رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فهد عبدالرحمن بادار

تويتر @Fahadbadar

مساحة إعلانية

مقالات

360

فهد عبدالرحمن بادار

تقلبات الأسهم العالمية

01 سبتمبر 2024 , 07:00ص

شهدت أسواق الأسهم العالمية خلال شهر أغسطس انهيارات هائلة أعقبها انتعاش سريع نوعًا ما. والدورة الاقتصادية الحالية في العديد من الأنظمة بالأسواق المالية تعني أن التعديلات، التي قد تكون ضرورية وعقلانية من حيث المبدأ، قد تتجاوز الحد المعقول. وكان إلغاء الصفقات المرتبطة بالاقتراض بالين الياباني للاستثمار في أماكن أخرى Carry Trade، والذي ساهم في تسجيل انخفاض هائل بنسبة 12% في مؤشر توبكس الياباني، قد حدث نتيجةً لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس فقط من قِبَل بنك اليابان في الحادي والثلاثين من يوليو، بارتفاع من نسبة الصفر فعليًا. وقد حدث هذا في وقت تزايدت فيه التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة هذا الشهر. وكان من شأن تقليص الفارق بين أسعار الفائدة اليابانية والأمريكية أن يدفع العديد من صفقات التحوط إلى الخسارة. فضلاً عن ذلك، أدت الانخفاضات إلى إطلاق إشارات بيع في صناديق التتبع.

بالنسبة لمديري الاستثمار، الذين يعملون لصالح صناديق التقاعد على سبيل المثال، يبدو استثمار الجزء الأكبر من الاستثمار في صناديق سلبية أو صناديق تتبعية خيارًا آمنًا؛ حيث لن يؤدي ذلك إلى طردك من العمل. وهذه الصناديق مبرمجة لإصدار أوامر بيع عند نقاط بيانات معينة، وتتدفق هذه الأوامر عبر النظام. وثمة حاجة إلى جعل مثل هذه الصناديق أكثر تطورًا، مع وجود إجراءات احترازية لمنع البيع المتراكم عندما تتحول بضعة مؤشرات فقط إلى السلبية. وتتسم الصناديق السلبية بأنها رخيصة في إدارتها، وأن كمية الأموال التي تتدفق إليها مستمرة في النمو.

وكانت بيانات سوق العمل الأمريكية التي أزعجت المستثمرين هي الأخبار التي تفيد بإضافة 114 ألف وظيفة، مقارنة بحوالي 175 ألف وظيفة متوقعة. وربما كانت هذه البيانات مخيبة للآمال، لكنها لا تنذر بكارثة كساد كبرى مماثلة لتلك التي حدثت في ثلاثينيات القرن العشرين. وسجل معدل البطالة نسبة 4.3%، بارتفاع من أدنى مستوى مسجل له بلغ 3.4% في أبريل 2023.

ورغم كل ما يعج به العالم المالي من بيانات، فلا يبدو أن هناك رقمًا دقيقًا يشير إلى حجم تجارة الفائدة على الين التي بلغتها بحلول نهاية شهر يوليو. وتتراوح التقديرات بين 500 مليار دولار و4 تريليونات دولار، ومن الصعب تحديد حجمها.

وهناك أكثر من نوع واحد من أنواع الاستثمار التي قد تندرج تحت بند تجارة الفائدة على الين. فهناك الاقتراض بالين من جانب صناديق التحوط وغيرها من المستثمرين قصيري الأجل للاستثمار في أصول دولية، وكثير منها في الولايات المتحدة وبعضها الآخر مثل البيزو المكسيكي. فضلاً عن ذلك، هناك الاستثمار من جانب المؤسسات والأسر اليابانية على المستوى الدولي. وهناك فئة ثالثة تتمثل في شراء الأسهم اليابانية من جانب المستثمرين الدوليين كتحوط للعملة.

وهناك عامل آخر يتمثل في أن أسعار الأسهم كانت تبدو مبالغًا فيها، لدرجة أن العديد من المستثمرين كانوا يبحثون عن إشارة للبيع. فقد كانت أسهم التكنولوجيا الأمريكية ترتفع طوال العام وسط آمال في أن تتجه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق طفرة. وقد أدى هذا إلى ارتفاع نسبة السعر إلى الأرباح التي لا يمكن تبريرها إلا في ظل السيناريوهات الأكثر تفاؤلاً لثورة الذكاء الاصطناعي. وكانت بعض إعلانات الأرباح من شركات التكنولوجيا خلال الصيف مخيبة للآمال، ولكنها لم تكن مثيرة للقلق كما هو الحال مع إحصاءات سوق العمل.

وعلى الرغم من التقلبات الجامحة التي شهدتها أسعار الأصول خلال شهر أغسطس، لاحظ كثيرون أن الأساسيات الاقتصادية لم تتغير. ولكن المشكلة تكمن في أن أسعار بعض الأسهم لا تزال تبدو مبالغًا فيها. يضاف إلى ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر مع عدم وضوح الفائز وسياساته الاقتصادية. ويبدو أن عجز القطاع العام الأمريكي سيستمر في الارتفاع بغض النظر عمن سيتولى سدة الحكم في البيت الأبيض.

ولا تزال هناك مؤشرات على حدوث نمو اقتصادي على المستوى العالمي، كما انخفض التضخم عن أعلى مستوياته في عام 2022. ومن الممكن، بل ومن المرجح، أن يجد الاقتصاد الأمريكي هبوطه الهادئ. ولكن هناك سابقة لانهيار أسواق الأسهم في خريف نصف الكرة الشمالي: فقد حدثت الانهيارات الثلاثة الكبرى في أعوام 1929 و1987 و2008 خلال شهري سبتمبر أو أكتوبر. ولذلك، قد يكون الربع الأخير من عام 2024 متوترًا.

مساحة إعلانية