رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

309

امتحان جديد للإعلام في "الحرب" مع ترامب

20 أغسطس 2017 , 05:57م
alsharq
واشنطن - أ ف ب

عندما وضع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الأسبوع دعاة تفوق العرق الأبيض في الكفة نفسها مع المعارضين لهم، أثار عاصفة سياسية رفض خلالها الجمهوريون والديمقراطيون معاملة الطرفين على قدم المساواة.

كما صبت تصريحاته الزيت على نار الجدل المحتدم حول ما إذا ما كان الإعلام الأمريكي قادرا على الحفاظ على تقليده لجهة تغطية الأحداث "من الجانبين" خلال عهد ترامب.

وكتبت الصحفية مارجريت سوليفان في صحيفة واشنطن بوست "يجب أن يدق هذا الأسبوع المسمار في نعش صحافة المساواة في تغطية الطرفين" بعد أن زعم ترامب أن المتظاهرين اليساريين يتحملون جزءا من المسؤولية عن العنف أثناء تجمع لدعاة تفوق العرق الأبيض في شارلوتسفيل في فيرجينيا.

وأضافت "يجب على الصحفيين أن يقفوا إلى جانب الحقيقة الواقعة".

وبعد الهجوم الذي تعرض له ترامب بسبب رده على أحداث شارلوتسفيل التي انتهت بمقتل متظاهرة شابة، انتقد الرئيس الأمريكي الإعلام الذي أعلن معسكره "الحرب" عليه، واتهمه بأنه "فسر ما قلته عن الكراهية والتعصب بشكل خاطئ تماما".

ومن المرجح أن يكون معنى ذلك بالنسبة لقاعدة الموالين لترامب أن شبكات التلفزيون الكبرى مثل "سي إن إن" و"ام اس ان بي سي" معادية لترامب بشكل متزايد، بينما تقف وسائل إعلام موالية لترامب مثل "بريتابارت نيوز" المغالية في التطرف على الجانب الآخر من المشهد الإعلامي.

وكتبت الصحفية المحافظة بيجي نونان في صحيفة "وول ستريت جورنال" في يونيو "الاستياء الذي يكنه الإعلام لترامب مؤكد.. فهو منتشر في كل وسيلة إعلامية من اصغر موظف حتى الرئيس التنفيذي".

وقالت نونان إن "انحياز الإعلام أصبح الآن قرارا سياسيا" حيث تحرص وسائل الإعلام على استغلال ترامب لزيادة نسبة انتشارها.

وأضافت "نحتاج من الإعلاميين نوعا من النزاهة البطولية".

إلا أن رئاسة ترامب المضطربة أطلقت كذلك جدلا حقيقياً عن كيفية الحفاظ على التقليد الذي يعتز به الأمريكيون بالتغطية الصحفية العادلة.

موضوعية على الطريقة القديمة

قال ستيفن وورد المدير السابق لمركز إخلاقيات الصحافة في جامعة ويسكنسون إن العديد من وسائل الإعلام تصبح مجبرة بشكل أكبر على إعادة التفكير في "رأيها القديم بشأن الموضوعية".

وقال وورد إن الصحفيين لا يمكنهم أن يكونوا مجرد "كتبة" يرددون التصريحات المليئة بالمعلومات الخاطئة كما هي الحال مع الرئيس الحالي.

واعتبر "أن الموضوعية على الطريقة القديمة تجعلك عرضة لاستغلالك من قبل مصادر تتحدث إليك".

وأضاف "ما نحتاجه الآن هو صحافة تفسيرية تدعم وجهة نظرها بالحقائق" وكذلك العزم على "وصف الكاذب بالكاذب والعنصري بالعنصري".

بدوره، راى دان كينيدي أستاذ الصحافة في جامعة نورث ايسترن أن وسائل الإعلام يجب أن تتجنب أي جهد لتحقيق التوازن "بدون تفكير".

وقال "فكرة إن كل شيء يجب أن يكون متوازنا ليست صحيحة مطلقا".

وحتى قبل الجدل الأخير، كتب أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك ميتشيل ستيفينز في مقال في صحيفة "بوليتيكو" أن الوقت حان للتفكير في الموضوعية الصحفية بشكل مختلف.

وكتب في يونيو "لقد حان الوقت للتخلي عن التظاهر بالموضوعية والعودة إلى جذور الصحافة الأمريكية".

وقال إنه بالنسبة للعديد من المنظمات الإخبارية فإن "هوسها بعدم الانحياز لحزب دون آخر خيم لفترة طويلة ما تركها عرضة للتلاعب بها من قبل مرشحين رئاسيين مزعجين تائهين مثل ترامب".

استغلال الأجندة

قدمت دراسة نشرها هذا الأسبوع مركز بيركمان-كلاين في جامعة هارفرد، درسا في أخلاقيات الإعلام، إذ خلصت إلى أن وسائل الإعلام الكبيرة سمحت لنفسها بأن تستغلها الحملة الرئاسية 2016 ما مكن أنصار ترامب من تحديد مسار قدر كبير من التغطية.

وخلصت الدراسة كذلك إلى أن أنصار ترامب نجحوا في خلق مساواة زائفة بين فضيحة الرسائل الإلكترونية التي أحاطت بالمرشحة الديمقراطية الخاسرة للرئاسة هيلاري كليتون، والمخاوف الأكثر خطورة حول صلاحية المرشح الجمهوري لتولي منصب الرئاسة.

وقالت إن الجهود لتحويل الاهتمام قادها "الإعلام اليميني" وتبعته الصحافة العادية.

وكتب معدو الدراسة أن "الإعلام التقليدي المحترف كان هدفا للاستغلال المتعمد، ولكن ذلك لا يعفيه من مسؤولية التحقق من المواد التي وضعت أمامه".

مساحة إعلانية