رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

262

العلاقات القطرية التونسية.. نموذج من التكامل

17 مايو 2016 , 12:16ص
alsharq
الدوحة - قنا

تمثل زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اليوم إلى الدوحة ولقاؤه مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، نقلة جديدة ودفعة قوية للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وتتويجا لأطر التعاون والتشاور المستمر والدائم بين الدولتين.

وترتبط دولة قطر بعلاقات وثيقة متميزة بجمهورية تونس في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية منذ تأسيس الدولة مرورا ببداية العمل الدبلوماسي الذي انطلق سنة 1974 مع إنشاء أول سفارة لدولة قطر بتونس.

وتمثل العلاقات القطرية — التونسية نموذجا ناجحا للتكامل السياسي والاقتصادي والشعبي القائم على التقدير والتفاهم في كافة القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وعلى مدار ما يقرب من ربع قرن هو عمر تأسيس اللجنة العليا المشتركة بين قطر وتونس عام 1994، نمت العلاقات بين الدولتين في كافة الأصعدة وحققت اللجنة عبر اجتماعاتها تقدما كبيرا على صعيد التبادل التجاري والاستثمار المشترك بما عزز من روابط التعاون السياسي أيضا.

وفي الاجتماع السادس للجنة العليا المشتركة بالدوحة في التاسع من ديسمبر الماضي رسخت قطر وتونس لأسس تعاون ممتد من خلال التوقيع على 11 اتفاق تعاون ثنائي في مجالات الإعلام والثقافة والتدريب الإداري والدبلوماسي والبنوك والاتصالات والأمن والزراعة والصناعات التقليدية.

ومن أبرز ملامح الشراكة القطرية — التونسية في السنوات الخمس الأخيرة تأسيس صندوق الصداقة القطري التونسي عام 2013 الذي يهدف إلى مساعدة كافة شرائح المجتمع التونسي على تحقيق طموحاتهم من خلال خلق فرص عمل للشباب تلبي احتياجاته وتطلعاته حيث يقوم صندوق الصداقة القطري وبالتنسيق الوثيق مع شركائه المحليين والشباب التونسي على مواجهة تحديات البطالة وندرة العمل.

ويعد الصندوق منظومة اقتصادية متكاملة ونموذجية هدفها جمع عدد مهم من الشركاء من بينهم مؤسسات عمومية وخاصة وجمعيات تونسية تعمل على توفير التمويل للشباب التونسي ومساعدته، وقد موّل الصندوق حتى أبريل 2016، نحو 345 مشروعا ووفر أكثر من 6600 فرصة عمل من خلال دعم وإحداث أو توسعة مؤسسات صغرى ومتوسطة.

وفي ظل سعي الحكومة التونسية إلى استعادة ثقة كبار المستثمرين بهدف دفع النمو واستيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب في سوق العمل، كانت قطر سباقة في الوقوف بجانب تونس للنهوض باقتصادها وتعزيز مكانتها وأصبحت قطر الأولى عربيا والثانية عالميا بعد فرنسا من حيث الاستثمار بنسبة 13 % من جملة الاستثمارات الأجنبية المباشرة داخل تونس.

وقد تصاعد نسق المساعدات والهبات واتفاقيات التعاون بين تونس ودولة قطر بشكل كبير بعد التحول السياسي بالبلاد عام 2011، حيث تواصلت المساعدات القطرية لتونس على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي.. فقد تم افتتاح المكتب الخامس عشر لجمعية قطر الخيرية والتي بلغ حجم استثماراتها هناك ما قيمته 15 مليون دولار، فضلا عن مساهمة قطر بنحو 20 مليون دولار في صندوق المال المشترك الذي استحدثته الحكومة التونسية لتعويض المساجين السياسيين والمنتفعين بالعفو التشريعي العام وساهمت الوديعة القطرية في البنك المركزي التونسي في دعم احتياطي الدولة من العملة الأجنبية، إضافة إلى مشروعات الإسكان الاجتماعي الذي تموله دولة قطر وغيرها من المشروعات التي تساهم بها مؤسسات وجمعيات قطرية لخدمة المجتمع في تونس.

ويأتي اختيار الدوحة لاستضافة أول مكتب للوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الخارجي عام 2015 في المنطقة العربية كدليل آخر على عمق الروابط التي تجمع الدولتين حيث يتولى مكتب الدوحة جذب المستثمرين القطريين للاستثمار في تونس وتعريفهم بمناخ الاستثمار هناك والحوافز التي تقدمها للمستثمرين من ناحية الأداءات التنافسية والمناخ المشجع.

وكانت دولة تونس من أول الداعمين لحق استضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022 وشكلت مبادرة شعبية تونسية للدفاع عن هذه الاستضافة والتصدي لكافة حملات التشكيك والتشوية ضد قطر باعتبارها موجهة ضد العرب ككل.

الأمر ذاته تحقق مع مرشح دولة قطر لمنصب مدير عام اليونسكو سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، إذ أعلنت تونس تأييدها لمرشح دولة قطر مديرا عاما للمنظمة الدولية، معتبرة أنه يمثل تونس في الفوز نحو إدارة اليونسكو.

مساحة إعلانية