رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3904

رحلة تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.. تعرف على أهم المحطات

26 يونيو 2019 , 05:50م
alsharq
تركيا
أنقرة - قنا

تعرضت العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي لهزة عنيفة بعد صدور تقرير أوروبي حول التوسعة الشهر الماضي يؤكد تراجع تركيا بشكل كبير عن الاتحاد الأوروبي، ما يعني عدم فتح فصول تفاوضية جديدة من دون إغلاق الباب بشكل كامل بالإبقاء على الفصول التفاوضية المفتوحة حاليا للمناقشة بين الطرفين.

وقد شهدت العلاقات التركية الأوروبية محطات كثيرة شابها التوافق تارة والاختلاف تارة أخرى فرغم قبول الاتحاد الأوروبي ترشح تركيا لعضويته عام 1999 وضع الأوروبيون العديد من الشروط والعراقيل أمام أنقرة لتتعثر مفاوضات العضوية بين الطرفين، غير أن مفاوضات العضوية الكاملة لم تبدأ إلا في 3 أكتوبر عام 2005 في عهد حكومة حزب العدالة والتنمية الأولى، ولكن دون تحديد سقف زمني لها.

ورغم أن حزب العدالة والتنمية أجرى إصلاحات سياسية واقتصادية، قامت المفوضية الأوروبية عام 2006 بتجميد مفاوضات انضمام تركيا جزئيا على خلفية الأزمة القبرصية وبعد فجوة دامت سنوات لم تفتح خلالها أي مجالات جديدة للتفاوض بين الطرفين.

اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي في 22 أكتوبر عام 2013 على إجراء جولة جديدة من المفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها لعضوية الاتحاد وجاء القرار الأوروبي بعد أن أثنت المفوضية الأوروبية على الإصلاحات التي أدخلتها تركيا في تلك الفترة على نظامها القضائي وعلى حزمة القوانين الجديدة التي كشفت عنها الحكومة التركية، غير أن التوتر بين أنقرة والأوروبيين عاد إلى الواجهة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا يوم 15 يوليو عام 2016 وصوت البرلمان الأوروبي يوم 23 نوفمبر عام 2016 في قرار غير ملزم على تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

ويقول الخبير الاستراتيجي التركي إسماعيل كابان في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن الانعكاسات الإيجابية لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي على أوروبا كثيرة ومتنوعة ومنها تحسين صورة أوروبا لدى العالم الإسلامي، والتواصل معه عبر تركيا مما يعزز المصالح الأوروبية.

وأضاف: "وكذلك زيادة الأهمية العالمية لأوروبا نتيجة لزيادة كتلتها البشرية وسعتها الجغرافية وتمدد نفوذها في مواجهة القوى الصاعدة مثل الصين وروسيا والهند إلى جانب تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في المحيط الإقليمي لتركيا نتيجة عضويتها فيه وتوجيه الاستثمارات الأوروبية نحو تركيا باعتبارها نقطة جاذبة بحكم امتلاكها اقتصادا ناميا وسوقا نشطة تصل قدرتها إلى ما يزيد على 200 مليار دولار".

وتابع: "إلى جانب زيادة القوة العسكرية للاتحاد وزيادة دوره في حفظ السلام العالمي نتيجة قدوم عدد كبير من الجنود اللازمين لتلك المهمة عبر عضوية تركيا".

لكن كابان أشار إلى أن بريق الاتحاد الأوربي لم يعد مغريا لتركيا لأسباب كثيرة منها تحسن أوضاعها الاقتصادية خلال الأعوام السبعة عشر الماضية وتراجع الاقتصاد الأوروبي منذ الأزمة الاقتصادية العالمية، إلى جانب خروج بريطانيا الدولة الأوروبية من عضوية الاتحاد.

وبدا واضحا خلال الفترة الماضية عزوف تركيا عن رغبتها السابقة في الانضمام للاتحاد الأوروبي وقد تأكد ذلك في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكد فيها أن الانضمام للاتحاد ليس مسألة مصيرية بالنسبة لبلاده، وقال إن الاتحاد الأوروبي يحاول إجبار بلاده على الخروج من المفاوضات وأكد أن بلاده قادرة على أن تقف على قدميها منفردة خاصة وأنها حققت الكثير من الإنجازات بدون أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي.

المراقبون يرون أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ربما تنتظر من يغلق الباب أولا لكنهم يستبعدون تصاعد الأزمة بين الطرفين في المرحلة القادمة.

ويرجع تاريخ مساعي تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى عام 1959 وتم توثيق ذلك في اتفاقية أنقرة عام 1963 والتي أقرت العضوية التدريجية لتركيا في الاتحاد الجمركي الأوروبي وقدمت تركيا طلبا في عام 1987 للانضمام إلى ما كان يسمى الاتحاد الاقتصادي الأوروبي وقد تم تصنيفها من قبل الاتحاد الأوروبي في 1999 على أنها مؤهلة للانضمام إليه، لكن لم تبدأ المفاوضات حول ذلك فعليا حتى عام 2005.

ينقسم أعضاء الاتحاد الأوروبي حيال ملف تركيا بين مؤيد لانضمامها ومعارض، ولكل فريق براهينه.. فمعارضو الانضمام يسندون حجتهم الأولى إلى الجغرافيا إذ أن 97 في المائة من تركيا يقع في آسيا الصغرى وكذلك العاصمة.. كما أن تاريخ الأتراك مغاير لتاريخ الأوروبيين، ولطالما شكل العثمانيون تهديدا لأوروبا.

وبحسب مناهضي انضمام تركيا فإن الهوية التاريخية لأوروبا لا تنفصل عن النموذج الثقافي السياسي الذي صيغ خلال خمسة عشر قرنا من المسيحية، فتركيا غريبة عن كل التجارب الكبرى التي بنت أوروبا كحضارة، من الارتداد إلى المسيحية وإبداعات القرون الوسطى النهضة والإصلاح، عصر التنوير والرومنطيقية.

كما أنها لم تقم إلا بتقليد الحياة السياسية التي ولدت في القرن التاسع عشر مع قرن من التأخير عن أوروبا مثل الدولة، القوة البرلمانية والديمقراطية الليبرالية.

ورفض هذا الفريق أيضا أن يكون أكبر بلد إسلامي كتركيا في الاتحاد الأوروبي وهو الأقل أوروبيا والذي يعد كحصان طروادة إسلامي داخل أوروبا هدفه قلب القيم الغربية والتغلغل في الاتحاد الأوروبي لهدم تجربته كون الثقافة الإسلامية لا تتوافق والقيم الأوروبية، وبالتالي الخوف من اجتياح 82 مليون مسلم بلدان الاتحاد الأوروبي، ما يسرع ويرفع من وتيرة صراع الحضارات ويغير الهوية الأوروبية، ويزعزع الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في أوروبا مما يسهل السيطرة التركية على المؤسسات الأوروبية، فتنال تركيا أكبر عدد من النواب في البرلمان الأوروبي الذي يقوم على نسبة عدد السكان في كل بلد، وسيتأثر بهذا الوضع عمل الأكثرية الموصوفة في المجلس الأوروبي الذي يأخذ بالاعتبار المعطيات الديمغرافية، ما يؤكد أن تركيا ستصبح عضوا يكون له ثقل ألمانيا التي هي أكثر سكانا في الاتحاد وستحصل مثلها على 96 مقعدا بين سنتي 2025 و2050 مقابل 84 لفرنسا من أصل 750 مقعدا.

بالإضافة إلى كل تلك الأسباب، فإن تركيا، بنظر هذا الفريق، لا تحترم القانون، والديمقراطية وحقوق الأقليات ولديها مشاكل مستعصية مع بعض الدول الأوروبية.

ومن الممكن أيضا في نظر هذا الفريق، أن تكون تركيا حصان طروادة أمريكيا لأنها تمثل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى منع بروز أوروبا كقوة عظمى لذلك تصر الولايات المتحدة على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لشل مؤسساته.

فيما يعتمد مناصرو انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي على عدة براهين منها الجغرافيا الثقافية والاقتصادية التي لا تمنع الاندماج كون تركيا منتمية إلى حلف شمال الأطلسي وإلى المجلس الأوروبي.

هذا فضلا عن أن تركيا تشكل سوقا اقتصادية مهمة للسلع الأوروبية وتقدم ملايين العمال الشباب، ويمكن أن تصبح تركيا الرباط الأساس بين الاتحاد الأوروبي ودول القوقاز وآسيا الوسطى ودول الشرق الأوسط.

إن التحدي الذي تواجهه تركيا حاليا بعد قرار الاتحاد الأوروبي هو الحصول على ود الأوروبيين غير المقتنعين بالكامل بمصير تركيا الأوروبي وهل ستتم فعلا عضويتها في الاتحاد أم لا؟ وهم في الوقت نفسه لا يوصدون الباب أمام الفكرة مادامت أنقرة ستلبي المتطلبات المحددة للعضوية والشروط التي وضعت لبدء محادثات الانضمام.

تركيا بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي، وتريد عضوية كاملة معه وليس شراكة مميزة.. الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تركيا، ويريد شراكة مميزة معها وليس عضوية كاملة.. بالفعل إنها علاقة حائرة. فتركيا والاتحاد الأوروبي: إلى أين؟

اقرأ المزيد

alsharq وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في سوريا: مشاركتنا في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل بالدوحة يكرس عودة سوريا إلى محيطها العربي والإسلامي

أكدت سعادة السيدة هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في الجمهورية العربية السورية، أن مشاركة سوريا للمرة الأولى،... اقرأ المزيد

232

| 16 أكتوبر 2025

alsharq سلسلة جبال التاكا شرق السودان.. رحلة عبر الزمان وشموخ يحكي عظمة المكان

تعد سلسلة جبال التاكا التي تحتضنها مدينة كسلا حاضرة ولاية كسلا بشرق السودان من أجمل المعالم الطبيعية التي... اقرأ المزيد

282

| 15 أكتوبر 2025

alsharq لولوة الخاطر تروي قصة فسيلة شجر الزيتون التي غرستها في 2021 وصمود أهل غزة وفلسطين

قالت سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن اليوم يشرقفجر جديد... اقرأ المزيد

824

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية