رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

418

النصر: يجب أن يكون للجامعة العربية دور أكبر خلال المرحلة المقبلة

26 مارس 2016 , 11:36ص
alsharq
الدوحة - قنا

شدّد سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، على ضرورة أن يكون للجامعة العربية دور أكبر خلال المرحلة المقبلة لأنها الجهة المخولة بالتعامل مع الخلافات الموجودة بالإقليم .

واعتبر سعادته، في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن الصراعات التي يشهدها العالم العربي خطيرة جداً من حيث تأثيرها "فهي تؤدي لتدمير هذه البلدان ليس فقط من الناحية العمرانية لكن أيضاً من النواحي الثقافية والدينية والإنسانية وتهميش دورها لتصبح دولاً فاشلة".

وأكد سعادته على مبدأ الحوار بين الأطراف المتصارعة وتعزيز دور الفن والموسيقى والرياضة في تقريب وجهات النظر ونشر ثقافة التسامح بين الشعوب بعد أن ثبت أن استخدام القوة في حل النزاع يؤدي دائما إلى سلوك عكسي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الأوروبي يبذل جهوداً جبارة للحصول على تسوية وحل لمشكلة الهجرة والمهاجرين إليه وكذلك الاتحاد الإفريقي يقوم بدور كبير لحل مشاكل الإرهاب والفقر وأنه على الجامعة العربية أن تحذو حذوهما وتقوم بدورها الإيجابي في الوساطة وتهدئة الخلافات بين الشعوب العربية.

وأبدى الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات اندهاشه من أن العالم العربي مهد الديانات السماوية وأصل التاريخ والحضارة والعطاء في خدمة الإنسانية، "أصبحت معظم بلدانه مهمشة وفاشلة ويتدخل في شؤونها القاصي والداني ويسيطر عليها الغريب وتهجر شعوبها ويموت أهلها غرقاً أو جوعاً وأصبحت مصدراً للمشاكل في العالم كله، كما تم تهميش الإنسان وثقافته وتاريخه وفشلت المحاولات لنهوض هذه البلدان وقيامها".

وأضاف أن التطرف والنزاعات كثيرة في العالم العربي دون غيره من بقاع العالم "لأن العوامل المؤدية للعنف متوافرة فيه وقد زادت في السنوات الأخيرة ومنها الاحتلال الأجنبي والفقر والفساد والأمية وسوء الإدارة وانتهاك حقوق الإنسان والنزاعات الطويلة التي لم يتم حلها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والنظم الديكتاتورية وتهميش الشباب وعدم إتاحة الفرص للعمل والإبداع.. كل هذه الأمور أدت لغضب شديد من قبل الشباب الذين يمثلون حوالي 70% من المجتمع العربي، بل وزادت من حالة الغضب والقهر في المجتمع، مما أدى إلى ما يعرف بالربيع العربي".

وأشار إلى أن ما يعرف بالربيع العربي كان هدفه الأول تحقيق الشفافية والحكم الرشيد واحترام الحقوق "لكن خاب أمل الجميع فرأينا هذه الدول تعاني من التطرف والتعصب واستخدام الدين وسيلة لتحقيق أهداف أيديولوجية معينة. وقد زادت وسائل التواصل في نشر وترسيخ هذه الأيديولوجيات مما عزز التعصب والتطرف الذي نعاني منه الآن"، مؤكداً أن هذا الوضع القائم في المنطقة يتطلب تعاوناً دولياً لاحتوائه ومواجهة خطره بالأفكار والبرامج خاصة وأن التطرف والعنف لا دين له ولا لون ويمتد وينتشر في العالم كله.

وأكد الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن قطر من الدول الرائدة في إطلاق المبادرات التي تصب في مصلحة الأمن والسلم الدوليين وتبذل جهودا جبارة ليس في منطقة الخليج فقط ولكن في العالم العربي وخارجه لإنهاء الخلافات والنزاعات، مشيراً إلى أن مبادرات الوساطة دائما تأتي من الدول المحبة للسلام وللتعايش الكريم وحسن الجوار.

وأضاف سعادته: "منذ توليت منصب الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات وأنا أتبنى مبدأ الوساطة في حل النزاعات وهذا المبدأ راسخ عندي لأن بلدي قطر لها باع طويل في موضوع الوساطة بالطرق السلمية وليس الحربية والعسكرية".

وأشار في الوقت نفسه إلى أن الوساطة لم تجد نفعا في بعض البلدان الملتهبة مثل سوريا وليبيا واليمن وغيرها لأن هناك تدخلات خارجية لا تسمح بإكمال هذه الوساطات ومن ذلك استخدام حق النقض (الفيتو) في بداية الأزمة السورية، "مما زاد من اضطراب الأزمة حتى مر نحو خمس سنوات على الأوضاع هناك قتل فيها من قتل وشرد فيها من تشرد وهجر من تهجر وخرب فيها البلد.. ولو كان العالم العربي بعيدا عن التدخلات الخارجية لكان الوضع أفضل".

مساحة إعلانية