اقتصاد

669

أونتاريو الكندية مهتمة بالشراكة التجارية والإستثمارية مع قطر

تعتبر كندا ثامن أكبر اقتصاد في العالم، وهي إحدى أغنى دول العالم، وعضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومجموعة الثمانية.. وتمر بنمو هائل في التكنولوجيا المتقدمة وصناعات الخدمات، فاقتصادها يعتمد على المعرفة كما أنه يزداد تنوعا، لم يعد يعتمد حصريا على الموارد الطبيعية ولكن ينمو اقتصاد كندا من خلال التجديد والتكنولوجيا.

الاستثمار الأجنبي له تأثير كبير في الاقتصاد الكندي؛ فكثير من الشركات الأمريكية تؤثر في الاقتصاد الكندي سواء عن طريق امتلاك بعض الشركات أو تمويل بعض الشركات الكندية.. كما أن لكل من بريطانيا واليابان وألمانيا استثمارات كبيرة في كندا..

في القرن الماضي، نجد أن نمو الصناعة والتعدين وقطاعات الخدمات قد غير النظام الاقتصادي في كندا من دولة يعتمد اقتصادها على الزراعة إلى حد كبير إلى اقتصاد صناعي ومدني بشكل رئيسي.. ونظرًا لكونها من ضمن دول العالم الأول، يسيطر مجال صناعة الخدمات على اقتصاد كندا الذي يعمل به ما يقرب من ثلاثة أرباع المواطنين.

الدكتور "آريك هوسكينز "وزير التنمية الاقتصادية والتجارة والتوظيف في حكومة أونتاريو الكندية زار قطر مؤخراً، حيث التقته "بوابة الشرق" وتعتبر زيارته الأولى وهى ذات طابع تجاري واستثماري.. قال "جئت لتقديم شكرنا وامتناننا لحكومة قطر على العلاقات المتطورة والقوية والممتدة مع كندا وحكومة أونتاريو من جهة أخرى، ونحن مهتمون كثيرا للبحث في الوسائل والآليات لتعزيز الشراكة التجارية والاستثمارية الثنائية مع قطر.

المقاطعة الكندية الأضخم

وتعد أونتاريو المقاطعة الكندية الأضخم من حيث مساحتها وعدد سكانها، ففيها يعيش أكثر من 13 مليونا كما تستأثر بــ 54 % من حجم الناتج الإجمالي السنوي الذي يرتكز على قطاع التصدير وهي العاصمة الاقتصادية والعلمية للبلاد، وسبق للوزير الكندي العمل في السودان وعمان والعراق.

سألته عن طبيعة الاستثمارات والأنشطة التجارية بين حكومة أونتاريو والدوحة، قال "من القضايا الهامة التي نركز عليها التعاون المشترك في مجال تطوير مشروعات البنيات التحتية إضافة إلى التجارة والخدمات والاستثمارات، وأن مناخ الاستثمارات والأعمال متشابه في البلدين.. وأشاد بدور QNB في دعم التعاون المصرفي والمالي بين البلدين موضحا أن المقاطعة تحتضن ثلاثة بنوك تعتبر رائدة على مستوى العالم وقال إن النظام المصرفي في كندا وقطر متميز وجيد للغاية، مما يفتح آفاقا أرحب لتعزيز الفرص الاستثمارية والتجارية والمالية بين البلدين خاصة في مجالات الخدمات الصحية والتقنيات الحديثة وأشار أن قطر استثمرت أكثر من 200 مليون دولار في شركة "بلاك بيري "إضافة إلى استثماراتها في الطرق السريعة، وقال إننا ننفق سنويا نحو 14 بليون دولار لتطوير مشروعات البنيات التحتية وهناك خطط طموحة تمتد لعشرين عاما لتطوير قطاع النقل والمواصلات استثماراتها نحو 50 مليار دولار.

تعزيز التكنولوجيا العالمية

وحول إمكانية استيراد كندا للطاقة النظيفة من قطر، قال المسؤول الكندي: من أهم مستوردات كندا من قطر منتجات النفط والغاز ويقدر حجم التجارة مع الدوحة بنحو 500 مليون دولار ضمن خطط الحكومة الكندية لتنويع مصادر استيراد الطاقة من الأسواق العالمية موضحا أن مقاطعة أونتاريو لها تجارب كبيرة في مجال تعزيز التكنولوجيا العالمية والطاقات البديلة المتجددة والنظيفة حيث تملك كندا خبرات كبيرة في هذا المجال.. وقال هناك العديد من الشركات الكندية التي تعمل في قطاع الرعاية والخدمات الصحية والمستشفيات مع العديد من الشركات القطرية، حيث تبذل الحكومة جهودا كبيرة لبناء نظام صحي عالمي عالي الجودة وتوفير فرص تدريب. الخبرات الصحية القطرية

وشدد المسؤول الكندي ردا على سؤال حول الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين القطريين والخليجيين، فقال: أونتاريو تملك نفس الرؤى إلى تملكها قطر في تنفيذ رؤيتها الوطنية لعام 2030 بجانب أن المقاطعة تملك أفضل الخبرات المهنية العالية والجامعية المؤهلة في منطقة (الأوسيد).. وأضاف: أونتاريو تملك إمكانيات كبيرة علمية وبشرية يمكن أن تساعد قطر في تحقيق رؤيتها الوطنية لعام 2030 خاصة في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والخدمات والطاقة الجديدة المتجددة والصرف الصحي والخدمات الاقتصادية والبحث والتطوير التنموي والمالي والتكنولوجيا والابتكار والبحث والتطوير والبنيات التحتية، حيث تملك أمريكا الشمالية تجارب رائدة في هذه القطاعات إلى جانب دعم خطط قطر في استضافة وإنجاح المونديال عام 2020 والشراكات بين القطاعين العام والخاص.. وأشار أنه عرض على المسؤولين القطريين العديد من الأفكار لتطوير الشراكات مع أونتاريو وكندا ودعوة وفد من قطاع الأعمال القطري لزيارة أونتاريو لتعريفهم بفرص الاستثمار وقيادات الأعمال في الولاية.

وفي إطار مباحثات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين التقى الوزير الكندي سعادة علي شريف العمادي، وزير المالية، وسعادة حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، والسيد سلطان بن راشد الخاطر- وكيل وزارة الاقتصاد والتجارة.

وقد تركزت المحادثات على فرص التعاون الاقتصادي وقيمة مقاطعة أونتاريو كمركز قوي يقدم خدمات متميزة في قطاعات تكنولوجيا البناء والهندسة والتخطيط التنموي والثقافة والسياحة والاقتصاد. كما تتشارك أونتاريو مع قطر في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وشارك في المحادثات سفير كندا لدى دولة قطر، السيد أندري ديبوا.

سوق أساسية للخدمات

وفي تعليقه على الزيارة، قال د. إريك هوسكينز: "الزيارة كانت مثمرة وناجحة وممتعة، حيث ركزنا على العلاقات التجارية الثنائية مع دولة قطر، التي تعد شريكا رئيسيا وسوقا أساسية للخدمات والمنتجات التي تقدمها مقاطعة أونتاريو. تعد شراكاتنا بالإضافة إلى مواطنينا أهم ما نمتلك في أونتاريو، وتعد منطقة الخليج سوقا مفضلة لتطوير صادرات أونتاريو، وهي بمثابة مصدر هام للاستثمار في المقاطعة.. سوف يعمل الوفد على تعزيز مصالح أونتاريو في المنطقة، وفي نفس الوقت سوف نتوسع وننوِّع المحفظة التجارية الدولية لمقاطعة أونتاريو".

وفي نفس السياق، يقول السفير الكندي: "تمتلك الشركات الكندية الخبرة والمهارة لتلبية احتياجات دولة قطر، تتمتع أونتاريو بديناميكية تجعلها مستعدة للمشاركة في النمو الرائع الذي تشهده دولة قطر".

وجاءت زيارة وزير التنمية الاقتصادية والتجارة والتوظيف في حكومة أونتاريو الكندية في إطار جولة إقليمية كجزء من إستراتيجية أونتاريو التجارية للانتقال عالمياً، حيث شملت زيارات إلى كل من دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة للتعرف على فرص الاستثمار لشركات مقاطعة أونتاريو في مشروعات البنى التحتية، إضافة إلى الترويج للاستثمار في المقاطعات الكندية.

تطوير مشاريع البنى التحتية

وتعتبر استضافة قطر مونديال 2022 واستضافة الإمارات العربية المتحدة إكسبو 2020 ، عاملين معززين للاستثمار في مشاريع البنى التحتية في منطقة الخليج.. على حد قوله.

وحول واقع أداء الاقتصاد الكندي أشار بأن كندا تواجه مثل بقية دول العالم ركودا ولكن الاقتصاد الكندي حاليا أفضل من الاقتصاد الأوروبي والأمريكي وتوقع أداء أفضل للاقتصاد الوطني العام الحالي حيث نتوقع ارتفاع الناتج المحلى 2,4% كما يشهد قطاع التوظيف تحسنا، حيث وفرنا أكثر من 100 ألف فرصة عمل العام الماضي ونحن متفائلون بأن مناخ الاستثمار في كندا وأونتاريو الأفضل في أمريكا الشمالية، وقال هناك أكثر من 750 ألف شخص من أصول عربية في كندا يعملون في كافة القطاعات يتركز نصفهم في أونتاريو، وقد أضحوا جزءا من المجتمع الكندي.. وقال إنه سعيد بالدور الاقتصادي الكبير الذي يضطلع به الكنديون من أصول عربية في الدولة والولاية ويبلغ سكان كندا حاليا نحو 35 مليون نسمة منهم نحو 13 مليونا في مقاطعة أونتاريو..

وقال إن الحكومة الفيدرالية أدخلت تعديلات كبيرة على سياسات الهجرة في كندا والتي ستظهر نتائجها عام 2015 حيث منحت المقاطعات المزيد من الصلاحيات لتختار المهاجرين الذين يناسبونها ونعمل مع الحكومة الاتحادية لتسهيل إجراءات الهجرة.

اقرأ أيضاً

قطر للتأمين تعقد اجتماع مجلس الإدارة

612 مليون ريال حجم تداول العقارات في أسبوع

تعرف على عرض القطرية بمناسبة اليوم الوطني 

أخبار ذات صلة

إدراج صكوك بنك قطر الدولي الإسلامي في بورصة قطر

الذهب يرتفع.. والفضة تقفز إلى مستوى قياسي