تقارير وحوارات

951

وزير خارجية قبرص التركية لـ"الشرق": تربطنا مع الأصدقاء في قطر علاقات خاصة ومميزة

أكد تحسين أرطغرل أوغلو وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية أن بلاده تربطها علاقات خاصة ومتميزة مع الاصدقاء في دولة قطر.

ووصف وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية في مقابلة مع "الشرق" في نيقوسيا قطر بأنها دولة مهمة بالنسبة لجمهورية شمال قبرص التركية، معلنا أنه ينوي زيارة الدوحة خلال مطلع العام المقبل لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين وتقديم الشكر للمسؤولين في قطر.

وقال أرطغرل أوغلو إن جمهورية شمال قبرص التركية تتطلع الى تطوير وترقية العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري من خلال مد جسور التواصل بين البلدين وتكثيف الزيارات المتبادلة، مشيرا الى الفرص المتنوعة في المجالات المختلفة التي يمكن أن تشكل أساسا للتعاون بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.

وأوضح أن بلاده لديها مكاتب للتمثيل التجاري في كل دول مجلس التعاون الخليجي، وأنها تجد الترحيب والتقدير في تلك الدول، لكنه أكد أن دولة قطر تظل الصديق الأقرب لجمهورية شمال قبرص التركية.

وفيما يلي نص إفادات سعادة السيد تحسين أرطغرل أوغلو وزير خارجية جمهورية شمال قبرص التركية خلال مقابلته مع "الشرق":

علاقات خاصة ومتميزة:

كيف تنظر الى مستوى علاقاتكم مع دولة قطر؟

قطر دولة مهمة لنا بشكل كبير، وتربطنا معها علاقات تتسم بالخصوصية والتميز .. وسبق أن زرت دولة قطر، قبل عدة سنوات، ثلاث مرات ، وشاركت في احداها كوزير للخارجية في اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي، حيث وجدت ترحيبا كبيرا من الأصدقاء في قطر .

ومنذ ذلك الوقت أتابع العلاقات المميزة التي نشأت بين بلدينا .. وسأزور الدوحة في بداية السنة الجديدة لأقول لأصدقائنا في قطر شكرا . ويمكنني القول ببساطة إن قطر تعتبر الدولة الثالثة بعد تركيا وباكستان، وهي صديق مقرب لنا ، وأرجو أن تنقل عبر صحيفتكم تحيات وشكر وتقدير جمهورية شمال قبرص التركية، شعبا وحكومة، للاصدقاء في قطر.

لكن ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين ؟

نحن نتطلع لتطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري مع دولة قطر .. وهذا يمكن يحدث من خلال بناء المزيد من جسور التواصل مع الاشقاء في قطر .. نحن نحب ونسعى لتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين المعنيين ورجال الأعمال في البلدين .. نحن نوجه الدعوة لأصدقائنا القطريين لكي يزوروا بلادنا ويروا ماهي جمهورية شمال قبرص التركية، وما يمكن أن توفره لهم من فرص متنوعة في شتى المجالات .. السياحة يمكن أن تكون إحدى مجالات التعاون المشترك، أيضا العلاقات التجارية والاستثمار في مجال العقارات وغيرها من الفرص المختلفة . وفي المقابل، أيضا يمكن لرجال الأعمال في شمال قبرص التركية أن يزوروا قطر لتعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين في شتى المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين.

المؤكد أن العلاقات بين البلدين تمضي الى الامام، لكن تعزيز هذه العلاقات بما ينعكس خيرا أكثر على الجميع، يحتاج الى مزيد من التواصل ، وهو ما نعمل على تعزيزه أكثر فأكثر . وهناك العديد من الفرص لبناء علاقات تعاون أقوى وأفضل في كل المجالات.

وما هو شكل علاقاتكم مع دول مجلس التعاون الخليجي؟

لدينا مكاتب تمثيل تجاري في كل دول مجلس التعاون الخليجي، في قطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والامارات .. وبشكل عام فان جمهورية شمال قبرص التركية ، شعبا وحكومة، تجد الترحيب في كل دول الخليج العربية، وهو أمر محل تقدير كبير، لكن تظل دولة قطر هي الصديق الأقرب لنا.

الأزمة القبرصية .. لست متفائلا :

السيد الوزير، دعنا ننتقل الى الأزمة القبرصية، فقد انعقدت قبل أيام جولة من المفاوضات بين زعيمي قبرص التركية الرئيس مصطفى أقينجي، وقبرص اليونانية الرئيس نيكوس أناستاسيادس في سويسرا، كيف تنظر الى مستقبل المفاوضات ؟

فيما يتعلق بالمفاوضات، أنا لا أشاطر الرئيس (مصطفى أقينجي رئيس جمهورية قبرص التركية) وجهة نظره وتفاؤله بشأن مستقبل المحادثات الحالية .. أنا لست متفائلا بامكانية الوصول الى حل في الوقت الحالي، والسبب في عدم تفاؤلي، ليس لأنني لا أريد الوحدة، لكنني لا أريد ذلك النوع من الاتفاقيات الذي لا يجعل كل القبارصة متساوين في السيادة .. نحن والقبارصة اليونانيين لسنا أقلية وأغلبية وانما شركاء، وهكذا كان الأمر قبل اندلاع الأزمة، حيث كان القبارصة الاتراك حينذاك يتمتعون بـ"حق الفيتو" في حكومة الشراكة مع القبارصة اليونانيين، بحيث لم تكن تصدر أي قرارات من الحكومة دون موافقة الطرفين عليها.. أيضا، لا أعتقد أنه يوجد سبب الآن يجعل القبارصة اليونانيين يقبلون بتقديم أي تنازلات لابرام أي صفقة أو إتفاق أو التوصل الى تسوية عادلة للنزاع مع طرف ينظرون إليه كأقلية ولا يرونه مساويا لهم، طالما أنهم يتمتعون لوحدهم بالاعتراف من المجتمع الدولي وهم يحظون بعضوية الاتحاد الأوروبي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ويمكنهم القيام باتفاقات ثنائية. انا لا ألوم القبارصة اليونانيين، لكن ألوم المجتمع الدولي الذي اعطاهم الاعتراف .

لكن الأمم المتحدة التي تقود الوساطة بين البلدين أظهرت نوعا من التفاؤل، بل وتحدثت عن تقدم في جولة المحادثات الاخيرة التي جرت في سويسرا بين الزعيمين ؟

منذ خمسين عاما ولا تزال المفاوضات مستمرة .. خلال كل هذه السنوات لم تحقق جولات التفاوض في الماضي أي تسوية للأزمة، ولا أ عتقد أن الجولات الجارية حاليا ستنتج ما لم يتحقق في الماضي للأسباب آنفة الذكر .. لكن دعني أسألك متى نجحت الأمم المتحدة في التوصل الى حل لأي نزاع في العالم سواء في الماضي أو الحاضر ؟ .. هل نجحت في سوريا أو فلسطين أو اليمن أو أي نزاع آخر في العالم ؟ .. الأمم المتحدة هي من تسببت في الحال الذي وصل إليه النزاع في قبرص، بمعنى انها كانت جزءا من الأزمة ..! .

إذن ما هي الخيارات المتاحة أمامكم في حال فشل المفاوضات؟

آخر فرصة للمفاوضات الجارية هي نهاية السنة الحالية، وهي بالفعل محادثات الفرصة الاخيرة، ومن ثم سيكون العالم والمجتمع الدولي أمام لحظة الحقيقة : إما تسوية عادلة أو ستبقى المشكلة بدون حل ..! لكن المؤكد أن حالة عدم اليقين السائدة الآن ستنتهي أو يجب أن تنتهي .

المهم أنه ومع انتهاء المهلة المحددة للتسوية بنهاية هذا العام، دون اتفاق، فإن هذه ستكون نهاية الطريق ، وبعدها لابد أن تتغير قواعد اللعبة .. وأي مفاوضات قادمة، لن تكون إلا بين دولتين يتمتعان بالسيادة ويجلسان على قدم المساواة على مائدة المحادثات.. !

هناك العديد من الخيارات المتاحة التي نستعد لها في حال فشل المفاوضات، وستكون هناك سيناريوهات جديدة على الطاولة، من بينها البحث عن الاعتراف أو اعتماد نموذج مثل تايوان او كسوفو او حتى أن نكون جزءا من تركيا مع وضع خاص.