رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1559

الجناحي: طرق التدريس المبتكرة تساهم في بناء اقتصاد قطر المعرفي

30 مايو 2016 , 06:24م
alsharq
الدوحة - الشرق

عقدت مؤخراً شركة ميرسك قطر للبترول وكلية شمال الاطلنطي في قطر المؤتمر السنوي السابع لآفاق التكنولوجيا في التعليم في حرم كلية شمال الاطلنطي.

ضم المؤتمر الذي استمر لمدة ثلاثة ايام خبراء من جميع أنحاء قطر والعالم بالاضافة الى عقد حوالي 50 ورشة عمل حول استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز تعلييم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس.

صممت ورش العمل هذه بهدف تعزيز التدريب العملي على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، وقد عقدت هذه الورش العملية في مختبرات كمبيوتر عالية المستوى في كلية شمال الاطلنطي قطر بحضور ما يقرب من 500 من المدرسين المحليين.

محمد الجناحي، المهندس التقني بميرسك قطر للبترول والمعلم في "علَم لأجل قطر" كان احد المحاضرين في المؤتمر وقد قدم العديد من ورش العمل حول طريقة تدريسه المبتكرة لمادة الرياضيات لعدد من مدرسي المدارس القطرية الحاضرين في المؤتمر.

وقال الجناحي في هذا السياق: "إن تعليم المراهقين مادة الرياضيات ليس بالأمر السهل، لذا لجأت إلى تطوير أدوات تعليمية بديلة لإضفاء طابع ممتع على المادة وحفز الطلاب على الاجتهاد والتفوق".

ويستعين الجناحي مثلاً بالقصائد الشعرية والمسابقات الأسبوعية ضمن الحصص الدراسية؛ ويذهب أحياناً لأبعد من ذلك، حيث يروج لأسلوبه على موقع "يوتيوب" الذي ساهم من خلاله بتعليم منهاج الرياضيات عبر الإنترنت.

يحظى محمد الجناحي بمسيرة مهنية ناجحة كمهندس ميكانيكي في شركة ميرسك قطر للبترول. وبالرغم من التحديات والفرص التي ينطوي عليها عمله هذا، إلا أن الجناحي لطالما تمتع بشغف كبير تجاه مهنة التعليم. ولهذا، لم يتردد لحظة واحدة بقبول العرض الذي قُدم إليه للمشاركة في تنشئة الجيل الجديد من خلال الانضمام لمبادرة "علِّم لأجل قطر."

تعد مبادرة "علِّم لأجل قطر"، التي أطلقتها سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني عام 2014، مؤسسة محلية غير حكومية تهدف إلى الارتقاء بنظام التعليم القطري عبر إعادة الاستثمار في مهارات الخبراء من مختلف قطاعات الدولة لصالح منظومة المدارس المستقلة.

ويركز برنامج المبادرة على توظيف الأشخاص الموهوبين والمحترفين للتعليم في مدارس قطر المختلفة حتى يكونوا مصدر إلهام للطلاب، ويجري تعيينهم لمدة عامين يدرّسون خلالها طلاب الصفين السابع والثامن في المدارس المستقلة بدولة قطر.

عندما انطلق مشروع "علِّم لأجل قطر"، وظفت المؤسسة علاقاتها مع العديد من أبناء المجتمع القطري لترشيح الأفراد المهتمين بالانضمام إلى هذه المبادرة. وأبدى الجناحي حماساً كبيراً تجاه الموضوع، وقدم طلب المشاركة في المبادرة عام 2014؛ وكان أول شخص يتم إدراج اسمه في لائحة البرنامج وينضم إلى الدفعة الأولى من الأساتذة الذين تم تعيينهم في مدارس قطر المستقلة.

وقال الجناحي بهذا الصدد: "لطالما رغبت بممارسة مهنة التعليم؛ وقد قدمت خلال مسيرتي المهنية الكثير من العروض التوضيحية للموظفين تنوعت بين تعليمهم اللغة العربية وتقديم المعلومات الأساسية حول قطاع النفط والغاز".

ونص الاتفاق على أن يدرّس الجناحي مدة سنتين من يونيو 2014 ولغاية يوليو 2016. وهكذا، خاض الجناحي دورة تدريبية مكثفة مدتها 6 أسابيع لتزويده بالمهارات اللازمة للاضطلاع بمهمته الجديدة. وحال استكمال الدورة، باشر الجناحي تعليم مادة الرياضيات لطلاب الصف الثامن في "مدرسة الأحنف المستقلة".

قال الجناحي بمعرض تعليقه على الموضوع: "إن التعليم مهمة غاية في الصعوبة، ولا يمكن مقارنته بمهنة المهندس أو الموظف الإداري عموماً. وأنا شخصياً أرفع القبعة تقديراً لجهود جميع العاملين في الحقل التدريسي".

ووصف الجناحي تجربته الجديدة بأنها غيرت مجرى حياته بالكامل على الرغم من كونها الأكثر تطلباً بين المهام التي ألقيت على عاتقه خلال مسيرته المهنية. فكونه معلماً، يشعر الجناحي أنه يكتسب مهارات ما كان ليكتسبها في أي مجال عمل آخر.

كما نوه الجناحي إلى المواقف التي قد تصاحب هذه المرحلة، حيث يمكن أن يتصرف الطلاب بطريقة مشاغبة ومتمردة للغاية (عانى من بعضها شخصياً خلال فترة تدريسه)، ولكنه مع ذلك يرى فيها فرصة ثمينة للتأثير عليهم وعلى طريقة تفكيرهم. وقد بدأ الجناحي مؤخراً يستشعر تأثيـره الإيجابي على الطلاب الذين بدأوا يحبون مادة الرياضيات. كما لمس قدرته على شد انتباههم بأسلوبه الممتع أثناء نقل المعلومة الرياضية.

وعن رؤيته للمستقبل، قال الجناحي: "لن أستسلم بالرغم من الصعوبات التي تنطوي عليها مهمتي الجديدة أحياناً. إنها مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقي، وسيكون للاستسلام أثر سلبي كبير على طلابي؛ لذا فإن ذلك ليس خياراً بالنسبة لي، خصوصاً وأنني أشعر بفخر شديد وأنا أخدم بلدي الحبيب."

وأضاف قائلاً: "أود أن أعرب عن امتناني الكبير لشركة ’ميرسك قطر للبترول‘ التي أتاحت لي فرصة الانضمام إلى مبادرة ’علِّم لأجـل قطر‘. كما أشكر فريق المبادرة على دعـمه الكبير لي في محاولتي إيصال هذه الرسالة القيّمة التي عادت بالنفع عليّ شخصياً، وعلى طلابي، وكذلك على وطني الحبيب قطر."

مساحة إعلانية