رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1096

الزياني يشيد بجهود قطر خلال ترؤسها الدورة الـ 35 لمجلس التعاون

07 ديسمبر 2015 , 09:38ص
alsharq
الدوحة - قنا

أشاد سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالجهود المتميزة التي قامت بها دولة قطر خلال ترؤسها للدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، والمساعي المخلصة التي بذلها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" ، والحكومة الموقرة من أجل دفع مسيرة العمل الخليجي قدما إلى الأمام، مما كان له أبلغ الأثر في النتائج البناءة التي أضافت الكثير لإنجازات مجلس التعاون.

ونوه سعادة الأمين العام لمجلس التعاون في حديث لوكالة الأنباء القطرية "قنا" ، بالتعاون البناء والجهد الكبير الذي قامت به وزارة الخارجية بدولة قطر، لاستضافة اجتماعات المجالس واللجان الوزارية لمجلس التعاون والتي أسهمت في تحقيق العديد من الخطوات المهمة لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وقال إن "القمة الخليجية المقبلة التي سوف تستضيفها المملكة العربية السعودية تكتسب أهمية كبيرة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة واستمرار الصراعات الدائرة من حولنا .. وسوف يكون لها إسهام فاعل في تعميق العلاقات الخليجية وتعزيز التعاون والتكامل في جميع المجالات التي تعود بالخير والنفع على دول المجلس ومواطنيه ، وللتصدي للمخاطر التي تحيط بدول المجلس في الظروف الراهنة" ، لافتا إلى أن نتائج هذه القمة ستكون إضافة مهمة لمسيرة العمل الخليجي المشترك.

وأكد أن دول المجلس تدرك تماما التحديات التي تواجهها سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا، وهي تعمل جاهدة لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها والدفاع عن مصالحها وانجازاتها ومكتسبات شعوبها، وتتخذ من الخطط والبرامج الكفيلة بضمان استمرار نموها الاقتصادي ومواصلة مسيرة التنمية المستدامة في دول المجلس تحقيقا لتطلعات مواطنيها.

وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون إن "لقاءات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس هي دائما لقاءات خير وبركة على كافة أبناء دول المجلس. وهي لا تخلو من حرص واهتمام بالشأن الإنساني في مختلف المجالات التي تكفل للإنسان الخليجي المساواة والحقوق بمنظور مشترك بلا تفرقة أو تمييز. وعادة ما يحظى الشأن الشبابي باهتمام خاص من لدن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون حفظهم الله ورعاهم".

وأوضح أن الأمانة العامة تقوم حالياً باستكمال تنفيذ قرارات المجلس الأعلى بشأن الاهتمام بالشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم، مشددا على أن الأمانة العامة عملت على عقد خمس ورش عمل شبابية صدرت عنها توصيات مهمة يتم رفعها إلى اللجان الوزارية كل فيما يخصه لتفعيلها عبر برامج وخطط تنفيذية تحقق تطلعات الشباب وآمالهم، بالإضافة إلى إنشاء موقع إلكتروني تفاعلي شبابي يهتم بأمور واحتياجات الشباب والرد على جميع استفساراتهم واقتراحاتهم.

وأشار إلى أن الأمانة العامة تقوم أيضا على استكمال الدراسة الخاصة بأنشطة الشباب الخليجية والعمل على تطويرها وتوحيدها في إطار خليجي موحد، كما تقوم وبصورة دورية بعرض كافة المواضيع التي تهم الشباب على المجلس الوزاري لتحديد ما سيرفع للقمة.

مسيرة التكامل الخليجي

وحول مسيرة التكامل الخليجي، قال سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في حديثه لوكالة الأنباء القطرية قنا إن "دول مجلس التعاون قطعت خطوات في غاية الأهمية لمسيرة التكامل الخليجي المشترك. فقد تمكنت من تأسيس السوق الخليجية المشتركة ، وتحقيق المواطنة الاقتصادية التي أتاحت تطبيق المساواة التامة بين مواطني دول المجلس في التملك والإقامة والعمل وممارسة المهن والحرف وممارسة التجارة وتلقي الخدمات الاجتماعية كالتعليم والصحة وتوفير التأمين والضمان الاجتماعي. كما أن الاتحاد الجمركي يسر للقطاع الاقتصادي زيادة التبادل التجاري بين دول المجلس الذي بلغ في عام 2014 حوالي 140 مليار دولار بعد أن كان 6 مليارات دولار عند تأسيس مجلس التعاون، وهذه قفزة كبيرة ذات مدلول اقتصادي مهم".

وبالنسبة للعقبات التي يسعى مجلس التعاون لمعالجتها، أوضح سعادة الأمين العام لمجلس التعاون أن المجلس يسعى إلى أن يكون قوة وكتلة اقتصادية خليجية تستطيع التعامل بفاعلية وكفاءة عالية مع التكتلات الاقتصادية العالمية والإقليمية وبما يحقق مصالح أبناء دول المجلس.

وأكد أن المجلس يعمل على تعميق التكامل الاقتصادي بين دوله، وتذليل بعض العقبات أمام الاتحاد الجمركي، وزيادة دور القطاع الخاص الخليجي في جميع المجالات التنموية، وتوفير المناخ الاستثماري المناسب له لإقامة المشروعات المشتركة، وتوجيه جزء مهم من الاستثمارات الخليجية إلى داخل الدول الأعضاء خاصة في قطاعات الصناعة والإسكان والسياحة والخدمات، وتفعيل دور الأسواق المالية في الدول الأعضاء، والعمل على تنفيذ قرارات المجلس الأعلى والمضي في توحيد التشريعات والقوانين.

ولفت إلى أن مشروع السكك الحديدية الخليجية يعد مشروعا استراتيجيا مهما، وسوف ينقل دول المجلس إلى مرحلة اقتصادية بالغة الأهمية، وسوف يسهم في تيسير الحركة التجارية وحركة تنقل المواطنين والمقيمين، مشيرا إلى أن المشروع دخل الآن مرحلة إعداد التصاميم الهندسية التفصيلية للمشروع، ومن المقرر الانتهاء منه في عام 2018م .

وأضاف " الأمانة العامة لمجلس التعاون تتابع تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي مع الدول الأعضاء ، ويتم عقد اجتماعات دورية للجنة المشروع وتحديث جداول متابعة تقدم سير عمل تنفيذ المشروع ورفع تقارير دورية بهذا الشأن إلى اللجان الوزارية المختصة بهدف تنفيذ المشروع بشكل متكامل ومتوائم مع شبكات السكك الحديدية الوطنية بدول المجلس في الوقت المحدد، وإزالة العقبات التي قد تعترض تقدم تنفيذ المشروع".

وأشار إلى أن المجلس الوزاري اعتمد مؤخرا إعداد دراسة إنشاء الهيئة الخليجية لمشروع سكة حديد دول مجلس التعاون، وكلف الأمانة العامة باستكمال الإجراءات اللازمة للتعاقد مع الشركة الاستشارية وتوقيع العقد معها، مضيفا إن الدول الأعضاء تعمل على استكمال كراسة المواصفات الفنية الشاملة لمتطلبات التشغيل ووضع السياسات والقوانين التشريعية لتنفيذه، كما تستكمل خطة العمل والجدول الزمني لتنفيذ المشروع بعد تحديثهما بشكلهما النهائي.

وحول العلاقات الخليجية - الإيرانية، قال الأمين العام لمجلس التعاون إنها يمكن أن تكون علاقات بناءة ومفيدة لكلا الجانبين وللمنطقة عموما، وينبغي أن تقوم على أساس مبادئ حسن الجوار والتعاون المشترك وخدمة مصالح الجانبين والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف :"على الرغم مما أبدته دول المجلس من رغبة صادقة في إقامة علاقات صداقة وتعاون مع الجارة المسلمة، إلا أن جمهورية إيران الإسلامية مع الأسف لم تقابل هذه الرغبة الخليجية إلا بالمزيد من الاصرار على مواقفها. فهي مازالت مصرة على احتلالها للجزر التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وترفض التجاوب مع دعوة دول المجلس لحل هذه المسألة إما بالتفاوض أو بالذهاب الى محكمة العدل الدولية".

وأشار سعادته إلى أن إيران تواصل التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وتدعم تنظيمات إرهابية بالمال والسلاح لزعزعة أمن واستقرار دول المجلس.

مستقبل اليمن

وعن رؤيته لمستقبل اليمن وتقييم المسارين العسكري والسياسي لإعادة الشرعية هناك، قال الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني إن دول مجلس التعاون ترتبط بعلاقات تاريخية وطيدة مع اليمن وشعبه الشقيق، وقد سعت منذ بداية الأزمة اليمنية عام 2011م إلى إعادة السلام والأمن إلى اليمن، وبادرت إلى تقديم مبادرتها السلمية بهدف تحقيق انتقال سلمي للسلطة ومنع سفك الدماء. إلا أن القوى المناوئة للشرعية انقلبت على السلطة وسيطرت على مقاليدها، واحتلت المدن والمحافظات، وعطلت العملية السياسية السلمية التي كانت تسير حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية.

وعبر عن تفاؤله بمستقبل اليمن وقدرة شعبه على التعافي وتجاوز هذه المحنة المؤلمة، وبناء مستقبله بعزيمته وإصراره، وبدعم من أشقائه في دول مجلس التعاون وبمساندة المجتمع الدولي والدول الصديقة، قال إن "هناك بوادر إيجابية مشجعة بعد الدور المشرف الذي قامت به قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وقوات المقاومة الشعبية اليمنية بتحرير العديد من المدن والمحافظات ، والخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات المناوئة للشرعية".

أما على المستوى السياسي، أكد سعادته أن دول مجلس التعاون تدعم جهود الأمم المتحدة التي يقوم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإجراء مشاورات سياسية بين كافة الأطراف برعاية أممية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، معبرا عن الأمل في أن تفضي المشاورات القادمة إلى حل سياسي، لافتا إلى أن هذا ما تطمح له دول مجلس التعاون التي سعت دائما لتحقيق حل سياسي وسلمي من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم (2216).

وحول الأزمة السورية ، شدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على أن موقف دول المجلس من الأزمة واضح وثابت، مؤكدا أهمية رفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وإنهاء المأساة المؤلمة التي يعيشها الشعب السوري.

ولفت إلى أن المجلس عبر عن بالغ قلقه ورفضه من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب السوري نتيجة لإمعان نظام الأسد في عملية القتل والتدمير، وأكد مرارا وتكرارا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفقاً لبيان جنيف 1 (يونيو 2012)، وبما يضمن أمن واستقرار سوريا، ووحدة أراضيها وسيادتها، ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق، وعلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لكل المتضررين المدنيين، ودعمه لكل الجهود الهادفة لمساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين.

وعن الجهود الخليجية للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية ودعم الأطراف السياسية هناك، قال سعادته إن دول مجلس التعاون يقلقها تزايد أعمال العنف والإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار ووحدة ليبيا، وهي تساند جهود الأمم المتحدة لاستئناف الحوار الوطني الشامل بين مكونات الشعب الليبي، وتدعو كل أطياف الشعب الليبي إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية ومواصلة الحوار لإيجاد حل سياسي ينهي حالة الانقسام، وتبني سياسات تراعي مصالح جميع الليبيين وتحقق تطلعاتهم في الأمن والمصالحة والسلام .

ونوه بأن مجلس التعاون أعرب دائما عن تقديره للجهود الحثيثة التي قام بها المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون، متمنيا لمبعوث الأمين العام الجديد السيد مارتن كوبلر التوفيق والنجاح في المهام المكلف بها.

القضية الفلسطينية

وبسؤاله عن موقف مجلس التعاون من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة في القدس والأراضي العربية المحتلة في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية؟، قال سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني "لئن كان البعض قد تراجع اهتمامه بالقضية الفلسطينية، فإن فلسطين والقدس لا تزال في قلوبنا، ونحن في مجلس التعاون لا نترك أي اجتماع سياسي مع الدول والمجموعات الأخرى دون أن تكون قضية فلسطين على جدول الأعمال. كما أننا حريصون على مواصلة دعم السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق ومؤسساته الشرعية بكل الطرق الممكنة".

ولفت إلى أن مجلس التعاون أدان بشدة الجرائم البشعة التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اليهود ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مشددا على أن ممارسات جيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتسمة بالعنف والهمجية ضد الفلسطينيين العزل سوف تؤدي إلى اشتعال كافة الأراضي الفلسطينية، ولن تحقق للإسرائيليين الأمن والسلام.

وأكد أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المسجد الأقصى في القدس المحتلة سوف ترفع درجة التوتر والعنف، وعلى إسرائيل أن تدرك أن المسجد الأقصى من أقدس الأماكن لدى شعوب الأمة الاسلامية الذين يرفضون رفضا قاطعا المساس بحرمة الأقصى وغيره من الأماكن الدينية في فلسطين.

وأوضح سعادته أن الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني، واستمرار إسرائيل في مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء مستوطنات جديدة وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني تتعارض مع كافة القوانين الدولية وتجرمها الشرائع السماوية، وعلى المجتمع الدولي التدخل لحماية الشعب الفلسطيني ووقف الاعتداءات والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشاد الزياني في ختام حديثه لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بصمود الشعب الفلسطيني وكفاحه المتواصل من أجل استرداد حقوقه المشروعة رغم ما يتعرض له من ظلم وقهر وبطش، مطالبا المجتمع الدولي أن يعطي جُل اهتمامه للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن دول مجلس التعاون تشدد على أن السلام الشامل والعادل لن يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967م، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية.

مساحة إعلانية