رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1148

أطباء لـ الشرق: رمضان أفضل فرصة لاتباع نظام تغذية صحي

24 مارس 2023 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

حذر عدد من الأطباء من صيام بعض الفئات التي تعاني من أمراض مزمنة، لاسيما مرضى القلب والسكري من النوع الأول، ومرضى الغسل الكلوي، والأشخاص الذين أُخضعوا لجراحات إنقاص الوزن من تكميم المعدة وتحوير المسار، مشيرين إلى أنَّ هذه الفئات مطالبة باتباع الإرشادات الصحية من قبل أطبائهم، وعدم المجازفة بصحتهم، لحجم الخطر الذي قد يواجهونه في حال الصيام.

وشدد الأطباء الذين استطلعت "الشرق" آراءهم على أهمية استثمار شهر رمضان باتخاذ القرار واتباع نظام تغذية صحي، وتجنب الأطعمة المشبعة بالدهون الضارة كالأطعمة المقلية بالزيوت المهدرجة، والمشروبات الغازية والعصائر المصنعة التي تسهم في ارتفاع معدل الأنسولين وبالتالي انخفاض السكر في الجسم بصورة مفاجئة مما يعرض الشخص لما يعرف بـ(نقص السكر التفاعلي في الدم)، واختيار ما يساعد على الصيام دون الإحساس بالإرهاق خلال ساعات الصيام.

يعزز المناعة

بدورها أكدت الدكتورة رنا متولي -أخصائية طب الأسرة بمركز الخور الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية-، أنَّ الصيام من أهم الطرق الطبيعية لخفض مستويات ضغط الدم، سيما وأنَّ الصيام يعزز جهاز المناعة، ويساعد على التخلص من سموم الجسم والدهون، كما يساعد على التقليل من خطر تصلب الشرايين، وتقليل معدلات الأيض ومعدلات الهرمونات كالأدرينالين مما يساعد على خفض مستوى ضغط الدم، كما يجب على مريض ارتفاع ضغط الدم أن يراعي قياس الضغط باستمرار خلال اليوم؛ فإذا انخفض فجأة وبشدة أثناء الصيام أو شعر بدوخة، فيجب الإفطار واستشارة الطبيب فوراً، أما إذا ارتفع ضغط الدم عما يزيد على 180/120 فيجب الإفطار فورًا وطلب المساعدة الطبية.

 

الفشل الكلوي

حذر الدكتور أشرف حسنين-اختصاصي أمراض باطنة-، من صيام مرضى الفشل والغسل الكلوي لاعتمادهم على الاستصفاء الدموي ولاحتياجهم للأدوية فضلا عن احتياجهم للسوائل، إلا أنَّ مرضى القصور الكلوي البسيط بإمكانهم الصيام بشرط كسر الصيام في حال إحساسهم بالدوخة أو الغثيان نتيجة للجفاف في الجسم، كما أنَّ الأمر ينطبق على مرضى السكري النوع الأول فلا ينصحون بالصيام، أما مرضى السكري النوع الثاني فالبعض بإمكانه الصيام إلا في حال كان معدل السكر في الدم أقل من (70 ملغم/ دسل) وأكثر من (300 ملغم/ دسل) فعليه عدم الصيام.

هرمون النمو

شدد الدكتور رشاد لاشين- طبيب أطفال ومراهقين-، على أهمية الصيام للمراهقين، لافتا إلى قدرته على تحسين الصحة البدنية والنفسية والروحية لدى المراهق، موضحا أنَّ خلال ساعات الصيام تفرز المعدة هرمونا خلال الإحساس بالجوع يسهم في تنشيط هرمون النمو لديهم، كما أن الصيام يعزز جهاز المناعة، ويخلِّص الجسم من الخلايا الفاسدة، أما من حيث الصحة النفسية فهناك هرمونات يزيد إفرازها كهرمونات الدوبامين وهو ناقل عصبي مرتبط بالأحاسيس الممتعة وجزء مهم من نظام المكافأة في الدماغ، والسيروتونين الذي يساعد على تنظيم المزاج والنوم والشهية، والهضم والذاكرة والتعلم، مما يسهم في تحسين النفسية والمزاج لديهم.

ونصح الدكتور رشاد لاشين الأهالي في جدولة الأطعمة التي تتناسب مع كل فئة عمرية لاسيما للمراهقين الذين ينحون نحو الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية، فعلى أولياء الأمور تقديم الأطعمة الصحية والمشروبات المغذية، محذرا من الأطعمة المقلية والمشروبات المصنعة والغازية التي وصفها بالوباء، إذ إنها تسهم في زيادة الوزن، فضلا على أنها ستشعرهم بالإرهاق خلال ساعات الصيام، فالإفطار يجب أن يكون بكميات معتدلة من الطعام المتوازن حتى يحقق الصيام الهدف منه.

جراحات السمنة

رأت السيدة غنوة الزبير-أخصائية تغذية علاجية-، أنَّ الصيام بلا أدنى شك فوائده على صحة الجسم عديدة، إلا أنَّ هناك حالات مرضية عليها استشارة الطبيب المعالج قبل الشروع في الصيام لما قد يعرض حياتهم للخطر، فبالنسبة للأشخاص الذين أجروا عمليات انقاص الوزن من تكميم المعدة أو تحوير المسار فقرار صيامهم يعود إلى طبيبهم المعالج، سيما وأنَّ الأشخاص الذين أجروا جراحة انقاص الوزن منذ 6 أشهر يصعب عليهم الصيام لتكرار إحساسهم بالإرهاق وهبوط السكر، والبعض قد يطلب منهم عدم الصيام من ستة أشهر إلى عام.

وأضافت السيدة غنوة الزبير قائلة "أما من يُسمح لهم بالصيام فعليهم شرب الماء بكميات مناسبة لتجنب الجفاف، مع تجنب شرب المياه مع الوجبات مما يشعرهم بالشبع السريع كما يخلف لديهم عسر هضم، لذا يفضل شرب الماء بين الوجبات ويجعلونها كالعادة خاصة خلال فترة الإفطار، كما أنَّ من أجروا جراحات تحوير مسار عليهم تناول الطعام ببطء ومضغه جيدا بمقدار 20 عدة قبل البلع، كما أنَّ هؤلاء الأشخاص عادة ما يصابون بما يعرف بهبوط السكر (نقص السكر التفاعلي في الدم) بعد تناول كميات سكر تسهم في ارتفاع معدل الأنسولين بصورة مفاجئة وبالتالي انخفاض السكر إذ قد يشعر الشخص بالدوار والتعرق البارد، لذا لا يفضل استخدام السكر الموجود بالعصائر المركزة والسكريات المصنعة والفطائر لتجنب انخفاض السكر المفاجئ بسبب ارتفاع الأنسولين بالدم."

 

عصائر مصنعة

واستطردت السيدة غنوة الزبير محذرة من تناول العصائر المصنعة التي يشتهر تناولها في رمضان، إذ انها تحتوي على محلول سكر مضاف ونكهات اصطناعية ومواد حافظة، وهي من الأطعمة الفاقدة للفائدة، وتسهم في ارتفاع السكر لمن يعانون من السكر أو من لديهم مقاومة أنسولين، كما أنها تمد الجسم بسعرات حرارية، كما أنَّ الألوان الاصطناعية لها تأثير على صحة الأمعاء وصحة الدماغ عند الأطفال وضعف التركيز، لذا يُنصح بتجنبها واستبدالها بالعصائر الطازجة المعصورة في المنزل دون إضافات بل تحتوي على الفيتامينات وعلى مضادات أكسدة ومواد معززة للمناعة.

الصيام والسكري

    أوضحت السيدة كريستينا لطفي-أخصائي تغذية علاجية-، قائلة " إنَّ شهر رمضان في صيغته يدفع الصائمين لاتباع نظام غذائي صحي، بل ويستطيع الصائم أن يخسر من 5%-10% من وزنه في حال اتبع نظام غذاء صحي متوازن، مما يحسن من التحكم بمؤشر السكر في الدم، والضغط، ومعدل الأنسولين ومستوى الدهون بالجسم، إذ ينصح بتناول من 30-40 جراما باليوم من الألياف مثل نخالة الشوفان، حبوب النخالة، الخبز الأسمر متعدد الحبوب، دقيق أو طحين الشوفان، قطع الحنطة، البقوليات مثل الفول، الفاصوليا، الحمص، و العدس ومن الخضار: البامية، الخيار، الطماطم والباذنجان، ومن الفاكهة التفاح، التوت، والبرتقال والكلامنتين، إذ انها تعطي الاحساس بالشبع لفترة اطول ولا ترفع مستوى السكر في الدم بشكل سريع، أما بالنسبة للدهون فينصح بتجنب الدهون المتحولة وتجنب الدهون بالطعام إلى أقل من 300 ملجرام في اليوم والدهون المشبعة لأقل من 7% من السعرات الحرارية المتناولة في خلال اليوم، وبالإمكان استبدالها ببذور الكتان، المكسرات النيئة أو غير مملحة والأسماك مثل سمك السالمون، الأفوكادو، وزيت الزيتون النقي.

وعرجت السيدة كريستينا لطفي إلى أنَّ الأبحاث العلمية التي أجريت في 13 دولة أكدت أنَّ 86% من مرضى السكر النوع الثاني يصومون شهر رمضان، وتقريباً 43% من مرضى السكر النوع الأول يصومون شهر رمضان، فبإمكان مرضى السكر من النوع الثاني الصوم اذا كان متحكما بمستوى السكر في الدم بشكل طبيعي لمدة طويلة، أما مرضى السكرى من النوع الأول فيصعب عليهم الصيام بسبب جرعات الأنسولين، لذا يحب على مريض السكري من النوع الأول استشارة الطبيب المعالج، قبل بداية صوم الشهر الكريم لتحديد إذا كان الشخص قادرا على الصوم أم لا، لتعديل الدواء إذا كان لمرضى السكر من النوع الأول أو الثاني، فإذا كان بالإمكان تغيير موعد الجرعات أو تقليلها أو اختيار دواء بديل، وبالتأكيد المتابعة مع الطبيب للتأكد من مستوى السكر وقراءات السكر في المعدل الطبيعي وكيفية التعامل مع هبوط أو ارتفاع السكر في الدم.

وأوضحت السيدة كريستينا لطفي قائلة "إنَّ هبوط السكر يكون معدل السكر في الدم أقل من 70 مليجرام ديسيلتر وتكون الأعراض عبارة عن رعشة، عرق بارد، جوع شديد، عدم التركيز وصداع، أما ارتفاع السكر في الدم فيكون أعلى من 300 مليجرام ديسيليتر، وتكون الأعراض عطش شديد، جوع، التعب، الدوخة أو الترجيع، تقلصات بالمعدة والذهاب المتكرر إلى دورة المياه، لذا أنصح المريض إذ ظهرت عليه أية أعراض من هبوط السكر في الدم بكسر الصيام، كما أنصح بقياس السكر في الدم عدة مرات خلال اليوم قبل السحور، في الصباح، منتصف اليوم، بعض الظهر، قبل الافطار، بعد ساعتين من الافطار، أو في أي وقت يشعر به مريض السكر انه ليس على ما يرام أو لديه مؤشرات لانخفاض السكر في الدم".

مساحة إعلانية