رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

348

د. أحمد القديدي

هل تعود أوروبا إلى منزلتها الكبرى في العالم؟ (1)

01 أغسطس 2025 , 03:14ص

تفاجأ العالم بقرار الرئيس (ماكرون) اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية وهو القرار التاريخي الذي سيعلن عنه بنفسه في خطابه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم! هذا القرار من دولة كبرى عضوة دائمة في مجلس الأمن وقاطرة الاتحاد الأوروبي السياسية لأن القاطرة الاقتصادية هي ألمانيا. وكما تتوقعون فإن هذا القرار ليس ملزما لفرنسا وحدها بل يهم كل عواصم الاتحاد الأوروبي ونتبين هذا من ردود الفعل الفورية التي جاءت من كل مكان وطبعا أولها دولة الكيان المحتل التي وصلت الى حد اتهام الرئيس (ماكرون) بخدمة الإرهاب وتبني مواقف حماس وبالتالي فتح الباب أمام القضاء على دولة إسرائيل نهائيا! 

وجاء التعليق أيضا من الإدارة الأمريكية التي اكتفت بالقول إن القرار متسرع ولا يضع الوقائع في محلها! 

ثم تعاقبت بسرعة ردود الفعل الأوروبية ما بين مؤيد ومتردد ومعارض. 

أبرز المؤيدين بشدة كان رئيس الوزراء الأسباني ( بيدروسانشيز) الذي سبق الرئيس الفرنسي بعدة أشهر وكان أول من صرح بأنه يشعر بالخجل والعار كإنسان ثم كأوروبي حينما يشاهد صور عمليات الإبادة الممنهجة واستعمال التجويع كسلاح حربي من قبل (ناتنياهو) داعيا نظراءه الأوروبيين الى إنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة من الإبادة والتهجير القسري وقال لقناة (سي إن إن) إن أسلم طريق للسلام هو حل الدولتين كما نصت عليه منظمة الأمم المتحدة و إن أقرب المواقف لبلوغ هذا السلام هو الاعتراف بدولة فلسطينية تجاور إسرائيل ولا تحل محلها. ولم يقف التيار السياسي عند حدود فرنسا بل تعداه الى دول أوروبية كبرى مثل بريطانيا التي كانت سياساتها «أطلسية» بمعنى أن حكوماتها المتعاقبة تتبع بصفة تلقائية مواقف الولايات المتحدة وهذا أمر طبيعي بالنظر للعلاقات التاريخية بينها وبين القارة الأمريكية منذ أن حل بها أصيلو المملكة المتحدة عام 1492 تاريخ ما سمي خطأ باكتشاف الأمريكيتين على أيدي البحار الإيطالي المغامر (كريستوف كولمبس) وهو أصيل مقاطعة جنوة الإيطالية وموله ملوك أوروبا ليقطع المحيطات الخطيرة بشجاعة أسطورية وينزل على سواحل ما كان يعتقد أنها الهند وبدأت في الحقيقة عمليات إبادة للسكان الأصيلين وتعويضهم بالمستعمرين البيض المسيحيين والبروتستانت وتمت عملية غش كبرى حين زيف الوافدون واقع الاحتلال وقامت ابواقهم بمخادعة كبرى الى يوم الناس هذا!

 ونعود الى سنة 2025 حيث قال المحرر الدبلوماسي في صحيفة الغارديان (باتريك وينتور) إن نوابا في البرلمان البريطاني يضغطون على وزارة الخارجية للاعتراف بالدولة الفلسطينية. ودعت (إيميلي ثورنبيري) رئيسة اللجنة المختارة للشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني الى الانضمام إلى دعوات الرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) الذي فجر قنبلة الاعتراف وقال (وينتور) إن وزارة الخارجية البريطانية تتعرض لضغوط من النواب للاعتراف بالدولة الفلسطينية لو نفذ ماكرون خطته واعترف بالدولة الفلسطينية في مؤتمر دولي ( المقصود هو المؤتمر الذي تم عقده في مقر الأمم المتحدة بنيويورك ما بين 17 و 20 يونيو الماضي) وخصص لبحث مطلب حل الدولتين بمشاركة بين فرنسا والسعودية حيث دعا الرئيس الفرنسي لأن يكون المؤتمر لحظة حاسمة. وأضافت السيدة (ثورنبيري) إن اللحظة قد حانت لأن تعترف بريطانيا بالدولة الفلسطينية مضيفة “نحن بحاجة إلى انجاز مكسب سياسي مع أصدقائنا وخاصة الفرنسيين وقالت إن هناك الكثير من الدول الجالسة وتنتظر وأضافت أنه لو لم يتحرك الغرب وأوروبا بالذات سريعا فلن تكون هناك فلسطين للاعتراف بها. ومن جهته دعم السيد (كريس دويل) رئيس مجلس التفاهم العربي- البريطاني (كابو) الخطوة قائلا إنه كان يجب اتخاذها منذ فترة طويلة وان تحركا من عضوين دائمين في مجلس الأمن سيرسل رسالة قوية الى العالم وأضاف «إنه لو لم تتحرك بريطانيا بسرعة فستتعمق الأزمة نظرا لنية إسرائيل ضم الضفة الغربية فعليا. ويحظى كابو بدعم قوي بين نواب حزب العمال، وعدد كبير منهم غاضب على إسرائيل وتصرفها في غزة. وهناك أيضا غضب بسبب منعها لنائبتين من حزب العمال زيارة الضفة الغربية. ولا يزال الموقف الرسمي لوزارة الخارجية هو أنها ستعترف بفلسطين في اللحظة المناسبة ذات التأثير الأكبر ولكن عندما كان (ديفيد كاميرون) وزيرا للخارجية قدم تعديلا بسيطا على هذا الموقف عندما قال إن على بريطانيا الانتظار حتى نهاية العملية السياسية لكي نعترف بالدولة الفلسطينية وفي إشارة إلى إسرائيل قال إنه لا يمكن لأي دولة أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار بريطانيا بالاعتراف بفلسطين. 

وفاجأت تركيا العالم هذه الأيام بخبر مفاده اتفاق زعماء تهمهم قضية الحرب الروسية الأوكرانية على حضور مؤتمر للسلم ووقف إطلاق النار بإشراف الرئيس (أردوغان) وحضور الروسي (بوتين) والأوكراني (زيلنسكي) والأمريكي (ترامب) وهنا لم ننحرف عن عودة أوروبا الى الساحات الدولية لأن التقسيم الجديد لخريطة العالم يعتبر أوكرانيا وروسيا دولتين أوروبيتين ويسعى جميع هؤلاء القادة الى تجنيب أوروبا ويلات الحرب ومؤامرات التهميش.  ونعود الى موقف (ديفيد كاميرون) الذي قال لقناة فرانس 5: يجب أن نتحرك نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وسنفعل ذلك خلال الأشهر المقبلة وأضاف في إشارة إلى بعض دول الخليج بما فيها السعودية: أريد أيضا المشاركة في ديناميكية جماعية وذكر (كاميرون) بتصريح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي اتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين مضيفا: إن السعودية لن تعترف بإسرائيل إلا كجزء من اتفاق يتضمن مسارا لا رجعة فيه نحو دولة فلسطينية. ورغم وجود شكوك في بعض الأوساط الأوروبية حول مدى استعداد ماكرون لمعاداة إسرائيل إلا أن العلاقات الشخصية والسياسية بين (كيرستارمر) رئيس الحكومة البريطانية وزعيم حزب العمال و (ماكرون) قوية وسيكون من الصعب على وزارة الخارجية مقاومة أي ضغط فرنسي قوي للاعتراف بفلسطين خاصة إذا نظر إليه كجزء من سلام أوروبي خليجي مشترك علما بأنه في الوقت الحالي تعترف 148 دولة من أعضاء الجمعية العامة في الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة بالدولة الفلسطينية. ولم تتخذ أي دولة غربية عضو في مجموعة العشرين بما فيها كندا وألمانيا وإيطاليا الخطوة بعد وفي الوقت الذي صوت فيه الكنيست الإسرائيلي الشهر الماضي ضد حل الدولتين عارض زعيم المعارضة (يائير لبيد) قرار الكنيست وقال إنه يرى فرصة على المدى المتوسط لحل الدولتين طالما لم يكن متطرفو اسرائيل وفلسطين جزءا من الحكومتين.

اقرأ المزيد

alsharq قطر وتركيا.. شراكة استثنائية في المجال الدفاعي

جاءت مشاركة سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون... اقرأ المزيد

414

| 29 أكتوبر 2025

alsharq هل الوجاهة مطلب إنساني أم مرضٌ اجتماعي في ثقافتنا الخليجية؟

في نوادينا اليوم ودواويننا في الخليج العربي، نجد أنه أصبح لكلمة «برستيج» وجود في اللهجة الدارجة اليومية، فتُستخدم... اقرأ المزيد

417

| 29 أكتوبر 2025

alsharq عمرانٌ بلا روح: كيف نخسر هويتنا في سباق التنمية؟

نقف اليوم أمام صروحٍ زجاجية تناطح السحاب، ونمشي في مدنٍ ذكية تَعِدُ باليُسر والكفاءة، نحتفي بلغة الأرقام، ونحتفل... اقرأ المزيد

456

| 29 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية