر والمقاومة، والجديد هذه المرة أن جميع الأطراف الفلسطينية المتنازعة أبدت نية حقيقية في رأب الصدع الداخلي وعودة الأمور لنصابها الطبيعي.

ومضى قائلا إن ملف المصالحة الحالي، أسقط الكثير من المعوقات والعراقيل المتشعبة التي أثقلت كاهل الملف على مدار سنوات، ما كان يؤدي لفشل الجهود وعودة الملاسنات والمشاحنات مرة أخرى.

وبخصوص المعوقات، قال إنها كانت نابعة من الصعيد الداخلي والخارجي على حد سواء، ما كان يحبط الجهود بشكل دائم. وأشار إلى أن الخلاف كان دائرًا على الجبهات السياسية والإدارية والاجتماعية بخصوص الداخل الوطني، بالإضافة إلى ما هو ناتج عن الانفصال الجغرافي للأرض الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية. وامتنع السفير الفلسطيني عن الخوض في تفاصيل أكثر بخصوص المعوقات التي واجهت المشاورات المرات الفائتة. وقال "لا داعي للنبش فيما مات مع انقضائه، جميع الأطراف قاموا بطي صفحات كثيرة مخزية خلال هذه الأيام ولا نريد أن نفتح الجروح الملتئمة حديثًا، وحتى لا نقتل المصالحة في مهدها".

وأردف غنام أن الجهود الدائرة في دولة قطر وجمهورية مصر العربية، أفضت لوضع الحروف الأولى لتصالح الطرفين، وفتح صفحات جديدة و "حقيقية" من الوئام الوطني.

وعلق منير غنام بأن الفرقة دائمًا ما تجلب المشاكل، والمصالحة هي طوق النجاة الوحيد، والسبيل الآمن لمواجهة العدوان الإسرائيلي. وأضاف: "قدر الفلسطينيين الحتمي التوحد ورأب الصدع الداخلي وكسر الجليد، كأولى خطوات التحرر، الموعودين به". وتابع "خطونا في هذا المضمار خطوات واسعة بفضل المشاورات الحالية والجهود القطرية المصرية بمساندة عدة أطراف من الأشقاء العرب".

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني سأم أسلوب التراضي والابتسامات الصفراء، وكما نقول بعامية لهجتنا "أخذ الخاطر" الذي يضمر بباطنه استمرارية الاختصام. ورد غنام على سؤال يستوضح عن طبيعة العلاقة الحالية التي تجمع فتح وحماس وسمتها الرئيسية عدم الاستقرار بنبرة غاضبة. وقال: "اسمعني..نحن جميعًا أبناء وطن واحد، وأنا سفير لكل الفلسطينيين ولست سفيرا لفصيل معين، وكلنا أصحاب قضية وهدف واحد ولا نريد فتح أبواب قد غلقت بشق الأنفس". وأشار إلى أن العلاقة بين حركتي فتح وحماس، هي علاقة "أخوة مختلفين" لكنهم ليسوا "أعداء".

وكان إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي بحركة حماس قد أكد يوم الجمعة الماضية، أن الحوارات الدائرة بين وفدي فتح وحماس قطعت شوطا لا بأس به. وشدد على قرار الحركة الإستراتيجيي في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الكاملة، وتوفير عناصر القوة والصمود للشعب الفلسطيني. ورفض نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الخوض في تفاصيل الحوار، وقال: " اتفق الطرفان في الدوحة على البعد عن الإعلام خلال فترة الحوارات".

جدير بالذكر أنه منذ عام 2007، اشتدت حدة الصراع الداخلي بين حركتي المقاومة الفلسطينية، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، ونشوب أزمة سياسية ارتبطت بعرقلة الانتقال السلمي للسلطة داخل المؤسسات الفلسطينية.

سبق ذلك عقود من المناوشات الداخلية، ففي عام 1994 ومع تسلم حركة فتح زمام الحكومة الفلسطينية، زاد الشرخ تعمقا بتنفيذ الحكومة حملات اعتقالات وعمليات دهم واسعة بحق قيادات في حركة حماس، بعد كل عملية عسكرية تنفذها المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأعقب ذلك التاريخ سنوات طويلة من المشاورات والمبادرات العربية والفلسطينية الفاشلة، لاحتواء الوضع.

ومع اندلاع ما يعرف بالربيع العربي، جابت الضواحي الفلسطينية مظاهرات منددة بالفرقة وتطالب بحل سياسي فوري يضع حدًا لالتهاب النسج الداخلي، لتوقع بعدها الفصائل الفلسطينية بالقاهرة على وثيقة "الوفاق الوطني للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني" في 4 مايو2011، لكن الجهود سرعان ما تفتت، بتراشق الجانبين بالكثير من الاتهامات المتبادلة. ولا تزال مساعي الدوحة مستمرة لمواصلة الجهود الماراثونية، وإنهاء النزاع بشكل نهائي، وتقريب وجهات النظر، وهذا ما بدا في المصالحات هذه المرة بعد اتفاق الجميع على ضرورة عودة الأراضي الفلسطينية كاملة.

مساحة إعلانية