رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

896

خبير أمريكي بمعهد السياسة الدولية لـ الشرق: منتدى الأمن العالمي حقق مقاربات لمواجهة التهديدات

16 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
واشنطن- زينب إبراهيم

أكد جيف هارلينج، زميل مؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية، والخبير بالشؤون الأمنية والدفاعية أن منتدى الأمن العالمي بالدوحة، هدف إلى التأكيد على أهمية تقديم أدوات العون الدولي والجماعي وذلك لمواجهة ما يعتمل في المشهد الدولي من تحديات، وما يطرأ على الساحة الدولية من قضايا شملت تهديدات أمنية مباشرة، خاصة في ظل الحروب والنزاعات وقضايا الأمن السيبراني والتحديات المناخية، وانعكس ذلك في الوعي الكبير بهذه القضايا والدعوة المتجددة التي تقدمها قطر نحو عالم حديث بنهج يجنح لمبادئ التسوية والوساطة والحيلولة دون تفاقم الأزمات والإدراك المؤثر لتبعاتها، وهو ما انعكس في فعاليات المنتدى وندواته المهمة التي تعرضت للمشهد الدولي بمشاركة الخبراء والمختصين من قطر ومختلف دول العالم لمناقشة القضايا والتحديات الأمنية والأخطار الإرهابية والمعلومات ونظريات التضليل والمؤامرة والأدوار والفرص الهامة للحكومات وشركات التكنولوجيا للمساهمة في التخفيف من حدة هذه التهديدات، ودور شركات التكنولوجيا الكبرى في هذا السياق، إضافة لمناقشة المخاطر التي تشكلها المعلومات المضللة ومعلومات الفضاء الإلكتروني، والآثار المحتملة خارج الإنترنت على التماسك الاجتماعي والسياسة والأمن، وأهمية تعزيز الجهود الدولية للحكومات من أجل منع التطرف العنيف ومكافحته بشكل متزايد من خلال التعاون الدولي الشامل، والعمل مع المجتمعات المحلية والمجتمع المدني والمنظمات الدينية وغيرها لصياغة الإستراتيجيات الملائمة.

 

تحديات عديدة

وأكد جيف هارلينج، زميل مؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية، والخبير بالشؤون الأمنية والدفاعية، على أن منتدى الأمن العالمي بالدوحة والذي اتخذ شعار «إعادة رسم ملامح النظام العالمي: النزاعات والأزمات والتعاون»، والتأكيد على أهمية التعاون الإقليمي والعالمي وتنويع الاقتصاد والمشاركة في رسم معالم النظام العالمي الجديد، يضيف مزيداً من الزخم الدولي في التعرض لقضايا أمنية عديدة تضاعفت تحدياتها في ظل مواصلة النهج العنيف وتوظيف الاقتصادات في الحروب الحديثة لتحقيق غايات سياسية تؤثر على الاستقرار العالمي بأكمله، وهذا ما أكد أهمية استعادة الجهود الدولية المشتركة من أجل حل أزمات الحروب والنزاعات من جهة، وضرورة البناء ورسم نظام عالمي جديد يتم فيه معالجة قصور السياسات الدولية وجشع التوغل الاقتصادي غير المبالي في خضم صراعاته التاريخية، بمدى الأزمات التي يتسبب بها في العالم وخطورة تقويض الاقتصاد العالمي في نزيف حقيقي في المجتمعات الفقيرة والنامية وتعقيد شامل في كثير من الملفات، بتراكمها يدخل العالم في نمط آخر أكثر صعوبة في مجابهته من التحديات الطارئة والآنية، وهذا ما كان واضحاً في نهج المباحثات التي قام بها عدد من المسؤولين الدوليين البارزين في التعرض للقضايا المرتبطة بالحروب والأزمات والاقتصاد والتغير المناخي، والتحديات الأمنية والأخطار الإرهابية وأيضاً عمليات المؤامرة والتضليل وسوء استخدام المعلومات وآثارها السلبية على العالم في ظل الثورة المعلوماتية الحديثة، ولعل تخصيص قضايا المؤتمر لهذا العام نحو مجابهة الحروب والأزمات وتحقيق سبل التنويع الاقتصادي والوعي البيئي، يضيف لتحديات كلاسيكية ومحدثة في التحديات الأمنية وانعكاساتها على الشعوب والمجتمعات، وأهمية تضافر الجهد الدولي والإقليمي ونسج مبادرات للحوار والوساطة والحل السلمي للنزاعات حسب ما شدد عليه نخبة من المطلعين بمختلف التخصصات من الخبراء والشخصيات الأمنية وصانعي القرار الدولي وخبراء ومسؤولين أمنيين والعديد من الأكاديميين وممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الدولية والقطاع الإنساني والقطاع الخاص.

دور حيوي

وأوضح جيف هارلينج الخبير العسكري الأمريكي في تصريحاته لـ الشرق: إن التصريحات المهمة للقادة ورؤساء الدول والمشاركين من الدول الأفريقية، تعرضت لقضية غياب التوازن الدولي ما أثر بشكل كبير على الدول النامية والناشئة بأن جعلت منها إما ساحة لتوسع نفوذها الدولي في معارك اقتصادية غير مباشرة تستهدف التأثير في المعادلات الدولية بين القوى الكبرى، هذا من جانب، أو كونها الأكثر تضرراً بانعكاسات الأزمات الدولية والحروب مثل ما حدث في المشهد الأوكراني وانعكاساته المدمرة على المجتمعات الفقيرة والنامية في أزمات اقتصادية وأزمات عدم التوافر المرتبطة بأزمات سلاسل التوريد والطاقة، فهناك اقتصادات بالفعل تكبدت خسائر حادة بعد أن كانت في طريقها لتحقيق بعض من مسار التنمية على محدودية التصور الذي نعيشه في هذا العالم، ما استوجب ضرورة الحديث عن أهمية البناء ونسج نظام عالمي جديد يستبدل الأدوات القديمة التي فشلت أو كان بها قصور متجدد في احتواء نزاعات حادة وتحقيق توازن دولي أو مسؤولية اقتصادية يكون فيها إدراك لهذه التأثيرات، وكان هذا واضحاً عبر المناقشات الحيوية التي تضمنها المنتدى ضمت العديد من القضايا المهمة والأكثر إلحاحاً في الحاجة لمناقشتها في العالم، وهو ما يؤكد على أهمية منتدى الأمن الدولي بالدوحة من حيث كونه يمثل منصة فريدة للخبراء والمختصين والمسؤولين الدوليين لعقد وتقديم حلول تعالج التحديات الأمنية الرئيسية للمجتمع الدولي، وخاصة مناقشات دورية انعقاده الحالية والتي باتت جزءاً رئيساً من الفعالية السنوية المهمة على صعيد الدور الدولي أمام التحديات الأمنية من أجل مناقشة تلك القضايا الرئيسية المتعلقة بالأمن العالمي واستعراض التحديات الجديدة التي تؤثر على المجتمع الدولي.

 

قضايا رئيسية

وتابع جيف هارلينج الخبير الأمريكي في الشؤون الأمنية تصريحاته موضحاً أن استضافة قطر لعدد من الفعاليات الدولية المؤثرة، يضيف بكل تأكيد لرؤيتها وأدوارها في الإدراك والتأثير بمعطيات التحديات الدولية والسبل والمقترحات الأكاديمية والنظرية والتطبيقية للتعامل معها، بما يضيف لرصيد مسؤوليها من اتصال مباشر بقضايا وتحديات لها صفة دولية والأحاديث عن التصورات تجاه نظام عالمي جديد، من الواضح أن قطر تسعى لأن تكون مؤثراً رئيسياً به عبر اتساق أدواتها السياسية من توظيف الأدوات الحديثة في دبلوماسية القوى الناعمة، تجاه قضايا الوساطة والتسوية والمصالحة واحتواء النزاعات بانعكاسات في أكثر من ملف مهم على الصعيد الإقليمي والدولي، كما أن استضافة مثل تلك الفعاليات والحضور الدولي والأممي البارز هي انعكاس إضافي لاستقرار الرؤية القطرية في تزايد تأثيرات علاقاتها الدولية وتوسعها في مختلف دول العالم، ويعزز من مكانة الدوحة كمركز عالمي لمناقشة التحديات الأمنية، واستضافة الفعاليات ذات الأبعاد الدولية، وهو ما يحظى بمتابعة إعلامية مهمة تستفيد منها الدوحة بكل تأكيد، وأيضاً أهمية الجلسات النقاشية وورش العمل التي تتصدى للتحديات العالمية والقضايا المعاصرة التي تواجه المجتمع الدولي، والتي تضمنت مناقشات حيوية للعديد من المسؤولين الأمنيين من مختلف دول العالم، حول القضايا المهمة والعصرية والحديثة التي يتعرض لها العالم، جاء هذا انطلاقاً من الدور القطري الإيجابي لتنظيم مثل هذا المنتدى المهم كل عام لمناقشة كافة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي؛ حيث أبرزت ندوات المنتدى أهمية المناقشات الموسعة حول أخطار الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها، والتصادم والحروب كنهج من المؤسف أن يظل قائماً في عالمنا الحديث، واستئثار نخب ودوائر لم تعد لها الثقل ذاته في المعادلات الدولية بمكانة تفوق ما يمكنها تقديمه بالفعل لحل الأزمات الدولية، والتعامل الدولي بمعايير من الأهداف المؤدلجة يتم فيها توجيه الطاقة تجاه قضايا بعينها ليس على النحو ذاته تجاه قضايا أفريقية قد تكون أكثر خطورة على سبيل المثال من التحديات الأوروبية إذا ما نظرنا إلى آثارها المستقبلية، وخطورة بناء النظام الدولي على معايير أحادية من الاقتصاد الذي ينبغي ضرورة تنويعه من أجل تجنب أزمات عديدة أو تحولات معينة بإمكانها أن تترك آثاراً أكثر تدميراً إذا لم يتم التعامل معها إلى الآن، والعديد من المناقشات المهمة التي كانت قائمة بالدوحة تعد فرصة إضافية للاستفادة منها في رؤيتنا لتحديات الأمن الدولي وتطلعاتنا نحو نظام عالمي جديد.

مساحة إعلانية