رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

6405

أزمة نقص "أشباه الموصلات" تلقي بظلالها على وكالات السيارات في قطر

06 ديسمبر 2021 , 08:16م
alsharq
أشباه الموصلات
الدوحة – موقع الشرق

ألقت أزمة نقص أشباه الموصلات أو "الرقائق الإلكترونية" التي أصابت الاقتصاد العالمي جراء جائحة كورونا بظلالها على وكالات بيع السيارات في قطر، حيث رصد "موقع الشرق" عدم قدرة عدد من الوكالات على تلبية طلبيات الزبائن خلال الفترة الحالية إذ يتأخر وصولها إلى نحو 6 أشهر كاملة أو أكثر.

وتعاني كبريات شركات السيارات العالمية من أزمة نقص الرقائق الإلكترونية، مشيرين إلى أن هذا النقص الذي صاحبه اضطرابات سلاسل التوريد دفع شركات صناعة السيارات إلى خفض الانتاج، مع وجود توقعات باستمرار أزمة نقص الرقائق إلى العام المقبل في ظل اضطراب الوضع على المستوى العالمي، وعودة بعض الدول إلى تشديد الإجراءات الاحترازية جراء انتشار متحورات كورونا.

وقال مستهلكون إنهم تفاجئوا بأن وكالات بيع السيارات تخبرهم بعد قدرتهم على توفير طلبياتهم قبل 6 أشهر على الأقل، مرجعة ذلك إلى عدم قدرتها على جلب هذه السيارت بسبب الأزمة العالمية في نقص الرقائق الإلكترونية، مما يؤكد تضرر السوق المحلي بتوابع هذه الأزمة التي يبدو أنها ستستسمر إلى العام المقبل بحسب خبراء.

** تفاصيل الأزمة 

وحول تفاصيل أزمة نقص أشباه الموصلات ومدى انعكاسها على قطاع السيارات في قطر، تحدث السيد عامر عمر يحيى مدير التسويق لمجموعة المانع لـ "موقع الشرق" قائلاً: بدأت الأزمة قبل أكثر من سنة وأثرت على مصانع السيارات على مستوى العالم تباعاً وبشكل متصاعد، فمع بداية جائحة كورونا خصصت مصانع الرقائق الإلكترونية معظم إنتاجها لتلبية طلبيات الأجهزة الإلكرتونية المنزلية (الكمبيوتر المحمول – هواتف ذكية – تلفزيونات.. وغيرها) وذلك نظراً للإغلاقات والإجراءات الاحترازية التي دفعت العالم إلى التحول للعمل عن بعد، وفي الوقت نفسه توقف إنتاج مصانع السيارات لفترات طويلة أو تخفيض الانتاج بشكل كبير.

وأضاف: بعد انحسار جائحة كورونا بشكل كبير وإعادة فتح الأعمال حول العالم فُوجئ منتجو السيارات بأزمة نقص الرقائق الإلكترونية وتفاقمت الأزمة خاصة وأن هذه القطع الإلكترونية الحيوية تُصنع بالأساس في دولتين فقط تقريباً وهما الصين وتايوان.

وفيما يخص معدلات التأخير في تسليم طلبيات الزبائن في السوق القطري، قال مدير التسويق لمجموعة المانع: للأسف في ظل هذه الأزمة لا نحدد موعد تسليم من الأساس، خاصة إذا كانت الطلبية من المصنع مباشرة، لكن في معظم الأحيان يتأخر موعد التسليم من 6 إلى 8 أشهر.

وحول آفاق الأزمة وفرص انحسارها خلال الفترة المقبلة، قال: وفق الأرقام التي لدينا والمعلومات التي نجمعها من الوكالات التي نمثلها في قطر فإنه من المتوقع أن تتواصل الأزمة حتى نهاية عام 2022 مع احتمالية استمرارها حتى الربع الأول والثاني في عام 2023.

ورداً على سؤال حول انعكاس الأزمة على الشركات والوكالات في السوق القطري، أوضح: الرقائق الإلكترونية تدخل في مكونات جميع السيارات، فعلى سبيل المثال تدخل في تصنيع الوسائد الهوائية، وبعض الأنظمة المسؤولة عن تحديد المسار الصحيح للسيارة، والنقطة العمياء، وأنظمة احتراق الكربون داخل المحرك، وبالطبع في صناعة أجهزة الكمبيوتر في السيارات، وبالتالي فإن كل الشركات تضررت، وكلما كانت إمكانيات السيارة متقدمة وحديثة وتوظف التكنولوجيا بشكل كبير كلما كان تأثرها أكبر بالأزمة، ولأن السوق القطري يتميز بارتفاع الطلب على السيارات الفارهة فإن درجة التأثر بأزمة نقص الرقائق الإلكترونية كبيرة.

وأضاف يحيى: من واقع متابعة السوق العالمي نجد أن الشركات اليابانية كانت آخر الشركات التي أعلنت تأثرها بالأزمة نظراً لوجود مخزون من هذه الرقائق لديها قبل تفاقم المشكلة، لكن نظيراتها الأمريكية تأثرت في وقت مبكر، أما الشركات الصينية فهي الأقل تأثراً نظراً لأنها تصنع هذه الرقائق محلياً ولا تقوم بتصديرها للخارج.

** ما هي أشباه الموصلات؟

تُعرف أشباه الموصلات أو "الرقائق الإلكترونية" بأنها عبارة عن مجموعة من المواد الصلبة البلورية، والتي لديها قدرة متوسطة على توصيل الكهرباء، ولديها كفاءة في مجال الطاقة، وهي تستخدم على نطاق واسع في صناعة الاجهزة الإلكترونية نظراً لانخفاض سعرها نسبياً.

وتشمل أشباه الموصلات مواد أشهرها "السيليسيوم" التي تسمح للأجهزة الإلكترونية بالتقاط البيانات ومعالجتها وتخزينها. 

وهذه المكونات أساسية لأجزاء كاملة من الصناعة العالمية، وتدخل في صناعة العديد من الأدوات التي نستخدمها بصورة يومية. فنجدها في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، وأجهزة الكمبيوتر ومشغّلات ألعاب الفيديو والسيارات، ولا سيما لوحات التحكم فيها، والطائرات والشبكات المعلوماتية والهاتفية وغيرها. بحسب الجزيرة نت.

** أبعاد عالمية

وفق التقارير العالمية فإن نقص إنتاج الرقائق الإلكترونية في إدخال صناعة التكنولوجيا والتي هي محور صناعة السيارات وغيرها من القطاعات الحيوية، في  منعطف حرج نظراً لنقص الإمدادات العالمية وتأخرها بشكل كبير.

وأكدت أن زيادة الطلب على تقنيات الجيل الخامس وكذلك قرار الولايات المتحدة بمنع بيع أشباه الموصلات من هواواي الصينية.. لتأتي الجائحة العالمية لتعمق الجرح وتزيد الارتباك الحاصل أساساً، حيث سارعت بعض شركات التكنولوجيا بطلب كميات منها وتخزينها مما حرم شركات أخرى من الحصول على طلبياتها من هذه الرقائق، أضف إلى ذلك ما تسبب فيه التحول إلى "العمل عن بعد" خلال جائحة كورونا.

لكن الفصل الأسوأ في الأزمة هو أن الزيادة في الطلب قابلها إغلاق مصانع الرقائق أثناء الإجراءات الاحترازية الصارمة لجائحة كورونا، هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الشحن الدولي ونقص سائقي الشاحنات في أوروبا.. كل هذه العوامل أدت إلى اندلاع الأزمة عالمياً.

مساحة إعلانية