محليات

1065

أولياء أمور: إختلاف إجازة الربيع بين المدارس يفسد فرحة العائلات

فهد الملا: الأعلى للتعليم مطالب بحل الإشكالية التي تمثل معاناة لقطاع كبير من العائلات

حسام عمر: توحيدها يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري

علياء المري: معاناة العائلات تكمن في تضارب مواعيد الإجازات

ولاء محمد: اختلاف الإجازات يشكل عبئاً نفسياً على الأبناء

مع انطلاق إجازة منتصف العام الدراسي "الربيع"، أعرب عدد من المواطنين والعائلات عن استيائهم الشديد، نتيجة الاختلاف في مواعيد الاجازات بين المدارس المستقلة والخاصة أو بين الخاصة فيما بعضها والدولية، وعدم توحيدها جميعا ، الأمر الذي أصاب الكثير من أولياء الأموربالتخبط ، وإفشال كافة خطط التنزه والسفر للاستمتاع بالإجازة ، نظرا لحصول أحد الأبناء على الإجازة أما الآخرون فمازالوا يدرسون ، مما أفسد سعادتهم وفرحتهم بالإجازة ، وعدم الشعور بها بسبب اجراءات المدارس الخاصة التي تتخذها منفردة دون مراعاة شعور العائلات وأبنائهم.

أولياء الأمور طالبوا بتدخل المجلس الأعلى للتعليم لحل هذه الاشكالية، وتوفير الراحة النفسية للعائلات ولم شمل الاسر خلال الاجازة ، بدلا من أجواء التشتت النفسي الذي يعيشونه مع بدء إجازة منتصف العام الدراسي.

وتساءل البعض انه رغم تكرار ، هذه الاشكالية كل عام أو تجددها مع كل موسم إلا انها لم تعالج بل انها تتفاقم ، رغم مطالبات المواطنين بتوفير الآليات اللازمة التي تساهم في حل هذه القضية ،التي باتت تزعج الكثير من الأسر والمواطنين ، لافتين الى أن توحيد إجازة الربيع لكافة المدارس يعطي الفرصة لجميع أفراد الأسرة الواحدة ، لقضاء العطلات معاً.

ومن المعروف أن إجازة الربيع تمتد لنحو اسبوعين متتاليين ، ويوجد عدد من المدارس تعطي إجازة الربيع لطلابها في الأسبوع الأول من الإجازة ، بينما يقوم عدد أخر من المدارس بإعطاء طلابها الإجازة في الأسبوع الثاني ، مما يؤدي إلي تذمر الأشقاء ، وإرباك الأسر وافساد فرحتهم بالتالى ، لأنهم لن يستطيعوا استثمار هذه الفترة والاستمتاع بها سواء في السفر أو الزيارات أو النزهات ، وخاصة تلك العائلات التي لديها أبناءً في مدارس مختلفة.

وأكد البعض من أولياء الأمور لـ "الشرق " ، أن إصرار الكثير من المدارس الخاصة والأجنبية ، خصوصاً على الاستمرار في الدوام وعدم تعطيل الطلبة في عطلة الربيع ، أفسدت فرحة الأسر في الاستمتاع بإجازة منتصف العام الدراسي ، لافتين الى ان عدم توحيد الاجازات يؤدي الى إرباك الأسر وإثارة المشكلات ، في ظل إصرار الكثير من المدارس الخاصة والأجنبية على عدم الالتزام بموعد العطلة الذي تقرر للمدارس المستقلة ، رغم علمهم بأهميتها لكافة العائلات ، وضربت عرض الحائط باستقرار الأسرة ولم شملها.

معاناة الأسر

من جهته أكد المواطن فهد الملا أن عدم توحيد الإجازات بين المدارس الخاصة والدولية ، يمثل معاناة للعديد من الأسر ، التي لديها أبناء في مدارس مختلفة ، مما يربك هذه الأسر ويفشل كل مخططات السفر أو الاستمتاع بالإجازة ، موضحا أن توحيد إجازة الربيع سوف يخفف عن الأسر عبء التفكير في كيفية التخطيط لقضاء الإجازة ، ومنح فرصة للطلبة في قضاء وقت طويل مع إخوانهم بعيداً عن هموم الدراسة ، واعتبرها الملا فرصة للم شمل الأسرة ، وتحقيق الاستقرار الأسري داخل العائلات التي تضم أبناء من مراحل تعليمية مختلفة وفى مدارس متعددة.

وأوضح المواطن ان اختلاف الاجازات ، يعمل على خلق فجوة بين الاخوة وخاصة الذين يدرسون بمدارس خاصة ومستقلة ، معتبرا ان توحيد الاجازات بين هذه القطاعات سوف يساهم في تقليص هذه الفجوة ، كما يسهم في جعل الاسر اكثر تكيفا مع الاجازات ، وذلك لعدم وجود تعارض بين اجازات أبنائهم.

وتابع قائلا: لدي ولد يدرس في أكاديمية قطر فرع مشيرب ، وبنت تدرس في أكاديمية المها ، وإجازة الربيع لكل منهما تتعارض مع الآخر ، ولم نستطيع التخطيط للسفر أو الاستمتاع واستثمار إجازة الربيع والتي تعتبر بمثابة هدنة تستغلها العائلات للشعور بالراحة ، متسائلا كيف يذهب أحد الأبناء للدراسة والآخر يجلس في المنزل ، هذا التخبط يصيب الأبناء بحالة من الاستياء ، نظرا لعدم استطاعتهم اللهو واللعب والتنزه مع بعضهم البعض.

وطالب الملا المجلس الأعلى للتعليم بضرورة حل هذه الإشكالية التي تمثل معاناة لقطاع كبير من العائلات التي لديها أبناء يدرسون في المدارس الخاصة والدولية ، كما طالب بتوحيد هذه الإجازة بين جميع المدارس الخاصة ، كما تم توحيدها بين المدارس المستقلة وجامعة قطر.

استقرار أسري

أما المواطن حسام عمر ، فقال ان توحيد الاجازات بين المدارس الخاصة بعضها مع بعض او بينها والمستقلة، يسهم في تحقيق الاستقرار الأسري ووضع خطط وبرامج تناسب جميع أفراد الأسرة ، وبالأخص الأسر التي لديها أبناء في مراحل تعليمية مختلفة ، مشيرا الى ان بعض المدارس الخاصة لم تمنح الاجازة في وقت موحد ، فهناك من يعطي الاسبوع الاول من اجازة الربيع ، وهناك من يمنح الاسبوع الثاني ، في حالة من التخبط الواضح لقرارات اجازات منتصف العام الدراسي أو إجازة الربيع.

وأوضح أن العديد من الأسر لديها أبناء في مرحلة التعليم بالمستقلة والخاصة ، ومعاناتهم اصبحت كبيرة بسبب اختلاف مواعيد اجازات الطلاب ، مشيرا الى ان توحيدها يسهم بشكل كبير في مساعدتهم على التخطيط الجيد لإجازتهم ، ووضع خطة زمنية دقيقة لها خلال العام الدراسي ، وأشار الى ان توحيد الإطار الزمني للدراسة ينعكس إيجاباً على المجتمع، كما سيؤدي إلى تكامل ادوار مختلف عناصر العملية التعليمية، ويسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الأسري ووضع خطط وبرامج تناسب جميع أفراد الأسرة وبالأخص الأسر التي لديها أبناء في مراحل تعليمية مختلفة ، كما ان التوحيد الإجازات سيضع حداً للتشتت والارتباك الذي يعتري إدارات المدارس والأسر والطلاب، وأنه سيساهم في تعزيز وتوفير الاستقرار النفسي للدارسين ، ولأولياء الأمور وخاصة الذين لديهم أبناء في مدارس مستقلة وخاصة.

تضارب المواعيد

أما المواطنة علياء المري ، فتقول إن المشكلة الكبرى تتمثل لدى الأسر التي ينتمي أبناؤها إلى أكثر من مرحلة دراسية واحدة ، أو تعدد أنواع المدارس التي يدرس فيها الابناء ، والمعاناة تكمن في تضارب مواعيد الاجازات ، وأيضا الامتحانات ونهاياتها ، بما يصعب على الأسرة أن تحقق وتوفر الوقت المناسب للاستمتاع بالإجازة ، خاصة وأن الدوحة تزداد إشراقا وجمالاً في هذه الفترة من السنة بسبب اعتدال الطقس، وبالتالي تزداد زيارة الأهل والأصدقاء في أجواء عائلية للاستمتاع بالفعاليات المصاحبة والتي تقام في العديد من الأماكن بالدولة مثل سوق واقف أو الحي الثقافي كتارا ، إضافة إلى ان العديد من الأسر ترغب في استغلال إجازة الربيع والسفر إلى بعض الدول المجاورة ، ولكن عدم توحيد إجازة الربيع في العديد من المدارس الخاصة والدولية وتزامنها مع إجازة الربيع في المدارس المستقلة يفسد فرحة العائلات بهذه الإجازة ، خاصة وأن الأب والأم قد يرغبان في أخذ إجازة من اعمالهم وقضاء بعض الوقت مع ابنائهم.

عدم استغلال الإجازة

بدورها ترى ولاء محمد ، ولية أمر وتعاني بسبب عدم تزامن ، وتوافق إجازة الربيع بالنسبة لأبنائها ، حيث أن لديها أحد الأبناء يدرس في أكاديمية الدوحة ، والآخر يدرس في مدرسة نيوتن ، وأحدهما لديه إجازة أما الابن الآخر فلديه أسبوع واحد ، مما أدى إلى استياء كافة أفراد الأسرة ، وتذمر الأبناء ، موضحة أن عدم استغلال إجازة الربيع ، خصوصاً في هذه الأوقات من السنة ، في فصل الشتاء حيث يكون فيها طقس الدوحة، مناسباً للخروج إلى الرحلات والزيارات ، ولكن بسبب اختلاف مواعيد إجازة الأبناء ، التي أفسدت فرحتنا بالإجازة ، إضافة إلى أن هذا الاختلاف يشكل عبئاً على الأبناء جميعهم لأنهم لا يستطيعون قضاء الإجازة مع بعضهم بعضاً.

وأضافت ان معرفة الجدول الزمني ، لبدء الدراسة والإجازات التي تتخلل العام الدراسي والوقت المتاح للدراسة من شأنه ، أن يريح الأسرة ، كما يسهم هذا التوحد في ضبط إيقاع سير الدراسة ، وأن جميع أفراد المجتمع سيعلمون مسبقاً مواعيد بداية ونهاية كل فصل دراسي وهذا يؤدي إلى التخطيط الجيد سواء للسفر أو لقضاء العمرة ، مشيرة إلى أن توحيد إجازة الربيع لا تتعلق بالأسرة أو المدرسة فحسب ، وإنما يرتبط أيضاً بمؤسسات ، وجهات أخرى كالبنوك والشركات وشركات السفر والسياحة والمكتبات ، والمحال التجارية والمؤسسات الخدمية الأخرى في المجتمع ، لأنه لا يوجد أي منزل أو عائلة إلا ولديها طالب أو طالبة في إحدى المراحل الدراسية.