رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3420

سلام هنداوي: فيلم "حروب التيه" إنجاز للجزيرة باختراق التعتيم على مأساة سيناء

12 أغسطس 2018 , 07:00ص
alsharq
حاورتها - هاجر بوغانمي:

نسبة المشاهدة لكلا الحلقتين تخطت 3 ملايين..

* أمن وسلامة الفريق الميداني والعامل الزمني أبرز التحديات التي واجهتنا

* كنا نعلم بوجود طائرات إماراتية وثقناه بالصور

* براعة المخرج في النقل البصري من الميدان إلى غرفة العمليات حقق تفاعلا

* ردود الفعل قبل البث كانت هجومية وبقيت هجومية لما بعده

* الجيش المصري شنَّ حملة اعتقال واستجواب لبعض الأهالي بعد بث الفيلم

* الجرأة أن تحقق اختراقا لكشف حقيقة ما وتوثقها بالدليل والشهادات

* الجزء الثاني ترك أثراً كبيراً لدى المشاهدين الذين صدموا من حجم معاناة أهالي سيناء

* تلقيت رسائل تهديد ووعيد عبر فيسبوك وسيلاً من الشتائم عبر تويتر

* الإعلام المصري نشر أكاذيب عني وأفضل جواب هو تجاهل هذه الأبواق

* صور الأقمار الصناعية عززت مصداقية الفيلم

* لولا وفاء أهالي سيناء وتعاونهم لما تمكّنا من إنجاز العمل

حقق فيلم "سيناء حروب التيه" الذي بثته قناة الجزيرة مؤخرا نسبة مشاهدة تخطت ثلاثة ملايين، وهو ما أكدته معدّة ومقدمة البرنامج سلام هنداوي. كما نجح الفيلم الاستقصائي الميداني في جزئيه الأول والثاني اللذين بثتهما الجزيرة تباعا، في اختراق جدار التعتيم المسلط على جزيرة سيناء، وفضح سياسة الأرض المحروقة التي مارسها النظام المصري منذ عام 2013، وكشف المؤامرة التي حاكها بالتنسيق مع الكيان الإسرائيلي لتدمير الأرض، وتهجير سكانها، والزجّ بها في غياهب المجهول..

كانت رسالة الفيلم إنسانية أكثر من كونها إخبارية، لذلك كان تأثيرها واضحاً على المشاهد العربي وتحديداً المصري الذي أصيب بصدمة لهول الأوضاع المأسوية التي يعيشها أهالي سيناء.. إلا أن الرسالة لم تخل من تقنية عالية في نقل الصورة، واحترافية كبيرة في التعامل مع ملف معقد ومتشابك.

أثبتت الجزيرة من خلال هذا الفيلم الاستقصائي أن الحرب مهما كانت ضرورية أو مبررة فإنها جريمة في كل الأحوال، وأنّ الجرأة أن تواصل التقدم إذا كنت تسير في وسط الجحيم، واستطاع الفريق الميداني لبرنامج "المسافة صفر" أن يكشف للمشاهدين حقيقة ما يحدث في مناطق العمليات العسكرية بين الجيش المصري وتنظيم الدولة في سيناء..

لمزيد من تسليط الضوء على فيلم "سيناء حروب التيه" التقت الشرق المذيعة بقناة الجزيرة سلام هنداوي، فكان الحوار التالي:

* لماذا "سيناء.. حروب التيه" في هذا التوقيت. وكم تقدر نسبة المشاهدة؟

**لأن سيناء في تيه حقيقي منذ الانقلاب العسكري بمصر. صحيح عانت سيناء من الإهمال والظلم وقسوة تعامل قوات الأمن مع سكانها منذ أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وكانت هناك مجموعات مسلحة في سيناء منذ ذلك الوقت، لكن نشاطها كان محدودا ولم يفرض طوقا أمنيا مشددا على المنطقة، ولم تمنع وسائل الإعلام من زيارتها، ولم يتحول المطار المدني الوحيد إلى مطار عسكري، ولم يرحل السكان. سيناء منطقة استراتيجية وحساسة، وهي ضمن مخطط كبير يحاك في المنطقة، والعمل الاستقصائي لا وقت محدد له فهو يمر بمراحل مختلفة وعندما ينتهي لابد من نشره فورا في ظل التغيرات المتسارعة في الميدان. بخصوص نسبة المشاهدة لكلا الحلقتين فقد تخطت 3 ملايين على وسائل التواصل الاجتماعي، والعدد في ارتفاع، ونسبة المشاهدة الأعلى في مصر.

زوايا

*هل استطاع التحقيق الاستقصائي أن يجيب على كل الأسئلة التي طرحتها أو تلك التي لم تطرح لسبب من الأسباب؟

**ملف سيناء معقد ومتشابك وله امتدادات كثيرة. على سبيل المثال قطاع غزة.. صفقة القرن. نحن قمنا بإبراز عدد من القضايا من خلال فيلم (سيناء.. حروب التيه) ونجحنا في إثباتها بدلائل وشهادات. لا يوجد عمل يستطيع الإجابة على كل الأسئلة لقضية ما متشابكة. نحن نحدد بعض الزوايا، نعمق بحثنا فيها وندخل في أدق تفاصيلها. عندما بدأنا العمل كانت الخطة إنتاج فيلم مدته ساعة واحدة لكن بعد شهور من العمل والبحث ونجاح الفريق الميداني في الدخول إلى شمال سيناء وجدنا أنفسنا أمام 200 ساعة من المواد بين صور وشهادات ومقابلات.. فقررنا أن الجانب الإنساني يستحق مساحة أوسع، وقمنا بتطوير المعالجة الى جزءين بحيث يكونان غنيين بالمحتوى.

إنجاز

*كيف استطاع الفريق الميداني اختراق الحظر الإعلامي والجوي بكل تلك الدقة والاحترافية؟

**لا أستطيع الدخول في هذه التفاصيل حرصا على سلامتهم والسرية التي تعهدنا بها، لكن أستطيع أن أقول إن الجيش المصري شنّ حملة اعتقال واستجواب لبعض الأهالي بعد بث الفيلم لمحاولة معرفة أعضاء الفريق وكيف دخلوا. وفي الحقيقة الفريق من خارج سيناء، ولولا وفاء أهالي سيناء وتعاونهم لما تمكنا من إنجاز العمل.

*كيف تسنى لكم الخروج من سيناء بسلام؟

**أيضا لا يمكنني الإفصاح عن هذه الجزئية.

تحديات

*ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم خلال مراحل إنتاج الفيلم، وكيف تقيمين هذه التجربة مقارنة بالحلقات الأخرى التي تم إنتاجها في برنامج "المسافة صفر"؟

**هذه الحلقة مميزة كثيرا بالنسبة إلي، ومجهود عام كامل أثمر عملا استقصائيا قويا. منذ البداية كنا نعلم أن التحدي كبير لكنه ليس مستحيلا. أبرز التحديات هو أمن وسلامة الفريق الذي كان يعمل في منطقة تعتبر الكاميرا شرا مطلقا، فهم مهددون من التنظيمات الإرهابية ومن قوات الأمن المصرية. التحدي الميداني كان معقدا، كما أننا واجهنا تحديا زمنيا في إنتاج الحلقات بعد الانتهاء من التصوير، وبفضل تعاون الفريق بما فيه المخرج والمونتير، فقد تمكنا من مونتاج الفيلم خلال 40 يوما فقط، وهو وقت قياسي خصوصا إذا كان المونتاج خلال شهر رمضان.

*هل واجهتم محاولات لمنع الفيلم التحقيقي من البث؟

**أبدا.. منذ اللحظة التي نقرر كفريق عمل على موضوع لحلقة ما، نقدمه في البداية للإدارة وتتم مناقشته معهم وبعد الموافقة عليه نباشر العمل. ثم لماذا يمنع بثه طالما أنه التزم بالمعايير الصحفية والمهنية. نحن نعي الخط التحريري للقناة وملتزمون به ونعمل على أساسه.

ردود فعل

*كيف تعاطيت مع ردود الفعل التي اكتسحت منصات التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر خلال عرض الفيلم وبعده؟

**كان هناك ردود أفعال كثيرة وللأسف قليل منها ما صب في صالح نقد العمل أو توجيه ملاحظات، فمن الطبيعي أن يتعرض أي عمل للنقد. ردود الفعل قبل البث كانت هجومية وبقيت هجومية لما بعده.. أي أنها لم تأت في سياق مهني. في المقابل، تلقيت العديد من الرسائل التي أشادت بالعمل وبأنه تطرق لمنطقة لا نعرف عما يدور فيها. الجزء الثاني ترك أثرا كبيرا لدى المشاهدين الذين صدموا من حجم معاناة أهالي سيناء.

أكثر التفاعل جاء على المضمون وبراعة المخرج في النقل البصري من الميدان في سيناء إلى غرفة العمليات. المعالجة البصرية السلسة مع المحتوى القوي مكملان لبعضهما، ما أقصده أن المضمون القوي ليس كافيا لإنتاج حلقة مميزة لابد من أن تجتمع العناصر في بنية واحدة.*هل تم تهديدك من قبل جهات معينة؟

**تلقيت العديد من رسائل التهديد والوعيد عبر فيسبوك، وأيضا إلى سيل من الشتائم عبر تويتر. كما قام الإعلام المصري بنشر أكاذيب عني وفي هذه الحالة أفضل جواب هو تجاهل هذه الأبواق.

جرأة

*وصف المسافة صفر بالجرأة فما هي مكامن الجرأة في هذا العمل قياسا على الأعمال الاستقصائية في الجزيرة؟

**بالفعل برنامج "المسافة صفر" ومنذ الحلقة الأولى كان يتسم بالجرأة بسبب طبيعة أماكن العمل، لكن هذه الحلقة أعتبرها الأكثر جرأة وربما الأقرب إلي لأنها تعكس النفس الذي أفضله بالعمل الصحفي. الجرأة ليست في أن تقف فقط في منطقة حرب أو توتر. الجرأة في أن تحقق اختراقا لكشف حقيقة ما وتوثقها بالدليل والشهادات، وأن تفتح ملفا ممنوع فتحه، وأن تتحدث عن حقائق يخشى الناس الحديث عنها.

تضحية

*ماذا عن أوضاع الضباط والجنود الذين أدلوا بشهاداتهم حول حقيقة ما يحدث خلال العمليات العسكرية في سيناء؟

**هم في أمان ونحن حرصنا جدا على إخفاء هوياتهم. هؤلاء أدلوا بشهاداتهم ولديهم قناعة تامة أنهم يدفعون ثمن مراهقة سياسية في مصر وخطة غير واضحة للعمليات العسكرية في سيناء. منهم من فقد أصدقاء أثناء الاشتباكات مع تنظيم الدولة، ومنهم من سمع نداءات الاستغاثة لغرفة العمليات أثناء الهجمات ولم يتحركوا لنجدتهم، وفي النهاية هؤلاء ليس لهم حيلة أو قوة هم يدفعون حياتهم ثمنا لمراهقة النظام. المسؤولية تقع على عاتق قيادات الجيش المصري.

توثيق

*كيف تم التحقق من أن الطائرات التي حلقت فوق سيناء هي طائرات أمريكية الصنع تابعة لدولة الإمارات، وهل حاول الجانب الإماراتي تفنيد هذه المعلومة؟

**صور الأقمار الصناعية أظهرت هذه الطائرات في مطار جفجافة ورصدها الفريق وهي تحلق في سيناء. قمنا بإرسال الصور إلى خبراء مهمتهم تحليل صور الأقمار الصناعية وآخرين مختصين في مجال الطيران، وهم من حددوا نوعها ونحن قمنا بالبحث عنها.. كما أن بعض التقارير أشارت سابقا إلى أن الإمارات قدمت طائرات لمصر في إطار جهودها في ما يسمى مكافحة الإرهاب. أي أننا كنا نعلم بوجود طائرات إماراتية. الجديد هو توثيق وجودها بالصور.

وسائل تحقيقية

*انفرد العمل بالاستعانة بالأقمار الصناعية. كيف ولدت الفكرة، وكيف تمت الاستعانة؟

**الصحفي الاستقصائي دائما يبحث عن وسائل تحقيقية جديدة تدعم عمله وتثبت حقائق. في الحقيقة صور الأقمار الصناعية عززت من مصداقية الفيلم وربما نكون أول وسيلة إعلامية تستعين بصور أقمار صناعية ضمن وسائل التحقيق. عادة المنظمات الدولية والحقوقية هي من تستخدمها في تقاريرها. وفريق عمل المسافة صفر وجدها وسيلة مهمة وقد قررنا أن تكون جزءا من هوية البرنامج البصرية.

عين على سيناء

* يقوم الفيلم على جزءيتين أساسيتين: الأولى فضح انشقاق ضباط ومصريين والتحاقهم بتنظيم الدولة، وهو ما أحدث صدمة كبيرة لدى الشعب المصري.. والجزئية الأخرى: رصد الانتهاكات الانسانية التي تعرض لها السيناويون، والكشف عن جريمة اقترفها النظام المصري في حق هؤلاء بالتواطؤ مع إسرائيل. هل تعتبرين ذلك إنجازا حقيقيا، أم أن ما خفي أعظم؟

**أعتبره إنجازا والحمدلله، وقد رفع من رصيد البرنامج لدى المشاهد، لكن أعتقد أن هناك الكثير عن سيناء، منها ما  لم يروَ بعدُ، وقد لا تصدقين إن قلت لكِ بأننا كنا قادرين على إنتاج جزء ثالث، فكمُّ المواد والشهادات كان كبيرا جدا وحجم المعاناة صادم. وأود هنا أن أشدد على أن إنتاج وبث فيلم (سيناء.. حروب التيه) لا يعني بأننا سنكون بعيدين عن أهلها ومعاناتهم فعين كاميراتنا لم تنطفئ عنها، بل على العكس أشعر بأن في أعناقنا أمانة تجاه هؤلاء الناس.

*هل يمكن أن نشهد في المستقبل عملا مشتركا بين المسافة صفر وبين ما خفي أعظم ؟

**لكلا البرنامجين روحٌ مختلفة وهوية مختلفة، لكن هذا لا يمنع التعاون المشترك، ففي النهاية نحن نعمل لمؤسسة واحدة وهدفنا إبقاؤها الأولى إخباريا.

تفاعل

*عندما تطرقت الى التنسيق المصري الإسرائيلي في ما يتعلق بتنفيذ مهام في سيناء، تحرك "ذباب السيسي" كما سميته ليفند ويكذب ويصب جام غضبه عليك، بينما لم تصدر ردود فعل من الجانب الإسرائيلي. كيف تفسرين ذلك؟

**إسرائيل لا تنكر ذلك ولا ترى بالإعلان عن التنسيق مع مصر مشكلة، بل هي فخورة به حتى على المستوى الرسمي. وبعض المحللين يذهبون الى أبعد من ذلك بالحديث عن أنه لولا التدخل الإسرائيلي لكان الوضع في سيناء سينهار. للأسف سيأتي وقت وتجبر إسرائيل نظام السيسي على دفع الفاتورة. الاحتلال لا يقدم شيئا بالمجان، وهي معنية أن يبقى محيطها ملتهبا يحكمه دكتاتوريون يعتقلون ويقتلون بحجة محاربة الإرهاب. وأيضا لتبدو أمام الغرب أنها نموذج (الدولة الديمقراطية الوحيدة) وسط دوامة من العنف في محيطها. لا يعنيني أن يتفاعل المحتل مع الفيلم. ما يعنيني كثيرا هو المشاهد العربي.

عامل محفّز

*ما الذي كان يحفزكم للمضي قدما في تلك المنطقة التي تعرضت إلى مؤامرة لم يشهدها تاريخ مصر؟

**أكبر دافع محفز للفريق هي قضية سيناء وما يحاك لها وأهالي سيناء والظلم الذي يعيشونه بصمت منذ سنوات. إذا لم يكن الصحفي مؤمنا بالقضية التي بين يديه، ويتعامل معها من منطلق إنساني وأخلاقي قبل أن يكون واجبا مهنيا فإنه لن ينجح في تجاوز العقبات. في الحقيقة الفريق الميداني ذاق الأمرين فظروف العمل كانت صعبة وخطيرة جدا. أكبر محفز هو الايمان بأن هناك مستورا لابد أن يكشف في تلك المنطقة. جريمة يراد لها أن تحدث بعيدا عن أعين العالم في ظل التهاب العالم بأحداث كثيرة ومتسارعة.

 

مشهد من الفيلم
 
 
مشهد آخر من الفيلم

اقرأ المزيد

alsharq هام للمسافرين.. تعرف على المسموح به على الطائرة بشأن الشواحن المتنقلة والسجائر الإلكترونية

جددت الخطوط الجوية القطرية تأكيدها على أن سلامة المسافرين على متنها تتصدر دائماً قائمة أولوياتها، منبهة إلى مخاطر... اقرأ المزيد

7534

| 17 أكتوبر 2025

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

292

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

344

| 15 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية